الذاكرة والإدراك.. مستوى متبايِن بين الشعوب ومخاطر الخرَف تتضاعف لدى العُزّاب

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: بعد أن شغلتْ قضية هرب أو اختفاء مرضى الزهايمر الكثير من الناس حول العالم، أعلنت كل من شركة جي.تي.إكس وأرتيكس عن إنتاج حذاء لتتبع المصابين بهذا الداء يعمل على نظام تحديد الموقع العالمي GPS. عبر شاشات الكومبيوتر الشخصي مباشرة. ومن ناحية اخرى كشف بحث طبي جديد عن ان الاشخاص الذين يعيشون بمفردهم في اواسط عمرهم يواجهون احتمال الاصابة بتراجع في القدرات الادراكية (الخرَف) في وقت لاحق من عمرهم اكثر بمرتين مقارنة بالاشخاص المتزوّجين او المساكِنين...

فضلا عن دراسات دللّت على التباين في قدرات الذاكرة والادراك بين الشعوب المختلفة واخبار اخرى متعلقة بالذاكرة، نتابعها عبر تقرير (شبكة النبأ) التالي:

ذاكرة المسنّين الاميركيين اكثر حدة من البريطانيين

اظهرت دراسة حديثة ان المسنّون الاميركيون يتمتعون بذاكرة اكثر حدة من نظرائهم البريطانيين الذين يسبقونهم في نسيان ايام الاسابيع. وتم قياس حجم "الفجوة" في ذاكرة هؤلاء وفقا لـ"اختبار الذاكرة والوعي"، وقدر الفارق في حدة الذاكرة بين مسنّي الشعبين بما يصل الى 10 سنوات، وفق مسح شمل 8299 اميركيا و5276 بريطانيا يتجاوزون الخامسة والستين.

بكلمات اخرى فقد سجل الاشخاص الذين يبلغون 75 عاما في الولايات المتحدة مهارات في الذاكرة افضل بكثير من نظرائهم البريطانيين المشهورين بكثرة معاقرتهم للكحول، وفق الدراسة المنشورة في صحيفة "بي ام سي جيرياتريكس" التي تعنى بشؤون المسنين. بحسب فرانس برس.

وقاس الاختبار الذكريات الانية والمؤجلة لسلسة من 10 اسماء شائعة مثل "شجرة" و"قرية" و"طفل" الى آخره. وطلب الى المشاركين في الاختبار ان يحددوا اليوم وتاريخه كاملا بالشهر والسنة. وعلى مقياس من 25 نقطة حقق الاميركيون معدل 12,8 نقطة مقابل 11,4 نقطة للبريطانيين.

فحص الدماغ بالأشعة قد يكشف خطر الإصابة بالزهايمر

وأظهرت دراسة حديثة أن فحص دماغ المصابين بمرض ضعف الذاكرة الخفيف (MCI)، بأشعة الرنين المغناطيسي (MRI)، قد يحدد الحالات التي ستتطور لتصاب بمرض خرف الشيخوخة "الزهايمر"، وهو الأمر الذي عده العلماء فاتحة جديدة لمعرفة أسباب هذا المرض وسبل علاجه.

وتعليقاً على نتائج الدراسة، التي نشرت في مجلة "جورنال أوف ريديولوجي" الأمريكية، أشار كبير مراسلي CNN  الطبيب سانجاي غوبتا، أنها أظهرت التغيرات التي تطرأ على بنية الدماغ البشري، والتي تؤدي للإصابة بالزهايمر، حيث تبين أن المرضى الذين يعانون من تغيرات وتلف في أنسجة وخلايا دماغهم، هم الذين أصيبوا بهذا الداء.

وبحسب رؤية غوبتا فإن المصابين بضعف الذاكرة الخفيف، الذين لم تطرأ تغيرات على بنية أدمغتهم، استمروا في حياتهم دون أن تسوء حالتهم ليصابوا بالزهايمر، وهو الأمر الذي يؤكد أنه لا توجد علاقة سببية بين المرضين.

