
شبكة النبأ: ربما تخفي الجلبة
المدبَّرة المُثارة حول تدريبات القوات الجوية وتهدف الى اظهار استعداد
اسرائيل لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية مشروعاً محاطاً بدرجة اكبر
من الهدوء يجري على عمق أسفل تلال القدس الغربية.
وتطلِق عليه وسائل الاعلام اسم "نفق الامة" ويراقبه حراس حكوميون
وهو عبارة عن شبكة تحت الارض ليحتمي فيها الزعماء الاسرائيليون في حالة
نشوب حرب نووية. وهذا نقض للعهد الراسخ الذي قطعته اسرائيل على نفسها
بحرمان أعدائها من امتلاك قنبلة نووية بأي ثمن.
الهجوم ام الاحتماء.. المأزق الذي يصفه الاسرائيليون بالوجودي يبدو
قريبا من نقطة اتخاذ القرار. ويقول مفتشو الامم المتحدة ان تخصيب ايران
لليورانيوم أنتج بالفعل ما يكفي من الوقود الخام لتصنيع سلاح نووي واحد
على الرغم من أن طهران تنفي أن تكون لديها خطط عسكرية.
ولا توفر محادثات النوايا الحسنة الدولية المقرر اجراؤها الشهر
القادم اي سبب واضح للارتياح بالنسبة لاسرائيل التي تريد من القوى
العالمية أن تكون مستعدة لفرض عقوبات على واردات ايران المعرضة للخطر
من الطاقة لكنها ترى أن روسيا والصين ستمنعان صدور اي قرار من هذا
النوع من مجلس الامن الدولي.
ومسألة انضمام ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما للتفاوض دون شروط
مسبقة - في تنصل محتمل من مطلب الولايات المتحدة السابق بوقف التخصيب -
ربما لا تؤدي الا لاسراع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو
باتخاذ قرار للتحرك ضد ايران.
وكتب بريت ستيفنز الصحفي بجريدة وول ستريت جورنال "كلما ترجيء
الولايات المتحدة التعامل بصرامة مع ايران كلما كان احتمال شن اسرائيل
هجوما في وقت قريب أرجح."بحسب رويترز.
غير أنه بالنسبة لكل خبير او دبلوماسي يهيء نفسه لهجوم وشيك هناك
اخر يتوقع أن اسرائيل ستضطر الى التراجع بسبب القيود التكتيكية
والمشاكل الاستراتيجية المتصلة بافساد جدول الاعمال الاقليمي لحليفتها
الرئيسية.
وقال جيورا ايلاند وهو جنرال اسرائيلي متقاعد ومستشار سابق للامن
القومي "اسرائيل لا تستطيع التحرك ما دامت الولايات المتحدة تجري حوارا
حقيقيا بأمانة مع ايران."وقال ايلاند انه اذا لم ترضخ ايران ربما
تستطيع واشنطن اقناع موسكو وبكين بدعم فرض عقوبات أقسى.
وأضاف "لكن اسرائيل يمكن أن ينتهي بها الامر وحدها ايضا ليكون
امامها خياران سيئان هما عدم القيام بأي شيء والسماح لايران بامتلاك
قدرة نووية عسكرية كأمر واقع والقيام بعمل عسكري" لكنه أحجم عن الحديث
بالتفصيل عن اي الخيارين يوصي به.
هل يمكن أن تهاجم اسرائيل ايران العام الحالي
وفي نفس السياق قال مسؤول دفاعي اسرائيلي سابق ان اسرائيل ستهاجم
مواقع ايران النووية اذا لم يفرض عليها مجلس الامن الدولي عقوبات مشددة
هذا العام معيدا الى الاذهان مخاطر نشوب حرب في الشرق الاوسط العام
القادم.
ومع صدور تصريحات متشددة من كل الاطراف يعتقد كثير من المحللين ان
احتمال قيام اسرائيل بتوجيه ضربة الى ايران كبير حتى لو لم تؤيد
الولايات المتحدة مثل هذه الخطوة . وفيما يلي عرض للوضع في هذا الصدد..
هل يمكن ان توجه اسرائيل ضربة الى ايران..
