كومونولث روسيا: اللجوء للإسلام المعتدل وتعهّدات بالدفاع عن الأقاليم الإنفصالية

 

شبكة النبأ: فيما حثَّ الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف كبار رجال الدين المسلمين في روسيا على توحيد جهودهم للتصدي للجماعات الاسلامية المتشددة التي تجذب الشبان في منطقة شمال القوقاز المضطربة. اتهمت روسيا من جهة ثانية كييف بمحاولة الاستيلاء على أملاك في أوكرانيا تخصُّ أسطولها في البحر الاسود في إشارة الى تزايد التوتر بين الجارتين السوفيتيتين السابقتين، حيث ذكر أسطول البحر الاسود الروسي أنه منع حُجّاب محكمة أوكرانيين حاولوا مصادرة معدّات ملاحية في فنار في خرسونس على مشارف مدينة سيفاستوبول الاوكرانية الساحلية في شبه جزيرة القرم حيث مقر الاسطول الروسي منذ أكثر من قرنين.

وفي غضون ذلك دافعَ رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عن اعتراف روسيا باقليمي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية كدولتين مستقلتين قبل عام وهو تحرك وصفه يوم الاربعاء بأنه تأكيد للقوة في وجه الهيمنة الامريكية.

واقترح ميدفيديف انشاء قناة تلفزيونية اسلامية وفرض رقابة على منح الدراسات الاسلامية في الخارج كوسيلة للتعامل مع العصيان الاسلامي في المنطقة.

وقال ميدفيديف لرجال دين وزعماء من المنطقة في مقر اقامته الصيفي في منتجع سوشي على البحر الاسود "للاسف الجماعات الاجرامية لا تزال قادرة على تجنيد شبان لانشطتها." وأضاف "سيكون من الصواب تنفيذ برنامج للعمل مع الشبان في شمال القوقاز."

وأنهى الكرملين في وقت سابق من هذا العام القيود الامنية في المنطقة في لفتة استهدفت اظهار عودة للاستقرار في المنطقة التي تديرها الان حكومة مؤيدة لموسكو.

وشهد شهر رمضان في منطقة شمال القوقاز في روسيا موجة من التفجيرات الانتحارية والهجمات المسلحة على الشرطة وقوات الامن في الشيشان والانجوش وداغستان المجاورتين.

ويخشى الكرملين من احتمال انتشار الاسلام المتشدد في أرجاء الاقاليم الاسلامية الاخرى في المنطقة فضلا عن الخطر المباشر المتعلق بزعزعة الاستقرار في منطقة شمال القوقاز بأسرها.

وتلقى تعاليم المقاتلين الاسلاميين المتشددين الذين يتحدون رجال الدين التقليديين الموالين لموسكو تأييدا متزايدا في شمال القوقاز حيث يعاني الناس من الفقر والفساد واساءة استغلال السلطة المتفشي بين المسؤولين. بحسب رويترز.

وقال يونس بك يفكوروف رئيس جمهورية الانجوش الذي أصيب باصابات بالغة في هجوم انتحاري في يونيو حزيران الماضي ان الضغط العسكري على المتمردين ليس حلا. وأضاف "نحتاج الى اعادة بناء منظومة القيم العامة."

وأيد ميدفيديف فكرة مواجهة النشاط الدعائي للاسلاميين المتشددين لكنه أشار الى أن الخيارات محدودة.

وقال ميدفيديف "لا يمكننا أن نجبر الناس على الاقلاع عن الانترنت أو اغلاق هذه المواقع" مقترحا بدائل مثل القناة التلفزيونية للتشجيع الاسلام المعتدل.

كييف تملأ خزاناتها بما يكفي لتجنب ازمة غاز اخرى

من جانب آخر اعلنت مجموعة الغاز الروسية العملاقة غازبروم في بيان ان شركة المحروقات الاوكرانية نفتوغاز تضخ ما يكفي من الغاز الروسي لملء خزاناتها تحسبا للشتاء من اجل تجنب ازمة غاز جديدة بين كييف وموسكو.