ومن جهة مرض ضعف الذاكرة الخفيف، أوضح غوبتا أن نتائج البحث أظهرت أن المصابين بهذا الداء ليسوا متماثلين بأي شكل من الأشكال، فقد تتطور الأمور عند بعضهم وتصاب أنسجتهم وخلاياهم الدماغية بالتلف، في الوقت الذي يبقى مرضى آخرون على حالهم.

وختم غوبتا ملاحظاته على الدراسة مبيناً أنه يمكن للناس أن يقوموا بمجموعة من التمرينات لتقوية ذاكرتهم عند بلوغهم الشيخوخة، إلا أنه أوضح عدم وجود دليل حتى الآن على أن مثل هذه التمرينات قادرة على مجابهة الزهايمر وآثاره المميتة.

الزهايمر وامراض اخرى تزيد من احتمال الوفاة لدى المرضى

وكشف بحث طبي عن ان مرض الزهايمر واشكالا اخرى من الخرف اقل حدة تساهم في زيادة احتمال الوفاة لدى الاميركيين المسنين اكانوا من البيض ام السود.

وتناقض هذه الدراسة المنشورة في مجلة "اركايف اوف نورولجي" الطبية في حزيران/يونيو النتائج التي توصلت اليها دراستان وطنيتان حديثا وجاء فيهما ان نسبة الوفاة جراء مرض الزهايمر اعلى لدى السود في الولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.

ويقول احد المشرفين الاساسيين هلى هذا البحث، الدكتور روبرت ويلسون من المركز الطبي في جامعة راش في شيكاغو (ايلينوي، شمال الولايات المتحدة) ان الدراستين على المستوى الوطني اعتمدتا ارقاما مستقاة من ملفات طبية ولم تستندا الى تصنيفات مبنية على معاينة سريرية موحدة.

واجرى ويلسون دراسته على 1715 مسنا يصل متوسط اعمارهم الى 80,1 سنة يقطنون في اربعة احياء قريبة من مركز راش الاستشفائي. وتبلغ نسبة السود بينهم 52,5%.

وخضع كل مشترك الى معاينة سريرية كاملة تضمنت تخطيطا للاعصاب الى اختبارات لتقييم قدراته الادراكية.

وشخص اطباء الاعصاب مرض الزهايمر لدى 296 مشارك (17,3%) ولاحظوا خرفا طفيفا لدى 597 شخص (34,8%) فضلا عن اشكال اخرى من الخرف لدى 20 آخرين (1,2%) وتبين ان 802 (46,8%) منهم لا يعانون اي اضطرابات عصبية.

وخلال فترة المتابعة التي امتدت عشر سنوات كحد اقصى، فيما كانت المدة الوسطية للمراقبة 4,7 سنوات، توفي 634 مشاركا في الدراسة (37%). وتضمن هذا العدد 25,8% من الذين لا يعانون مشاكل في الادراك و40,4% من الذين يعانون من خرف طفيف و59,1% من المصابين بمرض الزهايمر فضلا عن 60% من المصابين باشكال اخرى من الخرف.

اختراع حذاء لتعقّب مرضى الزهايمر يعمل بتقنية GPS

بعد أن شغلت قضية هرب أو اختفاء مرضى الزهايمر بعيدا عن الأنظار، الكثير من الناس، وهو الأمر الذي  قد يعرضهم للأذى نظرا لقلة وعيهم بأنفسهم، أعلنت كل من شركة "جي.تي.إكس" و"أرتيكس" عن إنتاج حذاء لتتبع المصابين بهذا الداء يعمل على نظام تحديد الموقع العالمي GPS.

وسيحتوي الحذاء الجديد على شريحة تعمل على نظام تحديد الموقع العالمي، بحيث يتمكن ذوو المرضى من متابعتهم على شاشات الكمبيوتر وتحديد موقعهم في حال غابوا عن الأنظار أو هاموا على وجوههم.

وبحسب التقارير، فإنه لم يتحدد بعد سعر هذا الحذاء، الذي سيخرج إلى النور العام المقبل، ولكن يتوقع الخبراء أن يتراوح سعره ما بين 200 إلى 300 دولار، وللاشتراك بخدمة نظام تحديد الموقع العالمي فسيكون على أهالي المرضى أن يسددوا 20 دولارا شهريا. بحسب سي ان ان.

