شبكة النبأ: في كل الحروب التي خاضتها
الولايات المتحدة على تعاقب إداراتها كانت المعارك تدور رحاها في ساحات
خارجية سواء كانت في فيتنام أو يوغسلافيا السابقة أو العراق أو
أفغانستان مؤخرا.
ولعلها المرة الأولى التي يجد فيها الأميركيون أنفسهم في خضم معركة
لا يكون مسرحها في الخارج, بل في عقر الديار، أبطالها أميركيون وسلاحها
أميركي وقضيتها أميركية محلية بحتة هي خطة رئيسهم باراك أوباما لإصلاح
قطاع الرعاية الصحية.
وتشهد الساحة الداخلية للولايات المتحدة هذه الأيام استقطابا حادا
بين مجموعات محافظة تضافرت جهودها من أجل إجهاض الخطة, وآخرين يرون
فيها مبادرة جادة تصب في مصلحة السواد الأعظم من الشعب.
والحالة هذه لم يجد أوباما بدا من شن حملة علاقات عامة تروج لخطته
لإصلاح نظام الرعاية الصحية وسط الشعب الأميركي, مستخدما أسلوبا مألوفا
بأن يضفي بعدا إنسانيا على قضية معقدة وأحيانا تجريدية الطابع, على حد
تعبير صحيفة نيويورك تايمز.
ولا تخفي الصحيفة وقوفها مع أوباما في خطته الإصلاحية مثلما فعلت
عندما أعلنت على الملأ تأييدها له قبل انتخابات الرئاسة الأميركية
الأخيرة في 2008.
تقول نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن الأميركيين غارقون في نقاشات
فنية حول إصلاح نظام الرعاية الصحية الأمر الذي يجعل من السهل عليهم
إغفال الأبعاد الإنسانية للأزمة.
الإصلاحات المنشودة
غير أن الأمر لم يعد كذلك بعد أن رأوا صور ألوف الأميركيين وهم
يصطفون الأسبوع الماضي خارج عيادة مؤقتة في بلدة إنغيلوود القريبة من
مدينة لوس أنجلوس بكاليفورنيا. وتعليقا على تلك الصور, تقول الصحيفة إن
المشهد بدا وكأنه في بلد متخلف حيث يتجمع القرويون قبل أيام من وصول
بعثة طبية زائرة طلبا للرعاية الصحية.
وتضيف أن هذه الحاجة الماسة والواضحة للمساعدة تنطوي على إدانة
مخزية لنظامنا للرعاية الصحية الذي يصر السياسيون المعارضون لإصلاحه
على أنه الأفضل في العالم. وقد تخطو الإصلاحات المنشودة التي هي قيد
نظر الكونغرس خطوات كبيرة إزاء سد الثغرات في النظام بأن تتيح تقديم
خدمات تأمين بتكلفة أقل تغطي مجالات جديدة, وإدخال ذوي الدخول المتدنية
تحت مظلة التأمينات المدعومة القيمة, والعمل على زيادة أعداد أطباء
الرعاية الأولية, وإلزام شركات التأمين بتقديم مزايا أساسية ومنعها من
الامتناع عن توفير مظلة تأمينية بحجة وجود شروط مسبقة.
وقد احتدم الجدل في الولايات المتحدة حول هذه القضية وتسابقت
الأطراف المتنافسة لاستقطاب التأييد الشعبي لمواقفها ما أدى إلى أن
تغمر الإعلانات التي تروج لوجهة نظر كل طرف أرجاء البلاد, وباتت
الرعاية الصحية حملة سياسية وطنية كاملة, كما تقول نيويورك تايمز.
نظام مهترئ
وتنسب الصحيفة لخبير في استطلاعات الرأي القول إن من ينجح في تحديد
مسار الجدل الدائر سيكون هو الفائز, مشيرا إلى أن معارضي أوباما يسعون
إلى تعزيز المفهوم القائل بأن الخطة في مجملها تقوم على رعاية صحية
بإشراف الدولة بينما يريد المؤيدون ترسيخ الانطباع بأن الأمر كله لا
يعدو أن يكون إصلاحا لنظام متهرئ.
