غريب أمر الـ «خليجي» الذي أينما ذهب يجد الترحيب حبا بقيمته
المالية الممزوجة برائحة آبار النفط، ولكن في دول الخليج يعاني
الـ«خليجي» من مشاكل كبيرة فهو مرفوض وغير مرحب به من قبل أهله!
الـ«خليجي» يمر بمرحلة غير مستقرة بسبب المتغيرات الداخلية
والخارجية، والأزمة الاقتصادية العالمية، وشدة الاختلافات بين أهله،
ومن داء حسد الحساد - على ماذا محسود ومعظم الشعب الخليجي «مديون»، فقط
لأنه خليجي يعيش فوق اكبر مخزون للنفط في العالم، ويدخل في خزائن الدول
الخليجية المليارات من الدولارات، بعدما كان الـ«الخليجي» غير معترف به
من قبل الأشقاء والأقرباء، لا أحد في العالم يسأل عنه بسبب فقره، فهو
يعيش في أفقر المناطق في العالم، فمعظم أرضه صحراء جرداء، والأراضي
الزراعية بسيطة جدا في الواحات فقط لقلة الأمطار ومصادر المياه، والبحر
مصدر الرزق المتاح لمن لا يملكون المزارع والحلال - الماشية - أو
التجارة أو الحرفة المهنية، أجواؤه من أسوأ الأجواء في العالم بسبب
ارتفاع الحرارة والرطوبة العالية جدا «كالسونا» في الصيف، والبرودة
القارسة في الشتاء،وذلك قبل خمسة عقود من الزمن فقط أي قبل ان ينعم
الله عليه بنعمة اكتشاف النفط، وتتغير الحال.
ان كلمة «خليجي» هو الاسم الذي يلقب به جميع مواطني دول مجلس
التعاون الخليجي، وسيصبح «خليجي» اسم العملة الخليجية الموحدة حسب ما
هو مقترح من قبل المسؤولين في دول المجلس لا المواطنين، وهذه العملة
«خليجي» وقبل ولادتها تحولت إلى أزمة متفاقمة، فبعد سنوات طويلة من
المطالبات الشعبية الخليجية لتوحيد العملة، ضمن آمال عريضة منها فتح
الحدود وحرية الانتقال والعمل.. وغيرها لبناء المشاركة والوحدة،
والانتظار الممل لولادتها تعرضت لضربات قوية متلاحقة أضرت بها وهي جنين
تهدد ولادتها ومستقبلها وتتحول إلى إجهاض، ولهذا ارتفعت الأصوات مطالبة
بمعالجة الوضع بشكل صحيح كي لا يولد «خليجي» مشوها، وكي لا تنشغل
الأنظمة الخليجية في المستقبل بمعالجة المخلوق الجديد العملة المسمى بـ
«خليجي» العليل على حساب المواطن الـ«خليجي» الذي يعاني من مشاكل
كبيرة. وبالتالي يصدق عليه القول «يا من جاب من حلاله علة».
الشعب الخليجي يأمل أن تولد العملة الخليجية الموحدة قوية في ظل
اتفاق جميع أعضاء دول الخليج فليس من الصحيح أن تكون دولتان مهمتان
خارج الاتفاق وهما الإمارات وعمان، وبدون أن يعرف الشعب الخليجي
الأسباب الرئيسة للتحفظ والرفض، بعدما تسربت أخبار نتيجة غياب
الشفافية، تؤكد تحفظ البعض على إقامة المركز المالي البنك المركزي
الخليجي في الرياض، وتحفظ البعض على اسم العملة بالـ«خليجي».
«خليجي» اسم غير مرغوب فيه للعملة الخليجية الموحدة، بل مجلس الشورى
السعودي في جلسته الـ 40 الأخيرة، طالب بتغيير مسمى العملة الموحدة
المقترحة «خليجي» إلى اسم آخر، هذا وقد وافق أعضاء المجلس بالأغلبية
على طلب المصادقة على اتفاق الاتحاد النقدي لمجلس التعاون الخليجي
المقدم من لجنة الشؤون الخارجية.
بلا شك ان إصدار العملة الخليجية الموحدة طموح يتطلع إليه جميع
أبناء الخليج، لما يمثله من قوة اقتصادية هائلة، ولكن ينبغي أن يتم
الاتفاق بطريقة حضارية قائمة على الشفافية والمشاركة، وإشراك أبناء دول
الخليج في اختيار اسم العملة، العملة التي حدد لها ان تصدر في عام
2010م.
هل ستولد العملة الخليجية الموحدة في الوقت المحدد، وهل سيتم
الاتفاق على اسم آخر غير خليجي، وما مصير الدينار والريال والدرهم، وهل
ستنضم الإمارات وعمان، أم أن العملة ستتحول إلى أمنية، وعملة في مهب
الريح؟. |