شبكة النبأ: في إطار الاحتفالات
العالمية بـ"اليوم الدولي للغة الأم"، كشفت منظمة الأمم المتحدة
للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، أن عدد اللغات التي يتحدث بها
البشر في كافة أنحاء الأرض، تبلغ نحو ستة آلاف لغة، من بينها حوالي
2500 لغة مهددة بالاندثار، وقد أقامت المنظمة الدولية احتفالاً في
العاصمة الفرنسية باريس بهذه المناسبة، شهدَ إصدار النسخة الإلكترونية
للطبعة الجديدة من أطلس لغات العالم المهددة بالاندثار، والتي تتضمن
بيانات تم تحديثها عن اللغات المهددة بالاندثار حول العالم.
وذكرت اليونسكو أن الأطلس يسمح بالبحث حسب معايير عديدة، وبتصنيف "حيوية"
اللغات المهددة بالاندثار، إلى خمسة مستويات مختلفة هي: اللغات الهشة،
اللغات المعرضة للخطر، اللغات المعرضة لخطر كبير، اللغات المحتضرة،
اللغات الميتة.
وأشارت إلى أن بعض هذه البيانات تثير القلق، فمن أصل ستة آلاف لغة
متداولة في العالم، انقرضت نحو 200 لغة على مدى الأجيال الثلاثة
الأخيرة، في حين تعتبر 573 لغة أخرى من اللغات المحتضرة، و502 لغة من
اللغات المعرضة للخطر الشديد، و632 لغة من اللغات المعرضة للخطر، و607
لغات من اللغات الهشة.
وعلى سبيل المثال، حسبما جاء في بيان نشرته منظمة اليونسكو ضمن
موقعها على شبكة الانترنت، فإن الأطلس الجديد يتضمن 99 لغة ينطق بها
أقل من عشرة أشخاص في العالم، و178 لغة أخرى ينطق بها ما بين 10 و50
شخصاً.
باحث ماليزي: 3303 كلمة "ملايوية" مستوحاة من
العربية
ومن بين اللغات التي انقرضت منذ فترة وجيزة، لغة "جزيرة مان"، التي
اندثرت عام 1974 مع وفاة نيد مادريل، ولغة "آساكس" في تنزانيا التي
اندثرت عام 1976، ولغة "أوبيخ" في تركيا عام 1992، ولغة "إياك" في
ألاسكا بالولايات المتحدة، التي ماتت عام 2008.
ونقل البيان عن المدير العام لليونسكو، كويشيرو ماتسورا، قوله إن "اختفاء
لغة من اللغات يؤدي أيضاً إلى اختفاء العديد من أشكال التراث الثقافي
غير المادي، لاسيما ذلك التراث الثمين القائم على التقاليد وعلى أشكال
التعبير الشفهي من قصائد وأساطير وأمثال ونكات لدى المجتمعات التي
تتداولها."بحسب فرانس برس.
وأضاف ماتسورا قائلاً: "كما أن فقدان اللغات يجري على حساب العلاقة
التي يقيمها الإنسان مع التنوع البيولوجي حوله، لأن اللغات تنقل في
الحقيقة الكثير من المعارف عن الطبيعة والكون."
ويشير العمل، الذي قام به اللغويون المشاركون في أطلس لغات العالم
المهددة بالاندثار، وعددهم يفوق الثلاثين، إلى أن ظاهرة اختفاء اللغات
تطال جميع المناطق دون استثناء، وتمتد في ظروف اقتصادية متباينة.
ففي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يتداول الناس نحو 2000 لغة
مختلفة، أي ثلث المجموع العالمي تقريباً، من المرجح جداً أن يختفي ما
لا يقل عن 10في المائة من تلك اللغات خلال القرن القادم.
لغات الأرض 6 آلاف انقرض منها 2500
وأفادت منظمة «يونيسكو» أن نحو 2500 لغة قد انقرضت، أو في طريقها
الى الانقراض من بين 6 آلاف لغة يتحدثها سكان الأرض، في الاحتفال الذي
أقامته المنظمة الدولية لمناسبة إصدار الأطلس العالمي الجديد للغات
المهددة بالانقراض.
