يوسف الصديق مسلسل ديني يشد العوائل العراقية الى شاشات التلفاز

مختصون: المسلسل بديلاً ناجح عن الأعمال الهادفة لتمزيق التراث العربي والإسلامي

هشام البيضاني

 

شبكة النبأ: تشهد الفضائيات العربية منذ فترة بث مجموعة من المسلسلات التركية والغربية المدبلجة الى العربية بكثافة غير منطقية بعد عزوف اغلب المشاهدين العرب عن متابعة المسلسلات المصرية التي كانت تتسيد الشاشة.

الأمر الذي اضطر العديد من الباحثين الاجتماعيين رفع أصواتهم المطالبة بتقنين المسلسلات المدبلجة لما لها من تأثير سلبي على سلوكيات شريحة الشباب والمراهقين منها خصوصا.

في هذه الأيام تطل علينا مسلسل إيراني مدبلج يتناول قصة تاريخية عن فترة النبي يوسف عليه السلام، لكن ألافت إنها استطاعت استقطاب متابعة الجمهور العراقي بشكل لطيف يدعو الى التفاؤل بقدرة الوسط الفني من إنتاج دراما إسلامية أو عربية بمستوى جيد قادرة على منافسة الدراما الاجنبية. 

المسلسل يفرض نفسه

فيضطر محمد سلمان لإلغاء كافة التزاماته الاجتماعية عند كل مساء، للتفرغ لمتابعة مسلسل يوسف الصديق الذي يعرض هذه الأيام، على قناة الكوثر.

حيث يرى محمد إن متابعة المسلسل جعل منه يترقب الساعة التاسعة من كل مساء لإشباع شغفه بأحداث هذا المسلسل، الذي بات يحضا بمتابعة واسعة من الجمهور العراقي، فيقول: "أنا عشقت المسلسل، واعتبرت فيه من شخصية النبي يوسف".

ويضيف: "أتمنى أن نرى أعمالا بهذا الحجم بعد أن عودتنا الفضائيات العربية على عرض ثقافة دخيلة، من خلال المسلسلات المدبلجة تحفز الشباب على الانحراف، وهو ما انعكس سلبا على واقعنا من خلال بعض الأفعال المشينة التي لمسناها في الفترة الماضية".

من جانبه يرى الطالب في أكاديمية الفنون الجميلة مقداد حسيب إن التمثيل والديكور والإكسسوار والتفاصيل كلها كانت تدل على فن وذوق رفيع.

فيقول: "كانت الدبلجة اللبنانية اللي أعتبرها الدرّة الأساسية في حلاوة المسلسل، وأظن أن مخرج المسلسل استخدم احدث التقنيات السينمائية الهليودية و أحسن حتى منه أحيانا، بسبب التفاعل الحسي و الروحاني للممثلين للأدوار التي لعبوها بأحسن ما يكون، أضف الى ذلك الديكور و المناظر الطبيعية المعبرة على تلك الحقبة من الزمن".

علاء عبد الستار طالب يجد أن المرحلة الحالية تتطلب عرض مثل هكذا مسلسلات في فترة تُغرق الفضائيات (المسرطنة) العالم العربي بمسلسلات وضيعة تتناول شتى العلاقات اللا شرعية و"الغراميات" المحرّمة وتقديمها على أنها من الممكن قبولها اجتماعياً، فيقول: "المسلسل الذي يحكي قصة النبي يوسف عليه السلام الذي أعطى للبشرية درساً أخلاقياً في كيفية التعامل مع الإغراءات الدنيوية، هذا المسلسل السينمائي قد خطف الألباب واستحوذ على اهتمام الأسر العربية وليس العراقية فحسب صغاراً وكباراً".

