أنفلونزا الخنازير تصيب أكثر من مليون أمريكي وتسجل تراجعا في بريطانيا

الصحة العالمية تحذر من قلة اللقاحات في آسيا وتطالب بتقاسمها مع الصين

 

شبكة النبأ: تشير البيانات الدورية حول الإصابات بوباء أنفلونزا الخنازير الى ارتفاع أعداد المصابين  في أمريكا الى أكثر من مليون شخص، فيما سجلت الإصابات المرصودة في بريطانيا تراجعا ملحوظا.

من جهتها حذرت منظمة الصحة العالمية من توقعاتها بنقص حاد للقاحات في قارة آسيا مع اقتراب فصل الشتاء داعية في الوقت ذاته الصين الى اقتسام حصتها من اللقاحات مع بعض الدول.

حيث دعا مسؤول في منظمة الصحة العالمية الصين الى توزيع لقاحات على دول اخرى لاحتواء وباء انفلونزا الخنازير الذي يتوقع ان يتفشى في موجة ثانية.

واعلن شين يونغ سوو مدير عام منظمة الصحة لغرب المحيط الهادي في بيان مساء الجمعة "اننا سنرحب كثيرا بمبادرة من الصين تهدف الى توزيع اللقاح على الدول النامية التي تحتاج اليها".

ودعت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت تشان الجمعة الاسرة الدولية الى الاستعداد لموجة ثانية محتملة من انفلونزا الخنازير مؤكدة على ضرورة ان تواجه الحكومات تحدي توفير اللقاحات. بحسب فرانس برس.

واعلنت تشان في رسالة فيديو مسجلة بثت اثناء افتتاح ندوة تدوم ثلاثة ايام في بكين حول انفلونزا الخنازير في آسيا المحيط الهادىء "لا يمكننا القول اذا كان الاسوأ قد مر او على وشك الوصول". واضافت "علينا ان نستعد لموجة ثانية وربما ثالثة كما رأينا من الاوبئة الماضية".

واعلن وزير الصحة الصيني تشان تشو خلال الندوة ان الصين بصدد تطوير لقاح ضد فيروس ايه(اتش1ان1).

وافادت شركة "سينوفاك بيوتك" الصينية لصناعة الادوية خلال الاسبوع الجاري ان نتائج التمهيدية على الفحوصات الطبية للقاحها ايجابية.

واعلنت منظمة الصحة العالمية مطلع الاسبوع ان دول النصف الشمالي من الكرة الارضية طلبت مليار جرعة من اللقاح ضد انفلونزا ايه(اتش1ان1) من مختبرات الادوية التي لا يتوقع ان توفر منها سوى كمية محدودة بداية الخريف.

وقد توفي 1799 شخصا بفيروس اي(اتش1ان1) في مختلف انحاء العالم ومعظمهم في القارة الاميركية منذ ظهوره في نهاية اذار/مارس حسب اخر معطيات منظمة الصحة العالمية.

واعلنت المنظمة تفشي اول وباء انفلونزا في القرن الحادي والعشرين في 11 حزيران/يونيو.

وفي المجموع سجلت 170 دولة حالات مؤكدة.

آسيا تعاني من نقص في اللقاح

أعلنت منظمة الصحة العالمية ان آسيا ستعاني من نقص في اللقاح الجديد لفيروس ( اتش 1 ان 1) لمكافحة أنفلونزا الخنازير عندما تندلع الموجة التالية من الإصابات خلال موسم الشتاء هذا العام.

ونقل عن المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية بيتر كوردينجلي قوله انه "سيكون هناك نقص في إنتاج اللقاحات مقارنة مع الحاجة له والطلب عليه", مضيفا ان "سنرى في استراليا والصين بداية إنتاج اللقاحات, إلا انه لن يكون له أثر على الإطلاق على باقي دول آسيا لأنهما ستستخدمان إنتاجهما من اللقاحات محليا".

ومن المقرر ان تبدأ استراليا والصين في إنتاج اللقاحات في أيلول المقبل ولكن هذه اللقاحات ستستخدم محليا وليس من المحتمل ان يستفيد منها باقي المنطقة.

وأضاف المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية ان "إنتاج اللقاحات سيأخذ وقتا طويلا قبل ان يلبي الإنتاج حتى مشكلات استراليا", لافتا إلى ان "نقص اللقاحات في الدول النامية يمثل مصدر قلق".

