ازمة المياه في العراق تنذر بكارثة بيئية وشيكة

إيران تغلق بشكل نهائي العديد من روافد دجلة وتركيا تتملص من تعهداتها

اعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: باتت شحة المياه التي يعاني منها العراق من اشد المعضلات التي تواجهه الدولة العراقية بعد فشل اغلب محاولاتها في إقناع حكومتي تركيا وإيران في إطلاق كميات أوفر من المياه في نهر دجلة والفرات.

وتعزو الحكومات المتشاطئة على نهري دجلة والفرات مع العراق الى قلة سقوط الأمطار ومواسم الجفاف المتعاقبة على المنطقة السبب في نقص مناسيب المياه في ذلك النهرين.

فيما باتت العديد من المناطق الزراعية في وسط وجنوب العراق من أكثر المناطق تأثرا بموجة الجفاف وشح المياه مما أدى التلف المحاصيل الزراعية وانخفاض كبير في حجم الثروة الحيوانية.

اتهام إيران بالتسبب بكارثة بيئية

تتهم السلطات العراقية جارتها الشرقية ايران بالتسبب بحدوث كارثة بيئية في شط العرب، اثر قيامها بتحويل مجرى نهر الكارون والقاء مخلفات ادت الى تلوث مياهه وارتفاع نسبة الملوحة فيها بشكل كبير.

وقال مدير ادارة الموارد المائية في العراق، عون ذياب ان "السلطات الايرانية بدأت منذ العام 2002، باقامة سدود على نهر الكارون ما ادى الى تدفق المياه بشكل قليل، ثم ما لبثت ان اغلقت النهر بشكل كامل العام الحالي، وتحويل مجراه الى نهر بهمن شير".

وتابع "انها تستخدم شط العرب حاليا كمكب لنفايات المصافي ومياه الصرف الصحي ما يسفر عن تلوث كبير وارتفاع نسبة الملوحة" وحذر ذياب من "كارثة بيئية" في شط العرب.

ويتلقى شط العرب الذي يمتد مسافة مئتي كليومتر بين العراق وايران، المياه من نهري دجلة والفرات اضافة لنهر الكارون الذي ينحدر من مناطق جبلية في ايران ليصب في الضفة الشرقية لهذا المجرى المائي الاستراتيجي. بحسب فرانس برس.

وينبع نهرا دجلة والفرات من الجبال التركية. ويعبران العراق من الشمال الى الجنوب قبل ان يشكلا شط العرب الذي يصب في مياه الخليج.

وأكد المسئول ان "انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات بسبب اقامة سدود في تركيا حيث منابعهما ساهم في ارتفاع نسبة الملوحة". وقال ان ما يحدث لمياه شط العرب هو "ازمة بيئية كبيرة".

ويسفر تحويل مجرى نهر الكارون البالغ طوله 890 كيلومترا عن عواقب كبيرة بالنسبة لسكان مدينة البصرة. يشار الى ان نسبة تدفق المياه من نهر الكارون باتجاه شط العرب كان يتراوح بين 1200 و1800 متر مكعب في الثانية.

من جهته، قال نعمة غضبان منصور رئيس بلدية منطقة السيبة في البصرة "كانت فضلات مصفاة عبادان الايرانية التي تلقى في شط العرب لا تؤثر على المياه والبيئة في السابق لان مياه نهر الكارون تدفع بها الى الخليج، لكن تحويل مجراه اسفر عن تراجع نسبة المياه وتراكم النفايات". ويبدو ان ان صيادي الاسماك هم من اوائل الضحايا.

وقال احدهم واسمه فاخر عبد الامام (45 عاما) ان "الصيد اصبح مستحيلا العام الحالي في شط العرب". واوضح ان "معظم الاسماك نفقت والباقي رائحته نفط".

واضاف عبد الامام وهو اب لخمسة اطفال ويعمل على قاربه "الصفا" منذ عشرين عاما، ان "الوضع ازداد سوءا خلال الاشهر الاخيرة" ما دفعه الى العمل في ميناء الفاو على الخليج.

