
شبكة النبأ: فيما قال جنود أمريكيون
شاركوا في الحرب على العراق ممن يقاتلون طالبان اليوم في أفغانستان
وصفهم العدو الأفغاني بكونه أكثر شراسة وعناد وجرأة بالرغم من قلة
الأسلحة المتوفرة لديه.
فأن جنودا من مشاة البحرية الأميركية شاركوا في الحرب على العراق
واشتركوا في عمليات قتالية في منطقة الأنبار العراقية باتوا يلاحظون
فرقا كبيرا في التكتيكات التي يستخدمها مقاتلو حركة طالبان في ولاية
هلمند بأفغانستان.
وأن القوات الأميركية فوجئت بما سمته عالما مختلفا وواجهت عقبات
كبيرة ومقاومة لم تكن تتوقعها في هلمند، وأنه بينما كان العراقيون
يضربون ويفرون، اتبع مقاتلو طالبان تكتيكات الكر والفر والثبات
والمناورة ومباغتة القوات الأجنبية دون انفكاك.
وقالت إنه يبدو أن طالبان قامت بإعداد قرارات محسوبة بشأن الأوقات
المناسبة لشن هجماتها، وإن أفرادها يعرفون جيدا متى يتراجعون ومتى
ينظمون صفوفهم من جديد وأين يهاجمون.
طالبان تستخدم التضليل
وأن مجموعة من المتمردين قد تمطر القوات الأجنبية بوابل من النيران
وتجبر الجنود الأميركيين على خفض رؤوسهم والاختباء، ثم سرعان ما تبدأ
مجموعة أخرى بالمناورة ومحاولة قتلهم في مخابئهم.بحسب صحيفة نييورك
تايمز
وأشارت الصحيفة إلى كيفية تخفي مقاتلي طالبان بأزياء نسائية مثل
البرقع أو الشادور الأفغاني وتمكنهم من تجاوز حواجز عسكرية أميركية ثم
معاودتهم مهاجمتها في مكانها.
وأضافت أنه على النقيض مما كان يتوفر للعراقيين في الأنبار، فإن
مقاتلي طالبان لا يملكون أسلحة أو قنابل متطورة، وإلا لوقعت القوات
الأجنبية في ورطة أكبر.
و وصفت الصحيفة على لسان أفراد من القوات الأميركية مقاتلي طلبان
بأنهم في ظل معرفتهم المسبقة بأنه يتم اعتراض اتصالاتهم، فإنهم يقومون
باستخدام أساليب التضليل لإيهام القوات الأجنبية بتحركات وهجمات وكمائن
وأماكن ألغام وهمية، وأنهم لا يلدغون من ذات الجحر مرتين.
ومضت إلى أن القوات الأجنبية تكبدت الشهر الجاري خسائر بالأفراد في
هلمند أكثر من أي منطقة أخرى في البلاد وأعلى بالمقارنة مع فترات شبيه
سابقة منذ الغزو عام 2001.
ويشار إلى أن مصادر إعلامية بريطانية نقلت عما وصفته بوثائق أميركية
سرية أن حركة طالبان استخدمت ذخائر الفوسفور الأبيض -صُنع بعضها في
بريطانيا- لمهاجمة القوات الأجنبية في أفغانستان.
هجمات 11/9
من جهة أخرى حذر زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، الشعب الأمريكي
من مغبة تحالف إدارته الوثيق مع إسرائيل، داعياً إياه إلى مراجعة هذا
الحلف، لافتاً إلى أن سياسة الإدارة الأمريكية السابقة مازالت قائمة،
وذلك في تسجيل صوتي جديد منسوب إليه، بث الأحد، بعد يومين من الذكرى
الثامنة لهجمات 11/9 في 2001.
وقال في التسجيل الصوتي، بث على موقع إلكتروني يستخدمه أنصار
القاعدة ومدته 11 دقيقة: أيها الشعب الأمريكي، حديثي هذا إليكم تذكيراً
بأسباب الحادي عشر وما تبعها من حروبٍ وتداعيات والسبيل لحسمها من
أصلها. بحسب CNN
وأضاف: آن للشعب الأميركي أن يميز بين أمنه وسمعته واقتصاده وبين
أمن وسمعة واقتصاد إسرائيل.
