المقصود بالمرأة:
ننظر للمرأة من حيث أنها الجنس المغاير للرجل والذي يحمل صفات
فسيولوجية/بيولوجية مغايرة له بالتال، وكذلك من زاوية النوع الاجتماعي،
بكل ما فرضه المجتمع من اعتقادات وتصورات وأراء حول هذا الكائن الذي
يمثل خمسين بالمئة من التكوين الاساسي للمجتمع.
لماذا المرأة:
تقتصر هذه الورقة على المرأة لما لها من دور تاريخي وواقعي علي
التمريض منذ ابتكار هذه المهنة وحتى مواكبة آخر تطوراتها،هذا من جانب،
ومن جانب آخر فإن البعض يعزي هامشية المهنة الى التهميش التاريخي
المجحف بحق المرأة، وقد جاء ذلك تحصيل حاصل.
هناك اعتقاد سائد في بريطانيا: " بأن كل امرأة هي ممرضة بالفطرة"
فضلا عن ان دراسة الخاص قد تغنينا عن العام، وبالتالي عندما نعكف
على دراسة احدى الجزيئات فإننا لا محالة نستدل على الكل الشمولي.
مثال توضيحي: الاستيطان، وهو احدى الجزيئات التي ينتجها الاحتلال،
فإننا لا محالة نستدل على جرائم الاحتلال الشمولي الكلي.
أولا: المدماك التاريخي لعمل المرأة بالتمريض
منذ فجر التاريخي الصحي، والمرأة تتنصب عرش التمريض بتاجها الابيض،
وتاريخنا العربي ملئ بالممرضات اللواتي كان لهن دور في تقديم العلاج
وتأهيل الجرحي ورعاية المرضى، فها هي رفيدة الاسلمية، وكعيبة الانصارية،
ونسيبة بنت الحارث، تساعدن في مداواة جرحى المعارك الاسلامية، وكن
رائدات بحق في التمريض دون انتظار المقابل،
واوروبا كان لها الحظ الوافر في نقل مهنة التمريض من الكنيسة، "التراث
الديني" الى المؤسسة من خلال انشاء المدارس التعليمية للتمريض ونقلها
لمسؤلية السلطات المدنية، نتيجة لحركة الاصلاح الديني، فبعد ان كان
الاحسان هوالوازع المحرك للتمريض، مثل اخوات البر التابعة
للكنيسة،أصبحت المدرسة التعليمية هي المؤثر في كفاءة ومقدرة الممرضة
بحيث تخضع للقوانين والاخلاقيات المستقاة من روح المهنة الخالص، وجاء
ذلك على يد الممرضة فلورنس نايتنجيل في عام 1860م.
ثانيا: المدماك الاجتماعي: رؤية المجتمع لعمل
المرأة في التمريض
جدلية رقم (1):
هناك ازدواجية بالرؤية، فمن جهة نجد المجتمع ينظر للمرأة العاملة
بالتمريض، بأنها تحمل قيم انسانية، تتسع لجميع البشر بخلاف النظر للجنس
اواللون اوالدين، ويصفها بملاك الرحمة، ويمنحها الصفات الايجابية مثل
الحنان واللطف والصبر والصدق، ومن جهة آخرى نجد المجتمع يحمل صفات
دونية عن المهنة والقائمات عليها ويصفهن …………………. الخ
تنويه: نحتاج لدراسة علمية حول توجهات المجتمع للمرأة العاملة
بالتمريض
رغم ازدواجية توجه المجتمع، فهناك دوافع وتحديات للمرأة العاملة
بالتمريض
*** الدوافع
1-الدافع الانساني: والذي يتحلى به جميع البشر من باب كونهم بشر،
وتتمتع المقبلة على دراسة التمريض بالنصيب الأوفر من القيم الانسانية.
2-الدافع الاقتصادي: الاستغناء عن المعيل الاقتصادي للمرأة من أجل
توفير الاحتياجات المادية بنفسها، حيث ان المهنة تفتقر للبطالة نسبة مع
غيرها من المهن.
3-الدافع الوطني: نتيجة لخصوصية المجتمع الفلسطيني عن غيره من
المجتمعات المحيطة، ومروره بالنكبات والازمات المتعاقبة نتيجة للاحتلال،
نجد ان المرأة تشارك الرجل في الدور النضالي ، مثال: ارتفاع نسبة
المقبلات على دراسة التمريض في الانتفاضة الاولى والثانية.