وتناولت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الموضوع من زاوية التنافس الأزلي
المحموم بين الحزبين الكبيرين الجمهوري والديمقراطي.
وتقول الصحيفة إن بعض الزعماء يحاولون تصوير الحزب الجمهوري على أنه
حزب الانضباط المالي الذي يحارب أوباما على صعيد خطته للإنعاش
الاقتصادي, ويهاجم مشروع قانونه حول الانحباس الحراري على أنه يفضي إلى
زيادة كبيرة في الضرائب.
ثم هم الآن يصورون للناس أن خطته للرعاية الصحية ليست سوى برنامجا
اشتراكيا للاستيلاء على القطاع الخاص.
أما صحيفة واشنطن بوست فقد ذكرت أن ثمة شبكة فضفاضة من النشطاء
المناهضين لمشروع أوباما في مجال الرعاية الصحية بدأت تتشكل, وتتألف من
مجموعات ضغط تملك ملايين الدولارات.
وقد بدأ هؤلاء النشطاء المحافظون ينتظمون في تحالفات والجامع بينهم
هو مشاعر الاستياء التي تنتابهم تجاه عدد من القضايا تتراوح بين
الضرائب والعجز في الموازنة إلى قوانين البيئة.
أبجديات الرعاية
يتمحور نقاش الرعاية الصحية حول ثلاثة أشكال مختلفة من هذا النظام:
خيار الدفع الفردي، وما يسمى بـ الخيار العام، وخيار تعاونيات الرعاية
الصحية. وقد سعت بعض مجموعات المصالح الخاصة أن تثير البلبلة حول حسنات
وسيئات هذا الشكل أو ذاك من الرعاية الصحية, فما الذي يعنيه كل واحد من
تلك الأشكال؟
أولا خيار تعاونيات الرعاية الصحية
أصبح هذا النوع أكثر حضورا في النقاشات في الأيام الأخيرة باعتباره
خطة الإصلاح الأكثر قبولا بين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.
من خلال هذا النظام يمكن لدافعي التأمين أن ينضووا تحت مجموعات تدير
تأمينها بنفسها عبر نظام غير ربحي.
وتتولى الحكومة التمويل الأولي لهذه التعاونيات, ويقدر كبير مؤيدي
هذا الخيار، السيناتور كنت كونراد (دال) من نورث داكوتا أن يصل المبلغ
الضروري لإقامة شبكات هذه التعاونيات غير الربحية على المستوى الوطني
والمحلي وعلى مستوى الولايات إلى ستة مليارات دولار.
ويقول أنصار هذه التعاونيات إن من شأنها أن تخلق منافسة لشركات
التأمين الخاصة مما يمكن أن يقلل التكاليف دون توسيع حجم ونطاق مساعدة
الحكومة الاتحادية بدرجة كبيرة. وتوجد بالفعل نماذج رعاية صحية من هذا
القبيل في ولايات واشنطن وكاليفورنيا ومينيسوتا، فضلا عن نماذج ناجحة
أخرى منها تم تطبيقها في قطاعات الكهرباء، والزراعة.
لكن واقع التعاونيات الموجودة ينذر بأن تصبح غير عملية لو اتسع
نطاقها, إذ يقول رئيس فريق الخدمات الصحية وتحليل السياسات في جامعة
كاليفورنيا بيركلي وليام داو إنه نموذج يصعب توسيع نطاقه بشكل كبير
بجعله صالحا بما فيه الكفاية لتغطية الرعاية الصحية لأجزاء واسعة من
المجتمع.
ثانيا: الخيار العام
يعني هذا الخيار في الأصل أن يكون بمقدور الأفراد شراء تأمينهم عبر
نظام رعاية تديره الحكومة كما يقول الدكتور داو.
وفوائد هذا النظام تكمن في إمكانية استخدام الحكومة لحجمه ونفوذه
المحتملين لفرض خفض معدلات السداد، مما يؤدي بدوره إلى خفض أقساط
التأمين ويحفز المنافسة مع القطاع الخاص ويمكن في نهاية المطاف، من
تقليص أقساط من ليسوا ضمن نظام الحكومة أيضا، حسب وجهة نظر داو.
