الائتلاف العراقي الموحد: مخاض بين عهدين

صادق الحاج/ المركز العراقي للتنمية الاعلامية

 

شبكة النبأ: الأيام القليلة القادمة ستشهد ولادة جديدة للائتلاف العراقي الموحد ـ حسب قادته ـ لخوض الانتخابات النيابية العامة مطلع العام المقبل في ظل تحديات إقليمية وغير إقليمية وأخرى عربية راعية للفكر التكفيري قد رصدت أموالا طائلة في سبيل تحجيم هذا الكيان وتفتيته كما فعلت في لبنان لإغراض طائفية مقيتة، الولادة هذه ستجيء عبر مخاض عسير شهد الائتلاف فيه انقسامات التي تصاعدت عقب نتائج انتخابات مجالس المحافظات كما اوضح النائب عباس البياتي قائلا، ان الإئتلاف الحالي الذي يشكل أكبر كتلة برلمانية لم يكن ليرى الوجود لولا تنازل حزب الدعوة الإسلامية عن الكثير من حصصه لأجل المجلس الأعلى والتيار الصدري كي يوافقوا على الانضمام وتلك منقبة على الآخرين أن يذكروها فيعرفوا مدى حرص الدعوة الإسلامية على الوحدة وعدم التفرقة.

 لكن الراهن يختلف عن الماضي، وما كان مطلوبا في ذلك الوقت لم يعد مرغوبا فيه في هذا الراهن، و ما أنتجته إنتخابات المجالس المحلية من دروس يجدر بالجميع الوقوف عندها، وما كان من شعارات مرفوعة آنذاك لم تعد مناسبة تماما لهذا الوقت. الوطن الآن يريد شعارا يحتويه لا أن يقسمه أشتاتا.  

وحول دخول التيار الصدري في الائتلاف اجاب البياتي ان التيار شارك في صياغة وثيقة المبادئ وله مواقف إيجابية فضلاً عن أن الائتلاف تلقى طلبات انضمام من عدد من عشائر الموصل ومن صلاح الدين وأكاديميين وديمقراطيين وليبراليين وهذه الطلبات قدمت إلى لجنة مصغرة وسيتم إجراء لقاءات مع القوى السياسية الأخرى الراغبة في الانضمام إلى الائتلاف».

من جانبه أكد احمد المسعودي الناطق باسم الكتلة الصدرية التزام التيار الصدري بشروطه للتحالف مع أي طرف، قائلا إن «الائتلاف مع أي كتلة يعتمد على برنامجها الانتخابي الذي تتبناه ومدى تناسبه مع التيار سيما وأن الائتلاف العراقي الموحد يسعى باتجاه تشكيل كتلة وطنية موحدة تضم جميع أطياف الشعب العراقي التي تهدف إلى ضمان وحدة العراق واستقلاله فضلا عن السعي من أجل تقديم أفضل الخدمات لأبناء هذا البلد.

في غضون ذلك وصف رئيس كتلة التضامن في داخل كتلة الائتلاف العراقي الموحد النائب قاسم داود ان تشكيل الائتلاف العراقي الموحد بحلته الجديدة سيكون بداية لتشكيل مشروع سياسي متكامل يعكس التطلعات الحقيقية للعملية السياسية في البلاد.

واضاف داود في تصريح صحفي ان الخطوات المتخذة في اعادة ترميم كتلة الائتلاف وتوسيعه من خلال الحوارات والنقاشات التي تجري بين كتلة الائتلاف وبين باقي القوى السياسية العراقية تهدف الى إيجاد قاعدة أساسية للعملية السياسية من خلال تشكيل كتلة وطنية جديدة .اشار الى ان الحوارات مستمرة وعلى كافة الاتجاهات, لافتا الى ان كتلة الائتلاف بتشكيلتها الجديدة ستدخل الانتخابات التشريعية المقبلة التي من المقرر اجراؤها منتصف كانون الثاني من العام المقبل.

ومن جهته، قال عبد الهادي الحساني النائب عن الائتلاف الموحد، «إن الأيام المقبلة ستشهد الإعلان الرسمي لتشكيلة الائتلاف الجديد».

