معدَّلات طلاق غير مسبوقة في ميسان جنوب العراق

 

شبكة النبأ: تسجِّل محكمة الأحوال الشخصية بمدينة العمارة معدلات غير مسبوقة من حالات الطلاق تتراوح بين 50-70 حالة يومياً، وعزا معنيون أسبابها للتغييرات السلبية في الجانب الاقتصادي وغياب ثقافة الحوار والتفاهم بين الزوجين، فضلا عن تغييرات اجتماعية في بنية الأسرة العراقية، فيما لم يستبعد باحث أن يكون انتشار الفضائيات وتناولها لهذه الظاهرة كأمر عادي في بعض المسلسلات، من بين عوامل تزايد الظاهرة.

وتفيد أحدث إحصائية بخصوص الطلاق في محكمة الأحوال الشخصية في مدينة العمارة، أن بين 50-70 حالة طلاق تسجل يومياً، بحسب الباحثة الاجتماعية في المحكمة، ليلى جعفر، التي ذكرت أن مصدر الإحصائية هي السجلات الرسمية للمحكمة التي غطت الفترة منذ مطلع العام الحالي.

وأرجعت المواطنة بتول (20 عاماً) وهي إمرأة طلقت حديثاً، سبب طلاقها من زوجها لعدم التفاهم بينهما، ولإقدامه على استخدام حقه الشرعي في الاقتران بزوجة ثانية بشكل تعسفي ودون أي مبرر.

وأوضحت “تزوجت قبل سنتين وكانت حياتنا الزوجية في بدايتها هادئة، لكن حصل ما لم أتوقعه، وهو ارتباط زوجي بامرأة أخرى بعد سنة من زواجنا، وتعمده القسوة في معاملتي وتهديدي بالطلاق، فطلبت الطلاق وحصل.

وزادت بتول في حديث لوكالة أصوات العراق “تحولت حياتي لجحيم لا يطاق، بعدما أخذ زوجي يتعمد إهانتي وإثارة أعصابي من خلال الاتصال بزوجته الثانية بالهاتف لعدة مرات يومياً وأمام ناظري، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعمد تسمية أبنتنا الوحيدة باسم زوجته الثانية.

وروت المطلقة جنان (15 عاماً) بحزن شديد قصة زواجها الذي فشل بعد ستة أشهر من حدوثه، بعدما أرغمت عليه وهي لا تزال طالبة في مرحلة الدراسة الإعدادية، “كنت طالبة  متفوقة ونجحت من الصف الثالث المتوسط بمعدل يزيد على 90%، وكنت أطمح لأكون طبيبة في المستقبل، لكنني فوجئت بأحد أقاربي يتقدم لخطبتي فرفضت بشدة، لكن ضغوط عائلتي كانت أقوي مني فرضخت لمطالبهم”.

وأضافت “اكتشفت بعد الزواج أن زوجي عاطل ومريض نفسياً، حتى كادت إحدى تصرفاته أن تودي بحياتي، فضلاً عن المشاكل التي كانت تنجم عن تدخل ذويه في أدق تفاصيل حياتنا الزوجية، ما أضطرني لطلب الطلاق وتم ذلك بعد ستة أشهر من الزواج”.

المواطن قيس (20 عاماً) ويعمل موظفاً، له هو الآخر تجربة فاشلة في الزواج وصفها بالـ”مريرة.

وأضاف أنه تقدم للزواج أربعة مرات دون أن يحالفه الحظ، مبيناً “بعدها اقترحت والدتي تزويجي من إحدى قريباتي من سكنة  الريف، فوافقت ولكن اكتشفت صعوبة اعتياد زوجتي على حياة المدينة، وبدأت تختلق المشاكل من أجل الانفصال فتحقق ذلك بعد سنة من الزواج”.

وعزت الباحثة الاجتماعية، إيمان محمد، أسباب ازدياد حالات الطلاق بين الأزواج في ميسان  إلى متغيرات اجتماعية واقتصادية حدثت في المجتمع، وأشارت لسبب أساسي آخر هو عدم  اهتمام الأسر بتعليم أبناءها تحمل المسؤولية. بحسب تقرير اصوات العراق.

 وأضافت “هناك سبب آخر لا يقل أهمية عن الأسباب الأخرى وهو تقبل المجتمع لفكرة الطلاق والمطلقات، مبينةً “في الماضي كانت المطلقة تعامل بشدة وتمنع من ممارسة حياتها الطبيعية كالخروج من المنزل والاختلاط بالناس، لكن المطلقة الآن لا تعاني من أي قيود وتعيش حياتها بشكل طبيعي.

وزادت محمد “سبب آخر للطلاق بهذا الشكل المبكر وهو انتشار الفضائيات التي تعرض أفلاما ومسلسلات تتناول موضوع الطلاق كأمر اعتيادي.

من جانبه، قال المحامي بمحاكم الأحوال الشخصية، عبد القادر حسين، أن الطلاق يقع كثيراً بتأثير الوضع الإقتصادي الصعب وانتشار البطالة بين الشباب وعدم مقدرتهم على توفير المتطلبات الأسرية.

وأشار حسين إلى “غياب ثقافة فهم الآخر بين الزوحين كسبب مهم يؤدي الى الطلاق المبكر، مضيفاً أن “الجهل والأمية كثيراً ما تؤدي للطلاق، كما يؤدي تدخل ذوي الزوجين في حياة أبنائهم إلى مشاكل قد تتطور الى حالات طلاق. وتقع مدينة العمارة مركز محافظة ميسان، على مسافة 390 كم جنوب بغداد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 9/أيلول/2009 - 19/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م