كوارث الطيران: 2009 الأسوأ والأسباب عواملَ بشرية

قائمة سوداء للطيران وعودة الطائرات التجارية الأسرع من الصوت

شبكة النبأ: قال أحد المدافعين البارزين عن سلامة الطائرات ان العوامل البشرية تظهر كاتجاه مقلق وراء حوادث الطيران في العالم بينما تمثِّل عوامل عرضية أخرى مثل الارهاق وأجهزة الطيران المعقدة وعدم اتساق التدريب والتنظيم تحديات جديدة لشركات الطيران.

وفي الوقت الذي لا يزال العالم يحبس شهقات صدمته من حادثة سقوط طائرة الركاب الفرنسية في المحيط الأطلسي مطلع حزيران الماضي تزداد ملابسات كارثة الرحلة AF-447 غموضاً بعد فشل المحققين في العثور على أدلة قد تساعدهم في كشف هذا اللغز.

وسواء كانت عقوبة او وسيلة ضغط، فان وضع (قائمة سوداء) عالمية لشركات الطيران التي تشكل خطورة على حياة الركاب امر يثير مشاكل جادة ويصعب تطبيقه من دون وجود رغبة سياسية حقيقية لدى الحكومات.

ويهدف طلب وضع هذه القائمة والذي تقدمت به فرنسا بعد حادث طائرة الايرباص اليمنية التي تحطمت في جزر القمر وتبنته المفوضية الاوروبية، الى عدم استخدام طائرات لا تتوافر فيها معايير السلامة التامة في استكمال الرحلات الطويلة خلال احدى مراحل التوقف كما كان الحال في رحلة اليمنية.

عوامل بشرية وراء حوادث الطيران

وأبلغ بيل فوس رئيس مؤسسة سلامة الطيران ومقرها الولايات المتحدة مسؤولين في صناعة الطيران ومسؤولين حكوميين أن عام 2009 قد يكون أسوأ عام في عشر سنوات من حيث حوادث الطيران التجاري الكبرى.

وطبقا لبيانات المؤسسة فقد وقع 12 حادثا خلال هذا العام حتى يونيو حزيران وشركات الطيران على مستوى العالم في طريقها لتسجيل أعلى عدد لحوادث الطيران في عشر سنوات والذي بلغ 24 حادثا عام 1999. ووقع 16 حادث طيران في العام الماضي.

ويشمل اجمالي الحوادث في هذا العام طائرة الركاب اليمنية التي سقطت في المحيط الهندي يوم الثلاثاء وعلى متنها 153 من الركاب وأفراد الطاقم وتحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية (اير فرانس) في المحيط الاطلسي قبالة سواحل البرازيل في الاول من يونيو حزيران وهو الحادث الذي أسفر عن سقوط 228 قتيلا من ركاب الطائرة وأفراد الطاقم. بحسب رويترز.

والطائرة التي تحطمت في كل من الحادثين من طراز ايرباص ولا يزال التحقيق مستمرا لمعرفة أسباب تحطم الطائرتين.

وقال فوس عن الحوادث المؤسفة التي تقع أثناء الطيران والمرتبطة بأعطال أو مواقف أخرى غير متوقعة لا تؤدي عادة الى تحطم الطائرات "نشهد تزايدا في فقدان السيطرة... نعود الى الشأن الخاص بالعوامل البشرية."

وتشير بيانات عام 2008 التي جمعها الاتحاد الدولي للنقل الجوي الى أن فقدان أفراد الطاقم للسيطرة على الطائرة مسؤول عن 13 في المئة من الحوادث على المستوى الدولي.

الاندبندنت: لماذا تحطمت ايرباص أخرى؟

لماذا تحطمت ايرباص أخرى وهل صار الطيران أكثر خطورة؟ تحت هذا العنوان يكتب ارشي بلاند على صفحات الاندبندنت حول حادثة الطائرة اليمنية التي سقطت في المحيط الهندي.

يسأل الكاتب لماذا نسأل هذا السؤال الآن؟ ويجيب على نفسه قائلاً أنه بعد أكثر من شهر بقليل على سقوط طائرة الايرباص 447 التي كانت متجهة إلى فرنسا على شواطىء البرازيل ومقتل ركابها الـ 228، تسقط طيارة ايرباص أخرى.

يشير الكاتب إلى عدد من العوامل التي يمكن أن تكون قد ساهمت في سقوط الطائرة من بينها الجو السىء والهبوط في وقت متأخر من الليل، لكنه يقول إن العامل الأكثر اثارة للقلق هو حالة الطائرة نفسها.

