
شبكة النبأ: في تزايد لحالة الهوس
التي أصابت الجماهير الأفريقية تزامناً مع زيارة الرئيس الأمريكي،
باراك أوباما إلى غانا، تلقى البيت الأبيض ما يزيد على خمسة آلاف رسالة
نصية قصيرة، يخاطب فيها سكان القارة السمراء الرئيس الأمريكي الأسمر
وفقاً لما أفاد به مسؤولون في الإدارة الأمريكية.
ودعا اوباما افريقيا الى ان تكون سيدة مصيرها عبر مكافحة الممارسات
المناهضة للديموقراطية والفساد والنزاعات والامراض، مؤكدا ان الولايات
المتحدة ستدعمها في هذه الامور.
وخلال زيارة لغانا التي تعتبر احد النماذج النادرة للديموقراطية في
القارة الافريقية، استذكر اوباما شعار حملته الانتخابية "نعم، تستطيع"
ليدعو الافارقة الى عدم التذرع بالاستعمار بعد اليوم لتبرير الحروب
والامراض والتخلف والممارسات المناهضة للديموقراطية والفساد، في قارة
مليئة "بالوعود" على قوله.
وقال على وقع تصفيق النواب الغانيين الذين كان يتحدث امامهم "يمكنكم
التغلب على المرض ووضع حد للنزاعات وتغيير الامور في شكل جذري. يمكنكم
القيام بذلك، نعم يمكنكم".
واضاف "لكن هذا الامر غير ممكن الا اذا تحملتم جميعا مسؤولية
مستقبلكم. هذا لن يكون سهلا. سيتطلب وقتا وجهودا. ولكن يمكنني ان اعدكم
بالاتي: اميركا ستكون الى جانبكم، في كل مرحلة، بوصفها شريكا، بوصفها
صديقا".
وكان مئات من الاشخاص احتشدوا فجرا حول القصر الرئاسي الذي قصده
اوباما قبل ان يتوجه الى البرلمان، وذلك في محاولة لمشاهدته. وحمل
البعض لافتات كتب عليها "اوباما انت الابن الحقيقي لافريقيا، نحن نحبك".
وقالت اما اغييمان ابنة الثمانين عاما التي كان يجرها حفيدها (عشرة
اعوام) على كرسي متحرك "اريد مشاهدة اول رئيس اسود لأميركا قبل ان اموت".
بحسب رويترز.
وامام البرلمان، ذكر اوباما، وهو نجل مواطن كيني هاجر الى الولايات
المتحدة للدراسة قبل ان يعود الى بلاده، بان "دماء افريقيا" تسري في
شرايينه.
واذ اقر بالمسؤولية المترتبة على الاستعمار، رأى انه "من السهل
توجيه اصابع الاتهام الى الاخرين والقاء اللوم على الاخرين. الغرب ليس
مسؤولا عن تدمير الاقتصاد في زيمبابوي خلال العقد الاخير، او عن الحروب
التي يتم فيها تجنيد الاطفال في صفوف المقاتلين".
المعونة لافريقيا يجب ان تقترن بالحكم الرشيد
وأبلغ اوباما الافارقة بأن المساعدات الغربية يتعين أن تجد في
المقابل حكما رشيدا وحثهم على تحمل مسؤولية أكبر في القضاء على الحروب
والفساد والامراض في القارة.
بعث اوباما بهذه الرسالة في أول زيارة يقوم بها لافريقيا جنوب
الصحراء منذ توليه الرئاسة في يناير كانون الثاني كأول رئيس أسود
للولايات المتحدة. واختار غانا التي تتمتع بالاستقرار والديمقراطية
لاعتقاده بأنها يمكن أن تكون نموذجا لباقي دول افريقيا.
وبعد حضوره قمة الثماني التي اتفق الزعماء فيها على انفاق 20 مليار
دولار لتحسين الامن الغذائي في الدول الفقيرة شدد اوباما على أن
الولايات المتحدة مستعدة لتقديم المساعدة لكنه اوضح انه يتعين على
الافارقة القيام بدور قيادي في تسوية مشاكلهم الكثيرة. بحسب رويترز.
وقال اوباما في كلمة أمام برلمان غانا "التنمية تعتمد على الحكم
الرشيد" مضيفا "هذا هو العنصر المفقود في أماكن كثيرة للغاية ومنذ وقت
طويل للغاية. هذا هو التغيير الذي يمكن أن يطلق طاقات أفريقيا. وهذه هي
المسؤولية لا يمكن أن يفي بها سوى الافارقة (انفسهم)."
وفي كلمة شملت اكبر تفصيلات لوجهة نظره بشأن سياسته الافريقية انتقد
اوباما الفساد وانتهاكات حقوق الانسان الشائعة بافريقيا محذرا من أن
النمو والتنميه سيتأخران ما لم يتم التصدي لهذه المشاكل.وأضاف أن
أمريكا لن تفرض أي نظام للحكم لكنها ستزيد المساعدات لمن يتصرفون
بمسؤولية.
