- القراءة في العتبة الحسينية
المقدسة تتميز بالشعور الوجداني الذي يبعث على الصفاء الروحي والايمان
والتفاعل الذي لايمكن ان يتوفر في أي مكان آخر
- المنبر هو الوسيلة الأقرب الى
قلوب الناس وأسماعهم ولذا فإن من مسؤولياته بيان الأخطاء الاجتماعية
والتربوية والاخلاقية والعمل على تجاوزها
شبكة النبأ: طالب حوزوي وخطيب منبر
حسيني متميز، سبط الخطيب المعروف الشيخ صالح الدجيلي، شخصيتنا للحوار
التالي، انه الشيخ جعفر الوائلي...
* نود ان تعرّف لنا عن شخصيتكم
بنبذة مختصرة؟
- انا جعفر الوائلي، سبط الشيخ صالح الدجيلي وهو خطيب معروف وله أثر
كبير في تنشئتي وإعدادي، واختياري لطريق سيد الشهداء، والشخصية الثانية
التي كان لها دور في تنشئتي الشيخ طالب القرشي، وقد كان عمري قرابة خمس
سنوات ولازمته ورافقته واستفدت من خبرته في القراءة وخدمة سيد الشهداء.
* ماهي بتقديركم مهمة المنبر
الحسيني وهل تختلف عن الماضي؟
- مهمة ووظيفة الخطيب الحسيني في الوقت الحالي تختلف عن وظيفته في
الماضي، تاريخ المنبر قديم جداً وهو مرتبط بتاريخ سيد الشهداء الامام
الحسين عليه السلام، ولكن لكل مرحلة متطلباتها التي يجب أن يوصلها
الخطيب من خلال المنبر، ففي الماضي كان الدور للرثاء والعزاء وبيان فكر
أهل البيت ودرء الشبهات وغيرها، اما الان فيجب أن يكون الخطيب على
مستوى عالٍ من الثقافة عالماً وملمّا بالأحداث التي تدور حيث التطور
سمة العصر ومواكبته تتطلب الوعي والتثقّف والدراية العالية...
* هل ترى ضرورة مراعاة المكان
والجهة المخاطَبة ووسيلة نقل الخطاب عند اختيار اسلوب وموضوع المحاضرة
التي يطرحها قارئ المنبر؟
- نرى ان على الخطيب مراعاة مقتضى الحال، فعند قراءة المحاضرة في
الريف فإن الاسلوب والمفاهيم التي تطرح يجب ان تختلف عمّا يكون في
المدينة او في مجالس العلم، وأيضاً هناك فرق بين المجلس الذي يحضره
حضور يؤمنون بفكر أهل البيت عليهم السلام وبين المجلس المفتوح الذي
يشاهده أفراد ليسوا شيعة ولا يؤمنون بفكر أهل البيت وقد يكونون من غير
المسلمين، ففي الحالة الأولى له الحرية في الكلام وما يحلو له مع عدم
الوقوع في مخالفة شرعية أو عقائدية، لكن إذا كان الملجس يُبث عبر
الاقمار الصناعية وتتناقله القنوات المختلفة فهنا سيكون خطابه عالمياً
ويجب أن يكون خطابا علميا ينمُّ عن فكر موسع متسامح غير منغلق وذلك من
أجل جذب الاخرين وتعريفهم بوجهة الاسلام الصحيحة...
* هل ترى ان هناك خصوصية للقراءة
عند ارتقاء المنبر داخل الصحن الحسيني الشريف؟
- القراءة في العتبة الحسينية المقدسة تتميز بالشعور الوجداني الذي
يبعث على الصفاء الروحي والايمان والتفاعل الذي لايمكن ان يتوفر في اي
مكان اخر، ولذا فإنه من الواجب استغلال هذه اللحظات استغلالا مثمرا
بالمعنى الكامل حيث المؤمنون يطوفون في الصحن الشريف ويستمعون للوعظ
والحكم وحسن البيان والوعي الديني...
* ماهي رؤيتكم لدور المنبر والإعلام
عموماً في مواجهة المشكلات الاجتماعية والاختراقات الثقافية الدخيلة
على المجتمع الاسلامي؟
- للمنبر دور مهم على مر التاريخ وهو الوسيلة الأقرب الى قلوب الناس
وأسماعهم ولذا فإن من مسؤوليات المنبر بيان الاخطاء الاجتماعية
والتربوية والاخلاقية التي تحصل والعمل على تجاوزها من خلال طرح الحلول
والطرق التي تؤدي الى تجاوز تلك الهفوات...
وبالنسبة للإعلام فإنه يشاطر المنبر نفس الاهمية، والمفروض أن ترتقي
وسائل الاعلام التي لدينا إلى مستوى أكبر من حيث التصدي للثقافات
الدخيلة على مجتمعاتنا والتذكير الدائم والمستمر والفعّال بكنوز
المعرفة والثقافة والعلم التي تتميز بها حضارتنا الاسلامية...
* برزت مؤخراً بعض الظواهر الشاذّة
من تميّع الشباب وتخنّثهم، ماهي الأسباب والعلاجات برأيكم؟
- هذه القضية موجودة في كل مجتمع لكنها لم تكن ظاهرة عندنا ولم تصل
إلى ما وصلت إليه الان، ما يجري وما يحصل خارج العراق من بعض ظواهر
الانحلال الاخلاقي قد انتقل بفعل الانفتاح الذي شهده البلد بعد
التغيير، وطبعاً هذا شذوذ ومخالفة لما فطر الله عليه الإنسان، فالله
تعالى خلق الجنسين وكل جنس منهما له رغبة في أن يبقي على جنسه ويحافظ
على قوامه ان كان رجلا او امرأة...
اما مسؤولية معالجة مثل هذه الامور فتقع على الجميع، الحكومة
والمجتمع والعشيرة والعائلة فـ(كلّكُم راع ٍ وكلّكُم مسؤولٌ عن رعيته)،
الأب والأخ هو مسؤول والفرد الذي في المجتمع مسؤول ايضا، وذو المنصب
الحكومي هو مسؤول.. المفروض أن يكون مجتمعنا أنزه وأطهر وأشرف من أن
يُدنَس بمثل هذه الانحرافات.
* ماهو انطباعكم عن حملات الإعمار
في العتبات المقدسة والخدمات المقدَّمة فيها؟
- واقعاً كلّي غبطة وفرحة وسرور لما رأيته من إعمار وبناء وما يقوم
به الأخوة من خدمات وتفان ٍ في العمل ابتداءً من اكبر المسؤولين وحتى
أصغر منتسب، فالجهود متضافرة واليد واحدة في سبيل الرقي والازدهار،
أدعو الله تعالى ان يوفق الجميع ويرزقهم حسن الاجر والثواب... |