ويضيف الكاتب أن عائلات العديد من الركاب الذين كانوا على متن الطائرة، والذين هم مواطنون من جزر القمر كانوا عائدين من فرنسا، القوا باللوم على الاسطول الجوي اليمني.

وينقل الكاتب تعليقات بعض أقارب الركاب حول حالة الطائرة.ويتساءل الكاتب مرة ثالثة عما إذا كانت الطائرة نفسها تتحمل اللوم؟ ثم يجيب على نفسه كالمعتاد.

يقول الكاتب إن الاسطول الجوي اليمني قد تعرض لانتقادات بارزة في الماضي، وإن المفتشين الفرنسيين الذين فحصوا الطائرة في مطار شارلسز ديجول عام 2007 لاحظوا بعا عدداً من الاخطاء.

ويضيف بلاند أن الطائرة منعت من التحليق فوق الاجواء الفرنسية وتم توجيه طيران اليمنية باجراء فحوصات أكثر صرامة مستقبلاً. ويسأل الكاتب مجدداً: هل هناك تفسير آخر ممكن إلى جانب الاخطاء التقنية؟.

ينقل بلاند عن ديفيد ليرمونت محرر شؤون السلامة في مجلة (فلايت انترناشونال) قوله إن الخطأ البشري هو في الغالب سبب الحادث، مشيراً في هذا الصدد إلى الاعياء الذي يمكن أن يلم بالطيارين وتوقيت سقوطها في الساعات الاولى من الصباح والرياح العاتية التي سادت في المنطقة.

ثم يصل الكاتب إلى السؤال الكبير الذي عنون به مقاله حول العلاقة بين هذا الحادث وسقوط طائرة اليرباص الفرنسية قرب شواطىء البرازيل.

يقول الكاتب إنه ليس هناك علاقة على ما يبدو، ويشرح فكرته بأن الطائرة الاولى من طراز ايرباص (ايه 330) هي موديل مختلف تماماً.

ويضيف الكاتب أنه بينما وقع حادث الامس خلال مرحلة الهبوط إلى المطار، فإن الطائرة 447 سقطت اثناء تحليقها، مما يعزز فرضية الخطأ التقني.

لغز تحطُّم الطائرة الفرنسية AF-447 يزداد غموضاً

وفي الوقت الذي لا يزال العالم يحبس شهقات صدمته من حادثة سقوط طائرة الركاب الفرنسية في المحيط الأطلسي مطلع يونيو/ حزيران الماضي، تزداد ملابسات كارثة الرحلة AF-447 غموضاً، بعد فشل المحققين في العثور على أدلة قد تساعدهم في كشف هذا اللغز.

وذكر الصحفي في CNN، كيران دالي، أن المعلومات المتوافرة حول الكارثة تثير أسئلة أكثر مما توفر أجوبة، مشيراً إلى أن مجمل المعلومات التي جاءت على لسان كبير المحققين بالحادث، آلان بويلارد، الخميس الماضي، تظهر أن أسباب سقوط الطائرة لا تزال سراً يلفه الغموض، بعدما تبين أنها لم تنفجر في الهواء، وبالتالي باتت الساحة مفتوحة لشتى أنواع التكهنات.

كما أشار دالي إلى أن المعلومات تبين أن الطائرة كانت تمر في منطقة لا تعد خطرة، حيث تمكنت الكثير من الطائرات من التغلب على عواصفها والاضطرابات الجوية فيها، مبيناً في الوقت نفسه أن الطائرة، وهي من طراز "إيرباص A330"، مما يجعلها على أحدث طراز ممكن.

ورأى دالي أن الحجج التي يقدمها البعض بأن الطائرة دخلت في عاصفة أصابتها بأضرار هوت على إثرها، مجرد تكهنات بلا أساس، لأن التحقيقات ترجح أن الطائرة لم تنفجر أو تنشطر في الجو، بل الظاهر أن طاقم الطائرة فقد سيطرته عليها في وقت ما أثناء الرحلة، مما دفعها إلى السقوط بالمحيط.

أكثر من هذا، بحسب دالي، "أننا لا نعرف حتى الآن السبب وراء اقتراب الطائرة من عاصفة فوق المحيط عند وقوعها"، مبيناً في الوقت نفسه أن المحققين لا يعرفون حتى الآن إن كانت الطائرة قد حطمت أو انشطرت أصلاً وهي مقلعة  في الجو.

وتابع أن الاحتمالات حول الطائرة متعددة للغاية، بدءاً من كونها ضربت بصاعقة كهربائية وصولاً إلى عدم تمكن رؤية قبطان الطائرة مساره جيداً، نظراً للظلام الدامس، موضحاً في الوقت نفسه، أنه لا يزال حتى الآن من غير المعروف إن كان قبطان الطائرة، والذي تم التعرف على جثته من بين الجثث القليلة التي عثر عليها، كان هو بالفعل الذي يقود الطائرة عند وقوع الحادث، أم أنه كان قد أخذ قسطاً من الراحة، كما هو متبع في هذا النوع من الرحلات.

