العنف في العراق: تصاعد العمليات الإرهابية مع اقتراب موعد الانتخابات

استهداف الأقليات والاغتيالات السياسية يضعان الحكومة في موقف المتفرج

إعداد مركز النبأ الوثائقي*

 

شبكة النبأ: بينما انخفضت وتيرة العنف بشدة مؤخرا حيث انخفض عدد القتلى من المدنيين الى 224 شخصا في يوليو/تموز بعد أن كان العدد 373 شخصا في الشهر السابق، يستمر مسلحون في تنفيذ هجمات ومواجهة قوات الامن العراقية التي تشير تقارير الى انها تفتقر الى التجهيز المناسب والخبرة. بينما قائد عسكري عراقي ان مدينة تلعفر هي الممول الرئيس للمسلحين في محافظة نينوى، وأن جميع التفجيرات الأخيرة التي شهدتها المحافظة يقف وراءها مسلحون من تلعفر. أما الحزب الإسلامي فقد دعا الى تشكيل فرقة عسكرية من ابناء المحافظة لتحقيق الامن في المدينة.

حيث انفجرت أحداث إرهابية في مدن عراقية أسفرت عن مقتل 42 شخصا في مناطق تسكنها أغلبية شيعية الامر الذي أثار مخاوف من عودة العنف الطائفي في الوقت الذي يحاول فيه السياسيون العراقيون التواصل مع خصوم الامس استعدادا لانتخابات يناير كانون الثاني.

والتفجيرات هي الاحدث في سلسلة من الهجمات الكبيرة التي استهدفت الشيعة منذ انسحاب القوات القتالية الامريكية من المدن في يونيو حزيران مما يعزز المخاوف بشأن قدرة قوات الامن العراقية التي أعيد بناؤها من الصفر بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 على حفظ الامن وحدها.حسب رويترز

ومزق انفجار شاحنتين ملغومتين هدوء الفجر عندما انفجرتا بفارق دقائق مما أدى الى مقتل 30 شخصا واصابة 155 في قرية الخزنة التي تقطنها أغلبية شيعية على مسافة 20 كيلومترا شرقي الموصل في شمال العراق.

ودمر التفجيران ما يقرب من 40 منزلا بالقرية التي تعيش بها أغلبية من جماعة الشبك وهم أقلية عرقية من أصول كردية. ووقف سكان القرية حول حفرة ضخمة أحدثها أحد الانفجارين بينما بحث رجال الانقاذ بين الانقاض عن الجثث.

من جهة أخرى اكدت الشرطة العراقية مقتل احد عناصرها واصابة ثلاثة اخرين بانفجار عبوة ناسفة شمال مدينة الفلوجة.

كما قتلت امرأة برصاص مسلحين في حي دورة الحمام بمنطقة النبي يونس شرق مدينة الموصل التي اصيب فيها ايضا أربعة مدنيين بجروح بانفجار عبوة ناسفة.

واعلن مصدر عراقي العثور على جثة مجهولة الهوية وسط مدينة بعقوبة.. كما أصيب ثلاثة مدنيين بجروح بانفجار عبوة ناسفة في حي العدل غرب العاصمة بغداد.

وبكت أم قاسم (35 عاما) وقد غطت الدماء وجهها وهي تتساءل عن الذنب الذي اقترفه القتلى في حق المسلحين. وكانت تستقل شاحنة تقل ولدها المصاب. وبالقرب منهما رقدت جثث أربعة من أسرتها من بينهم زوجها وأختها.

وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان العنف ربما يتصاعد مع اقتراب الانتخابات. وقال ستكثر فيها (الانتخابات) محاولات الاساءة والاضرار بالامن الداخلي...بأي من الاشكال يحاولون ان يوحوا بان العملية الامنية غير مستقرة وقد يدفعون بعضا من هذه الاعمال التافهة التي يقومون بها هنا وهناك.

وتشهد مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى ومحيطها تفجيرات واطلاق نار بشكل شبه يومي حيث يستغل المسلحون الخلافات بين العرب والاكراد للابقاء على نفوذهم الذي تراجع بأماكن أخرى.