ويتقاسم الاف الصيادين المنتشرين في الميناء الذي كان ميدانا للمعارك خلال الحرب العراقية الايرانية (1980-1988)، الخوف من المستقبل.

بدوره، اكد عماد صادق (35 عاما) "عدم امكانية الصيد في شط العرب بسبب ارتفاع الملوحة وفضلات تكرير النفط القادمة من ايران، نحن مرغمون على الذهاب الى الخليج رغم التنافس الكبير هناك".

كما قال عدنان علي قاسم (38 عاما) "في الماضي، كنا نصطاد اكثر من عشرة اطنان من السمك في اليوم، ونتمنى الحصول على نصف الكمية الان".

واكد قاسم، وهو اب لثمانية اطفال، ان صيد اليوم لايؤمن اكثر من ثلاثمئة دولار في الشهر فيما كان ثلاثة اضعاف ذلك في السابق.

ونجم عن ارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب اضرار كبيرة للمزارعين العراقيين اثر فقدانهم المياه العذبة لنهر الكارون.

وقال احد المزارعين مطالبا بدعم من الحكومة "نشهد هجرة سكانية وبعض الناس غادروا منازلهم بعد ارتفاع نسبة ملوحة مياه الزراعة".

من جهته، يرسم المستشار الزراعي لمحافظ البصرة محسن عبد الحي لوحة قاتمة قائلا ان "التدهور الذي بدا منذ نحو عام الحق اضرارا بالغة بمياه الشرب والري كما ادى الى هلاك الاسماك ونفق بعض الحيوانات". واشار الى "اغلاق نحو ثلاثين حوضا لتربية الاسماك" بسبب التلوث ونسبة الملوحة المرتفعة.

انخفاض أعداد الجاموس في العمارة

كشف مصدر زراعي في العمارة عن انخفاض اعداد الجاموس في العمارة الى نسبة 35% بسبب الجفاف في مناطق الاهوار ونقصان المواد العلفية .

 واوضح  رئيس المهندسين الزراعيين الأقدم طالب جاسب ان “اعداد الجاموس في محافظة ميسان تناقصت الى نسبة 35%  حسب اخر احصائية  رسمية”، مشيرا الى ان “لسبب يرجع  الى حصول نقص في  المواد العلفية والخدمات البيطرية وتعرض الحيوانات إلى الجفاف نتيجة هجرتها للبيئة المثالية لتربيتها وهي الاهوار”.

واضاف جاسب أن “أعداد الجاموس في العراق كانت في بداية التسعينات بحدود 200 ألف رأس ليصل عددها إلى 130  ألف رأس وبنسبة انخفاض تصل إلى 35%”. بحسب اصوات العراق.

وسبق لمختصين في محافظة ميسان ان حذروا من كارثة بيئية وإنسانية لسكنة الاهوار جراء جفاف هورالعظيم، و50%  من هور الحويزة، نتيجة لاقامة سدود من قبل الجانب الإيراني على نهر الكرخة المغذي  لهذه الاهوار. وتقع مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان، على مسافة 390 كم جنوب العاصمة بغداد.

تركيا تخلف تعهدها بزيادة امدادات المياه

من جانبه قال وزير عراقي إن تركيا فشلت في الوفاء بتعهدها باطلاق المزيد من المياه في نهري الفرات ودجلة الى العراق داعيا الى سياسة مائية منسقة في المنطقة.

وفي يونيو حزيران الماضي قال وزير الطاقة التركي تانر يلدز ان انقرة ستوفر 400 متر مكعب من المياه بحد ادنى في الثانية من نهري دجلة والفرات لمساعدة جارتها على مواجهة موجة جفاف.

لكن وزير الموارد المائية العراقي عبد اللطيف رشيد ابلغ رويترز أن العراق لم يحصل بعد على مياه كافية من تركيا وأن امدادات مياه الزراعة والشرب في بلاده في خطر.

وقال رشيد على هامش اجتماع بين وزراء من تركيا والعراق وسوريا لمناقشة تقاسم مياه نهري دجلة والفرات "نريد من تركيا تنفيذ ذلك الاتفاق." بحسب رويترز.