لكن معارضي هذه الخطة يخشون من أن تؤدي إلى إطالة طوابير الراغبين
في الرعاية وتقليص جودة الخدمات مع مرور الزمن.
ثالثا خيار الدفع الفردي
ويمكن أن يأخذ أحد شكلين, فإما أن تبرم مؤسسة تأمين تديرها الحكومة
صفقات مع شركات خاصة لتوفير الرعاية الضرورية لمن لديهم تأمين أو أن
تدير الحكومة نفسها الرعاية الصحية.
ولا يرجح أن يصار لتطبيق أي من هذين الشكلين رغم تأييد العديد من
الديمقراطيين من اليسار المتطرف لنظام الدفع الفردي, خصوصا بعد ما اتضح
أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد أن التحول إلى نظام من هذا القبيل
سيكون ضارا بنظام الرعاية الصحية الأميركي ككل.
خطط أوباما في قفص الاتهام
قال الكاتب الأميركي آرثر بروكس إن شعبية أوباما آخذة بالانخفاض،
وإن الأميركيين قد يطيقون ويصبرون إزاء الكثير، لكنهم لا يصبرون إزاء
من يعرض مستقبلهم للخطر. وأضاف أن الرئيس الأميركي إنما يقود البلاد
نحو الاشتراكية في ظل تزايد التدخل الحكومي بالقطاع الخاص.
وأوضح بروكس وهو رئيس معهد أميركان إنتربرايز في مقال له بصحيفة وول
ستريت جورنال أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لما تعهد بتخليص البلاد
من أزمتها الاقتصادية عبر الخطط التي تتمثل في زيادة الإنفاق العام،
إنما أثقل كاهل الولايات المتحدة بديون تبلغ 17.1 تريليون دولار بحلول
العام 2019.
وأضاف أن وعد أوباما بإصلاح النظام الصحي يلقى احتجاجات واسعة في
أنحاء البلاد، بدعوى أنه غير مقدور عليه وأنه مبهم وأقرب إلى النظام
الاشتراكي.
ومضى الكاتب إلى أن أوباما إنما يقود الأمة إلى النمط الاشتراكي عبر
استيلاء الحكومة على الكثير من شركات القطاع الخاص وتدخلها المباشر
بخطط إنقاذ اقتصاد البلاد وتعافيه. وقال الكاتب إن 70% من الشعب
الأميركي يفضل اقتصاد السوق الحر، وفق استطلاع أجراه مركز بيو لقياس
الرأي في مارس/آذار الماضي.
مظاهرات قرب البيت الأبيض
من جانب آخر تظاهر عشرات الآلاف من الاشخاص الذين جاؤوا من جميع
انحاء الولايات المتحدة في واشنطن لادانة سياسة الانفاق التي يتبعها
الرئيس باراك اوباما وخصوصا مشروعه لاصلاح النظام الصحي.
وسار المتظاهرون من البيت الابيض الى الكابيتول مقر مجلسي الكونغرس،
وهم يرفعون لافتات تتهم الادارة الديموقراطية بقيادة البلاد الى
الاشتراكية.
وكتب على لافتة ان الاجهاض ليس عناية طبية، بينما رفعت مهاجرة
متحدرة من اوكرانيا لافتة كتب عليها عشت بما فيه الكفاية الاشتراكية في
الاتحاد السوفياتي.
واكدت هذه المتظاهرة لوكالة فرانس برس طالبة عدم كشف هويتها ان
الكثير من الامور تذكرني بما عشته في الدول الشيوعية. الشيوعية لم تكن
مجدية في الخارج ولن تكون مجدية هنا.بحسب فرانس برس
وفي وسط جادة بنسلفانيا التي سار فيها اوباما وزوجته ميشال يوم
تنصيبه رسميا، رفع فتي في الحادرية عشرة من عمره لافتة كتب عليها ولدت
حرا وفرضت علي ضرائب حتى الموت.
