الفيتامينات: نقصها يفضي الى شيخوخة مبكرة للنساء وهلاك أسرع للرجال

70 بالمائة من أطفال العالم المعرضين لخطر نقص فيتامين (A)

 

شبكة النبأ: على ما يبدو أصبح الرجال معرضين في هذه الأيام لمخاطر نقص فيتامين D أكثر مما كان عليه في الماضي، مما سيكون له انعكاسات سيئة على صحتهم، حسبما أوردت دراسة أجريت حديثاً في المركز الوطني للإحصاءات الصحية، التابع لهيئة CDC بالولايات المتحدة الأمريكية.

الدكتورة آن لوكر، المسئولة عن الدراسة، قالت: "من الواضح أن الرجال لم يعودوا مهتمين بشرب الحليب كما في السابق، وأصبحوا يتخذون إجراءات احتياطية شديدة للوقاية من الشمس، تزيد عما كانت عليه خلال الثمانينيات والتسعينيات."

يضاف إلى ذلك، بحسب لوكر، "وجود تبدلات في مؤشر حجم كتلة الجسم لديهم، وهذا كله أدى إلى انخفاض نسبة فيتامين D مابين 7 إلى 12 في المائة، خلال السنوات العشرين الماضية، علماً بأن كل هذا قد لا يكفي لتفسير هذا الانخفاض الواضح في مستوى الفيتامين لديهم." بحسب (CNN).

ولجأت لوكر وزملاؤها إلى استخدام نتائج الاستبيانات التي أجراها مركز الصحة والغذاء الوطني، لمقارنة مستوى فيتامين D في مصل الدم لدى 18 ألف مشترك، في فترة ست سنوات، امتدت من عام 1988 وحتى عام 1994، مع آخرين بلغ عددهم 21 ألف مشترك خلال الفترة بين عامي 2000 و2004، حيث ظهر الانخفاض واضحاً بنسبة 11 في المائة بين المجموعتين، وبالمقابل لم يظهر أي تبدلات في تلك المستويات لدى النساء.

وتعتبر الباحثة هذا الأمر مهماً، نظراً لأهمية دور نقص الفيتامين D في حدوث السرطان، وأمراض القلب، والاكتئاب، وزيادة الوزن.

كما تشير الدراسة إلى أن نسبة الدسم في الجسم ترتبط بشكل مطّرد مع مستويات فيتامين D في مصل الدم.

من ناحية أخرى، اعتبر الدكتور أنتوني نورمان، من جامعة "كاليفورنيا ريفر سايد"، أن التشجيع على تناول فيتامين D بصورة منتظمة، ليس منتشراً بصورة كافية بين الناس، مؤكداً على أن الاستخدام اليومي لفيتامين D مهم جداً للحفاظ على صحة جيدة.

ودعا في الوقت نفسه إلى مراجعة المقترح الذي اعتمد عام 1997 حول الكمية المسموح بها من هذا الفيتامين يومياً، خاصة بعد ما اتضح أن دوره لاينحصر فقط في تفاعله مع الكالسيوم، وأنسجة العظام.

وقال الدكتور نورمان "إن الدليل على أن فيتامين D له دور في عدد من الوظائف الفيسيولوجية لأجهزة الجسم، يستدعي أن نعيد تقييم المقدار الأعظمي المسموح به يومياً للفرد."

وأيّد نورمان ما أوردته لوكر حول أن الأشخاص ذوي المستويات القليلة من فيتامين D ترتفع احتمالات إصابتهم بمرض السرطان، مما يتوجب عليه تعميم هذه النتائج على الأطباء مختصي التغذية، لتنبيه مرضاهم إلى ذلك.

علاج الربو كرذاذ في البخاخات

توصل فريق طبي إلى أن نقص أي من فيتامين أ "إيه" و جيم "سي" في الجسم يزيد من خطر الاصابة بمرض الربو كما يقول بحث نشر في مجلة "ثوراكس" أو "الصدر" الطبية.

ووجد فريق البحث أن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين جيم تزيد قابليتهم للإصابة بمرض الربو بنسبة 12%.

غير أن نسبة تأثير نقص فيتامين أ على الاصابة بالمرض ليست واضحة بشكل قطعي وإن دللت الدراسة على وجود علاقة أكيدة.

ولم يجد فريق البحث أي علاقة بين المرض ونقص فيتامين "إي" أو هـ.

وتوصل الفريق الذي رأسه الدكتور جو ليونارد ـ بي بجامعة نوتنجهام البريطانية إلى هذا الاستنتاج بعد مراجعة 30 دراسة خلال الأعوام الثلاثين الماضية.

غير أن مجلس الأبحاث الطبية وجمعية العناية بمرضى الربو في المملكة المتحدة يريان أن هناك حاجة للمزيد من البحث في هذه العلاقة.