ومما زاد الطين بلة، برأي دالي، أنه لم يتم العثور حتى الآن على سترات إنقاذ من ضمن حطام الطائرة، مما يعني أن ركابها لم يشعروا أو يتصرفوا على أساس أنهم في وضع خطير أثناء سقوطها.

قائمة سوداء عالمية للطيران المدني فكرة ليس من السهل تطبيقها

سواء كانت عقوبة او وسيلة ضغط، فان وضع قائمة سوداء عالمية لشركات الطيران التي تشكل خطورة على حياة الركاب امر يثير مشاكل جادة ويصعب تطبيقه من دون وجود رغبة سياسية حقيقية لدى الحكومات.

ويهدف طلب وضع هذه القائمة والذي تقدمت به فرنسا بعد حادث طائرة الايرباص اليمنية التي تحطمت في جزر القمر وتبنته المفوضية الاوروبية، الى عدم استخدام طائرات لا تتوافر فيها معايير السلامة التامة في استكمال الرحلات الطويلة خلال احدى مراحل التوقف كما كان الحال في رحلة اليمنية.

الا ان هذه الفكرة سرعان ما اصطدمت بتحفظات من المنظمة الدولية للطيران المدني التي تشرف على حركة النقل الجوي والتي شدد المتحدث باسمها دينيس شانيون على ان وضع قائمة سوداء ليس من اختصاصها.

وقال ان "القائمة السوداء اجراء تفرضه دول والدول هي المسؤولة عن تطبيق القواعد"، موضحا انه قرار من الصعب جدا اتخاذه لان هذا الاجراء يعتبر عقوبة و"قرار بالموت". بحسب فرانس برس.

واعترفت المفوضية بان التسجيل في القائمة السوداء للاتحاد الاوروبي امر لا تنظر اليه الدول المعنية نظرة جيدة وان هناك ضغوطا سياسية قوية لتفاديه.

الا ان المفوضية عازمة على الدفاع عن طلب وضع قائمة سوداء عالمية خلال اللقاءات المقررة الاسبوع المقبل بين رئيس المنظمة الدولية للطيران المدني ومسؤولي الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا).ونقل مقربون من المفوض الاوروبي للنقل انطونيو تاخاني قوله "اننا في حاجة الى شيء سريع".

وفي الوقت نفسه، قالت اليساندرا زامبييري مسؤولة قضايا السلامة الجوية في المفوضية الاوروبية لوكالة فرانس برس "نحن حازمون جدا. والتسجيل يجري على اساس القضايا التقنية وحدها. ولا علاقة للامر بالسياسة".

عودة الطائرات التجارية الأسرع من الصوت..

تصادف هذه الأيام الذكرى الثانية والأربعين لصناعة الطائرات التجارية الأسرع من الصوت، وتحديداً لطائرات "كونكورد"، التي مضت تسع سنوات على حادثة تحطم أحدها بعيد إقلاعها من مطار في باريس، ما أدى إلى مقتل 113 شخصاً حينها.غير أن السؤال هو، لماذا لم تنشط مثل هذه الصناعة، وهل يمكن أن تعود من جديد؟

ففي العام 1976، بدأت شركتا الخطوط الجوية الفرنسية "إير فرانس"، والبريطانية "بريتيش إيرويز" بتشغيل الطائرات التجارية الأسرع من الصوت من طراز "كونكورد"، غير أن كارثة تحطم أحدها، إلى جانب تكلفة الصيانة المرتفعة، وتناقص أعداد الركاب، أدى إلى إحالة أسطول الطائرات إلى التقاعد عام 2003.

لقد كانت الرحلة بطائرات الكونكورد تستغرق وقتاً أقل بنحو نصف الوقت الذي تقطعه الطائرة العادية، فمثلا الرحلة من نيويورك إلى لندن التي تستغرق في العادة أكثر من ست ساعات، تقطعها طائرة الكونكورد بثلاث ساعات فقط.

ويقول المحامي راؤول فيلدر، الذي اعتاد السفر بطائرات كونكورد، إنه يفتقد هذه الطائرة، وأنه على استعداد للسفر على متنها بمجرد عودتها إلى الطيران التجاري، معتبراً أنها وسيلة نقل وسفر لا تقارن.

