الجنس البشري قائم ومستمر ببقاء الرجل والمرأة كشريكين في الإنسانية
وتحمل مسؤولية الإعمار على وجه الأرض بالتساوي، وليس هناك أفضل من
الآخر إلا بالعمل وبمعيار التقوى.
كيف سيكون العالم من دون رجال أو نساء؟ وهل سيستمر بقاء واستمرار
العنصر البشري من دون الحاجة للرجال، والاكتفاء فقط بالحيوانات المنوية
المخزنة في المستودعات، والطريقة الحديثة التي حققت نجاحا في تطوير
طريقة عبر إنتاج حيوانات منوية، من خلال خلايا جذعية مأخوذة من أجنة
بشرية؟
الظاهر ان الرجال في زمننا أصبحوا لا قيمة لهم بعدما فقدوا المكانة
السابقة، وقد حان الوقت ليدفع الرجال الضريبة ضريبة (ما يسمى بتهميش
العنصر النسائي) عبر قيادتهم للعالم - الدينية والسياسية - ومسؤوليتهم
عن الحروب والدمار والدماء..، وكذلك عن التطور الحضاري البشري حسب ما
نحن فيه.
وهناك من يحمل الرجال المسؤولية فيما يحدث من دعوة الاستغناء عنهم،
بعدما قاموا «الرجال» بجهود عظيمة واكتشافات عالمية مبهرة، فالرجال لهم
الفضل في ما تنعم به البشرية من تطور في مجال العلوم والتقنية والحضارة
وسن قوانين المساواة والحرية والديمقراطية في العالم، وها هو الرجل
يحارب بتلك العلوم والقوانين والتقنية التي اكتشفها، فأصبح العالم بفضل
العلم والتقنية ليس بحاجة لعضلات الرجال القوية فهناك آليات ومعدات
واكتشافات قوتها تضاعف قوة الرجل العضلية بملايين المرات، وبفضل قوانين
المساواة والديمقراطية فقد الرجل احتكار المناصب الكبرى في إدارة
الدولة، وأصبحت المرأة مسؤولة ونائبة ووزيرة من العيار الثقيل - وزيرة
دفاع وخارجية - ورئيسة دولة، وبفضل اكتشافات الرجل أصبح الرجل ليس
الخيار الوحيد..،
بل فقد المكانة التي يحتفظ بها سابقا لا غنى عنه لعملية الإنجاب
بعدما نجح فريق من الباحثين في جامعة نيوكاسل بإنتاج حيوانات منوية في
معاملهم، وذلك من خلال خلايا جذعية جينية. إذ قال رئيس فريق الباحثين
البروفيسور كريم نايرنيا، ان فريقه حقق اختراقا عمليا جديدا، بنجاحه في
تطوير طريقة مبتكرة لإنتاج حيوانات منوية، وذلك عبر معالجتهم لخلايا
جذعية أخذوها من أجنة بشرية واستخدام حمض الريتينويك، وهو مشتق من
فيتامين «ا» .
هذا الاكتشاف العلمي الإبداعي على مستوى العلم البشري الراهن، يمثل
ثورة علمية هائلة، وقد انقسم العلماء حول ذلك بين مؤيد ومعارض، فهناك
مؤيدون لأنه تحد علمي وحل للحالات المرضية “العقم” وهناك من يعارض بشدة
بأنه ضربة قوية للبعد الأخلاقي.
عموما لنعود إلى وضع الرجال الذين بدأوا يخسرون يوما بعد يوم
امتيازاتهم ومنها إفرازات الاكتشاف الجديد، وبدأ عدد من الرجال يرفعون
أصواتهم مطالبين بحقوقهم المسلوبة، بعد ارتفاع عدد الزوجات اللاتي
يضربن أزواجهن في العالم، كما أشارت بعض الدراسات ففي دراسة ميدانية
للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية في مصر، نشرت في صحيفة
«الرأي العام» الكويتية الثلاثاء 2-5-2006. «أن نحو 30 بالمئة من
الزوجات المصريات يضربن أزواجهن، ويعاملنهم معاملة عنيفة.
واستندت الأرقام على إحصائيات شملت البلاغات التي تلقتها أقسام
الشرطة والمستشفيات والقضايا التي تنظرها المحاكم، وانتهت بتعرض
الأزواج للبطش من زوجاتهم». وبذلك تحتل مصر المركز الأول على مستوى
العالم حسب الدراسة التي أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية
بالقاهرة، وذكرت دراسة اجتماعية ان بريطانيا تأتي في المركز الثاني
بنسبة 23 بالمئة، وأميركا في المركز الثالث بنسبة 17 بالمئة. هل أصبح
الرجال في زمننا بحاجة إلى من يدافع عن حقوقهم ورجولتهم المسلوبة باسم
حقوق المرأة والمساواة، وهل الرجال بحاجة للتحرك لإنشاء مؤسسات للدفاع
عن الرجولة؟ حيث بدأنا نسمع عن إنشاء جمعيات للدفاع عن حقوق الرجال
المهدورة، وربما سنشاهد المزيد منها.
يا جماعة؛ الحقيقة المرة إن الإنسان (امرأة أو رجل) في منطقتنا
مسلوبة حقوقه وكرامته - وليس فقط المرأة -، وان من حق المرأة (الأم
والزوجة والبنت) أن تحصل على كامل حقوقها الإنسانية والدينية بدون نقص،
ولقد حان الوقت للاعتراف بحق كل طرف بالعدالة والحرية والمساواة
والاحترام كما أمر الخالق عز وجل الذي ساوى بين البشر، وبان المرأة
شريك بل هي أم الإنسانية.
خذوا حذركم يا رجال من زمن يقول: لا حاجة للرجال!! . |