وأضاف كوردينجلي ان "سكان الدول النامية معرضون بصورة كبيرة للإصابة بالمرض بالنظر إلى الأوضاع في القرى العشوائية التي لا توجد بها خدمات صحية ولا يتوفر بها أطباء وتوجد بها نساء حوامل كثيرات".

وظهر فيروس (اتش1 ان1) أول مرة نهاية شهر آذار الماضي في المكسيك ومن ثم في الولايات المتحدة، قبل يتفشى على نطاق واسع خارج القارة الأميركية, حيث انتشر على نطاق عالمي في أقل من شهرين وأصاب أشخاصاً في 160 دولة وتسبب في وفاة أكثر من 800  شخص.

وتشير تقارير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن ثلث سكان الأرض معرضون للإصابة بأنفلونزا الخنازير مع حلول موسم الأنفلونزا الطبيعية المتزامن مع بداية موسم الدراسة, كما أعلنت المنظمة مؤخرا الفيروس كـ "جائحة" أي وباء منتشر عالميا.

انخفاض كبير في عدد الإصابات

من جانب آخر تترقب السلطات الصحية في بريطانيا ما سيكون عليه الحال في فصلي الخريف والشتاء أظهرت الإحصائيات الأخيرة أن عدد حالات الإصابة بالفيروس المتسبب في إنفلونزا الخنازير، قد انخفض بشكل ملحوظ في إنجلترا واسكتلندا.

وأُحصي في إنجلترا خلال الأسبوع الماضي 30 ألف حالة جديدة، علما بأن الأسبوع ما قبل الماضي شهد 100 ألف حالة. وفي اسكتلندا تراجع عدد الحالات من 1500 إلى 1050.

وقالت وكالة الوقاية الصحية إنه لا وجود لما يشير إلى أن الفيروس في طريقه إلى التحول إلى شريحة قاتلة، أو إلى تنمية قدرة على مقاومة العقاقير. ويستقر عدد الوفيات بسبب الإنفلونوا في إنجلترا واسكتلندا في حدود الأربعين.

وبينما أعلنت ويلز تراجع حدة انتشار الإنفلونزا، ارتفعت حالات الإصابة في أيرلندا الشمالية من عشرة إلى 83.

وكان الخبراء والمسئولون يتوقعون انخفاض عدد حالات الإصابة خلال الصيف، لتعود إلى الارتفاع ابتداء من الخريف.

ويتتبع خبراء الصحة والوقاية في بريطانيا حاليا ما يجري في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية لتوقع ما قد يحصل في البلاد خلال فصل الشتاء. ففي الأسبوع الماضي ارتفع بشكل حاد عدد الوفيات في الأرجنتين حيث بلغ 337. كما هناك مؤشرات على أن المكسيك قد تعرف موجة جديدة من الإصابة بالفيروس.

وفي هذه الأثناء أعلنت منظمة الصحة العالمية أن اللقاح المضاد لهذا الداء سيكون جاهزا للتسويق خلال شهر سبتمبر/ أيلول المقبل

مليون إصابة في أمريكا

قال مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها، على لسان احد مسؤوليه، ان عدد حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة يصل الى مليون شخص على الاقل، حسب التقديرات.

وقالت اني شوتشات مديرة المركز الوطني للمناعة والأمراض التنفسية التابع لمركز مراقبة الامراض " اننا نقول يوجد على الأقل مليون حالة إصابة بفيروس H1N1 حتى الوقت الحالي من العام الجاري في الولايات المتحدة".

وقالت شوتشات" الحالات التي أبلغ عنها هي في الواقع مجرد غيض من فيض"، وذلك في اشارة الى عدد حالات الاصابة المؤكدة بانفلونزا الخنازير والذي يبلغ تقريبا 287 الف اصابة في الولايات المتحدة.

يذكر ان 3 الاف من الذين اصيبوا بانفلونزا الخنازير اضطروا الى دخول المستشفى لتلقي العلاج، فيما توفي جراء المرض 127 شخصا بالولايات المتحدة.

وخلص مركز مراقبة الامراض الى هذه النتيجة بناء على نماذج كمبيوترية ومسوح للمناطق التي اصيبت اكثر من غيرها بالسلالة الجديدة من فيروس H1N1.

