اسرائيل تتاجِر بأعضاء الفلسطينيين وفيّاض يستعد لبناء دولة مؤسسات

 

شبكة النبأ: فيما قال متحدث إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يتوقع حدوث انفراجة كبيرة في اجتماعه مع مبعوث السلام الامريكي ويأمل استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين خلال شهرين، لم تهدأ من جهة ثانية عاصفة الانتقادات الاسرائيلية لتقارير صحيفة افتونبلاديت السويدية واسعة الانتشارعن سرقة اعضاء الفلسطينيين الذين يقتلون على يد الجيش الاسرائيلي وبيعها.

وكانت الصحيفة نشرت أيضا صورة لليهودي الامريكي اسحق روزنبوم الذي اعتقل في الولايات المتحدة الشهر الماضي لاتهامه بالاشتراك في شراء كلية من اسرائيلي وبيعها لمريض امريكي بقيمة 160 الف دولار، وذلك ضمن شبكة واسعة من المتهمين بالتجارة في الاعضاء وغسيل الاموال تضم حاخامات.

وفي مقابلة مع بي بي سي، اجراها رامي رحيم، تحدث الصحفي السويدي دونالد بوستروم الذي نشر التقارير عن بداية متابعته للقضية.

البداية عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين، حين لفت عاملون في الأمم المتحدة نظر الصحافي السويدي إلى ظاهرة متكررة.

ويقول انهم بأنفسهم كانوا قد شاهدوا جثث شبان فلسطينيين تعود بعد أن اختفت لخسمة أيام وقد تم تشريح الجثث.

ويضيف ان عائلاتهم تعتقد أو متأكدة من أن أعضاء ابنائهم قد سرقت، "وقالوا إنهم غير قادرين على اتخاذ أي خطوة بشأن ذلك، لكنك أنت كصحفي عليك واجب أن تحقق فيما يحدث".

بعد ذلك إتخذ بوستروم خطوة التحقيق الأولى."كانت لدي لائحة على الكومبيوتر من اثنين وخمسين شابا فلسطينيا قتلوا رميا بالرصاص ونقلت جثثهم إلى مركز أبو كبير للتشريح وبعد ذلك أعاد جنود اسرائيليون الجثث إلى القرى الفلسطينية.

تحدثت إلى حوالي عشرين من عائلات الفلسطينيين، وأخبروني القصة نفسها: أعيدت الجثث في منتصف الليل ونعتقد أن أعضاء لهم قد تم أخذها".

وهنا يبدأ بوستروم بالحديث عن قصة محددة، هي قصة الشاب الفلسطيني بلال أحمد غانم. "القضية التي أكتب عنها هي عن شخص كان مطلوبا، بسبب نشاطه في رمي الحجارة. وفي أحد الأيام كان يمشي في الشارع عائدا إلى منزله وشاهده جنود اسرائيليون فاطلقوا النار عليه عن بعد.

الجنود أخذوه إلى تخوم القرية وبعد ذلك نقل على متن هيلوكبتر إلى مكان آخر. وكان ذلك في 13 مايو 1992. وفي 18 مايو أعادوا الجثة في الساعة الواحدة والنصف ليلا".

وردا على سؤاله عما إذا كان يعتقد أن لديه دليلا واضحا على ما كتبه في المقال، بدأ بوستروم بالتأكيد أنه كان في قلقيليا حين أعيدت الجثة إلى بلدة اماتين.

وقال: "كنت موجودا في إحدى الليالي حين رد الجنود الشاب وأخذوه من السيارة وحفروا القبر ورفعوا عنه الغطاء ليصبح صدره مكشوفا وأخذوا الصور".

وذكر الصحافي السويدي أن عملية إعادة الجثة إلى القرية تمت في ظروف غير عادية. "فرضوا حظر التجول وقطعوا الكهرباء. وحتى أعلنوا المنطقة منطقة عسكرية مغلقة. سمحوا لبعض الرجال بحضور الجنازة، ولكن ليس الأم والاخوة. أنا كنت هناك ليل الثامن عشر من مايو عام 1992".

وقد تثير مشاهدات بوستروم، إن صحت، تساؤلات كبيرة. غير أنه لا يمكن اعتبارها دليلا واضحا على عملية سرقة أعضاء.