وتصاعدت حدة الخلاف بين الحكومة المركزية في بغداد التي يسيطر عليها العرب وحكومة اقليم كردستان شبه المستقل بشمال العراق بشأن الارض والنفط وثارت مخاوف من تحولها الى حرب مفتوحة.

ويقول بعض المحللين ان المسلحين يسعون الى اشعال مثل هذه الحرب من أجل هدم العملية السياسية الهشة في العراق في الوقت الذي يسعى فيه السياسيون العراقيون الى تشكيل تحالفات مع جماعات عرقية وطائفية مختلفة قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في يناير كانون الثاني.

وقال الاستاذ الجامعي والمحلل السياسي العراقي حميد فاضل هذه العمليات استباق للانتخابات القادمة...الهدف واضح هو محاولة عرقلة العملية السياسية والعودة بالعراق الى مرحلة الصراع الطائفي او محاولة استعادة الوجه الطائفي للعملية السياسية في العراق.

ويختبيء المتمردون في المناطق الجبلية النائية حول الموصل وهناك مخاوف من أن يحظى المتمردون بالتأييد عن طريق تقديم أنفسهم كحامين للعرب في مواجهة الزحف الكردي.

وهناك مخاوف أيضا من أن يؤدي استهداف الشيعة الى اشعال العنف الطائفي مرة أخرى في العراق الذي لم يخفت الا خلال الشهور الثمانية عشرة الاخيرة.

واستهدفت سلسلة من التفجيرات الاسبوع الماضي الشيعة في بغداد وشمال العراق مما أسفر عن مقتل 44 شخصا وكثيرا ما يلقى باللوم في هذه الهجمات على متشددين اسلاميين سنة مثل مقاتلي القاعدة.

وحقق المالكي وحلفاؤه مكاسب كبيرة في الانتخابات المحلية في وقت سابق من العام الجاري بعد حملة انتخابية اتخذت التحسن الامني عنوانا لها وربما يؤدي تصاعد العنف في مرحلة ما قبل الانتخابات الى ارباك حساباته الانتخابية.

وفي بغداد قال مصدر في مستشفى ان سيارة ملغومة وقنبلة زرعت على الطريق استهدفتا عمالا كانوا متجمعين في انتظار العمل مما ادى الى مقتل سبعة أشخاص في منطقتين تسكنهما أغلبية شيعية في جنوب غرب العاصمة بغداد. وقتل شخصان اخران في انفجار سيارة ملغومة بنفس المنطقة في وقت لاحق.

وفي هجمات منفصلة في بغداد انفجرت سلسلة قنابل زرعت على الطريق وقنبلة مثبتة في حافلة فقتلت ثلاثة أشخاص وأصابت 34.

وجاءت الهجمات بعد نحو أسبوع من اعلان الحكومة العراقية أنها ستزيل الحوائط الخرسانية المضادة للانفجارات من الشوارع الرئيسية ببغداد.

وستمثل الانتخابات الوطنية في يناير كانون الثاني اختبارا رئيسيا لديمقراطية العراق الناشئة وقواته الامنية. ويحرص المالكي على دعم سيادة العراق بعد سنوات من الاحتلال.

وقال الانتخابات ستشكل صاعقة على رؤوس اولئك الذين لا يريدون للعراق الا الدكتاتورية والطائفية والاقتتال الدامي.

المالكي يحذر

وحذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من تصاعد الهجمات في بلاده في الفترة القادمة، قبل الانتخابات العامة المقررة مطلع العام المقبل.

واعتبر المالكي التفجيرات التي وقعت الاثنين في مدينتي بغداد والموصل محاولة لتقويض الثقة في قدرة السلطات على حفظ الأمن ووصف التفجيرات بالتافهة.

من جانبه نفى رئيس البرلمان العراقي إياد السامرائي وجود علاقة مباشرة بين الانسحاب الأمريكي من البلدات والمدن العراقية، والتفجيرات التي أوقعت اكثر من اربعين قتيلا وأكثر من مئتي جريح.

