شبكة النبأ: فيما قال مستشار الرئيس
الامريكي باراك أوباما للشؤون النووية ان اتفاقا بين الولايات المتحدة
وروسيا بخصوص الاسلحة النووية يُحتمل ابرامه بحلول نهاية العام سيساعد
على كبح طموحات ايران في المجال النووي. بدا من جهة اخرى أن إدارة
أوباما تمشي على "حبل الدبلوماسية" في محاولة للعثور على الرد المناسب
والصحيح على الأزمة الإيرانية، وبالنظر إلى تطور تصريحات أوباما عن
الأحداث في إيران، منذ أطلق أول تصريحاته التي اتسمت بالغموض، فأن
موقفه يتطور هو الآخر بشكل تدريجي.
اتفاق خفض التسلّح مع روسيا قد يشكل ضغطا على
ايران
وقال مستشار الرئيس الامريكي باراك أوباما للشؤون النووية ان اتفاقا
بين الولايات المتحدة وروسيا بخصوص الاسلحة النووية يحتمل ابرامه بحلول
نهاية العام وان موسكو يحتمل أن تقبل بحلول ذلك الوقت المساعدة في كبح
طموحات ايران في المجال النووي.
ورسم جاري سامور مساعد أوباما الخاص لشؤون الحد من التسلح والارهاب
ومنع الانتشار النووي تصورا لعملية تهدف الى تحقيق تقدم على المسارين
الدبلوماسيين بعد أن تعهد أوباما والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في
موسكو بتقليص ترسانتيهما النوويتين بموجب معاهدة جديدة لخفض الاسلحة
الاستراتيجية.
وقال سامور أمام خبراء من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في
لندن " بكثير من العمل الشاق أعتقد أن ثمة فرصة طيبة في أن نتوصل الى
اتفاق بحلول نهاية العام الجاري.
"ثم أن روسيا ستكون بالغة الاهمية لنا على نحو خاص لنتمكن من تحقيق
النجاح مع ايران. أعتقد أن السعي لفتح صفحة جديدة في العلاقة مع روسيا..
يمكن أن يزيد ترجيح تعاون روسيا معنا في التعامل مع ايران.
"اذن ففي الوقت الحالي على الاقل تحقق سياسة العمل على ابرام معاهدة
جديدة لخفض الاسلحة الاستراتيجية بالتوازي مع السعي الى تحسين التنسيق
بيننا بخصوص ايران نجاحا فيما يبدو وسنعرف في وقت لاحق من العام ما اذا
كان الامر سيكلل بالنجاح."بحسب رويترز.
وأبدى سامور شكوكا لدى سؤاله عما اذا كان يعتقد أنه يمكن الضغط على
ايران قبل اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر ايلول لكنه
قال انه اذا لم يتحقق المزيد من النجاح بحلول اخر العام فسوف تتخذ
خطوات أكثر صرامة.
وقال "أوضح الرئيس أوباما أنه سيتوقع بحلول نهاية العام أن يرى بعض
النتائج الملموسة فيما يتعلق بحوار الولايات المتحدة مع ايران. أعتقد
أننا اذا لم نر بالفعل تقدما مهما بحلول ذلك الوقت.. أن نتأكد أن
الولايات المتحدة ستفضل العمل مع الاوروبيين وروسيا والصين لزيادة
الضغط عليهم (الايرانيين) من خلال مجلس الامن."وأضاف "لم نصل الى ذلك
بعد. يجب أن يدرك الايرانيون أنه اذا لم تحقق هذه المفاتحة الدبلوماسية..
هذه الفرصة للحوار.. أي نتائج فلا مفر من أن يواجهوا اجراء أقوى كثيرا
في نيويورك.
أوباما يحافظ على "شعرة معاوية" بخصوص إيران
ويبدو أن إدارة أوباما تمشي على "حبل الدبلوماسية" المحكم في محاولة
للعثور على الرد المناسب والصحيح على الأزمة الإيرانية. وبالنظر إلى
تطور تصريحات أوباما عن الأحداث في إيران، ومنذ أطلق أول تصريحاته التي
اتسمت بالغموض، نجد أن موقفه يتطور هو الآخر بشكل تدريجي.