وتابع: إن سبب خلافنا معكم هو دعمكم لحلفائكم الإسرائيليين المحتلين
لأرضنا فلسطين، فموقفكم هذا مع بعض المظالم الأخرى هو الذي دفعنا
للقيام بأحداث الحادي عشر، ولو عرفتم حجم معاناتنا من ظُلم اليهود لنا
بدعمٍ من إداراتكم لهم لعلمتم أن كلا من أُمَّتَينا ضحايا سياسات البيت
الأبيض، والذي هو في الحقيقة رهينة في أيدي مجاميع الضغط ولاسيما
الشركات الكبرى واللوبي الإسرائيلي.
وظهرت في خلفية فيديو التسجيل الصوتي، صورة لبن لادن والعلم
الأمريكي ولبرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، اللذين دمرا في
هجمات 11/9، وذلك بعد يومين من إحياء الولايات المتحدة للذكرى الثامنة
لتلك الهجمات.
ولم يتأكد أحد من صحة التسجيل الصوتي الذي نشرته مؤسسة السحاب -
الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة.
واتهم بن لادن في تسجيل الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بالضعف،
قائلاً: أوباما رجلٌ مستضعف لن يستطيع أن يوقف الحرب كما وعد بل سيماطل
إلى أقصى درجةٍ ممكنة ، ولو كان له من الأمر شيء لسلَّم القيادة
للجنرالات المعارضين لهذه الحرب العبثية كقائد القوات في العراق سابقاً
الجنرال سانشيز وكقائد القيادة الوسطى الذي أجبره بوش على الاستقالة
قبل مغادرته للبيت الأبيض بفترة يسيرة بسبب معارضته للحرب ونصَّب بدلاً
منه من يسعرها من بعده.
وتوعد: فطاولوا في الحرب ما شئتم، فوالله لن نساوم عليها أبداً..
واتهم المحافظين الجدد بأنهم يمارسون التخويف والإرهاب الفكري على
الأميركيين، وقال إنهم ما زالوا مسيطرين، فـ سيتبين لكم مع الأيام أنكم
لم تغيروا في البيت الأبيض سوى الوجوه، أن الحقيقةَ المرّة هي أن
المحافظين الجدد ما زالوا يلقون بظلالهم الثقيلة عليكم.بحسب CNN
ولفتت خبيرة الإرهاب، لورا مانسفيلد إلى أن التسجيل الصوتي لم يحمل
صورة جديدة لزعيم تنظيم القاعدة، الذي شوهد آخر مرة في تسجيل مرئي
تزامن بثه والذكرى السادس لهجمات 11/9.
ويذكر أن زعيم تنظيم القاعدة، الذي فشلت الولايات المتحدة في اقتفاء
أثره، أطلق عدداً من التسجيلات الصوتية آخرها في التاسع من يونيو/حزيران
الماضي.
ولا يزال بن لادن بمنأى عن قبضة العدالة، رغم انتشار عشرات الآلاف
من جنود الجيش الأمريكي في مناطق النزاع مع التنظيم وحلفائه، سواء في
العراق أو أفغانستان، وصولاً إلى المناطق الحدودية مع باكستان، التي
فيها تواجد أمني مكثف.
التفاوض حرب أخرى بأفغانستان
كلما استعر أوار الحرب في أفغانستان تعالت الأصوات في الغرب منادية
بوضع حد للاقتتال أو الانسحاب قبل أن تستفحل الخسائر بقوات حلف شمال
الأطلسي (الناتو).
ولعل دواعي الصراع الدائر في أفغانستان ومقتضياته هي التي حدت بوزير
الخارجية البريطاني ديفد ميليباند في الخطاب الذي ألقاه بمقر الناتو
أمس الاثنين إلى أن يصل إلى نتيجة مفادها أن قوة السلاح وحدها لن تلحق
الهزيمة بـحركة طالبان، فالأمر يتطلب تسوية سياسية.
وكانت أن التقطت الصحف البريطانية هذه الخلاصة وتناولتها بالتعليق
والتحليل, وأجمعت كلها تقريبا على ضرورة الانخراط في مفاوضات مع
المعتدلين في طالبان بغية عزلهم عن المتشددين وإحداث انشقاق في الحركة
التي تقاتل قوات الناتو بضراوة.
وتحت عنوان "حرب بطرق أخرى", نصحت صحيفة ذي تايمز في افتتاحيتها
اليوم دول الحلف بخوض تلك المفاوضات من موقع قوة، ذلك أن الغرب ما أن
يبدي استعدادا للدخول في مفاوضات مع طالبان حتى يظن رجال قبائل البشتون
-الذين يشكلون عصب الحركة– أن في ذلك علامة على الخور والوهن أو فاتحة
لانسحاب عسكري.