وأكد اللغويون القائمون على إصدار الأطلس أن هذه القائمة لا تقتصر
على الدول الصغيرة أو النائية. وقال اللغوي الأسترالي كريستوفر موزلي
إن الخطر المحيط باللغات هو ظاهرة عالمية.
وستتضمن النسخة الرقمية من الأطلس دعوة مستخدميها إلى المساهمة
بتحديث المعلومات، كما تسمح لهم بالبحث عن اللغات من حيث اسمها أو
البلد الذي ينطق بها، وكذلك من حيث شدة الخطر المحيط بها وعدد الأشخاص
الناطقين بها.وستصدر النسخة الورقية من الأطلس التي مولتها النروج وعمل
على إصدارها أكثر من 30 لغوياً في أيار (مايو) المقبل.
وجاء في الأطلس أن نحو 200 لغة انقرضت على مدى ثلاثة أجيال، وأن
هناك 199 لغة لا يتحدث بكل واحدة منها أكثر من عشرة أشخاص.
ويضيف الأطلس أن أكثر من ربع اللغات التي ينطق بها سكان الولايات
المتحدة وعددها 192 قد انقرض، وأن 71 منها في خطر داهم.
ومن هذه اللغات «غروس فينتري» في شمال وسط مونتانا التي لا يصل عدد
المتحدثين بها إلى عشرة اشخاص جميعهم مسنون، وليس بينهم من يتحدث اللغة
بطلاقة، إذ توفي آخر هؤلاء عام 1981.
وهناك لغة «مينوموني» التي يتحدث بها الناس في شمال شرقي ولاية
ويسكونسين الأميركية حيث لم يتبق من المتحدثين بها سوى 35 شخصاً.
غير أن الصورة ليست بهذه القتامة حيث يتم إحياء بعض اللغات شبه
المنقرضة مثل لغة «ليفونيان» في لاتفيا من خلال جهد شبابي وباستخدام
الشعر.
وتقول محررة قسم لغات الأنديز في الأطلس مارلين هابارد أن السكان
الأصليين في أميركا الجنوبية هم في طليعة المحافظين على اللغات الأصلية
من خلال الضغط على الحكومات للاعتراف بحقوقهم.
وهناك لغات لم يتم اكتشافها إلا أخيراً، فلغة الإندي لم تُعرف إلا
حين اكتشف أحد الصحافيين مجموعة صغيرة من المتحدثين بها على الحدود بين
بيرو وإكوادور عام 2000. ومن أهم أهداف «يونيسكو»، زيادة الوعي بأهمية
الحفاظ على اللغات الأصلية.
اللغة الإنجليزية تحتفل بالكلمة المليون
وتحتوي اللغة الإنجليزية على مفردات تفوق أي لغة أخرى على الأرض،
ومن المتوقع أن يصل عدد مفرداتها إلى مليون كلمة، وفقاً لموقع مراقبة
اللغة عالمياً على الإنترنت، الذي يستخدم صيغة رياضية لتقدير عدد
الكلمات الجديدة التي تدخل إلى اللغات.
ويعتقد الموقع أن الكلمة المليون قد تكون دخلت إلى اللغة الإنجليزية
الشهر الماضي، مشيراً إلى أن عدد كلمات اللغة الإنجليزية كان قد بلغَ
999985 كلمة.
وعبّر بعض اللغويون عن شكوكهم حيال مغامرة الرجل الذي يقف وراء
مشروع تعداد مفردات اللغة، وقالوا إن المستحيل إحصاء عدد الكلمات في أي
لغة لأن اللغات في حالة تغير دائم، ولأن تحديد ما يدخل في الإحصاء من
عدمه يشكل "مغامرة غير مثمرة"، على حد وصفهم.