انها مقامرة تنطوي على مجازفة كبيرة وقدر من التهويش. ويرفض الزعماء
الاسرائيليون استبعاد اي خيار. وهم لا يصدقون تأكيد ايران أنها لا تريد
الا الطاقة النووية. وتشير اسرائيل الى تصريح الرئيس الايراني محمود
احمدي نجاد بانها ينبغي ان " تمحى من الخريطة" قائلة ان امتلاك ايران
لقنبلة نووية خطر على وجودها لن تقبله.
غير انه تبين العام الماضي ان المسؤولين يضعون خططا للتعايش مع
ايران اذا تسلحت نوويا في اطار من الردع المتبادل. واظهر استطلاع للرأي
في يونيو حزيران ان معظم الاسرائيليين لا يتوقعون هجوما من ايران اذا
تسلحت نوويا.
ويقول مساعدون لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه منذ
توليه منصبه في مارس اذار جعل من القضاء على التهديدات الواردة من
ايران عنصرا حاسما فيما يعتبره دوره الشخصي في التاريخ اليهودي.
واستحدث هجوم جوي اسرائيلي دمر مفاعل العراق النووي الوحيد عام 1981
وهجوم يحيطه الغموض في سوريا عام 2007 سابقتين تاريخيتين. وبرغم سياسة
الصمت التي تنتهجها اسرائيل فيما يخص قدراتها النووية فلا أحد تقريبا
يشك في أن لديها أسلحة نووية وصواريخ قادرة على الوصول الى ايران. بحسب
رويترز.
ما الذي قد يمنع اسرائيل من شن هجوم..
ليس واضحا كيف ستقرر اسرائيل أنها انجزت هدفها الخاص بمنع ايران من
امتلاك اسلحة نووية لكن قد يكون الحد الادنى لذلك تعهد من ايران
بالتخلي عن السعي لامتلاك مثل هذه الاسلحة يؤيده شكل من اشكال الرقابة
ومعلومات المخابرات. ويتوقف الكثير بالطبع على تصرفات ايران وعلى
الرئيس الامريكي باراك اوباما وغيره ممن يمارسون ضغوطا على ايران من
خلال العقوبات والعمل الدبلوماسي.
ويشك كثير من المحللين في نفي ايران ان لها نوايا عسكرية الا ان
بعضهم يقولون انها قد تكتفي باظهار ان بمكانها امتلاك اسلحة نووية على
وجه السرعة دون ان تسلح نفسها فعليا. ومع ذلك فقد لا تقبل اسرائيل هذا
المستوى من الخطر المحتمل.
ومن ناحية اخرى اذا فكرت اسرائيل في شن هجوم منفرد على ايران فعليها
ان تقدر حجم عدة مخاطر مهمة تكتنف ذلك..
- الرد الانتقامي لا من ايران وحدها بل ومن الجماعات المسلحة
المتحالفة معها مثل حزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية.
- رد الفعل الاقتصادي والدبلوماسي من الولايات المتحدة والحلفاء.
- احتمال فشل الهجوم مع تعرض اسرائيل على الرغم من ذلك لردود الفعل
السابقة.
ما هي المفردات الاساسية للجدول الزمني.
أولا من حيث التطورات التكنولوجية في ايران.. قال مستشار الامن
القومي الاسرائيلي في يوليو تموز ان ايران تجاوزت "خطا أحمر" من حيث
قدرتها على ان تصنع سلاحها النووي بنفسها لكنها لم تتمكن بعد من صنع
كميات تستحق الاهتمام أو تركيب رؤوس نووية فعالة في صواريخها.
وفي يونيو حزيران قال مئير داجان رئيس الموساد الذي ينظر اليه على
انه شخصية رئيسية في السياسة الاسرائيلية تجاه ايران والذي جرى تمديد
تفويضه اخيرا وعلى غير العادة حتى 2010 ان ايران قد تمتلك رأسا حربيا
يمكن اطلاقه عام 2014.
ثانيا من حيث الدبلوماسية الاوسع.. وافقت ايران على ان تلتقي في
الاول من اكتوبر تشرين الاول بالقوى الست الكبرى القلقة من خططها
النووية. وابلغ اوباما نتنياهو في مايو ايار انه يتوقع ان يتكون لديه "بنهاية
العام" احساس بشأن ما اذا كانت الدبلوماسية تجدي نفعا مع ايران.