والتقى مدير غازبروم الكسي ميلر ورئيس نفتوغاز اوليغ دوبينا الخميس في سان بطرسبورغ (شمال روسيا)، بحسب البيان. بحسب رويترز.

وقالت غازبروم في بيانها ان "ضخ الغاز في الخزانات الجوفية يتم بحسب الجدول الزمني وبالكمية اللازمة من اجل ضمان حسن سير نقل الغاز الاوكراني في الشتاء، سواء لتسليمه الى المستهلكين الروس او لتأمين الغاز الى المستهلكين الاوروبيين".

واكد دوبينا من جهة اخرى ان الغاز الذي سلمته المجموعة الروسية لنفتوغاز في اب/اغسطس سيدفع ثمنه "في موعده". وعلى اوكرانيا ان تملأ خزاناتها في الصيف، استعدادا للشتاء.

ويأتي ربع الغاز المستهلك في الاتحاد الاوروبي من روسيا، وينقل 80% منه عبر اوكرانيا. وفي كانون الثاني/يناير، شهد الاوروبيون انقطاعا طويلا في تسليم الغاز الروسي وسط شتاء قاس بسبب نزاع بين كييف وموسكو.

زعيما روسيا وروسيا البيضاء يخفقان في حل الخلافات

وأخفق رئيسا روسيا وروسيا البيضاء في الاتفاق على مجموعة من القضايا منها اعتمادات طارئة وأسعار الغاز خلال لقائهما يوم الخميس في أول اجتماع ثنائي منذ أربعة أشهر.

وتشترك الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان رسميا في اتحاد جمركي لكنهما تتشاحنان منذ شهور بخصوص التجارة والقروض ومحاولات ألكسندر لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء تحسين العلاقات مع الغرب.

وأجرى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف محادثات استمرت ثلاث ساعات مع لوكاشينكو بمنتجع سوتشي المطل على البحر الاسود. ولم يتحدث أي من الرئيسين الى وسائل الاعلام في أعقاب المحادثات.

ولدى سؤال سيرجي بريخودكو كبير مستشاري ميدفيديف لشؤون السياسة الخارجية عما اذا كان الرئيسان وقعا أي اتفاقات أجاب قائلا "لا.. لم توقع اتفاقات."

وأضاف قائلا للصحفيين "أكد الرئيسان رغبتهما في بذل المزيد من الجهود من أجل حل المشاكل التي تكدست في العلاقات بقدر أكبر من النشاط."

وأثار لوكاشينكو الذي انتقده الغرب زمنا طويلا ووصفه بأنه مستبد غضب موسكو بالسعي الى علاقات أوثق مع الاتحاد الاوروبي.

وعندما ذكرت روسيا في مايو ايار أنها ستعلق 500 مليون دولار كانت مخصصة لروسيا البيضاء في شريحة ثانية من قرض للانقاذ يبلغ ملياري دولار أمر لوكاشينكو وزراءه "بالبحث عن حلفاء في مكان اخر.

فنار على البحر الأسود يثير توترا بين روسيا وأوكرانيا

وفي اطار التوترات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، اتهمت روسيا كييف بمحاولة الاستيلاء على أملاك في أوكرانيا تخص أسطولها في البحر الاسود في إشارة الى تزايد التوتر بين الجارتين السوفيتيتين السابقتين.

وذكر أسطول البحر الاسود الروسي أنه منع حجاب محكمة أوكرانيين حاولوا مصادرة معدات ملاحية في فنار في خرسونس على مشارف مدينة سيفاستوبول الاوكرانية الساحلية في شبه جزيرة القرم حيث مقر الاسطول الروسي منذ أكثر من قرنين.

وعرض التلفزيون الروسي لقطات لافراد من الاسطول مزودين بعتاد حربي كامل مع مدافع غواصات على أهبة الاستعداد في تشكيل على هيئة سلسلة لحراسة منطقة الفنار. كما عرض صورا للروس يسلمون حجاب المحكمة الى الشرطة الاوكرانية. بحسب رويترز.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي أصبحت قاعدة الاسطول الروسي في البحر الاسود في أرض تابعة لاوكرانيا المستقلة. وكانت كييف قد أبلغت موسكو أنها ينبغي أن تتخلى عن القاعدة في سيفاستوبول بعد انتهاء عقد ايجار مدته 20 عاما في عام 2017 لكن روسيا تريد مد أمد الاتفاق.