على أن بول بايياك، رئيس الموقع وكبير المحللين فيه، يقول إن تقدير
الكلمة المليون ليس بأهمية الفكرة التي تقف خلف هذا المشروع، وهي إظهار
أن اللغة الإنجليزية أصبحت لغة معقدة وعالمية. وأضاف قائلاً: "لقد
أصبحت لغة الناس."
وأشار باييك إلى أن اللغات الأخرى، مثل الفرنسية، تضع جداراً منيعاً
حول مفرداتها، في حين أن اللغة الإنجليزية تضيفها إليها.
وأوضح: "اللغة الإنجليزية لديها تقليد يقوم على استيعاب كلمات جديدة
بأكملها.. في حين أن اللغات الأخرى تقوم على الترجمة."
وقال باييك إن الإنترنت والتجارة العالمية والسفر العالمي عوامل
ساعدت في تسريع هذا الاتجاه عن طريق وضع اللغة الإنجليزية على تواصل مع
باقي المجموعات اللغوية الأخرى، الأمر الذي جعل منها لغة ثرية وأكثر
تعقيداً.
لُغة في خطر: خصام آخر اثنين يتحدثان بها
يهدد باندثارها
وباتت إحدى لغات السكان الأصليين في جنوب المكسيك مهددة بالانقراض
بعد توقف آخر اثنين يتحدثان بها عن مخاطبة بعضهما.
وقال فرناندو نافا مدير المعهد المكسيكي للغات السكان الأصليين إن
خصام رجلين مسنين في قرية أيابان بولاية تاباسكو يهدد باندثار إحدى
لغات السكان الأصليين.
وتابع نافا قائلا لبي بي سي إن الرجيلن، وهما في العقد السابع من
العمر، لا يعتبران بعضهما أعداء ولكن اهتماماتهما مختلفة. ومضى يقول "إن
لديهما أسبابا خاصة لهذا النزاع وعدم تحدثهما لبعضهما، ولكن الأمر لا
يصل إلى حد الحرب بينهما".
يذكر أن هذين الرجلين فقط هما اللذين يتحدثان بطلاقة اللغة المحلية
"للزوكي". وينتمي إلى نفس عائلة هذه اللغة لغات أخرى يتم التحدث بها في
ولايات فيراكروز وأوكساكا وتشيباس. وتمتد جذور قبلية زوكي إلى قبيلة
أولميكاس التي ينتشر أفرادها في جنوب المكسيك.
ويحاول معهد لغات السكان الأصليين تشجيع السكان المحليين على التحدث
بلغة زوكي، ويأمل المعهد أن يقوم الرجلان بتعليم أسرتيهما اللغة. وأعرب
نافا عن أمله في وجود متحدثين جدد باللغة خلال سنوات قليلة.
وتعتبر المكسيك واحدة من أكثر دول العالم من حيث التنوع اللغوي حيث
يتم التحدث بنحو 350 من لغات السكان الأصليين داخل حدودها. ووفقا للأمم
المتحدة فان لغة واحدة تختفي من العالم كل أسبوعين.
ضياع اللغة الملايوية يعدّ فقداناً للهوية
والثقافة الماليزية
وشدّدَ مؤرخ ماليزي على التمسك باللغة (الملايوية) الاصيلة وعدم
خلطها باللغة الانجليزية خاصة في اللغة المحكية او الدارجة وذلك خشية
ضياع الهوية والثقافة الماليزية لارتباط هذه اللغة بتاريخ وحضارة
ماليزيا على مر العصور.
واوضح استاذ الحضارة والتاريخ في الجامعة الاسلاميةالعالمية في
ماليزيا عبدالغني يعقوب في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "ان
خلط اللغة الانجليزية باللغة الملايوية في اللغة المحكية او الدارجة
جاء من قبل المتاثرين بثقافة الاستعمار الانجليزي للبلاد قديما اضافة
الى تأثر الماليزيين الذين درسوا في الدول الغربية باللغة الانجليزية
حديثا".