على أن فكرة عودة الطائرات التجارية الأسرع من الصوت أصبحت تطرح مجدداً، بل وذهب البعض إلى القول إنها ستعود عملياً في العام 2015، ولكنها ستقتصر، على ما يبدو، في البداية على الطيران التجاري الخاص بقطاع الأعمال، وفقاً للمحقق الرئيسي في وكالة الفضاء الأمريكية، بيتر كون.

وأوضح بيتر أن الطائرات الصغيرة الأسرع من الصوت التي يمكنها نقل 75 مسافراً ستكون متاحة بعد ذلك بعقد، أي ربما في العام 2025، على أن تليها الطائرات الكبيرة الأسرع من الصوت بعد خمس سنوات.

لكن من أبرز العيوب التي حالت دون انتشار هذا النوع من الطائرات بحسب بيتر، اهتزاز نوافذ البنايات والمنازل عندما تخترق الطائرات الأسرع من الصوت حاجز الصوت، وهو ما دفع الولايات المتحدة ودول أخرى لمنع تحليقها فوق البر. بحسب سي ان ان.

ويعمل العلماء حالياً على التخلص من "نقطة الضعف" هذه، إلى جانب العمل على التخلص من الصوت الهادر، الذي ينجم عن اختراق حاجز الصوت.

ومن الأمور الأخرى التي تبحث في هذا السياق، سعر التذكرة، فهو باهظ مقارنة بالتذاكر العادية. فسعر التذكرة من نيويورك إلى لندن، وبالعكس، وصل قبل تقاعد الكونكورد إلى 10 آلاف دولار، وهو سعر غير متاح لدى أغلب المسافرين.

مسح قاع الأطلسي لكشف أسباب كارثة الرحلة AF-447

وتدخل عمليات البحث عن الصندوقين الأسودين لطائرة الركاب الفرنسية، التي سقطت في المحيط الأطلسي قبالة سواحل البرازيل، مطلع يونيو/ حزيران الماضي، مرحلة جديدة، بعدما توقفت عن إطلاق إشارات يمكن من خلالها تحديد مكانهما، مما يبقي على حالة الغموض التي تحيط بأسباب الكارثة.

ووفقاً لهذه المرحلة، التي كشفت عنها السلطات الفرنسية الجمعة، سوف توقف سفينتين تابعتين للبحرية الأمريكية وغواصة فرنسية، عمليات البحث على صندوق التسجيلات الصوتية، وآخر يتضمن بيانات الرحلة AF- 447، على أن تقوم سفينة فرنسية مزودة بأجهزة رصد دقيقة بمسح قاع المحيط، بحثاً عن الصندوقين.

وذكرت الوكالة الفرنسة للتحقيق في الحوادث الجوية BEA أن سفينة الأبحاث الخاصة برصد قاع البحار والمحيطات "بوركوا با؟"، المجهزة بغواصة متخصصة عبارة عن روبوت وقاطرتين مزودتين بأجهزة رصد سمعي دقيقة، سوف تتولى البحث عن صندوقي الطائرة في المرحلة التالية.

ورغم أن الصندوقين الأسودين يصدران، في العادة، إشارات لمساعدة فرق الإنقاذ في العثور عليهما في خلال مدة لا تتجاوز 30 يوماً، فقد أعلنت السلطات الفرنسية بداية يوليو/ تموز الجاري، أن فرق البحث ستواصل أعمال التنقيب عن صندوقي الطائرة المنكوبة، لعشرة أيام أخرى. بحسب فرانس برس.

وكان محققون فرنسيون قد ذكروا في وقت سابق أن الطائرة بعثت بـ24 رسالة آلية بوجود خلل فني قبيل اختفائها من على شاشات الرادار، إلى أن تم العثور على حطامها لاحقاً في المحيط الأطلسي، مما يوحي بأن الطائرة إما كانت تحلق بسرعة عالية جداً أو بطيئة للغاية، خلال جو عاصف.

وزاد "حادث" تحطم الطائرة الفرنسية غموضاً، بعدما أفاد رئيس فريق التحقيق، بول لوي آرسلانيان، بأن بعض الجثث التي تم انتشلتها فرق البحث لضحايا الطائرة، تبين أن بها كسوراً في العظام، مما يُعد مؤشراً على أن الطائرة ربما تكون قد تحطمت قبل سقوطها في المياه.

إلا أن لجنة التحقيق في كارثة تحطم الطائرة الفرنسية، التي كانت تقل على متنها 228 شخصاً، لقوا مصرعهم جميعاً، استبعدت أن تكون الطائرة، وهي من طراز "إيرباص A330"، قد تعرضت لانفجار في الجو، أثناء رحلتها من مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية إلى العاصمة الفرنسية باريس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 19/تموز/2009 - 26/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م