وبتكرار السؤال بشكل أوضح: هل تمكنت جهة مختصة من التحقق مما إذا كانت الجثة قد تعرضت لعملية سرقة أعضاء؟ قال بوستروم:"كلا. هذا مهم. ما أقوله في المقال هو أن جميع العائلات التي زرتها ادعت أن الأعضاء ليست موجودة. لم يشاهدوا ذلك، وليس هناك أي إثبات ولهذا السبب ما أقوله في المقال: فلنتحقق: هل هذا صحيح أم لا؟". ولكن لماذا يشك أقارب القتلى بأن الاسرائيليين قد سرقوا أعضاء أبنائهم، في غياب الأدلة؟

يرد الصحفي السويدي دونالد بوستروم:"تختلف القصة بين عائلة وأخرى لكن في معظم الأحيان هناك سؤال: لماذا أخذوا ابني لمدة خمسة أيام، في حين تقليدنا الديني يفرض علينا دفنه بعد 24 ساعة على الأكثر. لماذا أعادوه في منتصف الليل ولماذا قطعوا الكهرباء؟ ولماذا التشريح، ضد إرادتنا، في حين أن سبب الوفاة واضح بما أنهم أطلقوا عليه النار.

أيضا، بعض العائلات قالت: أنظر إلى بطنه. إنه فارغ. أو قالت عائلة أخرى، رأينا عيناه، وكان هناك شيء ناقص. إذا ليس هناك أدلة من الأطباء أو غير ذلك.لكن بما أن هناك هذا العدد من العائلات التي تقول ذلك، أنا أعتقد أن ذلك يوفر ما يكفي من المبررات لطلب مزيد من التحقيق".

ويتحدث بوستروم عن أحداث جرت عام 1992. لماذا الانتظار سبعة عشر عاما لنشر المقال. الصحافي السويدي قال إن الصحف رفضت نشر مقاله بسبب حساسيته الشديدة، فقرر أن يروي ما حدث في كتاب له صدر عام 2001.

وأوضح بوسرتوم أنه توجه صباح اليوم الذي تلى حادثة قلقيليا إلى القدس، حيث تحدث إلى ناطق باسم الجيش الاسرائيلي نفى رواية العائلات الفلسطينية نفيا قاطعا، ووصفها بالتلفيقات الكاذبة.

وينطلق بوستروم من هنا ليدافع عن مقاله وينفي الاتهامات الموجهة إليه بإثارة الكراهية ضد اليهود. ويقول: "المقال يحمل رأيا واحدا فقط، وهو أن يتم التحقيق في الأمر. دعوا الأمهات تعلم ماذا حصل لأبنائهن".

فياض يستعد لبناء دولة فلسطينية

ومن الجانب الفلسطيني يكشف رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الثلاثاء عن خطته لبناء المؤسسات والبنية الاساسية لدولة فلسطين التي يقول انها ستكون جاهزة خلال العامين المقبلين.

وتتضمن الخطة الدعوة لانشاء مطار دولي في غور الاردن وخط جديد للسكك الحديدية يربط الاراضي الفلسطينية بالدول المجاورة. كما يقترح نظاما ضريبيا مغريا للمستثمرين الاجانب.

وتعتمد السلطة الفلسطينية على المعونة الاجنبية في تغطية معظم ميزانيتها. وحصلت رويترز على نسخة من الخطة قبل نشرها.

ولا تتضمن الخطة كثيرا من التفاصيل ولكن أهدافها تتسم بالابتعاد عن السياسة الفلسطينية المعتادة على مدى الاعوام الخمسة عشر الماضية التي كانت تركز بشكل استثنائي على المفاوضات مع اسرائيل عوضا عن بناء المؤسسات.

ويقول فياض المدعوم من الغرب ان الفلسطينيين ينبغي ألا ينتظروا التسوية السلمية النهائية مع اسرائيل ولكن عليهم المضي قدما في انشاء دولتهم. بحسب رويترز.

وتدعو الخطة أفراد الشعب الفلسطيني للعمل سويا على أساس الشراكة الكاملة في عملية اتمام وبناء مؤسسات "دولة فلسطين الحرة والديمقراطية والمستقرة".

وجاء في الخطة أيضا "على العالم ان يسمع للموقف الواضح والموحد من جميع اطياف المجتمع الفلسطيني وفئاته المختلفة بان الاحتلال الاسرائيلي هو العائق الحقيقي والوحيد الذي يقف في وجه تحقيق استقرار وازدهار وتقدم شعبنا وحقه في الحرية والاستقلال والحياة الكريمة."

