الحوثيون في اليمن بين خياري الخضوع للسلطة أو الاتهام بالتواطؤ مع إيران

الجيش يجتاح مدينة صعدة وسط اتهامات بمشاركة الطيران الحربي السعودي

إعداد مركز النبأ الوثائقي

 

شبكة النبأ: استبعدت مصادر سياسية، أن تنجح المساعي السلمية بين السلطة اليمنية والحوثيين، التي يقوم بها رئيس لجنة إحلال السلام فارس مناع، وإن توقعت وقف الحرب مع حلول شهر رمضان. ان ممارسة الضغوط الإيجابية على السلطة للاعتراف بالقضية الجنوبية، والحوار لإيجاد المعالجات استناداً إلى عدالة القضية وقرارات الشرعية الدولية، وسحب القوات المسلحة وقوى الأمن المركزي من المدن والقرى والتخلي عن عسكرة الحياة المدنية كل ذلك كان من الحلول المطروحة على الساحة السياسية.

وكان الحوثيون والسلطات اليمنية توصلوا إلى اتفاق هدنة قصيرة الأجل يقضي بتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل المعارك الأخيرة التي اندلعت قبل عدة أسابيع وتمكن خلالها الحوثيون من السيطرة على مواقع جديدة للجيش اليمني. كما نصت الهدنة أهم بنودها، على استئناف الحوار بين الجانبين عقب انتهاء شهر رمضان المبارك.

سحق حركة الحوثيون

من جهته عد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بسحق المتمردين الشيعة بينما يواصل الجيش عملياته في شمال البلاد لليوم التاسع على التوالي.

وقال صالح في خطاب في الاكاديمية العسكرية في صنعاء ان القوات المسلحة في محور صعدة  يواصلون عملهم البطولي ونحن مصممون على القضاء على هذه الفئة وصادقون في ما نقول.

واضاف سنجتث هذا السرطان الموجود في محافظة صعدة، في اشارة الى تمرد الحوثيين الذين تتهمهم السلطات بارتكاب ممارسات ضد السكان ومهاجمة كل ما يرمز الى السلطة المركزية.

وقالت مصادر محلية ان الجيش يواصل اليوم عملية الارض المحروقة في محافظتي صعدة وعمران شمال صنعاء، موضحة ان المعارك متواصلة في منطقتي حرف سفيان في عمران والملاحيظ في صعدة.حسب فرانس برس

وقال صالح لقد اجبرونا على القوة، وسنشتري العتاد لضربهم اينما وجدوا وبكل الوسائل وسنستمر في ضربهم.

من جهة أخرى قالت مصادر في محافظتي صعدة وعمران (شمال غربي اليمن) إن القوات الحكومية قتلت 200 متمرد في العمليات العسكرية التي بدأت قبل اسبوع.

في حين تتحدث مصادر عسكرية عن سقوط بين 40 و60 قتيلاً وجريحاً في صفوف القوات الحكومية.

وذكر ان الرئيس علي عبدالله صالح تفقد جبهة القتال في حرف سفيان بعد تأمينها اثر اعلان وزارة الدفاع تطهير عدد مديريات ومناطق محافظة صعدة في حين نفى مصدر إعلامي يمني رسمي مزاعم إيرانية تحدثت عن اشتراك ضباط عراقيين في تعقب الحوثيين.

 ووصف المصدر المعلومات الايرانية بانها كاذبة ومضللة وتدخلات مشبوهة في الشأن الداخلي لليمن.

وقالت مصادر محلية في صعدة إن المقاتلات اليمنية وقوات المدفعية استهدفت أمس بـ نيران كثيفة مواقع للمتمردين وتحصيناتهم في منطقة مطرة حيث يُعتقد بأن عبد الملك الحوثي يتنقل فيها مع أتباعه. واعتقلت القوات الحكومية العشرات من المشتبه بانهم من انصار الحوثي خصوصاً في كهوف وعرة في الجبال بعد قصفها بالطيران والمدفعية.

واستهدفت العمليات في الايام الاخيرة مناطق حيدان ورازح والمهاذر وساقين ومديرية حرف سفيان في محافظة عمران، التي تخوض فيها وحدات خاصة من الجيش حرب شوارع للقضاء على جيوب الحوثيين وتأمين الطرقات.

ولفتت المصادر إلى أن مجموعات مسلحة من الحوثيين هاجمت موقعاً عسكرياً قرب صعدة، غير أنها فوجئت بكمين تم استدراجهم إليه وقتلت القوات الحكومية في الموقع 25 حوثياً.

وذُكر انه على رغم شن هجمات ميدانية تكتيكية في عدد من المناطق إلا أن القيادة لا تزال تعتمد على الضربات الجوية والمدفعية لدك تحصينات ومعاقل الحوثيين في المناطق الوعرة ذات التضاريس الجبلية الصعبة في صعدة.