ففي أول تصريحاته، قال أوباما إنه شعر "بالاضطراب" نتيجة العنف الذي
أعقب نتائج الانتخابات الإيرانية، ومضيفاً أنه يشعر "بقلق عميق حيال
الانتخابات"، معللاً ذلك بأنه لا يريد أن ينظر إلى الولايات المتحدة
بأنها "تتدخل" في الشؤون الإيرانية. بحسب رويترز.
وفي مرة لاحقة، قال إنه لا يرى أن هناك فارقاً كبيراً بين الرئيس
الإيراني، محمود أحمدي نجاد، وبين المرشح الإصلاحي المعارض، مير حسين
موسوي.
ومن خلال إظهار اعتداله ووسطيته، تعرض أوباما لانتقاد من جانب
الجمهوريين، مثل ذلك الانتقاد الذي تعرض له من جانب منافسه في
الانتخابات الرئاسية الأمريكية، جون ماكين، وكذلك من جانب السيناتور
ليندسي غراهام.
فقد قال أوباما إنه شعر بالغضب والذعر لما يحدث في شوارع طهران، كما
أشار إلى لقطات الفيديو التي صورت موت الشابة الإيرانية "ندا"، ووصف
اللقطات بأنها "تحطم القلوب."
ومنذ بدأت الأزمة، كان البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية
يقولان إن أوباما كان حذراً في تصريحاته حتى يضمن عدم استغلالها كذريعة
من قبل النظام الإيراني في اللجوء إلى مزيد من العنف.
واشنطن تعرب عن استعدادها استئناف الحوار مع
ايران
ورغم التوتر الذي نشأ على خلفية الاضطرابات الايرانية، أعربت
الولايات المتحدة عن استعدادها استئناف المباحثات مع ايران حول
برنامجها النووي حسبما اعلنت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة
سوزان رايس التي اعتبرت ان اتهامات الرئيس محمود احمدي نجاد لواشنطن
بالتدخل في شؤون بلاده "ليس لها مصداقية".
وقالت رايس في حديث لقناة "سي بي اس" التلفزيونية "ما زال العرض
الذي قدمناه لطهران قبل شهرين أبريل / نيسان قائما بالتفاوض حول
برنامجها النووي مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي"
الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا اضافة الى المانيا.
وأضافت ان الأحداث الجارية في إيران تمثل "لحظة تغيير قوية" في هذا
البلد مضيفة ان تصريحات احمدي نجاد ضد الولايات المتحدة "لا تتمتع
بمصداقية في الإطار الحالي".
ويتهم الرئيس الإيراني واشنطن بالتدخل في الاحداث التي أعقبت
الانتخابات المثيرة للجدل في ايران وطلب من الرئيس الاميركي باراك
اوباما "الاعتذار". وقال اوباما "انه لا يأخذ هذه التصريحات على محمل
الجد".
وذكرت رايس ايضا ان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي
خامنئي يبقى صاحب القرار في القضايا الامنية والسياسة الخارجية وليس
احمدي نجاد. واضافت ان "الولايات المتحدة ستواصل العمل للدفاع عن
مصالحها الوطنية".
ومضت تقول "علينا تحقيق اهم الاهداف بالنسبة لبلادنا وان احد هذه
الاهداف هو منع ايران من المضي في تطوير اسلحة نووية ومنع السباق على
التسلح في الشرق الاوسط والتحقق من ان شركاءنا وحلفاءنا في المنطقة
وكذلك الولايات المتحدة تضمن امنها".
واضافت رايس "الأمر كله يتوقف على ايران. انهم يستطيعون اختيار وقف
برنامجهم لتطوير اسلحة نووية والتصرف بشكل مسؤول والعودة الى صفوف
مجموعة الامم او اختيار سبيل اخر سيؤدي الى عزلهم والى زيادة الضغوط
عليهم".
الأمريكيون يرفضون التدخل في الأزمة
الإيرانية
وكشف استطلاع حديث أن معظم الأمريكيين يرفضون تدخل حكومتهم المباشر
في أزمة الانتخابات الإيرانية رغم امتعاض معظمهم من النهج الذي تعاملت
به الحكومة الإيرانية تجاه المنددين بنتائج الانتخابات الرئاسية
المثيرة للجدل.
