وسائل النقل الخضراء عناصر حاسمة في استراتيجية الحد من الاحتباس الحراري

 

شبكة النبأ: ذكر عالم أميركي أن التحسينات التي تدخل على تكنولوجيات السيارات التقليدية والمتطورة بدأت تقرّب من احتمالات طرح وسائل نقل "أكثر خضرة" أي صديقة للبيئة في الشوارع والطرقات.

فقد أعلن ستيف بلوتكين وهو عالم لدى مركز أبحاث النقل التابع لمختبر آرغون الوطني أن السيارات ذات الكفاءة في استهلاك الوقود وغيرها من عربات، وكذلك مصادر الوقود المتجددة قليلة الكربون تشكل عناصر حاسمة في أية استراتيجية ترمي إلى إبطاء وتيرة انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري وغير ذلك مما يفرزه قطاع النقل.

وأضاف بلوتكين، الذي شارك في حوار مع موقع أميركا دوت غوف يوم 19 الشهر الجاري تناول العربات المتطورة: "لأن العربات هي مصدر نسبة ما بين 20 و30 في المئة من غازات الاحتباس الحراري ولأن انبعاثات وسائل النقل تتزايد بسرعة، من الأهمية الحيوية بمكان أن نستنبط سبلا لإبطاء هذا التفاقم وإلا لن يكون بقدورنا إيجاد حل كامل لمسألة التغيير المناخي أبدا."بحسب موقع أميركا دوت غوف.

ولا يوجد تعريف واضح لتركيبة أو بنية العربة التي تستهلك الوقود بكفاءة، كما أشار بلوتكين، لكن التكنولوجيات المتطورة ذات الكفاءة في استخدام الوقود هي عموما تلك التي يفهم بأنها تستخدم نسبة 10 في المئة أقل من الوقود مقارنة بالتكنولوجيات التقليدية الراهنة.

وأضاف بلوتكين أن السيارة ذات الكفاءة فعلا تستخدم عددا من التكنولوحيات في وقت واحد."  ومن التكنولوجيات الأخرى التي ترفع من كفاءة الوقود الإطارات المحسنة والديناميكية الهوائية المعدلة ومكونات خفيفة الوزن. وأشار إلى أن السيارات الهجينة التي تسسير بطاقة الدفع الكهربائية ووقود السيارات جرى الترويج لها كسيارات تستهلك الوقود بكفاءة.

يذكر أن الوقود البديل مثل الإثانول والديزل الأحيائي بدأ يلقى إقبالا متزايدا في الأعوام الأخيرة. ورغم أن كل وقود الإثانول يباع كخليط، حيث تمزج نسبة 10 في المئة أو أقل منه مع البنزين فإن شركات صنع السيارات بدأت تنتج الكثير من السيارات الجديدة التي يمكن أن تسير بوقود خليط يحتوي على نسبة أكبر من الإثانول الممزوج مع البنزين.

وقد تنامى اهتمام الجمهور بالتكنولوجيات التي تستخدم وقودا بديلا وبالسيارات ذات الكفاءة في استهلاك الوقود في السنوات الأخيرة بسبب مخاوف المواطنين من ارتفاع حرارة الأرض واستمرار اعتماد الولايات المتحدة على مستودرات النفط. فقد زاد عدد السيارات الهجينة في الولايات المتحدة بواقع 37 ضعفا ليبلغ مجموعها 274،352 عربة في 2007 كما زاد عدد العربات التي تستخدم وقودا متكيفا بأكثر من 50 في المئة ليبلغ 095،974 سيارة في نفس هذه الفترة.  وحينما سجلت أسعار وقود السيارات أرقاما قياسية في 2008 في الولايات المتحدة، قفزت مبيعات السيارات الهجينة. وفي بعض البلدان المتطورة اقتصاديا والنامية بدأت مبيعات السيارات التي تستخدم وقودا بديلا أو بكفاءة بزيادة حصتها من السوق بوتيرة حتى أسرع من تلك في الولايات المتحدة.

أما العربات الأكثر تطورا تكنولوجيا فهي التي تعتمد على الهيدروجين والتي تعمل بالكامل على الطاقة الكهربائية.  وكلا هذين النوعين يوفر بديلا  لسيارات لا تنبعث منها غازات تقريبا لكنها لا تزال قيد التطوير كما أنها غالية الثمن.

وفي حواره مع موقع أميركا دوت غوف قال بلوتكين: "الكثير من هذه التكنولوجيات والوقود غالية الثمن لا سيما في المراحل الأولى من تطويرها. لذا، يتعين توسيع نطاق الأبحاث بصورة كبيرة لاستنباط طرق لخفض التكاليف وإلا لن يتحقق الكثير."

لكن عملية الأبحاث والتطوير محفوفة بمصاعب ومفاجآت، كما نبه بلوتكين، لهذا فإن ضروبا من التكنولوجيا لن تتكلل بالنجاح كما يتمنى صانعو السياسات والباحثون. وقال: "تذكروا أن الكثير من التكنولوجيات الواعدة تبخرت خلال مسيرة التطوير—لا بسبب ما حيك لها من مؤامرات بل لانعدام نجاحها."

وعلى سبيل المثال فإن السيارات العاملة بالطاقة الكهربائية تبشر ببديل واعد جدا للسيارات التقليدية. لكنها ستصبح بديلا قابلا للحياة فقط إذا تغلب الباحثون على التحدي الماثل في تطوير سيارات أصغر حجما وأخف وزنا وأكثر ديمومة ومجهزة ببطاريات قوية.  وثمن هذه البطاريات الحالي هو في حدود 10 آلاف دولار ويقتضي استبدالها كل فترة 3 الى 5 سنوات—حسبما جاء في حديث بلوتكين.

وفي المستقبل القريب يمكن إنجاز الكثير لتحسين كفاءة الوقود وترقية سلامة السيارات التقليدية وتحسين أدائها. وختم بلوتكين حواره بالقول: إن الحل الأمثل للسنوات العشر أو العشرين القادمة سيتمثل في وجود سيارات تقليدية محسنة بدرجة كبيرة وتنطوي على محركات أصغر حجما وأجهزة أفضل لنقل الحركة وهياكل أخف وزنا وذات ديناميات هوائية أفضل وإطارات أكثر متانة."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 9/أيلول/2009 - 19/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م