وبالتوازي مع العمليات العسكرية تواجه الحكومة اليمنية حرباً إعلامية عبر بعض وسائل الإعلام الإيرانية التي تؤيد التمرد الحوثي في اليمن، واعرب مصدر إعلامي يمني أمس عن آسفه الشديد لما أبداه الإعلام الرسمي الإيراني من تدخلات مشبوهة في الشأن الداخلي اليمني وتحوله إلى منبر لأبواق عناصر التخريب والإرهاب الحوثية في صعدة.

واشار إلى أن الأسلوب الذي تتعامل به وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية مع قضايا اليمن الداخلية يثير الكثير من علامات الاستفهام في شأن موقف تلك الوسائل من الأعمال التخريبية والإرهابية التي تقوم بها عصابات التمرد والتخريب التابعة للحوثي.

وبالإضافة إلى السلطات اليمنية اعتبرت الأوساط السياسية والشعبية اليمنية مساندة الإعلام الإيراني لحركة التمرد دليلاً إضافياً على تدخل إيراني في الشأن اليمني المتمثل في دعم حركة التمرد في صعدة، خصوصاً أن بعض وسائل الإعلام الإيرانية شبه الرسمية تحدثت في تقارير سابقة عن وجود أسلحة متطورة يملكها المتمردون لم يستخدموها بعد.

وكان الحوثيون اعلنوا أول من أمس استخدام صواريخ الكاتيوشا ضد القوات الحكومية ما يُمثل تطوراً خطيراً يبعث على القلق العام من مصادر تمويل المتمردين وما يحاولون فرضه من خلال هذه الإمكانات أو تنفيذها في منطقة من اليمن تُطل على دول الجوار الخليجي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية.

اليمن يتهم ايران

من جهته اتهم وزير الاعلام اليمني ايران من دون ان يسميها بدعم المتمردين الحوثيين الشيعة الذين شن الجيش اليمني هجوما عليهم في شمال البلاد.

وقال حسن احمد اللوزي في مؤتمره الصحافي الاسبوعي ان ما تتناوله وسائل الاعلام والمتمثلة في قناة العالم وقناة الكوثر واذاعة طهران تكشف الجهة التي تدعم وتمول الحوثيين.

واضاف الوزير في تعليق على وسائل الاعلام هذه ان لها حسابات خاصة بها وهي حسابات الدولة المسؤولة عنها.حسب فرانس برس

وتحدث الوزير عن لقاء بين وزير الخارجية ابو بكر عبدالله القربي وسفير بلد ليطلب منه وقف التدخل في شؤون اليمن. والدبلوماسي الوحيد الذي التقاه القربي كان سفير ايران.

وهذه ليست المرة الاولى التي يتهم فيها اليمن ايران بدعم المتمردين. فقد سبق ان فعل ذلك في ربيع 2007 واستدعى السفير اليمني في طهران على سبيل الاحتجاج قبل ان يعلن الرئيس علي عبدالله صالح في تشرين الاول/اكتوبر من السنة نفسها عودة العلاقات الثنائية الى طبيعتها.

وتسعى وزارة الداخلية اليمنية الى استصدار مذكرات لاعتقال 55 من زعماء التمرد الحوثي وسط القتال الدائر بين القوات الحكومية والمتمردين الشيعة في المناطق الشمالية المضطربة، حسب ما افاد موقع لوزارة الدفاع.

وتقدمت الوزارة بطلب رسمي الى النائب العام للحصول على مذكرات لاعتقال المشتبه بهم ومن بينهم زعيم المتمردين الزيديين عبد الماك الحوثي، حسب قائمة نشرها موقع 2 سبتمبر نت.

وطلبت الوزارة اعتقال المشتبه بهم بتهم التمرد المسلح، والخروج عن النظام، واختطاف وقتل المواطنين الابرياء وتدمير المنازل والمزارع والاعتداء على المنشات العامة والخاصة والاستيلاء على ممتلكات المواطنين والاعتداء على النقاط الامنية وافراد القوات المسلحة، طبقا للموقع.

والزيديون من الفرق الشيعية ويعيش معظمهم في اليمن. ويرفض المتمردون النظام الحالي.

تدخلات تذكي الصراع  

و مع تجدد جولات الحرب في صعدة شمالي اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، فإن الاتهامات بوجود تدخلات خارجية في الصراع الدائر تزداد حدة وتشمل الحكومة والمتمردين.

فالطرف الحكومي كان واضحا في اتهاماته التي وجهها ضد الحوثيين، فقد كشف وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة حسن اللوزي يوم أمس عن دعم خارجي مالي وسياسي وإعلامي لمن وصفهم بـ عناصر التمرد والتخريب في صعدة.حسب رويترز

وقال الوزير اليمني إن هناك مرجعيات مذهبية تحاول أن تتدخل في شؤون بلادنا وهذه المرجعيات تقدم الدعم المالي والسياسي.