وقال "الحد الأدنى الذي يحتاجه العراق هو 600 متر مكعب. احيانا يتقلب الى اقل من 200 متر مكعب. نحتاج مثلي أو ثلاثة امثال هذه الكمية."

ويتهم العراق تركيا والى حد أقل سوريا بسد نهر الفرات بسدود لتوليد الكهرباء اعاقت تدفق المياه ما سبب اضرارا بقطاع الزراعة الذي يعاني بالفعل من عقود من الحرب والعقوبات والاهمال.

ويمثل النزاع حول المياه قضية دبلوماسية للعراق الذي يسعى لتحسين العلاقات مع جيرانه. وتركيا احد أهم الشركاء التجاريين للعراق.

ويقول مسؤولون اتراك ان المياه المتدفقة الى العراق نقصت من جانب سوريا التي تشترك ايضا في حوض نهري دجلة والفرات.

لكن رشيد قال ان العراق يحصل على مياه اقل منذ بدأت تركيا بناء سدود بجنوب شرقي البلاد في اطار مشروع جنوب شرق الاناضول.

وقال رشيد الذي اشار الى انه اثار القضية مع نظيره التركي يوم الخميس ان المنطقة تحتاج الى وضع سياسة مائية منسقة لمواجهة الجفاف.

"نحتاج جميعا أن نحصل على حصة عادلة. العراق بلد مصب. امداداتنا من مياه الشرب والزراعة والكهرباء تعتمد على كيفية ادارة موارد المياه في المنبع. نحتاج الى ادارة المياه بشكل مناسب." ويعاني العراق من جفاف للعام الثالث اضر بالمحاصيل ومناسيب المياه المخزنة.

وتقول تركيا انها حدت احيانا من تدفق المياه في نهري دجلة والفرات لاقل من 400 متر مكعب في الثانية لسد احتياجاتها خلال الطقس بالغ الجفاف.

وقال وزير الري السوري نادر البني ان بلاده "قلقة" بشأن كمية المياه التي تتدفق من تركيا وقال ان الدول المجاورة المشتركة في نهري دجلة والفرات تحتاج الى ايجاد حل يكون "مستديما من وجهة نظر اجتماعية وانسانية."

تركيا تقترح تقديم وسائل تقنية

 من جهتها اقترحت تركيا تقديم وسائل تقنية للعراق الذي يعاني من جفاف منذ عامين ليستفيد من مياهه، بينما تتهم بغداد انقرة بعدم الوفاء بوعودها في زيادة كميات المياه لها.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي وصل الى بغداد اليوم في زيارة غير معلنة في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري "نحن مستعدون لتزويد العراق بالتكنولوجيا للاستفادة من كيفية استهلاك المياه".

واكد داود اوغلو الذي رافقه في زيارته وزير شؤون التجارة الخارجية التركي ظفر جاغليان ان "معاناة الفلاح العراقي في مجال شحة المياه، هي نفسها التي يعانيها الفلاح التركي".

واضاف "تعهدنا بان نطلق اكثر من 500 متر مكعب في الثانية وتحقق ذلك (... ونؤكد اننا سوف نرفع الى اكثر من ذلك". وتابع "نريد تفعيل عمل اللجنة الثلاثية (التركية العراقية السورية) وان نعيد هذه الاجتماعات".

وعقدت اللجنة عدة اجتماعات بين عامي 2007 و 2008. بحسب فرانس برس.

بدوره، قال زيباري "عقدنا محادثات في كافة المجالات والقضايا السياسية والتجارية وايضا مسألة شح المياه".

واضاف "تلقينا تطمينات جيدة وايجابية بان هناك رغبة حقيقية في معالجة هذه الازمة".

لكن وزير الموارد المائية عبد اللطيف جمال رشيد اكد في بيان ان تركيا لم تف بوعودها لزيادة المياه. وكان رشيد اكد الشهر الماضي ان كميات المياه الواردة بلغت 250 متر مكعب بالثانية فقط.

وقال ان "المعلومات المتوفرة لدينا تدل على أن السنة الحالية أفضل من السنة الماضية فيما يتعلق بسقوط الأمطار والثلوج بالنسبة لحوض نهر الفرات في تركيا".

