كما هي العادة في كل حين،
اعيادنا مضمخة بالدم والشهادة، وتمتاز بالقتل والتشريد والتدمير.
الا انه لم يختلف الزمان بقدر ما اختلف المكان.
فان القاتل هونفسه القاتل والجلاد هو نفسه الجلاد والضحية هي نفسها
الضحية.
فان كان قاتلنا بالامس هو بعثي صدامي تتلبسه روح وهابية قذرة, فهي
نفسها الروح القذرة تقمّصت بأجساد الطيارين الحربيين العراقيين (ايتام
جيش صدام المقيمين باليمن) وقادتهم اليوم ليقودوا طائراتهم المحملة
بافتك انواع القوى التدميرية منطلقين بها من قواعدهم بالسعودية ليصبّوا
بها جامّ غضبهم على رؤوس اخوتنا الحوثيين في صعدة الصمود والتصدّي
والكرامة.
بالطبع لم يجر كل ذلك تحت ستار من الصمت المطبق من دول جوار العراق,
وبالاخص الخليجية منها، فكل الذين ساهموا بقتل شعبنا العراقي هم نفسهم
الآن مستنفرين كل طاقاتهم العدوانية داعمين بها طاغية اليمن لقتال
الحوثيين.
لكن الاشد غرابة في ذلك هو الصمت المطبق لمرجعياتنا الاسلامية,
الشيعية منها والسنية على السواء، بل حتى غالبية الاحزاب والحركات
والمنظمات السياسية العراقية التي استلمت او شاركت بالسلطة العراقية
الجديدة اليوم هي مساهمة مساهمة فعالة بالصمت لما يجري في صعدة، وكانما
حتى الاحتجاج لما يجري من انتهاك للحرمات وسيلان للدماء وتدمير لبنى
تحتية (ان وجدت اوتبقى منها شيئ) وتشريد للعوائل هو خط احمر لا يمكن
تجاوزه او اختراقه فضلا عن التصريح بوجوب نصرة اخوتنا المظلوميين هناك،
برغم ان القاتل واحد والضحية واحدة والمظلومية مشتركة.
وكما هو النفط العراقي كان يوهب رشاوي للمرتزقة على شكل كوبونات
لدعم الطاغية المقبور صدام وحزبه ثم من بعد سقوطه يذهب لشراء سكوت، بل
لدفع شرور الاردن في حال يجوع شعبنا العراقي المالك لهذا النفط.
كذلك هو الحال لما ينهب من آبار بترول نجران وعسير اليمنيتين
المغتصبتين من قبل سلطات آل سعود الانذال.
نفط نجران وعسير هذا الذي ذهب مقايضة لاتفاقية مجحفة سنة 1964 لفك
الحصار عن الجيش المصري الذي حوصر باليمن ايام ارسله عبد الناصر ليدافع
عن النظام الجديد ( نظام عبد الله السلال ) وهواول نظام استطاع أن يطيح
بامامة اسرة آل حميد الدين باليمن، وبالرغم من ان اسرة آل حميد الدين
تعتبر من الطائفة الزيدية (الزيود) الشيعية الكافرة في نظر آل سعود
الوهابيين، الا ان أل سعود وقفوا الى جانب من يعتبروهم بالشيعة الكفرة،
لأن الانكلو/ امريكان اسياد آل سعود ارادتهم كانت الى جانب حكم عائلي
قائم على طاعة المقدّس الثيوقراطي ليضمنوا بقاء الجهلة والمتخلفين
الخرافيين بدل ان تسقط مقاليد البلد بيد الاصلاحيين والتنويريين
فتتفتح الارادات وتتفجر الطاقات وهذا هو الخطر الداهم الذي يخاف منه
الاستعمار في كل زمان ومكان.
والثمن كان اتفاقية مذلة امدها ثلاثون عاماُ تتصرف فيها السعودية
باراضي نجران وعسير بما فيها من نفط وثروات طبيعية، ابتداء من سنة 1964
حتى سنة 1994.
ولهذا السبب حدثت الحرب الاهلية بين شمال وجنوب اليمن تحت مسمى
توحيد شطريها سنة 1994 وهي سنة نهاية اتفاقية وضع نجران وعسير تحت
الوصاية السعودية باسم استئجار رمزي حيث وجب في هذه السنة استحقاق
اعادتها الى السيادة اليمنية.
وهنا دخلت السعودية بادئ الامر بقوة وهي الدولة التي تدعي الاسلام
السني المتشدد والمعادي للشيوعية الكافرة الملحدة بمفارقة غريبة
بوقوفها الى جانب الاشتراكيين الشيوعيين في اليمن الجنوبي الشعبي
ورئيسها علي سالم البيض المحسوب عى الشيعة الزيدية المغايرة لمذهب
السعودية الوهابي المتشدد، مستعملة دعمها له كأداة وورقة ضغط على (
الطرطور أو علي ابوزلف ) علي عبد الله صالح حيث تمخض الثمن عن سكوته في
المطالبة بنجران وعسير اليمنيتين مقابل الغدر بحليفهم علي سالم البيض
الذي فضل اللجوء الى سلطنة عمان ليقيم فيها ما تبقى له من الحياة، وحتى
هذه ( سلطنة عمان ) لم يستطيع ان يديم البقاء عليها حيث اخرجته عمان
مؤخراُ بحجة وجوب عدم ممارسة السياسة من على اراضيها فاختار مؤخراُ
اللجوء الى المانيا سنة 2009.
ومنذ ذلك الحين استبدل الطرطور ( علي ابوزلف ) لقبه من طرطور الى
لقب صدام الصغير
تيمناُ بصدام حسين، واذ لم يشأ ان يرتقى الى اسمه او يكون بنفس
المستوى من الدرجة الدكتاتورية التي عليها فكانت النتيجة ان يكون صغيراُ
امامه وبذلك اتت التسمبة بـ ( صدام الصغير ).
ولكن انى للصغير ان يكبر، وانى للطراطير ان يكونوا سادة أو قادة.
فتاريخ انبطاح الطراطير لآل سعود واضح وبين، ونتائجه معروفة.
فكما غدروا باسرة حميد الدين اولاُ، ثم ثنّوا غدرهم بعلي سالم البيض
ثانياُ فحتماُ سيثلثوها بالطرطور علي عبد الله صالح،
فالقاعدة تقول : ما ثنيّت الاّ وثلّثت.
وألآن عزيزي القارئ الكريم :
هاهو النصر يلوح بالافق، وهاهي جحافل الفتح الحوثي من جهة يطرقون
ابواب العاصمة صنعاء داكين قلاع طرطورها،
ومن جهة اخرى يشرفون من اعالي جبالهم الشامخات على نجران وعسير
استعداداُ لتحريرها من براثن آل سعود مما ارتعدت له فرائص السعوديين
وطراطيرهم.
الله اكبر والعزّة لله ولرسوله وللمؤمنين،
والنصر للحوثيين،
والخزي والعار لآل سعود وطراطيرهم،
والتحرير والاستقلال التام لنجران وعسير.
* امستردام
bhlool2@gmail.com |