ويعتقد أكثر من ثمانية من بين كل عشرة مستطلعين، شاركوا في المسح
الذي أجرته CNN بالتعاون مع "أوبينيون ريسيرش كوربريشين"، ونشر الاثنين،
بحدوث تزوير للنتائج التي أعلنتها الحكومة الإيرانية، فيما أبدى ثلاثة
من كل عشرة، السخط العارم لتلك النتائج. وقال 55 في المائة منهم إنهم
غير راضين عنها.
ودعم معظم الأمريكيين موقف الرئيس، باراك أوباما، إزاء الأزمة
الإيرانية، ويعتقد 74 في المائة من المستطلعين أن على الحكومة
الأمريكية عدم التدخل المباشر في الأزمة التي أعقبت الانتخابات
الرئاسية الإيرانية، وقال واحد من كل أربعة، أن على إدارة واشنطن تقديم
دعم علني للمحتجين المنددين بنتائج "الانتخابات المسروقة"، على حد
زعمهم.
وحركت نتائج الانتخابات الرئاسية العاشرة في الجمهورية الإسلامية،
ولأول مرة، الشارع الإيراني الذي تحدى حظر التجمعات، وخرج لاستنكار
النتائج، التي منحت الرئيس، محمود أحمدي نجاد، ولاية ثانية.
وطالب المرشحون الخاسرون: مير حسين موسوي، ومهدي كروبي، بإلغاء
الانتخابات. وعلق كيتينغ هولاند، مدير قسم الاستطلاع بـCNN: "نحو 56 في
المائة من المشاركين في الاستبيان يرون أن انتقادات أوباما كانت بالقدر
المناسب، والثلث فقط يعتقد أن تصريحاته لم تكن بالقوة الكافية حيال
أحداث إيران."
ولفت بيل شنايدر، كبير المحللين بالشبكة إلى أن معظم الذين أبدو
سخطاً شديداً هم من الأمريكيين الأكبر سناً، مضيفاً: "لعل الأمر يقترن
بذكريات مريرة عن الرهائن الأمريكيين الذي احتجزتهم إيران لأكثر من عام
في 1970 و1980."
وأيد 61 في المائة من المستطلعين كيفية تعامل الرئيس الأمريكي مع
الأحداث الإيرانية، مقابل 36 في المائة انتقدوا أسلوبه في هذا الشأن.
وقال شنايدر: "دعم الديمقراطيون والمستقلون أوباما في هذا الشأن،
باستثناء الجمهوريين، ممن سيدفعون بأنه كان يجب أن يكون أكثر صرامة."
وأثار موقف أوباما الحذر حفيظة الجمهوريين، إلا أنه أشار قائلاً: "إنه
غير مجد، وبالنظر إلى تاريخ العلاقات الأمريكية الإيرانية، أن نحسب
كمتدخلين في الانتخابات الإيرانية."وتزامن نشر نتائج الاستبيان مع
تأكيد مجلس صيانة الدستور الإيراني، صحة نتائج الانتخابات.
لماذا تراجعَ البيت الأبيض عن قبوله بانتخاب
نجاد؟
وجاء في مقال نشره موقع ايلاف، بخصوص سياسة التروّي والصبر التي
انتهجها اوباما تجاه التطورات الايرانية الاخيرة: لا يمكن اجتراح
مقاربة واقعية للتعامل الأمريكي مع أزمة الرئاسة في إيران بمعزل عن فهم
الاستراتيجية التي ينتهجها أوباما تجاه العالم بعامة, والإسلامي
والعربي منه بخاصة.
ولعل آخر ما كُشف عنه في هذا الصدد الاستراتيجيةُ المتعلقة بـ "الحرب
العالمية على الإرهاب" وهي تركز في شكل أكبر على تنظيم القاعدة, وتعتمد
على جهود أوسع لإشراك العالم الإسلامي، بحسب ما أعلن جون برينان مستشار
الرئيس أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب الذي قال إن إدارة الرئيس أوباما
ستبقي على مسألة حماية الشعب الأمريكي ضمن أولى أولوياتها، وإن الوقت
قد حان للجوء إلى الدبلوماسية والحوار لحل المشكلات القائمة."