وتقول جلينيس جونز باحثة التغذية في مجلس الأبحاث الطبية "إن هناك عوامل أخرى كالتدخين والنشاط البدني والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لم تؤخذ في الاعتبار".

فيتامين B حمض الفوليك قد يفيد نظرك.

يبدو أن مشاركة فيتامينات B مع بعضها لدى الفرد يمكن أن تشكل فرصة نادرة وغير مكلفة للمساعدة على الوقاية من أكثر أسباب الاصابة بالعمى شيوعا لدى الأشخاص المتقدمين بالسن، وهو ما  يسمى علميا بـ "اعتلال اللطخة الصفراء التنكسي الشيخي(AMD)."

ومن الواضح أنه لا توجد طريقة لمنع حدوث الاصابة في الحالات المبكرة، أو المنذرة بحدوث هذا المرض أكثرمن تجنب التدخين، وفقا لما أورده الباحث ويليام كريستن، من كلية هارفارد الطبية. بحسب (CNN).

ويستحوذ هذا الأمرعلى اهتمام شركات التأمين، وعامة الناس على حد سواء، كون الشخص المرشح للإصابة  في مراحل المرض المبكرة، هوعرضة لتطورالأعراض لديه بسرعة، مما قد يقود إلى فقدان البصر الشديد وغير القابل للعلاج.

ففي دراسة شملت 5000 امرأة، فوق سن الاربعين، تم اختيارهن عشوائيا ودون وجود علامات على الاصابة باعتلال اللطخة التنكسي الشيخي، طلب إليهن تناول 2.5 ملغم من حمض الفوليك، و50 ملغم من فيتامين B، و1 ملغم من فيتامين B12.

وفي الوقت ذاته، كانت تلك السيدات تخضعن لتجربة تركز على استخدام الفيتامينات وتأثيرها على أمراض القلب الوعائية.

ومع بداية الدراسة كان لدى بعضهن إصابة قلبية، بينما اجتمعت لدى غيرهن ثلاثة عوامل خطورة على الأقل، مؤهبة لإصابة القلب.

وأظهرت نتائج الدراسة، أن النساء اللواتي يتناولن فيتامينات B6 وB12، بالمشاركة مع حمض الفوليك، انخفضت لديهن نسبة خطورة التعرض لاعتلال اللطخة الشيخي بنسبة 34 بالمائة، بينما وصلت النسبة إلى حوالي 41 بالمائة من النوع الاكثر خطورة، والذي يؤثر على القدرة البصرية بشدة، خاصة وأن فرص علاج هذا المرض محدودة، لاسيما في مراحله المتأخرة.

وخلال سبع سنوات من المتابعة، تم تشخيص 137 حالة إصابة باعتلال اللطخة التنكسي الشيخي، من بينهم 70 حالة تاثرت القدرة البصرية بشدة لديهم.

وأكد الباحثون أن الفوائد المرجوة من مشاركة هذه الفيتامينات في الوقاية من اعتلال اللطخة (AMD)، تبدأ بالظهور بعد سنتين من بدء العلاج بها.

فيتامين الشمس

يقول خبراء إن تمتع المسنين بأشعة الشمس قد يقلص خطر إصابتهم بأمراض القلب أو السكري.

فالتعرض للشمس يساعد الجلد في تكوين فيتامين د، وهو فيتامين كثيرا ما يعاني المسنون من نقصه في أجسامهم بسبب نمط حياتهم وما يطرأ عليها مع عملية التقدم الطبيعي في السن.

وأظهر فريق في جامعة ووريك بإنجلترا أن نقص الفيتامين يزيد من اضطراب عملية "الأيض" أو التمثيل الغذائي في الجسم والمرتبطة بمرض السكري وقصور الدورة الدموية.

ونشرت هذه الدراسة التي أجريت على 3 آلاف شخص في مجلة "ديابيتس كير" أو رعاية مرضى السكري.

ويقول الباحثون إن المتقدمين في السن سيستفيدون من التمتع بجرعات أكبر من أشعة الشمس، رغم أنه يظل من المهم توخي الحرص تفاديا لضرر الأشعة فوق البنفسجية التي ثبتت علاقتها بسرطان الجلد.

ووجد هؤلاء أن 94% من المسنين الذين أجريت عليهم الدراسة في الصين ـ وتتراوح أعمارهم بين 50 و70 عاما ـ يعانون من نقص فيتامين د أو عدم كفايته، كما أن 42% منهم يعانون من اضطراب في التمثيل الغذائي.

ويقول الدكتور أوسكار فرانكو إنه يمكن ان تلاحظ نفس النتائج بين البريطانيين والأمريكيين.

ويضيف "لقد وجدنا أن نقص مستويات فيتامين د في الجسم مرتبط بزيادة خطر اضطراب التمثيل الغذائي في الجسم، كما أنه مرتبط بصلة وثيقة بزيادة المقاومة للإنسولين.