واضاف "هناك كميات خزن جيدة في السدود التركية على نهر الفرات لكن الوعود التي اطلقها المسؤولون في تركيا بزيادة ومضاعفة كمية المياه الواصلة إلى العراق لم تتحقق حتى الآن".

وتابع ان "كمية المياه التي ترد هي اقل من نصف كمية الحد الأدنى للمياه المطلوبة لنهر الفرات واستمرار هذا النقص في المياه سيهدد بشكل كبير بهلاك المزروعات الصيفية وخاصة محصول الشلب وعدم التمكن من توفير المياه للاستخدامات المختلفة الأخرى".

واكد الوزير العراقي ان تدني ايرادات المياه "ينذر بحدوث اضرار بيئية كبيرة في حوض نهر الفرات اذا لم تقم تركيا بزيادة المياه".

وتتناقض هذه التصريحات مع تأكيدات الوزير التركي انه تم الوصول الى 500 متر مكعب في الثانية هو الحد الذي يمكن العراق من زراعة نصف اراضيه من محصول الرز خلال الموسم الحالي.

الجفاف يشعل نزاعا عشائريا

من جانب آخر قال رئيس المجلس البلدي في قضاء الجبايش التابع لمحافظة الناصرية، ان خلافا عشائريا نشب بسبب الجفاف وقلة مصادر الرزق جنوب القضاء بين اولاد عمومة ادى الى مصرع شخصين من المتخاصمين.

وقال احمد سلمان ان “الجفاف وزيادة اعداد العاطلين عن العمل وقلة مصادر الرزق الذي يعتمد على الصيد ادى الى تنافس بين افراد ينتمون لعشيرة السواري من فخذي (ال بومحمد وال حسان) حول الاستفادة من الناظم الوحيد في منطقةالصباغية(14 كم جنوبي قضاء الجبايش)، ما ادى الى مقتل شخصين من الطرفين باطلاقات نارية”.

واضاف سلمان ان “معظم اهالي المنطقة من الرجال فروا منها فيما تدخلت القوات الامنية لفتح الطريق الواصل الى محافظة البصرة”. بحسب اصوات العراق.

بذكر ان نزاعا قديما بين عشيرتي السواري وعشيرة ال خيون شهدته نفس المنطقة قبل سنتين ادى الى وقوع عدد من الضحايا  ولم يتم الصلح لحد الان مما ادى الى انشقاق في عشيرة السواري.

وتعد أهوار منطقة الجبايش التي تقع على بعد 95 كم شرق مدينة الناصرية، أكبر مناطق الأهوار جنوبي العراق، وتبلغ مساحتها نحو 600 كم2 ويبلغ عدد سكانه والمناطق المحاذية لها، نحو 380 ألف نسمة وتقع مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، على بعد 380 كم جنوب العاصمة بغداد.

نائب يدعو لحملة ضغط دولية

من جهته قال عضو لجنة المياه والأهوار عن كتلة الفضيلة كريم اليعقوبي، إن من الضروري تهيئة  الرأي العام العالمي للضغط على تركيا وحثها على إطلاق حصة العراق المائية، معربا عن اعتقاده أن الدبلوماسية العراقية لم تعمل شيئا في هذا الإطار على الرغم من الكارثة الحقيقة التي تعانيها البلاد نتيجة شحة المياه.

وأضاف النائب اليعقوبي أن من الحلول التي يجب على العراق القيام بها الآن لمعالجة شحة المياه  “التحرك لتهيئة الرأي العام العالمي بنحو ضاغط بشأن ما يتعرض له العراق وبالتالي المنطقة من مخاطر ناجمة عن الجفاف الذي تسببه شحة المياه”، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية “لم تقم حتى الآن بمثل هذا التحرك أو الحملة سواء في الأمم المتحدة أم المؤتمرات الدولية  لطرح معاناة العراق من جراء شحة المياه”.

يذكر أن شحة المياه في العراق بلغت أوجها خلال فصل الصيف الحالي إذ وصل الصراع على المياه إلى المحافظات، عندما بدأت كل محافظة تطالب بالحصول على حصتها كاملة، لاسيما في جنوب والفرات الأوسط. بحسب اصوات العراق.