وفي هذه الحالة -تضيف الصحيفة- سيضاعف هؤلاء الرجال هجماتهم على
القوات الغربية ويرفعون راية الجهاد لطرد الكفار من جميع أرجاء بلدهم.
وخلصت الصحيفة إلى أنه ما من نصر عسكري يمكن تحقيقه في أفغانستان
دون تسوية سياسية.
ووصفت صحيفة ذي غارديان الجهود الجارية لبدء مفاوضات غير مسبوقة بين
طالبان والولايات المتحدة وبريطانيا, بأنه تحول مهم في الوسائل الرامية
إلى إحداث اختراق في حرب الاستنزاف الدائرة رحاها في أفغانستان منذ
ثماني سنوات".
ونقلت عن وزراء وقادة ميدانيين بريطانيين كبار اعتقادهم بأنهم هيؤوا
الظروف المناسبة لفتح حوار مع الصف الثاني من القادة المحليين بعد أن "دُحرت
طالبان إلى رقعة صغيرة من الأرض في محافظة هلمند.
وعلى هذا النهج سارت صحيفة فايننشال تايمز, التي اشتهرت برزانتها في
طرح القضايا, وأشارت في تعليقها إلى أن خطاب ميليباند يرسم طريقا جديرا
بالاستحسان.
وتستدرك الصحيفة قائلة لكن فرز المتمردين الإسلاميين إلى ماعز وخراف
لا يقتضي تماسكا سياسيا وعسكريا فحسب بل وشرعية أيضا.
استقطاب الإسلاميين
وأسدت الصحيفة النصح إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما بأنه
يتعين عليهم أن يبرهنوا بصدق على استعدادهم لاستقطاب إسلاميين في أماكن
أخرى من المنطقة, مثل حركة حماس على سبيل المثال.
ولم تكن صحيفة ذي إندبندنت لتشذ عن القاعدة, إذ يبدو أن التفاوض مع
خصم صعب المراس مثل طالبان اقتراح يصادف هوى لدى وسائل الإعلام في
بريطانيا.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها إن نقل الصراع إلى معاقل من سمتهم
بالمتشددين في أفغانستان تزامنا مع عرض شروط للهدنة يبدو سلوكا ينطوي
على تناقض, لكنه عند ذي إندبندنت يبدو مفهوما بالنظر إلى الطبيعة
المتنافرة التي تتصف بها طالبان.
وأشادت الصحيفة بمحاولة شق صفوف طالبان بفصل "المعتدلين من العناصر
المتطرفة" مع عرض عفو عام عليهم ودمجهم في قوى الأمن التقليدية في
أفغانستان.
وتوصلت الصحيفة إلى نفس قناعة رصيفاتها الأخريات من أن النجاح في
أفغانستان يعتمد على الإرادة السياسية والقيادة.
ميليباند يكتب عن دحر طالبان
وفي تعليق كتبه وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند، بصحيفة
الفايننشال تايمز تناول فيه موضوع التمرد في أفغانستان وكيفية مواجهة
الأفغان له.
حيث قال ديفد ميليباند إن بريطانيا ملتزمة بهذه المهمة لسبب مهم،
ألا وهو حرمان تنظيم القاعدة من أن يكون له موطئ قدم ينطلق منه لمهاجمة
العالم. وأضاف أن الشعب يؤيد هذا الأمر ويدرك أنه في التسعينيات أفرزت
سلطة طالبان في أفغانستان محضنا ملائما للقاعدة. لكن الشعب الآن يريد
معرفة ما إذا كنا سننجح وكيفية ذلك.
أما كيفية ذلك، فإن التمرد الذي نواجهه أقل تعقيدا من طالبان منفردة.
وهناك مجموعات مختلفة تعمل في مناطق مختلفة عبر الحدود الأفغانية
الباكستانية.
وفرصة التعاون سانحة وتكتيكية. والتمرد الأفغاني الجنوبي، الذي
يقوده أفراد من حكومة طالبان السابقة، به معظم المقاتلين، وهو الأفضل
تنظيما. أما في الشرق وفي باكستان فهناك خليط من فصائل أخرى، بما في
ذلك الفصائل المتحدة مع القاعدة.
والأفغان استقطبوا إلى التمرد لأسباب مختلفة. فهناك جنود أجرهم
اليومي 10 دولارات، وهناك تجار المخدرات الذين يريدون تأمين ممر آمن
لبضاعتهم، وأولئك الذين يخشون فوز طالبان ومن ثم يؤمنون مصالحهم.