واكدت شقيقته ميغن (13 عاما) نظرا لوضع الاقتصاد يمكن للضرائب ان
تؤثر فعلا على اسلوب حياتنا. واضافت ان هذا يؤثر علينا فعلا. ما زلنا
نملك ثمن غذائنا ولذلك علينا ان نتحرك الآن حتى لا يتفاقم الوضع.
أوباما يرد
من جهته رد الرئيس الامريكي على معارضي مشروعه لاصلاح نظام الرعاية
الصحية في الولايات المتحدة في مسعى لكسب مزيد من قوة الدفع لتمرير
المشروع عبر اروقة الكونجرس.
وقال اوباما في كلمة له امام حشد من 15 الف شخص ممن يدعمون مشروعه
في ولاية مينوسوتا لن اقبل بعد اليوم ببقاء الاوضاع على ما هي .
والولايات المتحدة هي الدولة الصناعية الوحيدة التي لا يوجد فيها
نظام رعاية صحية لكل مواطنينها حيث هناك اكثر من 50 مليون امريكي بلا
اي نوع من الضمان الصحي.
وكان عشرات الاف الامريكيين تظاهروا في العاصمة واشنطن احتجاجا على
مشروع اوباما.
وقال اوباما انه لن يسمح هذه المرة لاصحاب المصالح الخاصة باللجوء
الى نفس التكتيكات القديمة لابقاء الاوضاع على ما هي.
وحذر اوباما في كلمته في مينوسوتا التي تضم اقل عدد من السكان الذين
لا يتمتعون بالضمان الصحي والموالية للحزب الديمقراطي انه لن يضيع وقته
في مجادلة الذين يعتقدون انه من الافضل القضاء على هذا المشروع بدلا من
ادخال التحسينات عليه.
منغصات الصيف على أوباما
أما على المستوى الاقتصادي ودخل الأفراد ومردود الضرائب هذا قدر لا
مفر منه. فالرؤساء يمرون بفترات يتمتعون فيها بشعبية ثم بفترات تنخفض
فيها شعبيتهم.
فالرئيس الامريكي باراك أوباما الذي اقترب شهر العسل بينه وبين
الجماهير الامريكية من نهايته فيما يبدو يواجه ما يعرف باسم الفتور
الصيفي.
وتلقى جهوده لاصلاح نظام الرعاية الصحية الامريكي ردود فعل متباينة
وكذلك تعامله مع أزمة الاقتصاد الامريكي وتراجعت نسبة التأييد له الى
53 في المئة.
لكن ماذا يفعل الرئيس؟.
في الوقت الراهن الصبر مطلوب. ويقول محللون ان أي انتعاش في
الاقتصاد الامريكي سيساعده كثيرا. وكذلك تحقيق انتصار تشريعي في
الكونجرس فيما يتعلق بقضية الرعاية الصحية. والأمران سيستغرقان
وقتا.بحسب رويترز
وقال اندرو كوهات رئيس مركز بيو للأبحاث مشيرا الى مسؤولي الادارة
الامريكية "يحتاجون الى أن يشعروا الناس بقدر ما من النجاح اذا بدأ
الاقتصاد يتحسن فهذا سيفيد كثيرا."
وكان الاستطلاع الذي أجراه كوهات في مركز بيو بين مجموعة من
الدراسات المسحية التي أُجريت في الأيام الاخيرة وأظهرت قدرا من عدم
الرضا عن أوباما. لكن ماذا عن الصورة في مجملها..
يقول كوهات ليس هناك ما يدعو الى الذعر لكن من الواضح أنهم يجب ان
يشعروا بالقلق حين تتجه الارقام بثبات الى هذا الانخفاض الذي نراه في
استطلاعات الرأي هذه.
ويتعامل فريق أوباما الذي اكتسب قوة من المنعطفات الحادة التي
واجهها في الحملة الرئاسية التي جرت العام الماضي مع هذه الاخبار بهدوء
وهو ما يعكس أسلوب الرئيس نفسه الذي يخلو من المبالغة.
وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض الامريكي وأحد أقرب
مستشاري الرئيس الرئيس ليس مشغولا بصعود وهبوط استطلاعات الرأي. لو كنا
كذلك لانسحبنا منذ عامين بالتمام اكتملا هذا الصيف من خوض انتخابات
الرئاسة.