ويرأس فياض وهو من أصحاب الخبرة الفنية بعيدا عن أي قاعدة سياسية كبيرة الحكومة الجديدة التي تتضمن مزيدا من الوزراء من حركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وترفض حماس التي تسيطر على قطاع غزة الاعتراف به رئيسا للوزراء.

وعلى الصعيد السياسي تتفق الخطة مع مواقف عباس الذي يريد اقامة دولة على جميع المناطق التي احتلتها اسرائيل في عام 1967 وأن تكون القدس العربية عاصمتها.

نتنياهو لا يتوقع انفراجة في محادثات لندن

من جهة ثانية قال متحدث إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يتوقع حدوث انفراجة كبيرة في اجتماعه مع مبعوث السلام الامريكي هذا الاسبوع ولكنه يأمل استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين خلال شهرين.

وقاوم نتنياهو الزعيم اليميني الذي تولى السلطة في مارس اذار ضغوطا غربية لتجميد المستوطنات اليهودية على أراض محتلة يسعى الفلسطينيون لاقامة دولة عليها. وتسبب النزاع في شقاق نادر الحدوث بين اسرائيل وحليفتها الكبرى الولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وقال نير هيفيتز المتحدث باسم نتنياهو للصحفيين قبل بدء نتنياهو زيارة الى لندن من المقرر أن يلتقي خلالها بالمبعوث الامريكي جورج ميتشل "رئيس الوزراء يتوقع احراز قدر من التقدم ولكن لا يتوقع حدوث انفراجة كبيرة."

ويحاول ميتشل التوصل لاتفاق مع اسرائيل بشأن تجميد المستوطنات الذي طالب به أوباما وفقا لخطة "خارطة الطريق" لاحلال السلام التي جرى التوصل اليها في عام 2003 وتطالب أيضا الفلسطينيين بكبح جماح المتشددين.

وأضاف هيفيتز أن نتنياهو سيوضح أن اسرائيل تنوي أن "ترعى الحاجات الطبيعية" لمستوطنيها "الى جانب عملية سياسية ستطلق خلال نحو شهرين."

وتحدثت تقارير اعلامية عن قمة محتملة بين نتنياهو وعباس برعاية أوباما على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الشهر المقبل.

وتتضمن زيارة نتنياهو للندن وبرلين التي تستمر أربعة أيام محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل وكلاهما ينتقد سياسة الاستيطان الاسرائيلية.

ويشترط عباس تجميد المستوطنات لاستئناف محادثات السلام مع اسرائيل المتوقفة منذ ديسمبر كانون الاول.

وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان أي شيء لا يتماشى مع مطالب خطة خارطة الطريق لاحلال السلام ومطالب الرئيس الامريكي باراك أوباما لن يدفع الفلسطينيين للعودة الى المفاوضات.

مقتل ثلاثة فلسطينيين في غارة اسرائيلية على نفق بغزة

وفي نفس السياق قال مسعفون ان طائرات اسرائيلية قصفت نفقا تحت الحدود بين قطاع غزة ومصر مما أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين بداخله.

وذكرت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي أن طائرات هاجمت النفق بعد أن أطلق نشطاء في غزة صواريخ على جنوب اسرائيل يوم الاثنين مما أسفر عن اصابة جندي باصابات طفيفة. بحسب رويترز.

وأفاد مسعفون فلسطينيون بأن ثلاثة عاملين في النفق -وهو جزء من نظام يستخدم في الاغلب في تهريب السلع والاسلحة الى قطاع غزة الذي تفرض عليه اسرائيل حصارا- قتلوا كما أصيب ستة عندما انهار النفق في الهجوم.

وأنفاق التهريب في غزة هدف متكرر للهجمات الاسرائيلية وعددها ما زال بالمئات بالرغم من تفجيرها أو اغراقها بالمياه في هجمات جوية اسرائيلية وحملة قمع مصرية.

ومعدل أعمال العنف عبر الحدود بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة كان منخفضا نسبيا خلال الاسابيع الاخيرة.

وفي يناير كانون الثاني أنهت اسرائيل هجوما عسكريا استمر ثلاثة أسابيع على قطاع غزة كان يهدف الى وضع حد لاطلاق نشطاء فلسطينيين لصواريخ على جنوب اسرائيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 26/آب/2009 - 5/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م