ويضيف علاء: "كما يأتي مسلسل (يوسف الصديق) ليجسّد أسمى صور الجمال عند الإنسان، والذي حاول تجسيده الممثلون الإيرانيون في شخصية النبي يوسف عليه السلام، إنه الجمال الحقيقي، الجمال الأخلاقي ألقيمي، الجمال الجوهري الروحاني الذي امتزج بجمال الوجه والقوام للنبي عليه السلام فكان خلاصة ربانية تمثّل الإنسان الذي سَمَى على البشر فعلا الملائكة فضلاً فأصبح نوراً تجُولُ في أرض الله عزّ وجل".

من جهته يجد الصحفي نافع خالد العتبي إن هذا المسلسل الراقي المنتج سينمائياً والمليء بالقيم القرآنية والإنسانية (حسب قوله) لا يقارن بتلك المسلسلات الهابطة والملوّثة، فيقول: "نرى في هذا المسلسل بديلاً ناجح عن تلك الأعمال الهادفة لتمزيق التراث الأخلاقي العربي والإسلامي، ويكفي أن هذا المسلسل يشد إليه المشاهدين من مختلف الأعمار".

ويستشهد العتبي: "بات ابني جعفر ينتظر حلقاته بفارغ الصبر حتى إذا رآه قفز وصرخ "يوسف الصديق..يوسف الصديق".

أما مدرس التربية الرياضية فرات خالد نافع، فيقول: "نتمنى أن تكثف هذه المسلسلات وعرضها لخلق عملية توازن لمنافسة الفضائيات التي تعتمد مسلسلات هابطة وبعيدة عن أخلاق مجتمعنا الذي ينهل من أخلاق أهل البيت".

وزاد فرات قائلا: "إن المسلسلات خير وسيلة لتثقيف المراهقين وصغار السن من الأطفال بطريقة العرض الصوري بدلا من القراءة القرآنية التي قد لا يلجا إليها الكثيرون من الصغار  لعد إجادتهم بعد لطقوس قراءة القران الكريم من طهارة وإجادة للغة العربية وبالأخص الأعمار دون الثانية عشرة، إضافة الى إن فالقران الكريم أوسع من استيعابهم، لذا العرض التلفزيوني يرسخ الفكرة في ذهن الطفل وزاد العرض التلفزيوني يصل بشكل أو بآخر الى غير المسلمين وغير العرب أحيانا فهو يقرب الأديان ويعطي الانطباع الحقيقي للإسلام".

أما ربة البيت أم سلام فتقول: "إن المسلسل يمثل قمة التجديد من خلال عرض قصص أكثر من نبي بعد أن أصاب الشارع الإسلامي الملل من فلم الرسالة الذي حفظه الصغار قبل الكبار فأمسوا ينشدون مقاطعه كالنشيد الوطني".

وتضيف: "عبر مثل المسلسلات يتم التعرف على أكثر من شخصية، ونتعدى الشخصيات الرئيسية المتمثلة بالنبي يوسف (ع)، بشكل يساهم في إلمامنا في سيرة العديد من الشخصيات الثانوية التي قد نجهلها أحيانا، إضافة كونها وسيلة تعويض عن سنوات الحرمان من مشاهدة هذا النوع من المسلسلات التي كان النظام السابق يحضرها لأسباب معروفة.

إحراج السينمائيين المصريين

من جانب آخر وجد صحفي خليجي إن المسلسل أحرج هذا المسلسل السينمائيين العرب بالتحديد، وخصوصاً المصريين الذين على أرضهم دارت أحداث قصة النبي يوسف (ع).

فيقول: هاهو الإنتاج السينمائي الإيراني ينال الجوائز العالمية على أعمال كبيرة بدون الحاجة إلى الابتذال أو التمييع للمرأة والرجل، وبدون اللجوء لفنون الابتذال والتهريج التي تعجّ بها بعض الأفلام العربية عازفة على وتر الممنوع، لكن يبقى السؤال الأكبر لما تصر القنوات العربية على دبلجة مسلسلات متردية ونطيحة تاركة ما ينفع الناس!.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 18/تموز/2009 - 25/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م