وقال اوباما لمجلة تايم ان جزءا من السبب في تعبير الامريكيين عن
تشككهم في الجهود التي تبذل في قضية الرعاية الصحية هو أن وسائل
الاعلام الاخبارية ملت التفاصيل وانزلقت الى جدل تقليدي جدا بشأن
الرعاية الصحية التي تديرها الحكومة في مقابل سياسات السوق الحرة.
وأضاف وسأقول أن هذا كان أصعب اختبار لي حتى الان في الحياة العامة
وانا أحاول أن أشرح بأسلوب واضح وبسيط مدى أهمية أن نصلح هذا النظام.
وقال ستيفن هيس الاستاذ بجامعة جورج واشنطن والمتخصص في الشؤون
الرئاسية ان أوباما فيما يبدو سيحصل في نهاية المطاف على صفقة للرعاية
الصحية لان الديمقراطيين الذين ينتمي اليهم أوباما يسيطرون على
الكونجرس الامريكي لكن الحلول الوسط ستعطيه أقل مما يريد.
وأضاف هيس المسألة ببساطة هي ما تتكلفه وما تشمله هاتان النقطتان
قابلتان للتفاوض. انها ستتم وفي تلك المرحلة سنقيم وسيعزى اليه الفضل
في هذا.
لن تكون كما طرحها في البداية. لا يمكن. ليس نظامنا. وبالتالي هناك
حاجة الى القليل من الصبر.
وقال ستيف الميندورف واضع الاستراتيجيات بالحزب الديمقراطي ان
الوصول الى صفقة بشأن الرعاية الصحية أمر ضروري للديمقراطيين في
انتخابات التجديد النصفي التي تجري العام القادم.
ويفقد الحزب الذي يتولى الحكم عادة مقاعد بالكونجرس في انتخابات
التجديد النصفي ويريد اوباما اما انهاء هذا الاتجاه او على الاقل الحد
من الخسائر.
وقال الميندورف عن ادارة اوباما لا أظن أنهم يصابون بالذعر على
الاطلاق. أحد الايجابيات الكبيرة في الحملة هي أنهم كانوا منظمين بدرجة
لا تصدق. كانت لديهم خطة واتبعوا الخطة ولم يتشتتوا.
عطلة اوباما قد لا تكون مريحة
وبعد ان قاد بلادا في حال حرب وواجه ازمة مالية وتعهد اعادة بناء
اميركا وواجه معارضين سياسيين، كان من المفترض ان تكون عطلة اب/اغسطس
على جزيرة في المحيط الاطلسي الاستراحة التي كان ينشدها الرئيس
الاميركي باراك اوباما.
الا انها لا تزال بعيدة والظاهر انها ستكون قصيرة. حتى ان البعض
اعترض على حقه في اخذ اجازة في مثل هذه الظروف الصعبة.بحسب فرانس برس
وحجز اوباما الذي يحتفل بعيد ميلاده ال48 في 4 اب/اغسطس المقبل،
لنفسه الاسبوع الاخير من شهر توقع البيت الابيض ان يكون مليئا بالاعمال.
ومن المفترض ان يقضي هذا الاسبوع مع عائلته على جزيرة مارثاز فينيارد،
المفضلة لدى آل كينيدي وكلينتون قبالة السواحل بين بوسطن ونيويورك.
واعلن المتحدث باسم اوباما ان هذا الاخير سيتوجه قبل ذلك الى مقر
كامب ديفيد حيث سيمضي بضعة ايام بعيدا عن الحر في واشنطن.
لكن عندما اوردت صحيفة فينيارد غازيت ان الرئيس استأجر مزرعة "بلو
هيرون" التي اشتراها مالكها ب20 مليون دولار في العام 2005 وتمتد على
مساحة 11 هكتارا وتضم حوض سباحة وملعب كرة مضرب وكرة سلة ولها منفذ على
البحر، سارع العديد من رواد الانترنت الى التعليق ان الرئيس عليه ان
يهتم بامور اكثر جدية في وقت يواجه فيه الشعب اسوأ ركود منذ ثلاثينات
القرن الماضي وتكاد نسبة البطالة تبلغ 10%.
