تزامنا مع اليوم العالمي للسلام الذي تحييه المنظمة الدولية في 21
ايلول /سبتمير, اصدر معهد الماني تقريرا حدد فيه مقياسا للازمات في
العالم وافاد تقرير معهد ابحاث النزاعات الدولية بجامعة هايد لبيرغ
الالمانية الى ارتفاع بؤر التوتر في العالم العام الماضي2008. وشكلت
افريقيا مسرحا لاغلبها, ويصنف المعهد المذكور النزاعات الى خمسة مراتب
حسب حدة التوتر, فهناك توتر خامد, واخر يوضع في اطار ازمات تضارب
المصالح, والتي تتخذ شكل النزاع المسلح, وتصنيف نزاعات الحروب بين
الدول والحروب الاهلية , ويقدر عدد التوترات وفقا للتصنيف المذكور
للعام 2008 في شتى انحاء العالم ب345 وتحتل قارة افريقيا الصدارة حيث
حصلت غالبية الازمات في الاثني عشر شهر الاخيرة قي القارة السوداء.
وأحصى معهد هايدلبيرغ 12 نزاعا مسلحا، من بينها ثلاثة حروب جديدة.
وشكلت دول إفريقية مثل السّودان والتشاد والكونغو والصّومال وأثيوبيا
ومالي والنّيجر مسرحا لنزاعات مسلحة. ولم يتم حتّى اليوم إنهاء هذه
النّزاعات المسلّحة أو إيجاد حلّ سياسي لها بهدف إحلال السلام الدائم.
وتحتل آسيا المرتبة الثانية فيما يتعلق بعدد بؤر التوتر، حيث سجلت
تسعة نزاعات مسلحة خلال عام 2008 في عدد من الدول، من بينها العراق
وإيران وأفغانستان وتركيا والهند وباكستان وسيريلنكا بالإضافة إلى
الحرب الأخيرة في قطاع غزة.
أما في القارة الأمريكية فقد سجلت النزاعات المستمرة منذ سنوات
طويلة في كولومبيا، وارتفاع عدد النزاعات التي تضاهي الحروب الأهلية،
في المكسيك بين عصابات المخدّرات والقوّات الحكومية. في الوقت الذي
تشهد فيه أوروبا تطوّرا إيجابيا، فبعد الحرب التي اندلعت بين روسيا
وجورجيا في أغسطس/آب عام 2008 بسبب إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية
المنفصلين، ويتم التفاوض حاليا بهدف التوصل إلى حل سياسي. ورغم أن
المفاوضات لم تجد شيئا حتى الآن، إلا أن المراقبين أكدوا انفراج الوضع
في جنوب القوقاز. كما استجابت كل من سلوفينيا وكرواتيا للضغوط الدولية
بشأن نزاعهما حول الحدود التي تفصل بينهما على البحر الأدرياتيكي.
كذلك سجل معهد هايدلبيرغ خلال عام 2009 عودة ظاهرة الانقلابات التي
طغت خلال العام الجاري على سطح السياسة العالمية، حيث تم تسجيل سبعة
انقلابات، كان آخرها في الهندوراس. بيد أن الباحثين في معهد هايدلبيرغ
لم يصدروا أي توقّعات فيما إذا كانت هذه الظاهرة مستمرّة أو مجرّد
موضة. |