هل ستقوم اسرائيل بالهجوم بمفردها دون مساندة
امريكية..
قال اوباما الذي اختلف مع نتنياهو بشأن المستوطنات اليهودية في
الضفة الغربية وتحركات السلام مع الفلسطينيين في يوليو تموز انه "لم
يعط مطلقا" اسرائيل الضوء الاخضر للهجوم. وكان وقتها يرد على تصريحات
لنائبه بان اسرائيل لديها حق سيادي في التصرف اذا شعرت بأن "وجودها
مهدد".
وستحجم اسرائيل عن اغضاب حليفتها الرئيسية. فهي لن تود مفاجئة
واشنطن بل ربما تريد الحصول على مساعدتها. لكن كثيرا من المحللين
يعتقدون ان اسرائيل قد تمضي في الهجوم بمفردها.
ويشكك البعض فيما اذا كان الجيش الاسرائيلي المسلح امريكيا يمتلك
قوى النيران التي يمكنها الوصول الى المنشات النووية الايرانية
وتدميرها دون مساعدة امريكية. ويقول محللون ان اسرائيل قد تشعر بالرضا
لابطاء اي برنامج ايراني للاسلحة النووية على أمل ان ينهيه تغير
سياسي.وربما يكون الحديث عن ضربة اسرائيلية احادية جزءا من اسلوب الردع
او محاولة لضمان التعاون الامريكي.
كيف يمكن لاسرائيل ان تهاجم ايران..
علني ام سري .. تطور اسرائيل قدرات "الحرب الالكترونية" التي يمكنها
تعطيل انظمة التحكم العسكرية والصناعية لايران. ويشك قليلون في ان عملا
سريا من جانب عملاء الموساد على الارض من بين الاساليب المعدة ضد ايران.
وربما تكون ميزة عمل تخريبي على ضربة جوية هو انه يمكن انكاره.
وعسكريا يمكن لاسرائيل ايضا ان تنشر القوات
التالية..
الجو.. تمتلك اسرائيل 500 طائرة مقاتلة بينها طائرات اف-15 و اف-16
قادرة على ضرب غرب ايران وابعد من ذلك اذا تزودت بالوقود في الجو وهو
اسلوب تتدرب عليه القوات الجوية. بوسع الطائرات الاسرائيلية الطيران
فوق دول عربية معادية باستخدام التكنولوجيا تجعلها غير مرئية لاجهزة
الرادار. والطائرات المسلحة بقنابل "خارقة للتحصينات" يمكن اطلاقها
بدقة خارج المجال الجوي الايراني. كما يعتقد ان اسرائيل لديها عشرات من
صواريخ اريحا المصممة لحمل رؤوس حربية تقليدية او نووية الى الخليج.
ومن غير المرجح قيام اسرائيل بضربة نووية.
البر..يمكن نشر القوات الخاصة على الارض لرصد الاهداف ولتدميرها ان
امكن عبر عمليات تخريب.
البحر..ارسلت اسرائيل احدى غواصاتها الثلاث من طراز دولفين المصنوعة
في المانيا الى البحر الاحمر عبر قناة السويس في يونيو حزيران فاتحة
طريقا للخليج. ويعتقد ان الغواصة قادرة على اطلاق صواريخ كروز تحمل
رؤوسا تقليدية او نووية.
الدفاع الصاروخي..تعكف اسرائيل على تحديث صاروخها (ارو) الاعتراضي
بدعم مالي من واشنطن ويمكنها ايضا توقع الاستفادة من سفن ايجيس
الامريكية المضادة للصواريخ المنتشرة في البحر المتوسط. كما يزيد رادار
استراتيجي امريكي متمركز في اسرائيل من قوة التحالف.
نجاد: محارق النازي اكذوبة واسرائيل لا
مستقبل لها
من جهته صعّدَ الرئيس الايراني نجاد لهجته ضد اسرائيل ووصف المحرقة
النازية بأنها "اكذوبة" فيما تحاول القوى العالمية اتخاذ قرار بشأن
أسلوب التعامل مع الطموحات النووية لايران..
وقال أحمدي نجاد للمصلين في جامعة طهران في ختام مسيرة (يوم القدس)
التي تقام سنويا في ايران "ذريعة (المحرقة) لاقامة النظام الصهيوني
كاذبة...انها اكذوبة قائمة على زعم خيالي لا يمكن اثباته."وأضاف "التصدي
للنظام الصهيوني (اسرائيل) هو واجب وطني وديني."بحسب رويترز.
