شبكة النبأ: انتخب البرلمان التركي محمد علي شاهين مرشح حزب العدالة
والتنمية الحاكم رئيسا جديدا له لكن الاسلامي السابق لم ينل تأييد
المعارضة العلمانية الامر الذي يفسح المجال لتوتر محتمل في المستقبل.
وانتقدت أحزاب المعارضة حزب العدالة والتنمية ذا الاصول الاسلامية
لتجاهله دعوات اختيار مرشح يحظى بتأييد مختلف الاحزاب. وكانت المعارضة
تريد اعادة انتحاب رئيس البرلمان السابق كوكسال توبتان.
ومن غير المرجح أن يغير تعيين شاهين سياسة الحكومة اذ يسيطر رئيس
الوزراء رجب طيب اردوغان على مقاليد السلطة ويتمتع الحزب الحاكم
بأغلبية برلمانية كبيرة.
لكن يحتمل ان يزيد تعيين شاهين صعوبة بناء توافق داخل البرلمان على
الاصلاحات المطلوبة لانضمام تركيا لعضوية الاتحاد الاوروبي. بحسب
رويترز.
وشاهين وهو وزير العدل السابق من الاعضاء المؤسسين لحزب العدالة
والتنمية كما كان عضوا كبيرا في حزب الرفاه الاسلامي السابق. وكان
الجيش ساهم في حشد التأييد الشعبي للاطاحة بحكومة حزب الرفاه من السلطة
عام 1997. وكان اعضاء الحزب من بين مؤسسي حزب العدالة التنمية.
وقال شاهين لاعضاء البرلمان بعد انتخابه "سأحاول خدمة البرلمان
المبجل بحيدة تامة."ويأتي رئيس البرلمان في المرتبة الثانية بعد رئيس
البلاد في التسلسل الهرمي للدولة التركية ولذلك تهم خلفيته المؤسسة
العلمانية التي تشتبه في أن حزب العدالة والتنمية يسعى للحد تدريجيا من
الفصل بين الدين والدولة.وينفي الحزب هذا الاتهام.
ويقول منتقدون ان تعيين شاهين يمثل خطوة أخرى في جهود الحزب لتعيين
اسلاميين معتدلين سابقين في مناصب هامة في التسلسل الهرمي للدولة التي
كان يسيطر العلمانيون عليها يوما ما.
وقال سميح ايديز وهو كاتب عمود في صحيفة ميليت التي كثيرا ما تصطدم
مع الحكومة "من الواضح جدا أن عملية سيطرة (على المؤسسات الرئيسية)
تجري."
تركيا تسعى لانهاء النزاع الكردي بالطريق
الديمقراطي
وقالت صحف ان الحكومة التركية تعهدت بانتهاج "طريق ديمقراطي" وتشكيل
توافق عام لانهاء التمرد الكردي في اجتماع نادر عقد في وزارة الداخلية
مع صحفيين.
وقال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الاسبوع الماضي ان الحكومة ستمنح
مزيدا من الحقوق لنحو 12 مليون كردي في البلاد وتمد يديها لاحزاب
المعارضة وجماعات اخرى للتوصل "لنموذج تركي" لتسوية النزاع مع حزب
العمال الكردستاني.
غير ان الحكومة لم تضع اطارا زمنيا ولم تدل بتفاصيل تذكر عن خطتها
لاقناع الحزب بالقاء السلاح لانهاء النزاع الذي احبط جهود تركيا لتنفيذ
اشتراطات الاتحاد الاوروبية بشأن حقوق الانسان من أجل الانضمام اليه.
بحسب رويترز.
وما زالت تركيا تستبعد اجراء مفاوضات مباشرة مع حزب العمال
الكردستاني او اصدار عفو عام عن أعضاء الحزب الذي تصفه بأنه منظمة
ارهابية شأنها في ذلك شأن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.
واجتمع وزير الداخلية بشير اتالاي مع 15 من الصحفيين البارزين يوم
السبت لمدة خمس ساعات لاستطلاع ارائهم بشأن حل النزاع الذي راح ضحيته
40 ألفا معظمهم من الاكراد وذلك منذ أن حمل حزب العمال الكردستاني الذي
يسعى للحكم الذاتي السلاح ضد الدولة في عام 1984.
وذكر بيان صدر عقب الاجتماع "ابدي (المجتمعون) اعتقادهم بامكانية حل
المشاكل الرئيسية بالطريق الديمقراطي.. وان الارادة السياسية والتوافق
الاجتماعي امران مهمان."
وكتب حسن جمال في صحيفة ميليت ان المقترحات التي طرحها اتالاي خلال
الاجتماع فتحت حوارا مع المفكرين والنشطاء الاكراد لاقناع حزب العمال
الكردستاني بمغادرة المناطق الجبلية بشمال العراق والعودة الى تركيا.