مضيفا «عندما تكتمل كل مقدمات الائتلاف الموحد، سيما في ما يخص النظام الداخلي للائتلاف وهيكليته فضلاً عن البرنامج الانتخابي، سيصار حينها إلى عقد اجتماع المجلس السياسي يبحث خلاله مجمل ما تم التوصل إليه وكذلك دراسة أبعاد توسعه وصلاحية كل هيئاته سواء العامة منها أو الرئيسة والدوائر الأخرى المرتبطة بها»، وأضاف أن «الأسبوع القادم سيشهد جلسة تناقش هذه المسائل، ليتم إقرارها ضمن فهم مشترك لجميع الكتل المشاركة والتي ستلتزم بهذا المشروع وكذلك بالنظام الداخلي له.
وقال الحساني إن «الائتلاف العراقي الموحد يستوعب كل الطاقات الخيّرة، لكن ضمن الثوابت المعروفة سواء القانونية أو الدستورية، وبالمقابل فإننا نحترم رؤى من لا يريد الانضمام إلى هذا الائتلاف.

وفي ما إذا حصلت موافقة التيار الصدري على الدخول في الائتلاف، قال الحساني إن «الكلمة الأخيرة لم تحسم من قِبل التيار الصدري، لكن كل المقدمات الإيجابية تؤشر رغبتهم بالانضمام سيما وأن التيار كان حاضرا لكل الجلسات وكذلك الأمر بالنسبة إلى تيار الإصلاح إبراهيم الجعفري.

 وأشار الحساني إلى أن «الكتل الخمس المكونة للائتلاف الحالي) وهي حزب الدعوة والمجلس الأعلى ومنظمة بدر، وحزب الدعوة ـ تنظيم العراق، والمستقلون، إضافة إلى التيار الصدري وتيار الإصلاح، يسعون لإنضاج المشروع خلال اجتماعاتهم المتكررة  مؤكدا أن «الائتلاف سيجتمع بشكل مكتمل وبحضور رئيس الوزراء نوري المالكي»،

من جانبه، أكد حميد المعلة النائب عن الائتلاف الموحد والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، أن الإعلان عن تشكيلة الائتلاف الجديدة تحتاج إلى «أبعد من ساعات»، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «اجتماعا سيُعقد لوضع اللمسات الأخيرة حول المسودات المقدمة بشأن الائتلاف، والتهيئة للإعلان المرتقب»، لافتا إلى أن أغلب الكتل التي تشارك بالائتلاف مدعوة وموجودة أصلا سيما خلال الاجتماعات التي حصلت.

 في نفس الاتجاه صرح النائب عن الائتلاف عباس البياتي ان الإعلان عن الائتلاف الجديد يرتبط بثلاث خطوات رئيسية، أولها الاتفاق على البرنامج السياسي، وثانيها الحصول على تأكيدات رسمية من القوى المنسحبة بالعودة، وثالثها الانفتاح على باقي مكونات العملية السياسية، مرجحا أن يتأخر الإعلان عن شكل الائتلاف النهائي لغاية شهر تشرين الأول المقبل.

من جهته يؤكد انتفاض قنبر القيادي في حزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه احمد الجلبي انضمام الحزب إلى الائتلاف الجديد، مؤكدا أن شكل وتكوين الائتلاف العراقي الموحد، سيختلف عن سابقه وسيبتعد عن الصبغة الطائفية التي طغت عليه في بداية تشكيله.

اخيرا الضرورات التي تستدعي الإئتلاف كثيرة ولكن إذا كان الإئتلاف الجديد يحمل صفات قبل الولادة فلا يعتقد المراقبون أنه سيكون مقبولا في الأوساط الشعبية، لأن المطلوب إئتلاف وطني فقط لا يصطبغ بصبغة أخرى، هذه رسالة الشعب التي أرسلها أيام إنتخابات مجالس المحافظات، فهل سيولد إئتلاف بهذه الصفات من رحم إئتلاف لم تكن هذه الصفة واضحة تماما فيه ولم يكن الفرقاء في العملية السياسية يرونه إلا بعين الطائفة والدين؟

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1/آب/2009 - 9/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م