تلعفر مفقس ارهاب

من جهة أخرى ذكر قائد عسكري عراقي ان مدينة تلعفر هي الممول الرئيس للمسلحين في محافظة نينوى، وأن جميع التفجيرات الأخيرة التي شهدتها المحافظة يقف وراءها مسلحون من تلعفر.

وقال القائد العسكري، ان تلعفر مفقس للارهاب وكل المصائب التي حلت بمحافظة نينوى يقف وراءها مسلحون من أهالي تلعفر (60 كم شمال غرب الموصل). حسب وكالة أصوات العراق

وأضاف القائد العسكري، الذي فضل عدم ذكر اسمه، وهو برتبة عميد في القوات العراقية ان مخططي ومنفذي وممولي التفجير الانتحاري المزدوج الذي وقع في 9 تموز يوليو الماضي في تلعفر، والذي خلف عشرات القتلى والجرحى، هم من أهالي القضاء، موضحاً أن تلعفر كانت قد وصلت إلى مستويات عالية من الأمن الا أن الانفجار الأخير أعادها إلى المربع الأول.

وكشف القائد العسكري عن بعض تفاصيل تنفيذ العملية قائلا جاء الانتحاريان من مدينة الموصل وهما من أهالي تلعفر أصلا وباتا في منزل في حي القادسية شمال المدينة ونفذا العملية الانتحارية المزدوجة صباحا، مضيفا ان معلومات استخباراتية وصلت الى الأجهزة الأمنية عن الشبكة المخططة للعملية أشارت الى ان الهدف منها كان اثارة الفتنة الطائفية الا أنها فشلت في تحقيق ذلك.

وتابع ان جزء من الشبكة التي تمّ القاء القبض عليها اعترفت بتنفيذ عمليات ضد القوات الأمريكية في وقت سابق عبر هجوم بالصواريخ، مبينا أن “آباء المتهمين الذينّ تم اعتقالهم على خلفية التفجير تبرؤا من أبنائهم.

وزاد ان التحقيق الذي تقوم به لجنة خاصة مكلفة من قيادة عمليات نينوى، ما زال جارياً لمعرفة كل التفاصيل وستعلن نتائجه لاحقاً، وسيعاقب عناصر الأمن الذين يثبت تقصيرهم في أداء واجباتهم”، ملقيا باللوم على جهاز الاستخبارات لعدم تزويده القوات العراقية بأية معلومات أمنية عن الشبكة المنفذة للعملية، بينما أثمرت جهود عناصر أفراد محددين بالقاء القبض على المتورطين بالعملية.

مطالب بتشكيل فرقة عسكرية من الموصليين

من جهته اقترح الحزب الإسلامي العراقي في نينوى تشكيل فرقة عسكرية من ابناء المحافظة لتحقيق الامن في المدينة، وفق بيان للحزب. وقال البيان إن الحزب الإسلامي يرى أن الحل الأمني لمحافظة نينوى يكمن في جملة أمور لخصها، بتشكيل فرقة عسكرية من أبناء المحافظة بمختلف ألوان الطيف فيها، فضلاً عن توحيد كل الجهات الأمنية تحت قيادة واحدة بأشراف محافظ نينوى.

كما طالب الحزب بـ دعم القوات الأمنية بأجهزة السونار الكاشفة للمتفجرات، مبيناً ان “وجود خمس سيارات سونار في مداخل المحافظة مع أحكام غلق الحدود سيمنع دخول المتفجرات والمجرمين.حسب وكالة أصوات العراق

كما دعا الى منع دخول أي شخص من غير أبناء محافظة نينوى الا بكفيل ووفق آلية توضع لاحقاً، ووضع خطة واضحة ومكتوبة من قبل الأجهزة الأمنية تعرض على مجلس المحافظة ويحدد لها سقف زمني لغرض تحسين الوضع الأمني.

.........................................................

مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية للاشتراك والاتصال

www.annabaa.org

arch_docu@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 12/آب/2009 - 20/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م