شبكة النبأ: بالنسبة للصحافيين
العاملين في صحيفة الجارديان، كان هنالك أخيراً بعض الارتياح من الشك
المتصاعد حول مستقبل أقدم صحيفة تصدر يوم الأحد في العالم، أي
الأوبزيرفر.
مجموعة الجارديان ميديا Guardian Media Group، مالكة الصحيفة رفعت
الفأس الذي يتهدد العنوان الذي يبلغ عمره 218 سنة، قائلة إنها لن
تغلقها كجزء من مراجعة واسعة النطاق لعمليات المجموعة.
لكن يظل هنالك تساؤلات حول المستقبل الاستراتيجي للمجموعة التي تحقق
الخسائر، وحتى الارتياح لدى العاملين في صحيفة الأوبزيرفر، من الإعلان
بعدم إغلاق الصحيفة، كان محدوداً.
وقال واحد من الصحافيين الأكثر اكتئاباً: لقد نجونا من الإعدام،
لكننا الآن ننظر إلى موت بطيء. بحسب صحيفة الفايننشال تايمز.
والمشكلة الرئيسية التي تواجه المجموعة، تتمثل في كيف تجني الأموال
من صحافتها على الشبكة، وفقاً لعاملين رفيعي المستوى في كل أنحاء
المنظمة.
وشهدت مجموعة الجارديان الإعلامية وهيئتها المستقلة Scott سكوت
تراست Trust، مجادلات داخلية حامية مع عاملين رفيعي المستوى يتساءلون
عن مستوى الاستثمار في موقع جارديان دوت كو. يو كيه guardian.co.uk
التي تحقق الخسائر، في وقت يتصف بالركود.
وقال شخص ذو معرفة مباشرة بالمناقشات الأخيرة على مستوى عال: عند حلّ
مستقبل الأوبزيرفر، فإن القضية ستظل بالنسبة للهيئة المستقلة سكوت
تراست Scott Trust حول كيفية تحديد القيمة الاعتبارية للشبكة.
وقال عدة تنفيذيين رفيعي المستوى إن إجراءً لمدى التحديات التي
تواجه مجموعة الجارديان الإعلامية، هو أن ما يصل إلى 150 وظيفة من الـ
850 وظيفة في صحيفة الأوبزيرفر، وموقع الجارديان دوت كو يو كيه
guardian.co.uk الإلكتروني، سوف تلغى كجزء من مراجعة الاستراتيجية،
وبناء على واحدة من الخطط التي تناقشها إدارة المجموعة، فإن مراتب
الصحافيين في صحيفة الأوبزيرفر، يمكن تقليصها لعدد قليل مثل خمسة
عاملين بشكل متفرغ.
ومثل هذه التخفيضات نادرة لمجموعة تعلن أنها ''الصوت التحرري البارز
في العالم''. ومن وقت قريب فقط فاوضت لرفع قاعدتها المتمثلة في ''عدم
الفصل الإجباري من الخدمة''.
وفي عامي 2008 – 2009 حققت مجموعة جارديان نيوز آند ميديا Guardian
News and Media، الهيئة الأم للصحف والموقع الإلكتروني، خسارة تشغيلية
مقدارها 36.8 مليون جنيه استرليني، وشكلت خسارة صحيفة الأوبزيرفر من
ذلك المبلغ سبعة ملايين جنيه استرليني، لكن كم من المبلغ المتبقي يعزى
إلى الإنترنت، شيء لا يعرفه حتى كثير من كبار العاملين.
لكن شخصاً على معرفة بالمصلحة زعم أن إجمالي الخسارة الصافية على
الجانب الرقمي منذ عام 2002، كان 20 مليون جنيه استرليني، مع أنه لم
يتم توفير أي تفصيل لهذه الأرقام. وارتفعت العائدات السنوية، ولكن جاء
من الإعلانات الرقمية، إلى نحو 30 مليون جنيه استرليني حالياً.
وعلى عكس صحف مثل الفاينانشيال تايمز، التي تسمح لعدد محدود من
الآراء على موقعها قبل الطلب من المستخدمين أن يدفعوا اشتراكاً، فإن
السياسة التي يتولاها ألان روزبريجر، رئيس تحرير مجموعة الجارديان: هي
إبقاء كل المحتوى مجانياً.
وبوجود 28.9 ''مستخدم فريد'' – وهو المقياس الرئيسي لاستخدام
الانترنت بالنسبة للصحف – في شهر تموز (يوليو) الماضي، فإنها ثاني أكثر
موقع صحافي شعبية في بريطانيا، وقد أقامت جمهوراً دولياً، لكن مثل
رؤساء الصحف في كل أنحاء العالم، فإن روزبريجر وجد أن عائدات الإعلانات
من هذا الجمهور الضخم، ليست كافية لتسديد الفواتير.
