نعم صراع على السلطة.. وماذا في ذلك ؟؟

رسول المرشدي

ربما التفاصيل الصغيرة والكثيرة التي يعج بها مشهدنا السياسي جعلت البعض منا يشك في كل تحرك سياسي وفي كل جهة ضالعة بالعمل السياسي.. بل ان الوضع الخدمي والامني والفساد الاداري الذي رغم وجوده وبكثرة إلا انه مبالغ فيه من قبل اقلام مشبوهة لاتريد الخير لنا..

 هذا الوضع جعلنا ننسى واحيانا باصرار غريب الفرق بين الامس واليوم بين حكم دبابات البعث وبين الديمقراطية الوليدة التي تصارع اعداءها منذ أن فتحت عينها في ساحة الفردوس..لنتأمل الحراك الحالي الذي يسبق الانتخابات..ولنتأمل ما يسميه البعض تكالبا على السلطة..أليس شيئا رائعا هذا التكالب ؟ الكل يحاول الوصول الى كرسي الحكم من خلال تحالفات (برلمانية) تحترم ارادة الناخب العراقي ولاتتخذ من الدبابات وكواتم الصوت طريقا للسلطة. أليس هذا مشهدا لم ولن يعتاد عليه جيراننا من الاعراب العاربة والمستعربة الذي يورثهم حكامهم كعبيد مملوكين لابنائهم وبالتتابع؟..

لماذا هذه السوداوية والحزن عند التطرق لهذا الحراك السياسي ؟؟ ولماذا الانفعال عندما يكتب احدهم مدافعا عن كتلة ما ضد اخرى ؟؟انها والله علامات تسر القلب وتحزن قلوب مجرمي التاريخ من طوائف الاعراب من المحيط الى الخليج..تحالفات وتكتلات.. والحكم للصندوق السحري الذي وصلناه باقدس الدماء واطهرها الذي يحاول المغرر بهم والدخلاء وعملاء الاعراب التشكيك باهليته لبناء نظام حكم ديمقراطي تعددي..لماذا نريد كتلا متطابقة المنهج متحابة ؟؟ اذن لايوجد فرق بين واحد ومليون اذا كانوا متطابقي الرؤى والعمل والسلوك..الاختلاف ثقافة غريبة علينا لكننا يجب ان نتطبع عليها لتصبح جزءا لا يتجزء من ثقافتنا السياسية العراقية وهذا اهم مايخشاه بشار الاسد وال سعود وهذا مايجعلهم يبذلون الغالي والنفيس في سبيل عودة الحزب الواحد وليس بالضرورة ان يكون البعث..يشككون ومن خلال اقلام احيانا تجهل نوايا الاعراب واحيانا تعرف تماما ماذا تفعل..واهم شعار مستهلك لديهم ان العراق كان يحكمه حراميا واحدا والان بالالاف..وينطلي هذا الشعار البائس على كثير ومن ضمنهم اقلام كبيرة جادة..نعم لدينا حرامية ولدينا مجرمون ولدينا كل اشكال الفساد..لكن البوتقة العراقية ماضية في سبيلها ولا أحد لديه ايمان مطلق باننا سنصل بر الامان بسنة او سنتين..

ما يحدث في العراق الان غربلة تاريخية اذا انتبه لها اهلنا سيحصدون الصالح وينبذون الطالح  الى مزبلة التاريخ..مايجري في العراق حالة لايستوعبها من ادمن الخنوع والخضوع للحاكم المطلق..ولايستوعبها تحديدا بشار الاسد وال سعود ولن يرضوا عنا حتى تسيل دجلة والفرات بدل الماء دما..

قلناها في البداية ونقولها الان العمل الجدي والدائب لقتلنا وقتل تجربتنا يجري في سوريا باموال سعودية وهذا ما يجب التركيز عليه في المستقبل جنبا الى جنب مع ترسيخ الممارسة الديمقراطية والتوحد على اولويات العراق الكبرى..العراقيون الى خير والعراق بالف الف خير..وهذا دليلنا نصفقه بوجه الاعراب والمشككين من ايتام الحالة الصدامية المنحطة..دليلنا اننا نكتب ونصرخ ونشخص الاخطاء ولدينا قضاء مستقل ومازلنا نبني بصبر وجهاد اسطوري باقي مؤسساتنا الدستورية..نلاحق ونسمي المفسدين..ونتحدى عربيا واحدا على امتداد خارطة الانحطاط العربي أن يكتب كما نكتب ويسمي مثلما نسمي..لامقدس في عالم السياسة العراقية الوليدة ولاخوف من التعرض لاي احد مهما كان منصبه..

نعم ليست الامور كما نحلم ونتمنى ولكنها قطعا ليست بالسوء الذي يصوره سقط المتاع واعلام التخلف العروبي بشتى اتجاهاته..قلتها ايام شدة حرب المفخخات التي عصفت بنا قبل اربع سنوات ومازالت.. إنظروا الى مايكابده ابناء العراق الاصلاء من تصميم وعزم على بناء حالتنا التي لن ترضي الجوار ومئات الالاف من عمال بلدنا البعيدون عن كامرات الفضائيات  ووسائل الاعلام يعملون بجد وصمت ونكران ذات عجيبة رغم المفسدين واجندات التحزب والتكتل السياسي..نعم أمامنا الكثير ويقينا ان العراق ليس كما يصوره البعض المريض.. لدماء ضحايانا (حوبة)  تجعل العراق يصل الى اهدافه رغم مكر الماكرين والفاسدين وممن يدفعهم من دول الجوار..

ralmurshidi@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 20/أيلول/2009 - 30/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م