4-الدافع الاجتماعي وتقدير الذات ، من أجل تعزيز النشاط الاجتماعي
العام في اطار العمل.
*** التحديات
1-التعميم:
ما يعززه المجتمع من قيم رجعية متخلفة عن عمل المرأة بشكل عام، وعن
عمل الممرضة بشكل خاص، وهي خليط من الافكار والاحكام المسبقة والمسمومة
التي يرددها دائما نحوالممرضة.
2-الأمن العائلي/الأسري، والترابط الاجتماعي
جدلية (2): من المفارقات العجيبة ان تعتني الام الممرضة بأبناء
غيرها وتترك أبناءها دونما رعاية.
كما أن المهنة قد تفقدها الالتزام بالمناسبات الاجتماعية، هذه فضلا
عن ان البعض يعزي تفشي ظاهرة العنوسة بين الممرضات نتيجة لطبيعة عملهن.
3-السلم الوظيفي:
لا يوجد تدرج في السلم الوظيفي، رغم التحصيل الاكاديمي المرتفع لبعض
الممرضات، فإنهن يبقين ممرضات حتى تقاعدهن، إلا من رحم ربي………؟؟
4-طبيعة العمل وويلات الورديات المتعاقبة:
ان الخلل الذي يصيب الساعة البيولوجية قد يتسبب بمضاعفات جسدية
ونفسية على الممرضة
5-الاعلام:
هنا لا يوجد ازدواجية في اتجاه الاعلام نحوالممرضات، فهي إما الانثى
التي ترافق الرجل المسن من اجل وراثته عند موته، أوهي الخادمة المطيعة،
أوهي مدمرة البيوت الزوجية الامنة، ………الخ
تنويه: نسبة النادمات على العمل بمهنة التمريض في أحد المستشفيات
الامريكية تصل الى 31%، في بلادنا نحتاج لدراسة علمية؟؟
ثالثا: المدماك الحقوقي: كفالة الحقوق دوليا
ومحليا
1-الحقوق الانجابية: وهي جزء لا يتجزأ من منظومة حقوق الانسان
العالمية، وقد جاء التأكيد عليه في مؤتمر بكين للمرأة عام1994م، وتشمل
حق الحمل السليم البعيد عن المخاطر المهنية، ومنح اجازة الامومة عند
الانجاب، والرضاعة السليمة من خلال توفير ساعات الرضاعة، والحضانة
الآمنة من خلال توفير بيوت الحضانة بالقرب من مكان العمل.
2-الحق في العمل الجزئي بما يتناسب مع تربية الاطفال
3-الحق في الاستراحة أثناء الورديات من أجل تناول المأكولات
والمشروبات
4-الحق في التعبير عن الذات، من خلال اعطائهن "كوتا نسوية" داخل
النقابة مثلا
5-الحق الترفيهي، تنظيم الرحلات السياحية داخل وخارج البلاد سنويا
6-الحق في حرية الديانة ومتتطلباتها، وعدم الضغط على الممرضات بخلع
الحجاب اوالصليب
7-الحق في الوصف الوظيفي الملائم لتحصيلهن الاكاديمي والعملي،
وتوفير متطلبات وأدوات الاجراءات التمريضية
8-الحق في تأمين المواصلات والتنقل من السكن لمكان العمل وبالعكس،
خصوصا بالورديات الليلية
9-الحق في تقديم الشكاوى للجهات الرسمية والعمل على حلها،
10-الحق في جدولة برامج العمل المسبقة، لتنظيم الروابط الاجتماعية
الخاصة بالممرضة
11-الحق في رفع قيمة المهنة
عبر الوسائل التالية:
*استبدال الاعلام السائد بالاعلام الموجه نحوتحسين الصورة المنعكسة
عن المهنة والعاملات فيها ،
*احتواء المناهج الدراسية على مواضيع تتعلق بالمهنة وانسانيتها
*فرض متطلب تطوعي للجامعيات لممارسة بعض الاجرائيات التمريضية في
المستشفيات تحت اشراف مباشر
*تشجيع صناع القرار للمهنة، مثل المشاركة بجميع الفعاليات
والاحتفاليات الخاصة بالتمريض
*رفع الرواتب بما يتناسب مع التحصيل الاكاديمي والعملي للممرضات
*تقنين الحقوق المكتسبة في مسودة لمناقشتها واقراراها في البرلمان
تذكر/ي: انهم ملائكة رحمة ولكن ....... لهم احتياجات بشرية
Mazen1413@yahoo.com |