وقال ميليباند إن التمرد أثبت مرونته وقابليته للتكيف وخطورته، لكن
نقاط ضعفه أيضا واضحة. فهو تحالف فرصة ملائمة واسع لكنه ضحل. وليست له
شعبية متجذرة: إذ إن 18% من الأفغان يقولون إنهم يريدون عودة طالبان.
كذلك فإن قاعدتها المؤيدة لها محدودة في مناطق البشتون. ولا تستطيع
الاستيلاء على والاحتفاظ بإقليم لفترة طويلة في مواجهة القوات
التقليدية. وبنهاية عام 2011 سيكون هناك أكثر من 134 ألف فرد من الجيش
الأفغاني، مضافا إليهم 97 ألفا من رجال الشرطة الأفغان أيضا.
وعلق ميليباند على تفسير رئيس قوات الناتو في أفغانستان الجنرال
ستانلي مكريستال، بأن النجاح لا يقاس بعدد القتلى من طالبان، بل بعدد
الأفغان المحميين. والنجاح ضد التمرد يتطلب سياسة محلية شرعية، رسمية
وغير رسمية.
وقال إن هذا يفسر أهمية انتخابات جديرة بالثقة الشهر القادم.
وقرارات الحكومة الأفغانية القادمة ستكون مفتاحا لذلك. وحدد ثلاثة
تحديات سياسية رئيسية على الحكومة القادمة مواجهتها: فأولا يجب عليها
أن تمزق التمرد من خلال المصالحة وإعادة دمج طالبان السابقة، وثانيا
يجب عليها أن تعيد تأمين وتأييد السكان الأفغان عموما، وثالثا يجب
عليها أن تطور حوارا بناء مع جيران أفغانستان.
واستطرد ميليباند بأنه للتغلب على هذه التحديات:
أولا، تحتاج أفغانستان إلى إستراتيجية سياسية لحل قاعدة قوة التمرد.
فالأفغان بحاجة إلى حكام ولايات وقادة مناطق مؤهلين وحكم محلي يتعامل
مع مزاج الهياكل القبلية والتاريخ. ويجب أن تكون هناك تسوية سياسية
شاملة تأتي بالبشتون وتفصلهم عن طالبان المتشددة، الذين يجب تعقبهم بلا
هوادة.
كما أن إعادة دمج طالبان السابقة يتطلب تقديم حوافز أكبر لتغيير
التوجهات والبقاء بعيدا عن المشاكل، بالإضافة إلى إجراء أشد ضد أولئك
الذين يرفضون. وهناك شواهد سابقة لذلك: فالأعداء السابقون يعملون معا
الآن في الحكومة الأفغانية وطالبان السابقة تجلس في البرلمان.
وعلى المستوى المحلي هذا معناه منح قادة القرى الثقة للتحدث علانية
ضد طالبان. والضغط العسكري له دور هام يقوم به، وعلى الأفغان أن يدركوا
أنهم سيكونون محميين من المتمردين إذا والوا الحكومة.
والأمر الثاني، يجب على الناتو أن يدعم الحكومة الأفغانية في إبراز
الأشخاص الذين لن يتم التخلي عنهم لمعاقبة طالبان. فنحن لا نقاتل في
أفغانستان لأن البنات لا يسمح لهن بالذهاب للمدارس ولكن مساعدتهن
للقيام بذلك ستؤدي إلى مستقبل أفضل للأفغان.
وأخيرا، يجب على جيران أفغانستان بوضوح تام قبول مستقبلها في حقها
كبلد آمن. والحوار الجديد بين أفغانستان وباكستان مهم. وهناك الآن جهود
متكاتفة متبادلة على جانبي الحدود، بالإضافة إلى نشر قوات إضافية في
جنوب أفغانستان على طول العمليات العسكرية الباكستانية في وزيرستان.
وهذا التوجه تجب المحافظة عليه وتعميقه مع جيران أفغانستان الآخرين.
وختم ميليباند بقوله إن الناس يتحدثون عن أفغانستان بأنها "مقبرة
الإمبراطوريات". لكن المجتمع الدولي، لا يحاول إنشاء مستعمرة هناك. فإن
وجودنا هناك لمساعدة الحكومة الأفغانية لتفكيك التمرد عبر مسارين
توأمين للقوة العسكرية والتدخل السياسي. وهذه مهمة ضرورية وقابلة
للتحقيق.
................................................................
مركز يقدم الخدمات الوثائقية
والمعلوماتية للاشتراك والاتصال
www.annabaa.org
arch_docu@yahoo.com |