وتابع النائب اليعقوبي “لذلك يجب تهيئة رأي عام دولي باتجاه الضغط على تركيا باستثمار علاقات العراق مع أمريكا، بريطانيا، الدول العربية والإسلامية والاتحاد الأوربي للحصول على حصته المائية  من تركيا”، مبينا أن من الأمور الداعمة “ما اتخذه مجلس النواب من قرار يقضي بعدم توقيع أي اتفاقية اقتصادية مع  كل من سوريا، إيران وتركيا دون تضمينها ما يؤمن حصة العراق المائية”.

وكان متظاهرون من سكان قضاء خانقين تظاهروا مؤخرا احتجاجا على قيام إيران بتجفيف نهر الوند، مطالبين الجانب الإيراني بإطلاق مياه النهر لتدخل الأراضي العراقية.. كما عبر متخصصون ومسؤولون عراقيون مرارا عن استيائهم لقيام السلطات الإيرانية بمنع تدفق مياه عشرات الأنهار إلى مناطق وسط العراق وجنوبه مما فاقم من معاناة سكانها من جراء شحة الماء.

وأفاد أن مجلس النواب “لن يصادق على أي اتفاقية مع هذه الدول إذا لم تلتزم بهذا الشرط،”، مضيفا أن الحكومة “لم تفعل ما يتوجب عليها بهذا الشأن على الرغم من مصادقتها على اتفاقية شراكة شاملة مع وتركيا”.

وذكر النائب اليعقوبي أن الموضوع “يتطلب أيضا حركة شعبية  واعية في المحافظات للتعبير عن معاناة العراق نتيجة شحة المياه”، لافتا إلى أن “ما يحدث من صراع على الحصص المائية بين المحافظات أمر متوقع حذرنا منه قبل ستة أشهر عندما أعلنا أن جرس الخطر المائي قد في العراق وطالبنا باتخاذ إجراءات وقائية تحسبا من الكارثة الإنسانية التي يسببها انخفاض منسوب دجلة والفرات”.

واستطرد “كما حذرنا من المشاكل التي ستحدث سواء بين محافظات الجنوب أم الفرات الأوسط أم الأهوار التي تعاني أساسا من الجفاف”، مبينا أن انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات “ستؤثر على مياه شط العرب وستتحرك المياه عكسيا باتجاه البصرة من الخليج  كما يحصل الآن بالفعل الآن”.

وانتقد اليعقوبي الدبلوماسية العراقية والوزارات المعنية قائلا “لحد الآن لم نر منهم معالجة حقيقية لمشكلة شحة المياه في دجلة أو الفرات”، موضحا أن تركيا “تطلق من أراضيها 500 متر معكب في الثانية يصل منها للعراق عبر سوريا 250 متر مكعب في الثانية ما يعني  جفافا حقيقيا”، بحسب تعبيره.

وذكر أن هذه الكمية عندما تصل إلى  سدة الهندية التي تقوم بتقسيم المياه للمحافظات الجنوبية والفرات الأوسط “ستكون 50 مترا مكعبا في الثانية وهي قليلة جدا لاسيما أنها تغذي مناطق عديدة هي الديوانية، الحلة والناصرية تشتهر بزارعة الشلب وتحتاج كميات كبير من المياه”، مستدركا “لذا فهذه الكمية لا تكفي لهذه المحافظات لأن نهر الفرات عندما يصل لمحافظة الناصرية يبدأ بالجفاف ولا يضيف أي شيء لشط العرب”.

وقال النائب اليعقوبي أن شحة الماء “تؤثر أيضا على محطات توليد الطاقة الكهربائية التي تعتمد على المياه في عملها فضلا عن تأثيرها على محطات تصفيات المياه”.

وبشأن إمكانية الاستفادة من المياه الجوفية للتخفيف من شحة المياه قال اليعقوبي إن مثل هذا الإجراء “محدود الفاعلية لأن المياه الجوفية تصبح أكثر ملوحة كلما اتجهنا جنوبا فضلا عما تحتويه من مواد معدنية سامة”.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 19/أيلول/2009 - 29/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م