وأشار في مؤتمره الأسبوعي بمجلس الوزراء إلى وسائل إعلام إيرانية وعراقية شيعية، وبخاصة قنوات فضائية مثل قناتي العالم, والكوثر، إلى جانب إذاعة طهران.

واعتبر أن وسائل الإعلام هذه ترتكب جرائم التدخل في الشأن الداخلي اليمني ولنا حسابات مع الدول المسؤولة عنها.

ولفت إلى أن وزير الخارجية أبو بكر القربي سيلتقي بسفير إحدى الدول لدى اليمن للتنبيه من استمرار هذا الدعم والتورط في التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية.

من جانبه أكد علي السقاف رئيس تحرير أسبوعية الشارع المستقلة على الطرح الحكومي، وقال في حديث للجزيرة نت إن ثمة دعما يتلقاه المتمردون الحوثيين من أطراف في الحكومة الإيرانية.

وأضاف أن هناك انحيازا واضحا من قبل الإعلام الإيراني مع الحوثيين، خاصة وأن إذاعة طهران بثت خبرا عن مشاركة الطيران الحربي السعودي في الحرب ضد الحوثيين، وهو ما نفته وزارة الدفاع باليمن.

وأشار إلى أن الحوزات الشيعية في إيران والعراق والخليج وبعض التجار يقدمون الدعم المالي والسياسي للحوثيين.

وبشأن اتهامات الحوثيين للسعودية بمساندة الحكومة اليمنية ودعمها، قال السقاف إن "اليمن وضعها الإقليمي يحتم على جيرانها التدخل بشكل أو آخر، فليس من صالح المملكة العربية السعودية أن يتمدد الحوثيون على حدودها الجنوبية، أو داخل اليمن في العمق، فالوضع في اليمن يؤثر على الأوضاع داخل السعودية لأنه يوجد في مناطقها أقلية شيعية من الطائفة الإسماعيلية".

حشود قبلية ضد الحوثيين

من ناحيته، نقل موقع 26 سبتمبر أن حشوداً قبلية من كل محافظات الجمهورية تتوجه إلى محافظة صعدة للمشاركة في التصدي لـ ناصر فتنة التخريب والارهاب والتمرد التي يقودها المتمرد الحوثي ومن معه من عصابات التخريب والتقطع والعدوان.

ونقل الموقع عن مصادر قبليه قولها: إن توافد أبناء القبائل إلى محافظة صعدة، جاء التزاماً وإيماناً بواجب الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره والحفاظ على مكتسبات الثورة اليمنية المباركة.

وقالت مصادر إن هذا التحرك القبلي يأتي بعد أن استفزتهم خطابات الحوثي وادعائه في الحق الإلهي للحكم، ومزاعمه العنصرية المتخلفة بأن السلطة في اليمن مغتصبة وان الثورة ونظامها الجمهوري غير شرعي.

وأضافت المصادر إن القبائل توجهت إلى صعدة بشكل طوعي لمواجهة تلك العناصر في هبة شعبية وطنية امتدادا لهبة أبناء محافظة صعدة وانتفاضتهم للتصدي لتلك العناصر والقضاء على مخططاتها التآمرية والتخريبية وتخليص المحافظة من شرورها.

نفي مشاركة عراقيين بتعقب الحوثيين

وعلى صعيد آخر، وفيما يشبه السجال الإعلامي، نفى مصدر إعلامي يمني مزاعم حول مشاركة ضباط عراقيين في تعقب الحوثيين في صعدة. فقد عبر مصدر إعلامي عن آسفة الشديد لما أبداه الإعلام الرسمي الإيراني مما وصفه بـ تدخلات مشبوهة في الشأن الداخلي اليمني وتحوله إلى منبر لأبواق عناصر التخريب والإرهاب الحوثية في صعدة.

ونقل موقع 26 سبتمبر عن المصدر الإعلامي إشارته إلى أن الأسلوب الذي تتعامل به وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية مع قضايا اليمن الداخلية يثير معه الكثير من علامات الاستفهام حول موقف تلك الوسائل من الأعمال التخريبية والإرهابية التي تقوم بها عصابات التمرد والتخريب التابعة للحوثي.

ونفى المصدر ما روجه الإعلام الرسمي الإيراني عن مشاركة ضباط عراقيين في تعقب المتمردين الحوثيين في صعدة، وقال إن القوات المسلحة والأمن اليمنية تمتلك الكوادر والإمكانيات التي تمكنها من أداء واجبها على أكمل وجه.

.........................................................

مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية للاشتراك والاتصال

www.annabaa.org

arch_docu@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/آب/2009 - 30/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م