وجاء في المقال، تَغيُّر الأولويات الأمريكية في عهد أوباما مسألةٌ
لاتخفى؛ فقد أضحى الاهتمام مسلطا على المصالح والمنافع أكثر من الأفكار
والقيم، وذلك لأسباب ودواع اقتنعت بها الإدارة الحالية, وتقبلتها الأمة
الأمريكية؛ بيد أن هذا لا يعني تعطيل تلك القيم, وإهمالها بالكليِّة؛
فقيمٌ من مثل الحرية والديمقراطية متأصلة في العقلية الأمريكية الجمعية,
وفي الوجدان؛ فلا بد أن تظل ثنائيةُ المصالح والقيم في حالة تفاعل,
وتغدو الثانية أكثر فاعلية في حالات الانتهاك الصارخ, أو الملحوظ لها؛
ما يجعل الإدارة غير قادرة على تجاهلها.
وقد تراوح الموقف الأمريكي من أزمة الانتخابات الإيرانية بين مراعاة
المصالح ومراعاة القيم، وقد بدت الكفة الأولى راجحةً, حين لم تختر
إدارة أوباما التصعيد, أو التوظيف السياسي للأزمة, وهي في أوج اشتعالها؛
فاقتصر الموقف على تصريحات تظهر القلق الأمريكي حيال ما يحدث, ولكن في
ثنايا ذلك اعترافٌ ضمني بانتخاب نجاد؛ إذ صرح أوباما بأن إدارته ستواصل
سياسية مد اليد تجاه إيران بعد التشكيك والاختلاف على شرعية انتخاب
الرئيس المحافظ.
ويبيّن المقال، بعد أن صدَّق مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية آية
الله علي خامنئي رسميا على انتخاب نجاد رئيسا للبلاد لفترة رئاسية
ثانية, وصف البيت الأبيض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأنه الزعيم
المنتخب لإيران. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس خلال مؤتمر
صحافي في البيت الأبيض في رد حول ما إذا كانت الإدارة الأميركية تعترف
بشرعية الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، قال غيبس إن الإيرانيين هم من
يختارون قيادتهم، مضيفا أن الرئيس أحمدي نجاد هو الرئيس المنتخب من قبل
الإيرانيين.
ولكن هذا المتحدث لم يبلث أن تراجع عن ذلك الاعتراف الرسمي؛ إذ قال:
"دعوني أصحح قليلًا ما ذكرته، من أن أحمدي نجاد هو الرئيس المنتخب في
إيران، لأقول إنه لا يعود لي الحكم بذلك". ثم أضاف: "هو تمَّ تنصيبه
... تلك حقيقة ... أما ما يتعلق بنزاهة أيَّة انتخابات فهذا أمر من
الواضح أن الشعب الإيراني مازال يتساءل حياله، وسنتركهم يقررون ذلك".
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعلنت أنها: "معجبة
باستمرار مقاومة الإصلاحيين في إيران للحصول على التغييرات التي
يستحقّها الشعب الإيراني، وجدّدت عرض واشنطن لنظام طهران ببدء حوار".
والظاهر أن هذا هو الذي دفع واشنطن إلى تعديل موقفها من الاعتراف
إلى التوقف؛ إذ لا يليق بمثلها أن تدير ظهرها لهذا الحراك المُثابر
والواسع في الشارع الإيراني, والمؤسسات المهمة في الدولة الإيرانية؛ إذ
ما زال نجاد يواجه انتقادات تتزايد، ليس فقط من جانب المعارضة، ولكن
أيضا من المحافظين في الحكم، حيث أدان الجانبان المعاملة القاسية
للنشطاء في الاحتجاجات الأخيرة، والتي توجت بمحاكمة متلفزة لأكثر من
مئة من شخصيات المعارضة البارزة.
فيمكن أن يفهم هذا التعديل في الموقف الأمريكي من وجهين: وجه قِيَمي،
يستند إلى مراعاة الديمقراطية والانتخابات النزيهة التي يرضى عنه الشعب
طوعا, والثاني مصلحي سياسي، يتطلب الاستمرار في الإمساك بزمام المبادرة،
بعدم التخلي عن أصوات وقوى إيرانية تمثل ثقلا لا يمكن الاستهانة به,
ويمكن أن يتغلب لدرجة انتزاع الحكم, ولو بعد حين, من التيار المحافظ
الذي يعتبر نجاد من متشدديه.