وتوضيحا لأهمية هذا الاختراع أشار البروفيسور في جامعة جورج ميسون الأمريكية، آندرو كارلي، والذي عمل كمستشار في هذا المشروع، إلى" أن صنع هذا النوع من الأحذية يحمل أهمية كبيرة فهو قد ينقذ أرواح المرضى التائهين، ويوفر الكثير من المال الذي تصرفه الحكومات لإنقاذ والبحث عن هؤلاء المرضى، خصوصا وأن مرضى الزهايمر يمكن أن يضيعوا بسهولة ويؤذوا أنفسهم."

وذكر كارلي أنه بحسب الإحصاءات فإن 60 في المائة من مرضى الزهايمر يضيعون مرة واحدة على الأقل، وذلك لقلة وعيهم بمكانهم وزمانهم وعليه فهم لن يقوموا بطلب أي مساعدة للعودة إلى منازلهم، مما يترك مسؤولية إيجادهم واقعة على عاتق أقاربهم فقط.

مخاطر الخرَف تتضاعف لدى من يعيشون بمفردهم في متوسط العمر

ويواجه الاشخاص الذين يعيشون بمفردهم في اواسط عمرهم احتمال الاصابة بتراجع في القدرات الادراكية (الخرف) في وقت لاحق من عمرهم اكثر بمرتين مقارنة بالاشخاص المتزوجين او المساكنين، على ما اظهرت دراسة نشرت الجمعة.

واعتمدت الدراسة على مقابلات اجريت مع الفي شخص اختيروا بشكل عشوائي في منطقتي كيوبيو ويونسو في شرق فنلندا خلال السبعينات والثمانينات، بمعدل عمري بلغ آنذاك 50,4 عاما.

ثم في العام 1998، تم اعادة فحص 1409 اشخاص من هؤلاء مرة اخرى لرصد اي اعراض لاضطرابات في القدرات الادراكية، وكانت اعمارهم تتراوح في حينه بين 65 و79 عاما. وتم بالفعل تشخيص 57 حالة الزهايمر واشكال اخرى من الخرف اضافة الى 82 حالة اعراض خفيفة من الضعف الادراكي، فيما احتفظ الاشخاص ال 1270 الباقون بكامل صحتهم الادراكية.

ووجدت الدراسة ان "الاشخاص الذين يعيشون من دون شركاء في اواسط اعمارهم يواجهون في نهاية اعمارهم نحو ضعف مخاطر التدهور الادراكي لدى نظرائهم من الذين يعيشون مع شركاء".

وتزداد هذه المخاطر بمعدل الثلاثة اضعاف لدى من يفقدون شركاءهم او ازواجهم سواء بسبب الوفاة او الانفصال.

وقد اخذت الدراسة في الحسبان عوامل الدراسة والتدخين وغيرها من المتغيرات المرتبطة، كما وجد الباحثون فوارق كبيرة في النتائج بين الجنسين: فمخاطر تدهور القدرات الادراكية لدى الرجال الذين يعيشون بمفردهم في اواسط عمرهم تزيد بمعدل مرتين ونصف مرة عنها لدى نظرائهم من الذين يعيشون مع ازواج او شركاء. لكن النسبة تتقلص لدى النساء اللواتي يعشن بمفردهن في اواسط عمرهن الى 1,87 مرة مقارنة باولئك اللواتي يعشن مع ازواج او شركاء.

الى ذلك، وجد الباحثون رابطا قويا بين مرض الزهايمر وبين عيش المرء بمفرده وبين متغير جيني يسمى ابوليبوبروتين اي-اي4 ينتج بورتينا مرتبطا بهذا المرض.

أوميجا 3 لا يعالج الزهايمر لكنه يقوّي ذاكرة من لم يصَب

وقال باحثون أمريكيون ان المكملات الغذائية التي تحتوي على حمض أوميجا 3 الدهني لم تساهم في ابطاء تدهور الذاكرة لدى المصابين بالزايمر في الحالات البسيطة والمتوسطة ولكن دراسة أجريت على أصحاء يعانون من شكاوى بسيطة في الذاكرة أظهرت نتيجة مبشرة.