وسلطت الواقعة الضوء على الطابع الانفعالي للنزاع على سيفاستوبول وهو جزء من توتر أوسع نطاقا بين البلدين أدى الى اضطراب إمدادات الغاز الى أوروبا وتبادل عبارات قاسية بين زعمائهما.

وقال الأسطول في بيان نشر بموقع وزارة الدفاع الروسية على الانترنت www.mil.ru " قيادة أسطول البحر الاسود تحذر من أن المسؤولية عن عواقب مأساوية محتملة لمثل هذه الحوادث ستقع على عاتق الذين ينظمون مثل هذه الاستفزازات."كما ذكر أن القانون الروسي يسري في أراضي منشات أسطول البحر الاسود رغم وجودها في أوكرانيا.

بوتين يتعهد بالدفاع عن اوسيتيا وابخازيا

من جهة ثانية دافع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عن اعتراف روسيا باقليمي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية كدولتين مستقلتين قبل عام وهو تحرك وصفه يوم الاربعاء بأنه تأكيد للقوة في وجه الهيمنة الامريكية.

وسحق الكرملين محاولة جورجية لاستعادة اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي في حرب استمرت خمسة أيام في اغسطس اب الماضي. وسارعت موسكو بالاعتراف به وبأبخازيا وهو اقليم انفصالي اخر كدولتين مستقلتين ونشرت قوات في كل منهما.

وقالت جورجيا ان اعتراف موسكو بالاقليمين كدولتين مستقلتين يرقى الى ضمهما الى أراضيها.

واحتفل الاقليمان بذكرى استقلالهما بالحفلات الموسيقية ووضع أكاليل الزهور. وقاد العشرات السيارات في شوارع تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية ولوحوا بالاعلام الروسية والاوسيتية وأطلقوا أبواق سياراتهم.

وقال بوتين في اجتماع بموسكو مع رئيس اوسيتيا الجنوبية ادوارد كوكويتي انه غير منشغل بعدم اتباع أي من الدول سوى نيكاراجوا موسكو في الاعتراف باستقلالهما محذرا من ان روسيا ستصد اي هجوم جورجي جديد.

وأبلغ بوتين الصحفيين "مجرد عدم اعتراف عدد كبيرا من الدول باستقلالهما لا يضرهما.. فيكفي اعتراف روسيا."وأشار بوتين الى ان معظم الدول بخلاف روسيا ما كانت لتجرأ على اتخاذ قرار من هذا القبيل.

واضاف "لا يستخدم اعضاء كثيرون بالمجتمع الدولي سيادتهم بكل ما تحمل الكلمة من معنى ويخضعون لسيطرة قوة كبرى واحدة..الولايات المتحدة..وينفذون رغبتها."واوضح ان هذا الوضع سيتغير لان "لا أحد يريد ان يكون تابعا."

على صعيد آخر، اعلن الجيش الروسي في وقت سابق انه خفض الى النصف عدد قواته المتمركزة في الاقليمين الجورجيين السابقين.

وقال بوتين في حفل افتتاح انبوب الغاز الذي اقيم في موسكو الاربعاء إن روسيا ستدافع عن استقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا التي اعترفت موسكو بهما للمرة الاولى عقب حرب اغسطس/آب الماضي.

وقال مخاطبا رئيس اوسيتيا الجنوبية ادوارد كوكويتي: اريد ان اشدد بشكل لا يقبل التأويل بأن روسيا لن تتساهل مع اية محاولات (من جانب جورجيا) للانتقام او اية مغامرات عسكرية جديدة.

من جانبها، تصر الحكومة الجورجية على ان الهجوم الذي قامت به في الصيف الماضي على اوسيتيا الجنوبية جاء ردا على هجوم روسي سري، وما زالت تعتبر الاقليمين الانفصاليين جزءا من اراضيها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8/أيلول/2009 - 18/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م