أمريكا في افغانستان: سياسة النأي عن التصعيد العسكري هل تنفع اوباما؟

استراتيجية اوباما على المحك وتحذيرات من الاندحار وخسارة الحرب

 

شبكة النبأ: بينما قال مسؤولون ان البيت الابيض يوازِن بين عدد من الخيارات لوقف المكاسب التي احرزتها حركة طالبان في افغانستان يتراوح بين الزيادة الكبيرة للقوات البرية الى تصعيد الهجمات الجوية ضد اهداف في باكستان او الجمع بين هذين الخيارين. وضعَ تحذير جنرال اميركي من الفشل في افغانستان في حال عدم ارسال قوات اضافية الرئيس الاميركي باراك اوباما في موقف صعب بين التزاماته الداخلية وتوقعات هيئة اركانه والشكوك المتزايدة لدى الرأي العام الاميركي.

وكان الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال قائد القوات الدولية في افغانستان حذر في تقرير من انه في حال عدم ارسال تعزيزات فان مهمة القوات الدولية والاميركية ستفشل.

وهذا التقرير وصل منذ فترة الى اوباما الذي يعتزم الاستناد عليه لاعادة النظر في الاستراتيجية الاميركية في افغانستان واتخاذ قرار حول احتمال ارسال المزيد من الجنود. وكان يفترض ان تبقى هذه الوثيقة سرية.

لكن نشرها من قبل صحيفة واشنطن بوست الاثنين يضيف عامل توتر الى نقاش سيتكثف حول ارسال تعزيزات الى افغانستان وحول الحرب نفسها التي يتراجع التأييد لها في صفوف الاميركيين.

واعلن البيت الابيض بوضوح انه لن يتسرع في هذا الامر وان اوباما سيحتاج الى عدة اسابيع قبل البت بموضوع ارسال جنود يضافون الى ال21 الف عنصر الذين اعلن عن نشرها في مطلع السنة ليرتفع بذلك عدد الوحدات الاميركية الى 68 الف رجل. بحسب فرانس برس.

وقال اوباما على محطات التلفزة الاحد ان ما يهم بالنسبة اليه هو اولا ايجاد الاستراتيجية الصائبة ثم تحديد الاحتياجات في العديد عملا بهذه الاستراتيجية وليس العكس.

واوضح "اني اطرح على الدوام اسئلة صعبة حين يتعلق الامر بنشر جنود في وقت نقوم فيه بما يلزم لحماية الاميركيين" في اشارة الى الهدف الاول للمهمة وهو منع تحضير اعتداءات جديدة مثل اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر انطلاقا من افغانستان. لكن اوباما يمكن ان يواجه تيارات معاكسة.

فقد اعلن رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركي الاميرال مايكل مولن لتوه ان التعزيزات ستكون على الارجح ضرورية. و"تسريب" تقرير ماكريستال الى الصحافة يمكن ان يشير الى ان بعض القادة العسكريين ضاقوا ذرعا بفترة التفكير الطويلة التي ياخذها البيت الابيض وهو ما عبر عنه مسؤول في وزارة الدفاع في حديث خاص.

اوباما يستعرض الخيارات المتاحة في افغانستان..

وفي نفس السياق قال مسؤولون ان البيت الابيض يوازن بين عدد من الخيارات لوقف المكاسب التي احرزتها حركة طالبان في افغانستان يتراوح بين الزيادة الكبيرة للقوات البرية الى تصعيد الهجمات الجوية ضد اهداف في باكستان او الجمع بين هذين الخيارين.

وفاجأت هذه المراجعة الشاملة للخيارات الامريكية بعض المسؤولين العسكريين وأدت الى ايقاف تسليم طلب اكبر قائد للقوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان الجنرال ستانلي مكريستال بارسال المزيد من الجنود. بحسب رويترز.

وقال المتحدث الصحفي باسم البنتاجون جيف موريل "يريد الرئيس اولا ان يناقش باستفاضة تقييمه للوضع في افغانستان والاستراتيجية التي نتبعها هناك قبل ان يبحث ارسال اي موارد اضافية الى هذا المجهود الحربي."

وحذر مكريستال في تقييم سري تسرب الى وسائل الاعلام يوم الاثنين من انه بدون قوات اضافية فإن "المهمة ستبوء على الارجح بالفشل."لكن اوباما الذي ألزم نفسه في مارس اذار باستراتيجية اوسع لمكافحة التمرد وصف نفسه في مقابلات جرت خلال عطلة نهاية الاسبوع بانه "مستمع متشكك" عندما يصل الامر الى مسألة اتخاذ قرار بشأن ارسال المزيد من القوات.

ويوجد بالفعل أكثر من 100 ألف جندي أجنبي في أفغانستان يحاربون تمردا سيطر على أجزاء من جنوب وشرق البلاد فيما يعد الى الان أكثر الاعوام دموية بالنسبة للقوات الاجنبية منذ عام 2001 .

ويزيد تسريب تقرير مكريستال العسكري من الضغوط على الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي يواجه بالفعل تراجعا في التأييد الشعبي وتشككا داخل حزبه بشأن حجم القوات.

وقال بعض المسؤولين في الحكومة والكونجرس انهم يتوقعون أن يتضمن طلب مكريستال ارسال نحو 30 ألفا من القوات الجديدة والمدربين.