وفي الماضي تسببت خطب وتصريحات أحمدي نجاد المناهضة للغرب عن
المحرقة في استياء عالمي وفي عزل ايران التي على خلاف مع الغرب بشأن
برنامجها النووي.
وحذر احمدي نجاد زعماء الدول العربية والاسلامية المتحالفة مع الغرب
من التعامل مع اسرائيل.وقال في خطاب بثته الاذاعة الرسمية "لن يبقى هذا
النظام (اسرائيل) طويلا. لا تربطوا مصيركم به...هذا النظام لا مستقبل
له. حياته انتهت."
وقالت ألمانيا ان احمدي نجاد "عار على بلاده".وقال وزير الخارجية
الالماني فرانك فالتر شتاينماير "هذه اللا سامية المحضة تتطلب ادانتنا
الجماعية. سنواصل مواجهتها بحسم في المستقبل."
وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز ان تصريحات احمدي نجاد "لا
تؤدي الا الى عزل ايران أكثر عن العالم".
وحصل أحمدي نجاد على تأييد من حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني
المدعوم من ايران والذي خاض في عام 2006 حربا ضد اسرائيل استمرت 36
يوما.
وقال نصر الله في خطاب تلفزيوني "..الكيان الاسرائيلي القائم على
ارض فلسطين هو كيان غاصب واحتلالي وعدواني وسرطاني وغير شرعي وغير
قانوني."
جاءت تصريحات احمدي نجاد قبل حضوره دورة الجمعية العامة للامم
المتحدة الاسبوع المقبل وقبل مشاركة طهران في المحادثات التي ستعقد في
الاول من أكتوبر تشرين الاول مع القوى الكبرى التي ينتابها القلق بشأن
الاستراتيجية النووية لايران.
وزير دفاع اسرائيل: ايران لا تمثل تهديدا
لوجود بلادنا
وبالمقابل قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك انه اذا تسلحت
ايران باسلحة نووية فلن تستطيع تدمير اسرائيل وذلك في تعليقات تحيد عن
الدعاوى التي دأبت اسرائيل على ترديدها بشأن التهديد الذي تشكله
الجمهورية الاسلامية.
وقال باراك في مقابلة صحفية حصلت رويترز على نسخة منها قبل نشرها
يوم الجمعة "حتى الان لا تملك ايران قنبلة (نووية). وحتى اذا امتلكتها
فان هذا لن يشكل تهديدا لوجود اسرائيل. اسرائيل تستطيع ان تدمر ايران."
وكان زعماء اسرائيليون قالوا مرارا انهم يعتبرون تطوير البرنامج
النووي الايراني تهديدا مشيرين الى دعوات الرئيس محمود احمدي نجاد لمحو
اسرائيل من الخريطة ودعمه لجماعات تسعى لتدمير اسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو الذي ضم
باراك المنتمي ليسار الوسط الى حكومته الائتلافية انه "يتفق تماما في
الرأي" مع وزير الدفاع في اشارة الى تغير محتمل في لهجة اسرائيل
الرسمية مع استعداد القوى العالمية لاستئناف المحادثات الدبلوماسية مع
ايران الشهر القادم.
وتقول طهران ان خططها النووية سلمية وتقاوم الضغوط التي تقودها
الولايات المتحدة لتقييد برنامجها لتخصيب اليورانيوم وهي عملية يمكن من
خلالها انتاج قنبلة نووية.ومن المعتقد أن اسرائيل تملك الترسانة
النووية الوحيدة بالشرق الاوسط والتي طورتها سرا.
وقال باراك في المقابلة التي اجرتها معه صحيفة يديعوت احرونوت
الاسرائيلية "أعتقد ان ايران تمثل تحديا لاسرائيل والعالم كله. والان
حان الوقت للقيام بجهود دبلوماسية وتشديد العقوبات."
