
شبكة النبأ: ظهرَ مشروع بناء خط
الأنابيب (نابوكو) لتنويع مصادر إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوربا عن
طريق استخدام احتياطيات الغاز في منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا التي لا
تمر عبر روسيا أو تكون تحت سيطرة (شركة غازبروم) الروسية العملاقة
للطاقة، وحتى الإعلان عن عرض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كانت
تعد أذربيجان البلد الوحيد الذي يمكن اعتباره المورد المهم المحتمل لخط
أنابيب نابوكو.
وجاء في المقال الذي نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
للباحثَين سايمون هندرسون ومارك جروسمان: لا يمكن اعتبار البلدان
الأخرى التي تملك أيضاً إمدادات غاز طبيعي -- تركمانستان وكازاخستان
وإيران – بأن لديها قابلية لتزويد الغاز بصورة مستدامة، فمن المستحيل
استخدام الغاز الإيراني بسبب سعي طهران لتطوير تكنولوجيا نووية قد تكون
لأغراض عسكرية؛ كما ان وجود الحواجز التقنية والسياسية الكبيرة يمنع
إمكانية الحصول على الغاز من تركمانستان وكازاخستان إلى خط الأنابيب
نابوكو.
ويبيّن الكاتبان هنا، إن هذا يضع العراق في المكان المناسب وفي
الوقت المناسب.
ولكن لا تزال هناك تحديات كثيرة قبل البدء ببناء خط الأنابيب،
والقائمة طويلة:
ليس لدى مشروع خط أنابيب نابوكو موردين ملتزمين بصورة رسمية؛ فعرض
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ليس وعداً ثابتاً. كما يحتاج العراق
إلى سَن قوانين تتعلق بشؤون الطاقة. وفي حين تريد بغداد توسيع إنتاج
الغاز من آبارها، فإنها بحاجة إلى مساعدة خارجية. وفي وقت سابق هذا
الشهر، انتهت الجولة الاولى من الصفقات المتعلقة بالمشاركة في إنتاج
الغاز بصورة غير مشجعة؛ وستكون هناك جولة ثانية في وقت لاحق من هذا
العام.
بيد أن، عرض المالكي لتزويد نصف (قابلية خط أنابيب) نابوكو لاستيعاب
الغاز، يُظهر بأن بغداد تدرك بأنه يتوجب عليها إقناع الحكومات والشركات
بأنها جادة حول مستقبل صناعة الطاقة في العراق.
ويضيف الكاتبان تصوراتهما الداعمة بالقول، تستطيع الإدارة الأمريكية
أن تفعل شيئاً مهماً لدعم مشروع نابوكو من خلال العمل على جعل عرض
المالكي لتزويد الغاز إلى خط الأنابيب واقعياً، فمثلما كان الدعم
الأمريكي لخط الأنابيب باكو – تبيليسي - جيهان (الذي قال عنه منتقدون
بأنه لن يُبنى قط، ولكنه ينقل اليوم النفط من بحر قزوين عبر تركيا وإلى
الأسواق العالمية) أمر حاسم لإنشائه، تستطيع واشنطن أن تلعب دوراً
حاسماً في جعل [مشروع خط أنابيب] نابوكو أمراً واقعياً.
وسيكون لهذا الخط ما لا يقل عن ثلاث فوائد للولايات المتحدة
باستثناء زيادة إمدادات الغاز على الصعيد العالمي:
- سيقوم حلفاء وأصدقاء أمريكا الأوروبيين بتنويع مصادر إمدادات
الغاز لدولهم وسوف لن يعتمدوا إلى درجة كبيرة على روسيا.
- سيشكل خط الأنابيب تطوراً إيجابياً في العلاقات بين أوربا وتركيا.
- سيتخذ العراق خطوة حيوية نحو تحقيق نجاح اقتصادي وضمان استقرارها،
من خلال مشاركتها في خط الأنابيب. بالإضافة إلى ذلك، يقول المسؤولون
التنفيذيون في نابوكو بأنه يمكن أن تكون هناك كميات كبيرة من الغاز
متاحة لخط الأنابيب من المناطق الكردية في شمال العراق، وقد تشكل تلك
المصادر أساساً لمزيد من المصالحة الكردية التركية.
إن بناء خط أنابيب نابوكو، وتدفق المزيد من الغاز من بحر قزوين إلى
الأسواق العالمية كجزء من استراتيجية غربية متماسكة في مجال الطاقة
تعتمد على وجود ممر لتزويد الطاقة بين الشرق والغرب، أصبح فرصة
لأمريكا، وذلك بفضل التوقيع على الاتفاق في أنقرة، والعرض بعيد النظر
الذي قدمته بغداد.
ويختتم الكاتبان المقال بالافادة، لقد قام الرئيس باراك أوباما
بتعيين السفير ريتشارد مورنينغستار مبعوثاً خاصاً إلى أوروبا وآسيا إلى
مؤتمر الطاقة في نيسان المنصرم. وقد حضر كل من مورنينغستار، والسناتور
ريتشارد لوغار، حفل التوقيع على الاتفاق في أنقرة. من الواضح الآن ما
يجب أن يفعله السفير... |