وكثرت ردود الفعل خصوصا عندما علموا ان مثل هذه المزرعة يتراوح
ايجارها بين 35 و50 الف دولار في الاسبوع.
واشارت الصحيفة الى ان الايجار سيقسم مثالثة بين اوباما والحرس
الرئاسي والمعاونين وان اوباما سيدفع تكاليف عطلته. الا ان ذلك لم يكفي
لاسكات المعترضين.
وقال اوباما لشبكة سي بي اس التلفزيونية اذا كان السؤال هل افكر كل
يوم بالصعوبات التي يواجهها الشعب الاميركي؟ الجواب هو بالطبع. وهل
برأيي ان الاميركيين يعتقدون ان هذه الصعوبات من شأنها ان تمنعني من
تمضية بعض الوقت مع ابنتي ساشا وماليا؟ لا اظن ان الشعب الاميركي ينظر
الى الامور بهذه الطريقة.
ويرى بعض الخبراء ان الرئيس اوباما واجه تحديات لا سابق لها منذ
الرئيس ابراهام لينكولن. وقد اطلق برامج اصلاحات على نطاق غير معروف
منذ فرانكلين روزفلت. وكان اوباما موضوع جدالات وعرفت مشاريعه معارضة
شرسة من خصومه الجمهوريين. كما وظف جهدا كبيرا لفتح صفحة جديدة في
العلاقات بين الولايات المتحدة وسائر دول العالم.
وتابع اوباما الذي بدا وكأن الشعر الابيض يغزو رأسه بسرعة هل هناك
ايام اقول لنفسي ان الحمل بات كبيرا جدا؟ اكيد.الا ان الراحة التي
يفترض ان يتمتع بها اوباما في اب/اغسطس ستكون نسبية.
فهو يخصص حاليا ثلث يومه لاصلاح قطاع الصحة الذي يعاني من مشاكل منذ
40 عاما. وهو بذلك يراهن بقسم كبير من شعبيته. فقد افادت الاستطلاعات
الاخيرة ان نسبة مؤيديه تدنت عن 60%.
وهكذا، بعد ان ينصرف النواب عن واشنطن تاركين العمل معلقا، سيواصل
اوباما اجتماعته ولقاءاته.
استطلاع: انخفاض نسبة التاييد لاوباما الى
50%
وفي استطلاع يوضح نسبة التأييد ىوباما، انخفض التاييد للرئيس
الاميركي باراك اوباما بين ابناء الشعب الاميركي الى نسبة 50% وهي ادنى
نسبة منذ تنصيبه رئيسا للبلاد في كانون الثاني/يناير الماضي، طبقا
لاستطلاع نشر الخميس عشية امضاء اوباما 200 يوم في منصبه.
وكشف استطلاع اجرته جامعة كوينيبياك ان نسبة الرضا عن اداء الرئيس
انخفضت الى 50%، مقارنة مع نسبة 57% التي حصل عليها في الثاني من
تموز/يوليو.
وارتفعت نسبة من قالوا انهم غير راضين عن اداء اوباما الى 42%
مقارنة مع 33% في تموز/يوليو.بحسب فرانس برس
ويعكس ذلك مشاعر عدم الارتياح للطريقة التي يعالج بها اوباما
الاقتصاد الذي يعاني من انكماش كبير دفع ادارته الى اطلاق خطط تحفيز
للاقتصاد، والرعاية الصحية التي تواجه عملية اصلاح شاملة في الكونغرس.
وجرى الاستطلاع على 2409 ناخبا مسجلا في كافة انحاء البلاد. واعرب
52% مقابل 38% من المستطلعين عن رضاهم على سياسة اوباما الخارجية بينما
قال 49% مقابل 45% انهم غير راضين عن معالجته للاقتصاد، وقال 52% مقابل
39% انهم غير راضين عن طريقة تعامله مع الرعاية الصحية.
.....................................................
مركز يقدم الخدمات الوثائقية
والمعلوماتية للاشتراك والاتصال
www.annabaa.org
arch_docu@yahoo.com |