وقال كبار العاملين لصحيفة الفاينانشيال تايمز إن المزيد من الناس
في الدوائر التحريرية والتجارية، في مجموعة الجارديان الإعلامية، بدأوا
يتساءلون حول حيوية مبدأ المحتوى المجاني على الشبكة. وفي الحقيقة فإن
كارولين ماكول، الرئيس التنفيذي لمجموعة الجارديان الإعلامية، أشارت في
أيار (مايو) الماضي إلى أن بعض الأجزاء المتخصصة للموقع الإلكتروني،
يمكن وضعها وراء رسوم اشتراك متفق عليها.
لقد قوي الجدل داخل مجموعة الجارديان الإعلامية بسبب وضع الأموال
الشامل، بعد نفقات كبيرة في السنوات الأخيرة، بما فيها 80 مليون جنيه
استرليني لمطابع جديدة عام 2005، عندما أعادت إصدار الجارديان بنموذجها
الحالي أي البرلينر Berliner.
وتعتمد المجموعة اعتماداً كبيراً على استثماراتها، وخصوصاً الأموال
التي حققتها عام 2007، من بيع 49.9 في المائة من مصلحة السيارات
الإعلانية في الصحف المطبوعة والشبكة، Trader Media Group لشركة أباكس
Apax، شركة الأسهم الخاصة، وحققت 649 مليون جنيه استرليني.
واحتفظت مجموعة الجارديان الإعلامية بـ 50.1 في المائة من شركة
تريدر Trader، واستخدمت بعض العائدات في شراء 30 في المائة من شركة
إيماب Emap، وهي ناشر للشركات، ومرة أخرى في شراكة مع شركة أباكس Apax.
وبينهما، كان يمكن للاستثمارين فيما يشبه شركتين خاصتين أن توفرا
لمجموعة الجارديان الإعلامية، أكثر من 100 مليون جنيه استرليني كعائدات
قبل الفائدة والضريبة، وبدل استهلاك المعدات واستهلاك الدين في العام
الماضي. لكن مجموعة الجارديان الإعلامية اتفقت مع شركة أبأكس Apax ومع
مصرفيين، على عدم أخذ الأموال النقدية من الشركات قبل تسديد الديون.
وهكذا إذا تكررت خسائر التشغيل الإجمالية لمجموعة الجارديان
الإعلامية في العام المقبل، بمبلغ 67 مليون جنيه استرليني، فإنها سوف
تستخدم معظم ميزان المجموعة النقدية البالغ 83 مليون جنيه استرليني.
وعلاوة على ذلك، فإن للمجموعة نحو 200 مليون جنيه استرليني، في صندوق
استثمارات بقيت من عائدات البيع البالغة 649 مليون جنيه استرليني.
وعلى المدى المتوسط، فإن من المحتمل أن تحقق مجموعة الجارديان
الإعلامية أرباحاً كبيرة، عندما تخرج من الشراكة مع شركتي تريدر وإيماب
Trader و Emap، لكن المجموعة تدرك أن عليها أن توقف الخسائر التشغيلية.
ومن هنا جاءت الحاجة إلى أن تتطلع مجموعة الجارديان الإعلامية
Guardian News and Media وهيئتها المستقلة سكوت تراست Scott Trust نحو
تقاضي رسوم عن بعض محتوى الشبكة.
وقال محلل إعلامي آخر: أولئك الناشرون الذين استثمروا مبالغ كبيرة
في الخدمات على الشبكة، فعلوا ذلك بفرضيات ومخاطر مترابطة، وتلك
الفرضيات والمخاطر كان يفترض أن تعمل مع الزيادة السريعة، ليس فقط في
الحركة والمستخدمين، بل أيضاً في إعلانات العرض. لكن المشكلة هي أن
الشيء لم يكن يتلو الآخر دائماً.
وقالت مجموعة الجارديان الإعلامية: ''على عكس كثير من الشركات
الإعلامية، فإن المجموعة تملك احتياطيات نقدية إضافة إلى نحو 200 مليون
جنيه، في صندوق استثمار موثوق وأسهم في مشروعين مشتركين على نطاق كبير
وناجحين جداً، سيكونان استثمارات مناسبة على المدى المتوسط للمجموعة.
استثمرنا بشكل معقول ومناسب في المجال الرقمي، وهو الآن جزء رئيسي
من العمل التجاري لمجموعة الجارديان الإعلامية، أعطى لموقع جارديان دوت
كو يو كيه guardian.co.uk عقداً من قيادة السوق – والأهم من ذلك – يشكل
الطريق إلى مستقبلنا. |