أسباب قصور قطاع النقل والمواصلات أثناء الزيارات المليونية لكربلاء المقدسة

تحقيق: صباح جاسم-حسين النعمة

- أشار أغلب المواطنين الى ان الحكومة المحلية السابقة تتحمّل مسؤولية القصور في تأمين قطاع نقل متكافئ وحجم الزيارات الضخمة للمحافظة

 

شبكة النبأ: بعد فسحة الأمل والحرية التي شهدها العراق في الفترة التي أعقبت التغيير عام 2003 تزايدت باضطراد كبير أعداد الزائرين لمدينة كربلاء المقدسة من داخل البلد وخارجه حتى وصلت في الزيارات المخصوصة الى اكثر من 12 مليون زائر بحسب الجهات الرسمية، وقد خلقَ هذا التزايد الهائل في أفواج الزوار حاجة ماسّة لقطاع نقل ومواصلات متكامل يكون بمستوى المسؤولية في تقديم خدمة النقل ذهاباً واياباً على اعتبار ان ذلك من ضمن مسؤوليات الحكومة المركزية والمحلية والدوائر المرتبطة بها.

الذي حصل وتكرر مراراً هو ان الامور تُترك لما تؤول اليه، عندما يهمُّ الزائر بالخروج من كربلاء بعد أداء الزيارة ولايجد وسيلة النقل التي تقلّه الى منطقته التي قد تبعد مئات الكيلومترات بل ان الزائر قد يجد نفسه متورطاً عند القطوعات الرئيسية الواقعة على حدود المدينة حيث يكون قد أُنهك من جرّاء المشي لعشرات الكيلومترات لولوج منطقة الحرمين الشريفين، وفي كل مرة وعند انتهاء الزيارة يبدأ مسلسل تبادل الاتهامات عن القصور في هذه المسألة بين دوائر الدولة ومنها الحكومة المحلية وتنتهي الزيارة وهكذا دواليك...

حاولنا في هذا الإستطلاع اللجوء الى المواطن باعتباره مقياساً واقعيا لأداء قطاع النقل ومعرفة رأيه في مشاكل النقل التي تخللت الزيارات الضخمة السابقة وكذلك تشخيصه للمسؤول المباشر عن تلك المشاكل، ولم نغفل في أن نستشف منه المقترحات التي من الممكن ان تساعد الحكومة المحلية الحالية في تجاوز الاختناقات والزحام الهائل الذي يحصل في كل زيارة مليونية...

ابتداءً أشارت اصوات نسبة كبيرة من الذين استُطلعت آراؤهم الى ان الحكومة المحلية السابقة ممثلة بالسيد المحافظ ومجلس المحافظة كانت هي الجهة المسؤولة عن وقوف مئات آلاف الزوار عند مداخل كربلاء وعجزهم عن ولوج منطقة مابين الحرمين الشريفين بيُسر لأداء مراسيم الزيارة، وكذلك حيرة ملايين آخرين في كيفية وصولهم لديارهم بعد فراغهم من شعائرهم، حيث كانت نسبة 49.11% تشير الى مسؤولية الحكومة المحلية عن الموضوع، من أصل 1300 مواطن من شرائح مختلفة تم استبيان آرائهم.

من ناحية اخرى أشارت اصوات 7.3% من المُستطلعة آراؤهم الى ان وزارة النقل والمواصلات، هي الجهة التي يجب أن يقع على عاتقها تأمين قطاع النقل والمواصلات في الزيارات المليونية لكربلاء على اعتبار ان الوافدين هم مواطنون من كافة محافظات العراق والمسالة ترتبط هنا بالجهد الحكومي على أرفع مستوى...

وبالمقابل قال ما نسبتهم 32.5% من المواطنين الذين استطلعت آراؤهم ان هيئة النقل والمواصلات هي الجهة المسؤولة عن التقصير في مسألة نقل الزوار ذهاباً وإياباً، بينما أفاد 11% بأن مديرية مرور محافظة كربلاء هي الجهة المسؤولة عن الاختناقات الهائلة التي تواجه انسيابية افواج الزائرين أثناء الزيارات الضخمة...

مقترحات المواطنين

وفي سبيل المساعدة في بلورة الأفكار والخطط التي من الممكن أن تساعد على احتواءالزخم الهائل للزوار وعدم تكرار ما حصل في الزيارات السابقة من اختناقات وقصور في قطاع النقل، قدّمَ العديد من المواطنين آراءً ومقترحات كان منها:

1- ضرورة توفير (قطع إرشادية) بلُغات مختلفة، لتعريف الزائرين، في مفترقات الطرق الخارجية والداخلية بحيث تكون واضحة للعيان ويمكن رؤيتها أثناء الليل.

2- اعتماد خطط نقل حديثة تتمثل في إطلاق مشاريع (مترو) النقل الداخلي وأسطول باصات كبيرة تتناسب وحجم الأعداد الضخمة للزائرين.

3- تخصيص (ميزانية سنوية) من قِبل الحكومة المركزية للزيارات المخصوصة التي تشهدها كربلاء، والأخذ بعين الاعتبار أن كربلاء هي مزار دائم ومحل للوفود الاسلامية العربية والاجنبية.

4- إنشاء خط متكامل (للسكك الحديد) بين كربلاء وبغداد ومحافظات الفرات الأوسط لما للقطارات من قابلية على نقل أعداد كبيرة من الزوار.

5- توفير مرائب داخلية وخارجية، بحيث تقوم سيارات النقل الداخلي بنقل الزوار من والى الساحات خارج المدينة.

ان إشارة قرابة (نصف) الذين استُطلعت آراؤهم الى مسؤولية الحكومة المحلية السابقة عن القصور في قطاع النقل والمواصلات أثناء الزيارات المليونية التي تشهدها كربلاء تحتّم على الحكومة الحالية التأهُّب بحزم لتجاوز أوجه القصور المذكورة من خلال تهيئة لجان متخصصة تقف على مفاصل الخلل وتمنع وقوعه مرة اخرى، كما ان هناك رؤى توجب ضرورة الإلحاح على الحكومة المركزية من اجل إنشاء لجنة وزارية متألفة من عدّة وزارات، تشرف على وضع الخطط الكفيلة لحماية الزائرين، وتأمين وسائل النقل والراحة لهم، في ذهابهم وإيابهم الى كربلاء المقدسة...

وعسى أن تنفع التنبيهات وملاحظات المواطنين وآراؤهم الحكومة المحلية الحالية على أمل عدم تكرار المأساة التي تعرضَ لها ملايين الزائرين خلال زيارة الأربعين السابقة خاصة ونحن على أبواب زيارة النصف من شعبان ذكرى ولادة الامام المهدي المنتظَر عجل الله تعالى فرجه الشريف...

 

ت

الجهة المقصرة

عدد الأصوات

النسبة

1)               

الحكومة المحلية

648

49.11%

2)               

وزارة النقل والمواصلات

94

7.3%

3)               

هيئة النقل والمواصلات

421

32.5%

4)               

مديرية مرور كربلاء

143

11%

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/تموز/2009 - 5/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م