وقال أوباما أمام حشد ضم عدة الاف من بينهم راقصون وقارعو طبول "مستقبل
أفريقيا بيد الافارقة."وقال أوباما لشبان من أفريقيا "لديكم السلطة
لمحاسبة زعمائكم وبناء مؤسسات تخدم الشعب."
أوباما يسحر شعوب أفريقيا بـ5 آلاف رسالة
إلكترونية
في تزايد لحالة الهوس التي أصابت الجماهير الأفريقية تزامناً مع
زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما إلى غانا، تلقى البيت الأبيض ما
يزيد على خمسة آلاف رسالة نصية قصيرة، يخاطب فيها سكان القارة السمراء
الرئيس الأمريكي الأسمر، وفقاً لما أفاد به مسؤولون في الإدارة
الأمريكية.
وتنوعت محتويات ومصادر هذه الرسائل، فمنها من حمل طابعاً شخصياً،
مثل واحدة تقول: "أوباما، بما إنني شابة صغيرة، فإنني أحلم بأن أصبح
رئيسة دولة كذلك، فأنت تمثل تشجيعاً كبيراً لي"، بينما كان لرسائل أخرى
طابعاً سياسياً، إذ استنجدت إحداها بأوباما قائلة: "عزيزي السيد الرئيس،
إن إقليم دارفور يشتعل مجدداً.. وأنا بانتظار الأمن والسلام اللذين
وعدتنا بهما."
وحملت إحدى الرسائل طابع المطالبة بالتدخل باتجاه مزيد من الإصلاحات
في القارة الأفريقية، حيث ذكرت: "يجب عليك أن تشجع القادة الأفارقة بأن
يحسنوا مستوى التعليم والقدرة على الحصول عليه."
وحسب ما علمت CNN، فإن الرسائل كانت قد وصلت من غانا والسودان وجنوب
أفريقيا، والتي بلغ عددها حتى الآن خمسة آلاف رسالة في ظرف 24 ساعة،
وتنوعت مصادرها، فمنها ما كان رسائل نصية عبر الهاتف الجوال، بينما وصل
آخرون عبر موقعي "Twitter" و"Facebook."
وأشار مسؤولون بالإدارة الأمريكية، إلى أنهم قاموا بتوظيف أرقام
مختلفة حول أفريقيا، ليمكنوا الناس هناك من التواصل إلكترونياً مع
أوباما، خصوصاً وأن الرئيس الأسمر يحظى بشعبية كاسحة هناك، إذ أن أباه
كان من شرقي كينيا.
وأفاد المسؤولون، عبر موقع البيت الأبيض الإلكتروني، بأنهم أخذوا
بجمع العديد من الأسئلة، وذلك لمعرفة ما يشغل سكان القارة السمراء،
ولمساعدة الرئيس على إمكانية التواصل معهم ومع همومهم.
يذكر أن زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى غانا، كانت قد
أطلقت نوبة من "الهوس" في القارة الأفريقية، إذ عمد الباعة الجائلون في
الشوارع إلى عرض كميات من الأعلام الأمريكية الصغيرة، ولبس الأفارقة
قمصاناً تحمل صور أوباما.
وأفرزت زيارة أوباما التي سبقها مدح الرئيس الأمريكي للديمقراطية في
غانا، دعوات شعبية لمراجعة السياسات الحكومية في دول في غرب أفريقيا.
وقال أدريان لانداري، مدير فندق الشاطئ بالعاصمة الغانية أكرا، إن "الناس
أعدوا ملابس خاصة لمناسبة زيارة أوباما.. إذ أن كونه ينحدر لوالد
أفريقي، واختار غانا لتكون محطته الأولى في أفريقيا، فذلك يعني امتياز
لنا."
أوباما يزور أثرا من آثار تجارة العبيد عبر
الأطلسي في غانا
وألقى الرئيس الامريكي باراك أوباما نظرة على أثر لتجارة العبيد عبر
الاطلسي والتي تعد أحد أحلك فصول تاريخ أفريقيا. وأصطحب أوباما وهو أول
رئيس أسود للولايات المتحدة عائلته في جولة في قلعة كيب كوست وهي حصن
يطل على البحر استخدمه تجار العبيد بدءا من القرن السابع عشر وأصبح
الآن أثرا لملايين الافارقة الذين رزحوا تحت نير العبودية.
وقال أوباما بنبرة حزينة في ختام زيارته للقلعة "بقدر الألم الذي
يمثله أعتقد أنه يساعد في تعليمنا جميعا أنه يتعين علينا بذل كل ما
نستطيع لمحاربة كل أشكال الشرور التي من المحزن أنها لا تزال موجودة في
عالمنا. ليس فقط في هذه القارة وانما في كل ركن من أركان العالم."بحسب
رويترز.