وعلى الصعيد الأمريكي نفسه ثمة انتقادات موجهة للبيت الأبيض بسبب
موقفه الذي يرونه دون المستوى تجاه أزمة انتخابات إيران.
ويتطرق المقال الى ماسمّاه "الذرائع التي تستعملها إدارة أوباما":
لا ترى الإدارة الأمريكية نفسها متحمسة لتأييد تيار الإصلاحيين؛
لأسباب منها ما يعود إليها, ومنها ما ينعكس على الإصلاحيين أنفسهم, فمن
جهتها ساوت إدارة أوباما بين المرشحين نجاد وموسوي لكونهما يؤيدان
البرنامج النووي. ورأت أن تتعامل مع إيران ككيان.
وقد كانت الطريقة الراديكالية والتهجمية التي تعاملت بها إدارة بوش
الابن على مدار ثمانية أعوام مكنت نجاد وإيرانه من الظهور بمظهر الند
القوي لـ "لغطرسة الأمريكية", وأفادها في مد نفوذها الإقليمي على نطاق
المنطقة العربية والإسلامية..., ولأن أوباما- كما يبدو- يبدو أكثر ميلا
إلى خلق حالة أقرب على التوازن في المنطقة، ولكونه يتباين وعقلية إدارة
سلفه؛ فقد تجنب تقوية نجاد الذي ما زال يولي للدور الإيراني الخارجي
مكانة كبيرة بالكف عن التهجم الشديد عليه, أو التصعيد المفضي للتصادم
معه.
ومن جهة أخرى, لا تحتاج إلى إثبات, فإن أمريكا مضطرة إلى استبقاء
خيوط متصلة مع إيران, أيا كان حكامها؛ لضرورات التعاون في " حربها على
الإرهاب, والقاعدة وطالبان" كما تستبقيها لاستدامة "الاستقرار" الذي ما
زال هشا في العراق, أو لتسويات ما زالت عالقة, كما هي قضية الأكراد,
وغيرها.
ومن ناحية الانعكاسات على الساحة الإيرانية اختارت إدارة أوباما أن
تظل على الحياد، بدلا من تأييد فريق على آخر؛ لكي لا يؤدي انحيازها
وتأييدها لجناح الإصلاحيين إلى نتائج سلبية عليهم.
لكن خبراء أمريكيين رأوا موقف هذه الإدارة يتلخص في تقديم المصالح
والنظرة الاستراتيجية على الديمقراطية, واحتمالات التزوير, كما يتقدم
أيضا على الملف النووي.
ُيذكر أن علي أكبر ولاياتي, وزير الخارجية الإيراني الأسبق الذي
يعمل كبير مستشاري خامنئي: أثنى على أوباما بعد الانتخابات لبقائه
هادئا بشأنها. وقال ولاياتي أيضا:" تَقْبَلُ أمريكا إيران نووية, ولكن
لا تستيطع بريطانيا وفرنسا تحمل إيران نووية" [الشرق الأوسط نقلا عن
نيويورك تايمز].
فللأسباب الآنفة الذكر, وحتى لا تميل إدارة أوباما نحو المصالح ميلا
يزيد من الأصوات المنتقدة في أمريكا, والعالم, ولا سيما, وقد شهد,
وربما يشهد, تحركاتٍ واحتجاجات واسعة على تصرفات التيار المحافظ في
إيران, وتعامله مع تداعيات الأزمة؛ ما قد يعرِّض صدقية أمريكا للتساؤل
المحرج، اختارت إدارة أوباما التريث والانتظار, محاولةً التوازن بين
معيارين مهمين وفاعلين, من غير أن يعني ذلك قطيعة مع إيران (نجاد
وخامنئي), أو حتى تصعيدا وتوظيفا سياسيا للأزمة؛ لأن الاضطراب والفوضى
هي آخر ما تريده أمريكا في هذه الفترة الحساسة, وفي هذه المنطقة التي
تعاني استقرارا هشا. |