واوضحت شوتشات ان المسوح التي اجريت في تلك المناطق، والتي ترصد الاعراض التي تشبه الاصابة بمرض الانفلونزا، اظهرت ان 6% من السكان ظهرت عليهم اعراض شبيهة بتلك التي يحدثها الفيروس الجديد.

واظهر مسح للمركز في مدينة نيويورك، حيث يعتقد المركز ان هناك نصف مليون اصابة بانفلونزا الخنازير، ان 6.9% من السكان اصيبوا بمرض شبيه بالانفلونزا في شهر مايو/ ايار الماضي.

وقالت شوتشات "من خلال الاختبارات المعملية، عرفوا ان معظم الاصابات بالمرض الشبيه بالانفلونزا كانت بسبب السلالة الجديدة من فيروس H1N1 وبناء على ذلك قدروا ان حوالي نصف مليون من سكان مدينة نيويورك مصابون بالفيروس الجديد ...دون ان يسعوا بالضرورة لتلقي العلاج".

يشار الى ان آخر الارقام الرسمية المعلنة الجمعة من منظمة الصحة العالمية توضح ان عدد الحالات المصابة وصلت الى نحو 60 الف اصابة وان عدد الوفيات 263 وفاة في 113 بلد في انحاء العالم.

العاملين لا يرغبون في التطعيم

قال اكثر من نصف العاملين في قطاع الرعاية الصحية الذين استطلعت اراؤهم في هونج كونج انهم لا يريدون التحصين من فيروس اتش1 ان1 بسبب الخوف من الاعراض الجانبية والشك في فاعليته.

ونتائج الدراسة التي نشرت في الدورية الطبية البريطانية يوم الاربعاء تماثل نتائج استطلاع رأي اجري بمشاركة 1500 ممرض وممرضة في بريطانيا حيث قال 30 في المئة انهم سيرفضون لقاحات جديدة ضد فيروس انفلونزا الخنازير اتش1 ان1 لاسباب تتعلق بالسلامة.

وكتب الباحثون الذي قادهم بول تشان استاذ الاحياء المجهرية في جامعة هونج كونج الصينية "مع هذا المستوى المنخفض من الرغبة في قبول تطعيم ضد الوباء في هذه الدراسة يبدو العمل المستقبلي للتدخل من اجل زيادة معدلات التطعيم مطلوبا." بحسب رويترز.

واضافوا "يجب اطلاق حملة للتشجيع على التطعيم بين العاملين في قطاع الرعاية الصحية."

ونقلت صحيفة ثاوث تشاينا مورننج بوست عن وزارة الصحة المحلية قولها انه في 17 من اغسطس اب ارتفع عدد حالات الاصابة بانفلونزا الخنازير الى 7071.

وتكونت الدراسة من استطلاعين اثنين اشترك فيهما 2255 طبيبا وممرضة وعاملون اخرون في قطاع الصحة بالمستشفيات العامة في هونج كونج.

واجري الاستطلاع الاول في الفترة من يناير كانون الثاني وحتى مارس اذار 2009 عندما كان تحذير منظمة الصحة العالمية من الوباء عند المرحلة الثالثة واظهر ان اكثر من 28 في المئة من المشاركين قالوا انهم سيرغبون في الحصول على تطعيم ضد فيروس انفلونزا الطيور اتش5 ان1.

والثاني اجري في مايو ايار 2009 عندما رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى التحذير الى المستوى الخامس بسبب انفلونزا الخنازير واظهر ان 47.9 في المئة من المشاركين في الاستطلاع يرغبون في الحصول على تطعيم ضد فيروس اتش1 ان1.

وكتب الباحثون "السبب المشترك عموما للرفض كان القلق من الاعراض الجانبية والاسباب الاخرى شملت التشكك في فاعلية اللقاح او ان الوقت غير مناسب للحصول على التطعيم او ببساطة عدم الرغبة في التطعيم."

وهؤلاء الذين قالوا انهم سيختارون التطعيم ضد انفلونزا الخنازير كانوا من الشباب الذين حصلوا على التطعيم للانفلونزا الموسمية في 2008- 2009 ويخشون ان يكونوا عرضة لفيروس اتش1 ان1.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29/آب/2009 - 8/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م