وقال جنكيز جاندار من صحيفة راديكال الذي شارك في الاجتماع ان
المسؤولين اشاروا الى ان الحكومة ستتخذ اجراء ملموسا في غضون "أشهر
قليلة".
وكان الحزب قد اعلن انه يريد عفوا غير مشروط عن الاعضاء البارزين
قبل ان يسلم سلاحه.
الشبان الاتراك عقبة بطريق الانضمام للاتحاد
الاوروبي
تحمل اللوحة المعدنية على سيارة يونس داناجيوغلو تركية الصنع شريطا
أزرق فارغا بانتظار نجوم الاتحاد الاوروبي كتلك التي تزين اللوحات
المعدنية للسيارات من ايرلندا الى بلغاريا.
والاختلاف الوحيد بين لوحته المعدنية وغيرها في اسطنبول هو أنه غطى
هذا الشريط بعلم تركيا بلونيه الاحمر والابيض الذي يحمل هلالا ونجمة
لاظهار ولاءاته.
وقال داناجيوغلو (20 عاما) "ماذا أتصور عن الاتحاد الاوروبي؟ اجعلوا
من اسطنبول عاصمة للاتحاد الاوروبي وحينذاك سأدعمه."
ويشير داناجيوغلو الذي يعمل سائق سيارة أجرة الى أن الفخر بأن يكون
المرء تركيا أهم من ادعاء أنه اوروبي وتظهر دراسات مسحية أن كثيرين
غيره ضمن سكان تركيا من الشبان وعددهم ضخم وفي تنام يشاركونه نفس
الشعور. بحسب رويترز.
وليس هذا بشير خير لمسعى تركيا المبتلى بالمشكلات بالفعل للانضمام
لعضوية الاتحاد الاوروبي حيث أظهرت دراسة في مايو أيار أن الشبان الذين
كان الساسة الاتراك يروجون لهم ذات يوم بوصفهم أحد الاصول لاوروبا التي
يغلب على شعبها المتقدمون في العمر هي الجماعة التي تنتشر بينها اقوى
معارضة للانضمام للاتحاد الاوروبي.
ويقول يلمظ اسمر استاذ العلوم السياسية بجامعة باهجشير الذي أظهرت
دراسته أن 32 في المئة من الشبان يعارضون الانضمام للاتحاد الاوروبي
وهو مستوى أعلى من اي فئة عمرية أخرى "المواقف المناهضة للاتحاد
الاوروبي اكثر انتشارا بين شباننا."
اردوغان متفائل بعد لقاء مع زعيم الحزب
الكردي الرئيسي
وفي نفس السياق اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن تفاؤله
بعد لقاء مع زعيم الحزب الكردي الرئيسي في تركيا، والذي تمحور حول
الجهود التي يجب بذلها من اجل وضع حد للتمرد الكردي جنوب شرق البلاد.
وقال اردوغان للصحافيين "كان اجتماعنا اليوم غاية في الاهمية"، وذلك
بعد لقاء دام ساعة مع احمد ترك، رئيس الحزب من اجل مجتمع ديموقراطي.
وكان رئيس الوزراء يرفض لقاء مسؤولي هذا الحزب منذ سنتين. بحسب رويترز.
واضاف اردوغان "انا على يقين من ان فرصنا المستقبلية ازدادت بعد هذا
اللقاء. لقد استفاد كلانا منه، وستشكل هذه اللقاءات خطوات ايجابية من
اجل بناء الثقة".
ورفض اردوغان خلال سنتين كل طلبات الحزب لعقد لقاء، لان هذا الاخير
لم يرض باعتبار حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية. وهذه هي التسمية
التي تبنتها انقرة وعدد من الدول لوصف المجموعة الانفصالية الكردية في
تركيا.
لكن رئيس الحكومة تراجع عن موقفه مؤكدا انه لا يمكن وضع الحزب من
اجل مجتمع ديموقراطي في السلة نفسها مع حزب العمال الكردستاني.واعرب
ترك "عن سروره وتفاؤله لهذا الجو من الحوار".
واتى هذا اللقاء بعد اسبوع من اعلان الحكومة اطلاق عملية الاصلاح من
اجل تعزيز حقوق الاكراد وتشجيع المتمردين في حزب العمال الكردستاني على
القاء سلاحهم. وكانت السلطة التنفيذية قد اطلقت، في الوقت نفسه، حملة
مشاورات مع شخصيات من المجتمع المدني حول المسألة الكردية.
وتصادف جهود انقرة مع اعلان خارطة الطريق المنتظرة في منتصف
اب/اغسطس للخروج من الازمة. ووضع خارطة الطريق هذه عبدالله اوجلان،
زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، والذي مدد حزبه وقف اطلاق النار
الاحادي حتى الاول من ايلول/سبتمبر. |