وتشير نتائج الدراسة التي دعمتها الحكومة الامريكية وأجريت على مدى 18 شهرا الى أن أخذ المكملات الغذائية التي تحتوي على حمض دوكوساهيكسنويك الذي يعرف اختصارا باسم (دي.اتش.ايه) وهو حمض دهني من أحماض أوميجا 3 لا يوقف الزايمر لدى المصابين بالمرض بالفعل.

وقال الدكتور جوزيف كوين من جامعة أوريجون للصحة والعلوم في بورتلاند والذي قاد الدراسة في بيان "نتائج التجربة لا تنصح بالاستخدام المنتظم لدي.اتش.ايه لمرضى الزايمر."بحسب رويترز.

ولكن دراسة أخرى أجرتها شركة مارتك بيوساينسيز لمدة ستة أشهر على من تتراجع ذاكرتهم بدرجة بسيطة أظهرت أن المكملات الغذائية التي تنتجها الشركة من دي.اتش.ايه ساهمت في استعادة حدة النشاط الذهني التي فقدوها.

وقالت كارن يوركو مورو الباحثة في شركة مارتيك في مكالمة هاتفية "الفائدة تساوي تقريبا التمتع بمهارات التعلم والذاكرة لشخص يصغرك بثلاث سنوات."

وتظهر الدراستان اللتان يجري مناقشتهما في اجتماع للرابطة الدولية للزايمر في فيينا بالنمسا صعوبة علاج مرض الزايمر الذي يسبب فقد الذاكرة والتشوش وعدم القدرة على رعاية الشخص لنفسه والوفاة في نهاية الامر. وهناك 26 مليون مصاب بالمرض على مستوى العالم.

وتشير نتائج الدراستين مجتمعة وأيضا دراسات اخرى الى أن علاج الزايمر لابد أن يبدأ في مراحل مبكرة من المرض قبل بدء حدوث تلفيات في المخ.

وقال الدكتور رونالد بيترسون مدير أبحاث الزايمر في مستشفى مايو كلينيك في روشستر بولاية مينيسوتا في مكالمة هاتفية "ربما يكون الامر أنه...عندما تصبح مصابا بمرض الزايمر يكون الاوان قد فات."

وكانت دراسات كثيرة أجريت على الفئران والانسان قد أظهرت أن نظاما غذائيا غنيا بدي.اتش.ايه وهو من أحماض أوميجا 3 الدهنية موجود في الاسماك الدهنية التي تعيش في المياه الباردة من الممكن أن يبطيء بصورة كبيرة من مرض الزايمر وتعلقت امال كثيرة على دي. اتش.ايه كعلاج جديد محتمل.

وفي الدراسة التي دعمها المعهد الوطني للمسنين قارن كوين وزملاؤه بين أثر المكمل الغذائي الذي تصنعه شركة مارتك وبين كبسولة فارغة وهمية لدى 402 شخص من المصابين بالزايمر من الدرجة البسيطة الى المتوسطة. وعلى الرغم من ارتفاع مستوى دي.اتش.ايه في الدم فان الفريق لم يجد أي تغيير في اختبارين لقياس ذاكرة المصابين بالزايمر.

وفي الدراسة الاخرى التي استغرقت ستة أشهر وأجرتها مارتك درس الباحثون أثر جرعة 900 ملليجرام يوميا من دي.اتش.ايه على 485 من الاصحاء الذين يبلغ متوسط أعمارهم 70 عاما والذين يعانون من شكاوى بسيطة في الذاكرة. وتم اختبار ذاكرة المشاركين في هذه الدراسة بالكمبيوتر.

وقالت يوركو مورو انه في نهاية الستة أشهر كانت أخطاء من تناولوا مكملات دي.اتش.ايه أقل كثيرا من المجموعات التي تناولت الدواء الوهمي. وأضافت أن نسبة الاثر كانت "الضعف تقريبا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 25/آب/2009 - 4/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م