وشبه أوباما زيارته لقلعة العبيد بزيارته الشهر الماضي لموقع معسكر
الاعتقال الذي استخدمه النازي في بوخنفالد بألمانيا قائلا "انها تذكرنا
بقدرة البشر على ارتكاب شرور عظيمة."ولكن أوباما ألمح أيضا الى أن
مشاهدة كيب كوست من منظور أمريكي أفريقي لها جانب مشرق رغم مرارتها.
وقال للصحفيين "هناك إحساس خاص في أن هذا المكان يرمز من ناحية
للحزن العميق... ومن ناحية أخرى من هنا بدأت رحلة التجربة التي خاضها
كثير من الامريكيين الافارقة."
امريكيون سود يجرون اختبار الحمض النووي
لتتبع اصولهم الافريقية
اذا كنت تريد ان تحس بالالم الذي يشعر به كثير من الامريكيين السود
الذين انقطعت علاقتهم بافريقيا فما عليك الا ان تستمع الى صيحات الفرحة
عندما تمكن مواطنون سود من سد هذه الفجوة باستخدام تحليل الحمض النووي
لتتبع اصولهم حتى بلد معين.
وقالت فيرونيكا هنري من لاس فيجاس التي استقالت من وظيفتها بشركة
لتكنولوجيا المعلومات وانشأت موقعا على الانترنت بعدما علمت في عام
2007 ان نسب والدتها يرجع الى منطقة ميندي في سيراليون "لقد انقلبت
حياتي رأسا على عقب". بحسب رويترز.
وقالت ستيفاني سميث من راندالستاون بولاية ماريلاند بعدما اكتشفت ان
اصولها تعود الى سيراليون "اشعر اخيرا ان الفجوة بيني -- بصفتي امريكية
افريقية -- وبين الافارقة الاخرين بدأت تتلاشى جزئيا."
وقال اخرون ان التوقع اصابهم بتوتر بالغ عندما كانوا يفتحون المظروف
الذي يحتوي على نتائج اختبارات الحمض النووي التي قد تكشف تسلسل نسبهم.
ومنذ ان جعلت خرائط الحمض النووي من الممكن رصد سلسلة النسب اجرى
عشرات الاف الاشخاص في انحاء العالم هذه الاختبارات. لكن العملية اثارت
اهتمام الامريكيين الافارقة على وجه الخصوص لانها تقدم لهم ما يمكنهم
من التغلب على الانفصال القسري عن بلدهم الاصلي.
وبالنسبة لكثير من الافارقة ستمثل زيارة باراك اوباما الى غانا التي
بدأت يوم الجمعة عودة الى الوطن لاول رئيس امريكي افريقي وسيكون محل
ترحيب باعتباره ابن افقر قارات العالم الذي حصل على سلطة عالمية.
ويشمل تراث اوباما كينيا وجاء والده الى الولايات المتحدة كطالب
اجنبي لكن الجولة ستولد اهتماما ايضا بنجاح افارقة اخرين في تعقب
جذورهم.
ومن اثار تجارة العبيد التي ازدهرت في الفترة بين القرنين السابع
عشر والعشرين ونقل خلالها نحو عشرة ملايين افريقي الى نصف الكرة الغربي
بينهم اربعة ملايين الى الارض التي اصبحت الان الولايات المتحدة ان
الامريكين السود لم يعرفوا على الاطلاق من اي جزء من افريقيا أتوا.
وقالت سميث عن خبرتها قبل تعقب جذورها "كنت اشعر دائما اني مثل
الشيء المزيف او الدخيل اذا حاولت الانضمام او المشاركة في مهرجانات
تراثية او مؤتمرات ثقافية تركز على مكان معين في افريقيا مثل غانا او
السنغال او كينيا."واضافت "الان اشعر ان لدي انتماء."
وتحاول فيرونيكا هنري اضفاء الطابع الرسمي على عودة صلتها ببلدها
الاصلي عبر التقدم للحصول على جنسية سيراليون الى جانب جنسيتها
الامريكية.
وتقول شركة افريكان انسيستري انها اجرت بنجاح 15 الف اختبار منذ
انشائها في عام 2003 لكن لان الجينات الخاصة بالنسب من جهة الام تمتد
لجميع الاناث في العائلة فانها تقدر ان 100 الف امريكي يعرفون الان
جذورهم الافريقية.ويهتم الباحثون الان ببيانات الحمض النووي لمساعدتهم
في توضيح من اين أتى العبيد.
وقالت جينا بيج مؤسسة الشركة ان الاختبارات تظهر تطابقا في 27 دولة
افريقية رغم ان معظمها يشيع في شعبي الهوسا والفولاني في شمال نيجيريا
وجماعتي تيكار وباميليكي من الكاميرون. |