الأربعاء الأسود يدمي سماء بغداد ويجهض مفهوم الاستقرار النسبي

محللون: النظام السياسي الهش وضعف الأجهزة الأمنية سبب التدهور الحاصل

 

شبكة النبأ: في الوقت الذي يراهن عليه العراقيون على التحسن الأمني والمضي قدما نحو عراق آمن ومستقر، أجهضت التفجيرات الدامية الأخيرة التي حصدت أرواح العشرات من الأبرياء الكثير من تلك الآمال. ومع تزايد التداعيات الأمنية مؤخرا في شمال العراق لتصل الى العاصمة بغداد كان لهذه التداعيات تفسيرات كثيرة.

فيرى اغلب محللين السياسيين في اقتراب موعد الانتخابات النيابية سعي بعض القوى عرقلة سير العملية السياسية واستعادة الوجه الطائفي فيها، لترسم مشهد سياسي وفق اصطفافات مذهبية وطائفية، من أجل توظيفه لمصلحتها ضمن الدعاية الانتخابية.

والأمر الثاني عدم وجود قوات أمنية كافية تتمتع بتدريب عال وأجهزة كافية لكشف المتفجرات، ونقص في المعلومة الاستخبارية. كما أن أختراق هذه المدن أمنيا جاء على يد مسلحيها وأطراف خارجية.

أما النظام السياسي الهش فأن زمام الأمور خارجة من يده، ويعود ذلك لأسباب عديدة فأن كل طرف سياسي يتميز بنقاط قوة و ضعف بشكل مفرط يتحرك لبناء روابط وتحالفات داخلية وخارجية ليحصل على عوامل قوة تغطي الضعف بين صفوفها فقادة العراق يحتاجون لابتكار حوافز حقيقية تساهم بترسيخ المؤسسات الحكومية.

حيث أسفرت هجمات بواسطة شاحنات وقذائف مورتر وعبوات ناسفة الآربعاء استهدفت مبان حكومية وتجارية في العاصمة العراقية بغداد عن مقتل ما لا يقل عن 75 شخصا وإصابة أكثر من 300، وفقا لما ذكرته مصادر طبية وأمنية.

وأفادت مصادر أمنية إن شاحنتين مفخختين كان يقودهما انتحاريان استهدفتا وزارتي الخارجية والمالية العراقيتين، بالإضافة إلى وقوع تفجيرات أخرى في بغداد.

وقد أدى الانفجار بالقرب من وزارة المالية إلى انهيار نحو 100 متر من جسر محمد القاسم السريع المحاذي للوزارة وسقوط عدد من السيارات منه، الأمر الذي ساهم في ارتفاع عدد الضحايا.

وأعقب الانفجار المذكور، بفارق دقائق انفجار هائل آخر قرب مبنى وزارة الخارجية في محيط المنطقة الخضراء وسط بغداد. وأوضحت المصادر أن الانفجار الأخير أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص، فضلا عن جرح ما لا يقل عن 250 شخصا.حسب راديو سوا

من جهة أخرى، انفجرت سيارة مفخخة ثالثة في منطقة البياع، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا في حصيلة أولية، كما سقطت ثلاث قذائف هاون على وزارة الدفاع ومركز للشرطة وأخرى داخل المنطقة الخضراء المحصنة والتي تضم مقرات حكومية وسفارات أجنبية. ورجحت المصادر العراقية ارتفاع حصيلة ضحايا الانفجارات التي هزت بغداد.

وكانت السلطات العراقية قد أعادت فتح المدخل المؤدي إلى وزارة الخارجية والمنطقة الخضراء منذ نحو شهرين بعد إغلاق دام أربع سنوات في إطار خطة إعادة فتح الشوارع وإزالة الحواجز الخرسانية.

فيما اعتقلت قوات الأمن العراقية شخصين في غربي بغداد تعتقد أنهما على صلة بحوادث التفجير الأخيرة كانوا يقودان سيارة محملة بالمتفجرات قبل اعتقالهما، ويعتقد أنهما مسؤولان كبيران في تنظيم القاعدة في العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/آب/2009 - 28/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م