وقال مسؤولون حكوميون اشترطوا عدم ذكر اسمائهم ان توصيات مكريستال بشأن القوات ستبحث بجدية الى جانب الخيارات الاخرى. واي تغيير رئيسي في الاستراتيجية سيحتاج الى خليط متعدد من الموارد.

ويعتبر مستشارو اوباما المدنيين والعسكريين الحرب ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان بصورة متزايدة "كأرض واحدة للمعركة" تمتد من افغانستان حتى المناطق القبلية في باكستان تتطلب نهجا موحدا بصورة اكبر.

وفي ظل اوباما زادت وكالة المخابرات المركزية الامريكية بحدة من عدد هجماتها ضد اهداف للقاعدة وطالبان في باكستان باستخدام طائرات بدون طيار.

وقال مسؤولون عسكريون ان أي توسع ينبغي ان يتم بحذر لانه من الممكن ان يؤجج المشاعر المعادية لامريكا المنتشرة في باكستان ويقوض الجهود الامريكية هناك.

برجنسكي: امريكا قد تندحر في افغانستان كما اندحر السوفييت

من جانب آخر حذّرَ مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق (في عهد الرئيس جيمي كارتر) زبغنيف برجنسكي من ان الغرب قد يمنى بهزيمة في افغانستان تماثل تلك التي مني بها الاتحاد السوفييتي السابق ما لم يعمد الى ادخال تغييرات جذرية في الاستراتيجية التي يتبعها في ذلك البلد.

وقال برجنسكي في كلمة القاها في مؤتمر للاستراتيجية الكونية نظمه بجنيف في سويسرا المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقرا له إن التدخل الغربي في افغانستان بلغ حجما يضاهي التدخل السوفييتي في ثمانينيات القرن الماضي.

وبينما اعترف برجنسكي بأن ادارة الرئيس اوباما قد نأت بنفسها عن بعض الاهداف التعجيزية التي وضعتها لنفسها ادارة بوش السابقة فيما يخص افغانستان، اكد المستشار السابق - الذي لعب دورا في مساعدة الرئيس اوباما على بلورة سياسته الخارجية ابان حملته الانتخابية - بأنه ينبغي ادخل تغييرات اضافية على الاستراتيجية التي تعتمدها. بحسب رويترز.

واصدر برجنسكي تحذيرا واضحا ليس فقط لادارة اوباما بل للغرب بشكل عام، إذ قال: بنظري، نحن نخاطر الآن بأن نكرر، بالتأكيد ليس عن عمد، ما حدث للسوفييت. فقد غزونا افغانستان قبل ثماني سنوات وتمكننا من الاطاحة بحركة طالبان بثلاثمئة جندي فقط. اما الآن، وبعد ثماني سنوات، فإن عدد جنودنا في افغانستان بدأ يقترب من عدد الجنود السوفييت في الثمانينيات، بينما يقول قادتنا العسكريون إن النصر العسكري ما زال بعيد المنال.

ورحب برجنسكي بالمقترح الذي طرحته الحكومات الالمانية والفرنسية والبريطانية بعقد قمة دولية تكون مهمتها وضع اهداف واضحة للتدخل العسكري في افغانستان. الا انه اكد - كما في حالتي عملية السلام في الشرق الاوسط والملف النووي الايراني - ان الوقت يمضي بسرعة ويجب على الغرب التصرف الآن.

السي آي ايه تعزز وجودها في افغانستان

من جهة اخرى ذكرت صحيفة لوس انجليس تايمز ان وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) تقوم بتعزيز حضورها بشكل كبير في افغانستان حيث سيكون تمثيلها من الاكبر في تاريخها.

واضافت الصحيفة ان السي آي ايه تقوم بنشر فرق جواسيس ومحللين وعملاء شبه عسكريين اضافة الى نحو 700 عنصر موجودين اصلا في هذا البلد وبالتزامن مع زيادة عديد القوة العسكرية الذي سيرتفع الى 68 الف جندي اواخر العام.

وانتشار وكالة الاستخبارات المركزية في هذا البلد يوازي الانتشار الذي عرفته في اوج الحرب في العراق او في فيتنام، على ما قالت الصحيفة.

ويأتي تعزيز وجودها في وقت يتضاءل فيه تأييد الرأي العام للحرب في افغانستان وبينما تزداد الحاجة لتعزيز اجهزة الاستخبارات في وجه دوامة العنف من قبل طالبان.

وستكلف فرق الاستخبارات التابعة للسي آي ايه مجموعة واسعة من المهمات تشمل العمل المشترك مع القوات الخاصة لرصد الاهداف المهمة وتقييم الرأي العام في المناطق التي تعتبر مؤيدة للطالبان او لجمع معلومات حول الفساد داخل الحكومة كما اكدت الصحيفة.

ولا يقتصر رفع عدد طواقم الاستخبارات فقط على السي آي ايه بل يشمل ايضا اجهزة تجسس اخرى مثل الوكالة الوطنية للامن التي ترصد المكالمات والبريد الالكتروني، ووكالة استخبارات الجيش التي تسهر على التهديدات العسكرية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الدفاع لم تكشف اسمه ان "حركة طالبان بلغت اعلى درجة من قدراتها منذ 2001 عندما طردت من البلاد" كما نقلت ايضا عن موظفين تأكيدهم ان عددهم يتراوح بين 15 وعشرين الفا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/أيلول/2009 - 4/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م