واضاف انه عندما استعمر الانجليز البلاد من عام 1786 الى 1957 جاؤوا
بعاداتهم وتقاليدهم ولغاتهم الى شبه الجزيرة الماليزية فاقاموا اول
مدرسة لهم في جزيرة (بينانج) وهي مدرسة الحرية حيث تعلم فيها
الماليزيون لغة المستعمرين وقوانينهم وثقافاتهم وتقاليدهم خاصة الطبقة
الثرية في المجتمع.
واشار الى ان تلك المدارس كانت تدرس مناهجها في بادئ الامر بالكتابة
(الجاوية) المستقاة حروفها من الابجدية العربية حيث لم تكن الكتابة
اللاتينية منتشرة انذاك حتى اعلن الانجليز رسميا عدم استعمال الكتابة (الجاوية)
واستبدالها بالاحرف اللاتينية .
وارجع سبب ظاهرة الخلط اللغوي الى سياسة الاستعمار الانجليزي التي
اعتمدها في نشر لغته لدى الماليزيين خلال قرن من الاستعمار وحتى بعد ان
اخذت ماليزيااستقلالها عام 1957 فان ظاهرة الخلط اللغوي بات سائدا في
الشعب الماليزي.
واشار الى ان الانجليز لم يستعملوا اسلوب الاكراه في تعليم لغتهم بل
اسلوب الترغيب الامر الذي ساهم في انتشارها في البلاد.
وافاد بان البعض ممن درس في الغرب اعادوا نشر هذه الظاهرة حيث يعدون
من الطبقة المثقفة ومعظمهم يتولون مناصب كبيرة في البلاد ولديهم سلطتهم
ونفوذهم الامر الذي رسم في فكر العوام من الناس ان اتباع هذه الظاهرة
يعني التقدم والتطور والرقي.
وقال يعقوب ايضا "ان خلط اللغة (الملايوية) باللغة الانجليزية في
الحديث الدارج بين العوام منتشر بين طبقة الاثرياء في المجتمع الماليزي
خصوصا في المدن" لكنه اشار الى ان القرويين لايزالوا متمسكين بلغتهم
(الملايوية) الاصيلة مع حفاظ بعض كبار السن منهم على الكتابة
(الجاوية).
وعلق على تاخر الحركة الاعلامية في ماليزيا بما فيها المسلسلات
والافلام والاغاني الماليزيةالتي فرطت في خلط اللغة الاصيلة بلغة دخيلة
عليها مشيرا الى انها "ظاهرة جديدة تهدف الى دفن اللغة (الملايوية) بعد
اندثار الكتابة(الجاوية) منذ اكثر من قرن مضى".
كمااعرب عن امله في ان يحافظ كبار السن القرويون منهم والمدنيون على
الكتابة (الجاوية) وتعليمها اولادهم واحفادهم مفيدا بان هذه الكتابة لم
تكن مقتصرة منذ القدم على العرق الملايوي فحسب بل كانت الاعراق الاخرى
كالصينية والهندية وغيرهما تجيد الكتابة بها.
وافاد بان هناك خطط واستراتيجات يقف وراءها اكاديميون غيورين على
هذه اللغة يقومون من خلالها باسترجاع الكتابة (الجاوية) واعادة هيمنتها
في ماليزيا مشيراالى ان اعادة احياء اللغة تحتاج لجهد جبار للبدء في
تدريسها بالمدارس الابتدائية وتربية النشء على الكتابة (الجاوية)
المرتبطة ببقاء اللغة الماليزية.
كمااشار يعقوب خلال حديثه الى ان الحكومة الماليزية تولي اهتماما
خجولا لاعادة الكتابة (الجاوية) تمهيدا لاسترداد هيبة اللغة
(الملايوية) وذلك بانشاء برنامج (جي قاف) والذي يهدف الى اعادة تلك
الكتابة تحت اشراف الديوان اللغوي الواقع في العاصمة (كوالالمبور). |