محاولات تصدي لحملة الاغراء الايرانية في
افريقيا
من جانب اخر تحاول اسرائيل القيام باختراق غير متوقع في افريقيا لا
سيما لدى حلفائها التقليديين على الساحل الشرقي للقارة السمراء وذلك
بمناسبة الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور
ليبرمان الرامية الى التصدي لحملة الاغراء الايرانية في المنطقة.ويتوقع
ان يقضي ليبرمان نهاية الاسبوع في كينيا قبل التوجه الى اوغندا
ونيجيريا ثم غانا.
ودعا الوزير الاسرائيلي في محطته الاولى في اثيوبيا الدول الافريقية
الى الاستفادة من علاقاتها الجيدة اجمالا مع العالم العربي "للمساهمة
في السلام في الشرق الاوسط".
ويدل اختيار الدول التي سيزورها الوزير في خطوة غير مسبوقة، على
رغبة اسرائيل بالاعتماد على حلفاء تستحق علاقاتها معهم بان تتعزز. بحسب
رويترز.
وعلق دبلوماسي غربي معتمد في نيروبي على الموضوع بالقول ان "زيارة
الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى نيروبي في شباط/فبراير الماضي
ازعجت الجانب الاسرائيلي بشدة".
وذكر المصدر ان في كينيا واوغندا على غرار اثيوبيا والهند وتركيا
والولايات المتحدة وآسيا الوسطى --التي زارها ليبرمان اخيرا-- تحرص
اسرائيل دائما "على تشكيل حلف مضاد وراء العالم العربي الذي يحيط بها".
لكن هذا الخط الدفاعي الدبلوماسي بدأ يظهر اشارات ضعف مع نجاح ايران
في تحقيق تقدم في كينيا --طهران من اكبر مستوردي الشاي الكيني-- وجزر
القمر.
وافادت وزارة الخارجية الاسرائيلية انه "سيتم التطرق الى المسالة
الايرانية خلال هذه الزيارة في ضوء الجهود التي تبذلها ايران للاستقرار
في المنطقة والنشاط فيها".
وفي نفس السياق كان ليبرمان طلب خلال جولة دامت عشرة ايام في اميركا
اللاتينية من البرازيل "محاولة اقناع الايرانيين وقف برنامجهم النووي".
واعتبرت كينيا حليفة الولايات المتحدة منذ الحرب الباردة، خلال
زيارة احمدي نجاد اليها ان "صداقة مع دولة ما لا تعني العداوة مع دولة
اخرى".
وافاد مصدر دبلوماسي ان "كينيا اعتمدت في عهد الرئيس مواي كيباكي
دبلوماسية انتهازية جدا عبر السعي الى اعادة التوازن الى تبعيتها ازاء
الاطراف المانحة التقليدية والتقرب من الصين والهند ودول
الخليج".ولاعطاء المزيد من الوزن لزيارته يرافق ليبرمان وفد يضم عشرين
رجل اعمال ومسؤولين عسكريين.
وفي نيروبي سيوقع على اتفاق شراكة حول ادارة المياه. وللاسرائيليين
العديد من مشاريع التعاون في مجال الري في افريقيا.
وعلق سفير اسرائيل في نيروبي جاكوب كيدار قائلا انه "منذ استقلال
كينيا سنة 1963، شاركت اسرائيل في تعاون وثيق جدا في مجالات الزراعة
والطب والامن". ومعروف ان ضباطا اسرائيليين ساهموا في تدريب القوات
الخاصة في كينيا واوغندا.
وفي اوغندا سيذكر ليبرمان بحادثة دراماتيكية مشتركة، عبر احياء ذكرى
تدخل القوات الخاصة الاسرائيلية التي انهت في عنتيبي ليل الثالث الى
الرابع من حزيران/يونيو 1976، عملية احتجاز رهائن قام بها ناشطون
فلسطينيون خطفوا طائرة تابعة لشركة ايرفرانس.
من جهة اخرى كانت بريطانيا القوة الاستعمارية حينها وحركة تيودور
هيرتزل الصهيونية تنويان اقامة موطن موقت للشعب اليهودي في اوغندا مطلع
القرن العشرين.
ولم تشمل جولة ليبرمان جنوب افريقيا، اكبر شريك تجاري لاسرائيل في
افريقيا وبرر كيدار ذلك بالقول "انها اول زيارة يقوم بها ليبرمان الى
افريقيا لكنها ليست الاخيرة" واضاف "هناك في هذه القارة امكانيات لم
نلمسها بعد". |