
شبكة النبأ: فيما قالت الولايات
المتحدة إن إيران تقترب أكثر من إنتاج قنبلة ذرية من خلال تخزين كميات
من اليورانيوم المخصب. رفضَ الرئيس الايراني نجاد أي تهديدات بفرض
عقوبات جديدة على بلده بسبب برنامجها النووي بعد ان حثّت القوى
العالمية طهران على الاجتماع معها هذا الشهر لإجراء محادثات حول الملف
الذي يمثل التهديد الاكبر لدول الغرب وأمريكا وبعض دول المنطقة.
وأكد جلين ديفيز مبعوث الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة
الذرية ان بلاده لديها شكوك جدية في أن إيران تتعمد على الأقل الاحتفاظ
بخيار السلاح النووي.
جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة في فيينا، وأضاف المبعوث
الأمريكي أن طهران إما اقتربت كثيرا أو تحوز حاليا بالفعل كميات من
اليورانيوم الكافي لإنتاج سلاح نووي إذا اتخذ قرار بزيادة درجة تخصيبه
إلى المستوى اللازم للتسلح.
تأتي التصريحات الأمريكية بعد أن أعلن وزير الخارجية منوشهر متكي
قوله إن طهران بصدد التقدم بمجموعة جديدة من المقترحات الى القوى
الدولية العظمى المشاركة في المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني.
ونقلت وكالة فارس الإيرانية للانباء عن متكي قوله إن المقترحات
الايراني قد جرى تحديثها في ضوء التطورات التي جرت مؤخرا على المسرح
الدولي. واضاف الوزير الايراني بأنه من المحتمل ان تؤدي هذه التطورات
الى انطلاق جولة جديدة من المفاوضات.
يذكر ان ايران ترفض الاستجابة للضغوط الدولية لاجبارها على التخلي
عن برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم.وقال متكي إن المقترحات الجديدة
ستطرح على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا.
وقال الوزير الايراني إن حزمة المقترحات قد جرى تطويرها في ضوء
التطورات التي حدثت على الساحة الدولية والاحداث المختلفة التي جرت في
الآونة الاخيرة.
واضاف: لقد خلقنا فرصة جديدة للتفاوض بأمل تعزيز التعاون المشترك.
ونأمل في ان نتمكن من اطلاق جولة جديدة من المفاوضات (مع القوى الدولية
الست) في اطار باقة المقترحات الجديدة.
تشافيز: ايران تساعدنا على امتلاك برنامج
نووي مدني
من جهة ثانية اعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في حديث لصحيفة
لوفيغارو الفرنسية ان ايران تساعد فنزويلا على تطوير برنامج نووي مدني
لان من حق البلدين اقتناء الطاقة الذرية.
وقام هوغو تشافيز حليف الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بزيارة
طهران في 5 و6 ايلول/سبتمبر.
وقال "اشكر (محمود احمدي نجاد) لنقل التكنولوجيا من ايران الى
فنزويلا. وقعنا اتفاقا جديدا الاسبوع الماضي في طهران. ويحق لايران
تطوير طاقتها النووية كما تفعل فرنسا والعديد من الدول، ولما لا
فنزويلا". بحسب فرانس برس.
واكد معارضته لبرنامج نووي لمآرب عسكرية. وقال في هذا الخصوص "اتحدث
باسم فنزويلا، وفي نظري فان استخدام القنبلة سيكون بمثابة كارثة. لذلك
يجب الانتهاء من ذلك والذهاب باتجاه ازالة الاسلحة بشكل معمم".
وكان تشافيز صرح في ايران ان فنزويلا تعمل على مشروع اولي لبناء "قرية
نووية" بمساعدة ايران "ليتمكن الشعب الفنزويلي من الاعتماد على هذا
المصدر الرائع للطاقة الذي يستخدم لغايات مدنية في المستقبل".
واضاف الرئيس الفنزويلي "اني متأكد ان ايران ليست في صدد صنع
القنبلة. فضلا عن ذلك لم يقدم احد الدليل" على ذلك. وتابع "ان كانت
اوروبا والولايات المتحدة يساورهما القلق فهما برأيي على خطأ، فلتكونا
مترابطتين ولتقترحا ميثاقا برعاية الامم المتحدة للتوصل الى ازالة
الاسلحة النووية بشكل تام".
ايران ترفض التهديد بفرض عقوبات جديدة
من جانبه رفض الرئيس الايراني نجاد أي تهديدات بفرض عقوبات جديدة
على ايران بسبب برنامجها النووي بعد ان حثت القوى العالمية طهران يوم
الأربعاء على الاجتماع معها هذا الشهر لاجراء محادثات.
وقال مسؤولون آخرون ان ايران ستقدم الى القوى العالمية قريبا "حزمة"
من جانبها مشيرين الى مقترحات لم يكشف عن فحواها تتحدث طهران عنها منذ
شهور كوسيلة للمساعدة في حل القضايا محل الخلاف دوليا.
لكن ما زال من غير الواضح الى اي مدى ستتصدى "الحزمة" للنشاط النووي
الايراني الذي تقول طهران انه يقتصر على الاغراض السلمية الخاصة بتوليد
الكهرباء ويشتبه الغرب في انه يهدف الى صنع قنابل ذرية. بحسب رويترز.
ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن المتحدث باسم
وزارة الخارجية حسن قشقوي قوله "ستقدم ايران قريبا حزمتها المعدلة التي
تتصدى للسلام والعدل والامن الدولي."
وقال قشقوي "ستعلن موضوعات ومحتويات الحزمة بعد تقديمها." وقالت
هيئة الاذاعة والتلفزيون الايرانية الرسمية انها ستقدم قبل دورة
الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك في الفترة بين 23 و25 سبتمبر
ايلول.
وامهل الرئيس الامريكي باراك اوباما ايران حتى هذا الشهر لقبول عرض
من القوى الست باجراء محادثات بشأن حوافز تجارية اذا علقت تخصيب
اليورانيوم والا فستواجه عقوبات أشد.
ورفضت ايران بشكل متكرر المطالبة بوقف تخصيب اليورانيوم الذي يمكن
أن تكون له أغراض مدنية وعسكرية.
وذكرت وسائل إعلام ايرانية ان احمدي نجاد قال بعد ان وافق البرلمان
على معظم وزراء حكومته الجديدة في اعقاب انتخابه ان ايران قادرة على
ادارة شؤونها بل و"ترحب" بالعقوبات.
وقال احمدي نجاد "لم يعد بامكان أحد فرض عقوبات على ايران" مضيفا "
لكننا قدمنا على أي حال حزمة مقترحاتنا الخاصة."
واوضح قشقوي ان ايران لن تقبل اي ضغوط بشأن النزاع النووي.وقال "امتنا
تفضل الحوار والتفاعل لكن اذا ارادوا ان يحددوا مهلة نهائية باستخدام
التهديدات والضغط فلن يقبل هذا... ما من سبب يدعو الى التراجع."
ايران تعارض تصنيع اسلحة نووية
من جهة ثانية اكد وزير الدفاع الايراني الجديد احمد وحيدي، المطلوب
في الارجنتين للاشتباه بضلوعه في هجوم استهدف مركزا يهوديا في العام
1994، ان ايران تعارض تصنيع اسلحة الدمار الشامل، بما فيها الاسلحة
النووية.
واتت هذه التصريحات فيما اعتبرت القوى العظمى، التي تتهم ايران
بمحاولة التزود بالسلاح النووي، بان مقترحات هذه الاخيرة حول الملف
النووي غير كافية وطالبت باجتماع مع طهران في اقرب وقت.
ونقلت وكالة فارس عن وحيدي قوله "نحن نعتبر ان صناعة اسلحة الدمار
الشامل امر يتعارض مع مبادئنا الدينية والانسانية والوطنية". واضاف
الوزير الذي لاقى تعيينه في حكومة احمدي نجاد ترحيبا من قبل معظم
النواب الاسبوع الماضي "لم يكن تصنيع السلاح النووي جزءا من برنامجنا
يوما، وليس كذلك اليوم".
وتجدر الاشارة الى ان الشرطة الدولية تبحث عن وحيدي منذ العام 2007،
بناء على طلب الارجنتين، لانه يشتبه بضلوعه في العام 1994 في الهجوم
على الجمعية الارجنتينية الاسرائيلية "اميا" في بوينوس ايرس الذي ادى
الى مقتل 85 شخصا وجرح 300.
ولطالما نفت ايران ان يكون لها اي اهداف نووية عسكرية الا انها رفضت
تجميد انشطة تخصيب اليورانيوم على الرغم من خمسة قرارات صادرة عن الامم
المتحدة ثلاثة منها مرفقة بعقوبات. يذكر ان اليورانيوم المخصب يستخدم
كوقود من اجل انتاج الكهرباء الا انه، وفي درجة عالية من التخصيب، يمكن
ان يدخل في تركيبة السلاح الذري.
وكان المرشد الاعلى اية الله علي خامنئي دافع الجمعة عن حق بلده
بالطاقة النووية قائلا "يجب ان نبقى حازمين في الدفاع عن حقوقنا
النووية (...) فالتراجع عنها يعني السقوط".
من جهة اخرى قررت القوى العظمى التي تشكل مجموعة الخمس زائدا واحدا
(الولايات المتحدة والصين وروسيا والمانيا وفرنسا وبريطانيا) ان تطلب
من ايران اجتماعا في اقرب وقت ممكن بعد ان لاحظت ان مقترحاتها لا
تستجيب للمسائل للنووية. واعلنت وزارة الخارجية الاميركية انها سوف
تختبر حقيقة الرغبة بالحوار التي عبرت عنها ايران.
وفي الوثيقة التي قدمتها ايران اقترحت تحديد "اطار دولي يمنع انتاج
الاسلحة النووية او حيازتها او زيادتها ويفرض اتلافها حتى"، وذلك من
دون الاتيان على ذكر برنامج تخصيب اليورانيوم. وعلى الرغم من التحقيق
المستمر منذ ست سنوات لا تزال الوكالة الدولية للطاقة الذرية غير قادرة
على ان تجزم ما اذا كانت اهداف البرنامج النووي الايراني سلمية فحسب. |