سقطرى اليمنيّة وتحديات الحفاظ على تنوّعها البيولوجي النادر

 

شبكة النبأ: تتمتع جزيرة سقطرى اليمنيّة بقيمة عالمية بفضل تنوعها البيئي البيولوجي وثروتها الهائلة المتنوعة من النباتات والحيوانات، وتضم الجزيرة 825 نوعا مختلفا من النباتات 37 في المئة منها غير موجود في أي مكان اخر بالعالم كما أن 90 في المئة من أنواع الزواحف و59 في المئة من أنواع الحلزونات البرية التي تعيش فيها لا تتواجد في أي منطقة أخرى.

لكن النشطاء المحليين في مجال حماية البيئة يقولون ان جمال الجزيرة النادر يواجه تهديدا متزايدا من تصرفات البشر.

وقال ثابت عبد الله خميس رئيس اقسام مراقبة الحياة البحرية بهيئة حماية البيئة اليمنية "بعض المواطنين يتسللون الى الموقع لاصطياد السلاحف للاكل.. الى اخره."

وفي سقطرى انواع نباتية نادرة مثل شجرة دم التنين التي تعرف ايضا باسم شجرة دم الاخوين وشجرة القثاء وصمغ فرانكينسنس وعشب بيجونيا. وفي اطار مبادرة محلية خصص عدد من مناطق الجزيرة لجمع الانواع والفصائل النباتية المختلفة والحفاظ عليها.

وفي سقطرى أيضا تجمعات كبيرة تضم 192 من أنواع الطيور البرية والبحرية منها بعض الانواع المهددة بالانقراض. بحسب تقرير رويترز.

وتتميز الحياة البحرية في سقطرى بالتنوع بدرجة كبيرة حيث بها 253 نوعا من الشعب المرجانية و730 نوعا من الاسماك التي تعيش قرب الشواطيء و300 نوع من سرطان البحر والكركند والربيان.

وقال خميس ان الحاجة تدعو لتخصيص مناطق محددة للغوص من أجل حماية البيئة الطبيعية البحرية والحفاظ على الشعب المرجانية.

وسقطرى التي تتبع محافظة حضرموت في اليمن ارخبيل منعزل يتألف من أربع جزر. والجزيرة الرئيسية منها هي سقطرى بالاضافة الى جزر عبد الكوري وسمحه ودرسه في المحيط الهندي قبالة ساحل القرن الافريقي.

ويساور السكان المحليون القلق من احتمال أن يهدد طريق بدأ انشاؤه في الجزيرة عام 2005 التنوع الحيوي المميز والغني للارخبيل.

وفي يوليو تموز عام 2008 ضمت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) سقطرى الى قائمة مواقع التراث الطبيعي في العالم واجتذب الارخبيل اهتمام العديد من مشاهير علماء النبات الدوليين.

وسقطرى احد اربعة مواقع في اليمن تضمها قائمة مواقع التراث العالمي التي سجلتها يونسكو بالاضافة الى بلدة زبيد (ضمت عام 1993) والبلدة القديمة في صنعاء (1986) ومدينة شبام الصحراوية.

لكن الصيد على نطاق تجاري والرعي الجائر واستنزاف الموارد البرية والبحرية تهدد التنوع البيئي والتنمية المستدامة في سقطرى.

كما يخشى سكان الجزيرة ان تتحول جوهرتهم الثمينة قريبا الى مقصد سياحي مهم ويقول بعضهم ان ثمة فنادق يجري بناؤها بالفعل.

وقال وجدي عمر علي، العامل في نزل سياحي على الشاطيء والمرشد السياحي "يسألني السائحون اسئلة كثيرة عما يفعلونه هنا في هذا المكان الجميل. قلت لهم انهم يبنون. الان الجميع يضربون جباههم بايديهم (تعبيرا عن الدهشة) ويقول السائحون ان هذا غباء بالغ."

ويتولى عدد من المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الوطنية والدولية تنفيذ مشاريع لحماية البيئة منها اصدقاء سقطرى وبرنامج الحفاظ على سقطرى وتنميتها والهيئة اليمنية لحماية البيئة وبرنامج الام المتحدة الانمائي.

وقال ناشط في مجال حماية البيئة يدعى احمد عبد الرحمن "لو فكرنا مستقبلا بالتصدير والبيع خارج الجزيرة أن تكون النوعية جيدة وتطابق المواصفات العالمية بالنسبة للحوم وبالنسبة للفحوصات الضرورية والغرض من ذلك اعطاء الجزيرة صورة ممتازة من ناحية ثروتها الحيوانية."

وذكر احمد سلطان نائب مدير هيئة حماية البيئة ان من الضروري تكثيف المبادرات الجماعية وزيادة الوعي بهشاشة النظام البيئي في الجزيرة والحاجة الملحة للحفاظ عليه.

وقال سلطان "هناك طرحت فكرة أنه لا بد من اجتماع المانحين مع بعض في اجتماع شامل بحيث تحدد الانشطة كل واحد مثلا له هدف من الجانب البري وأيضا معه في الجانب البحري لا بد من تنسيق الانشطة والجهود بحيث تبدو المسألة في اطار واحد وفي اطار مظلة واحدة."

ويأمل سكان سقطرى المحليون ان تثمر جهودهم عن استمرار الجزيرة ضمن مواقع التراث العالمي وعن الحفاظ على تنوعها البيولوجي الغني.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 27/تموز/2009 - 4/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م