الروتين الإداري مرض قديم

عباس يوسف آل ماجد

عندما سئل أحد البسطاء ما هو الروتين؟ أجاب بأنه شقيق البروتين واعتقد انه من صنف اللحوم، إجابة هذا الرجل البسيط مقاربة للواقع لان تناول البروتين بكثرة يؤدي الى المرض وكثرة الروتين تؤدي المرض أيضا، فالروتين هو تصعيب وتفخيم الشيء من سهل الى صعب ومن صعب الى اصعب بواسطة سلسلة مراجع إدارية وتعقيدات لا أول لها ولا آخر.

 إن هذه الظاهرة المقيتة تعم مجتمعنا العربي والمجتمعات الشرقية خصوصا، يرجح بعض الخبراء أن إجراءات الروتين الإداري تجاه المواطن تكون نابعة من عقدة الموظف المختص تجاه الآخرين، أو ابتزاز المواطن لإجباره دفع الرشى، ولنأخذ الواقع العراقي مثلا، بدأ الروتين الإداري في ثمانينيات القرن الماضي وفق سياسة حكومية ممنهجة ذلك الحين، كان الهدف من تلك السياسة فتح الأبواب أمام المقربين  وقطع الطريق أمام البسطاء لنيل استحقاقهم الوظيفي أو الدراسي، فنجد نادرا أن يكمل رجل بسيط الماجستير في ذلك الحين أو يلتحق بالسلك الدبلوماسي، في تسعينيات القرن الماضي زادت كمية الروتين بنسبة عالية مما مهد الى انتشار الفساد الإداري وحالات الاستفزاز، ففي كل معاملة تطلب هوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية والبطاقة التموينية وبطاقة السكن وأنا أتسآل لماذا تستمر هذه الظاهرة لحد الآن؟ ألا يمكن أن تصدر الجهات المعنية بطاقة موحدة بمواصفات خاصة لا تعتمد التزوير تكون فيها بصمة الإبهام وأمور فنية أخرى وتحتوي على الاسم الرباعي واللقب وعنوان السكن والرقم المدني واسم الزوجة، وتعمم تلك المعلومات على جميع دوائر الدولة بصيغة قاعدة بيانات موحدة وبذلك سنكون قد اختصرنا ما نسبته 95% من معوقات العمل.

 أما بالنسبة لعمل دوائر الدولة  فيمكن عمل الإضبارة الإلكترونية، وكذلك استخدام الصراف الآلي في المصارف، ولن تكون هنالك صعوبات أو حجج أخرى يتذرع بها بعض ضعاف النفوس، مع دخول الحاسوب عالمنا اصبح من السهل التعامل مع القضايا، ويجب على الجهات المختصة أن تعد آلية لوضع برامج تختصر الروتين وتريح المواطن المسكين.

* كاتب عراقي

abbasmajedy@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 22/تموز/2009 - 29/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م