ويمكن أن تتسبب الأمراض المرتبطة باضطرابات التمثيل الغذائي ـ وهي البدانة المفرطة وارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول فيه ـ إلى الإصابة بأمراض القلب والذبحة الصدرية وارتفاع نسبة السكر في الدم.

ويمكن الحصول على فيتامين د من التعرض للشمس كما من بعض الأغذية كالأسماك الدهنية والبيض.

كما ذكرت دراسة بريطانية نشرت الخميس ان نسبا عالية من الفيتامين دي التي نجدها في الاسماك وتفرزهاالبشرة عند التعرض للشمس، تلعب دورا في تحسين عمل الدماغ خصوصا لدى الرجال الذين تخطوا الستين. بحسب فرانس برس.

وتابعت الدراسة التي انجزها باحثون من جامعة مانشستر (شمال-غرب انكلترا) بالتعاون مع علماء اوروبيين اخرين، اكثر من ثلاثة الاف رجل تراوحت اعمارهم بين الاربعين والتاسعة والسبعين.

وجاءت في النتيجة الابرز للدراسة ان الرجال الذين وجدت لديهم نسب عالية من الفيتامين دي تجاوزوا على نحو افضل من غيرهم اختبارا عصبيا نفسانيا بسيطا تمحور على قدرات التركيز وردود الفعل لدى الافراد.

واكتشف الباحثون ايضا ان الرابط بين نسب الفيتامين دي العالية واداء جيد للدماغ "يكون اقوى" لدى الرجال الذين تخطوا عقدهم السادس، على ما يوضح الدكتور ديفيد لي من جامعة مانشستر، على الرغم من عجزه عن تحديد السبب.

ويمكن لهذه النتائج ان تساهم في مكافحة شيخوخة الدماغ، على ما اشارت الدراسة التي نشرت في "جورنال اوف نورولوجي نوروسورجيري اند سياكايتري"، وهي مطبوعة علمية بريطانية.

وكانت دراسة اخرى انجزها باحثون هولنديون في "فرييي اونيفرسيتايت" في امستردام في العام 2008 اظهرت ان نقصا في الفيتامين دي من شأنه ان يزيد من خطر الاصابة بالاكتئاب، فضلا عن الاصابة بمشاكل نفسانية اخرى لدى المسنين.

ويجمع العلماء على ان للفيتامين دي على ما يبدو، دورا كبيرا في الحماية من مرض السرطان.

فيتامين (أ) والملاريا

من جهة اخرى أفادت آخر التقارير المنشورة في مجلة الملاريا Malaria Journal أنه يمكن لمكملات فيتامين (أ) أن تقلل من الإصابة بالملاريا إلى الثلث بين الأطفال في المناطق التي يستوطن فيها المرض.

وقد قام التقرير الذي حمل عنوان "الملاريا ونقص فيتامين (أ) بين الأطفال في أفريقيا: حلقة مفرغة؟" بتحليل نتائج الدراسات التي أجريت منذ عام 1995 في غانا وبابوا غينيا الجديدة وبوركينا فاسو ووجد أن مكملات فيتامين (أ) قد خفضت الإصابة بالملاريا إلى الثلث في كل من بابوا غينيا الجديدة وبوركينا فاسو.

وقال بيتر أولوميز، من برنامج مكافحة الملاريا العالمي التابع لمنظمة الصحة العالمية أنه على الرغم من أن العلاقة بين نقص فيتامين (أ) والملاريا ما تزال بحاجة إلى المزيد من البحث، إلا أنه من الواضح أن مكملات فيتامين (أ) تقوي المناعة لدى الأطفال وتجعلهم قادرين على مقاومة مجموعة واسعة من الأمراض المعدية.

وأضاف أولوميز قائلاً: "لسنا بحاجة للانتظار حتى نحصل على جميع الأجوبة... ففي الوقت الذي ننتظر فيه نتائج المزيد من الدراسات ذات الصلة، يمكننا استخدام مكملات فيتامين (أ) لخفض معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات بين الأطفال، وخاصة أولئك المعرضين لخطر الملاريا".

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تعزز مكملات الفيتامينات من الحصانة الشاملة للأطفال ويمكنها تقليل الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة بنسبة تصل إلى 30 بالمائة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت أنه بين عامي 1995 و2005، كان الأطفال دون سن الخامسة في أفريقيا وجنوب شرق آسيا يعانون من أعلى مستويات نقص فيتامين (أ) في العالم. كما وصل عدد الأطفال الذين يعانون من العمى الليلي وفقدان الكيميائيات الإحيائية المنقذة للحياة التي تأتي من فيتامين (أ) إلى نحو 150 مليون طفل.

وتقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنها تصل إلى حوالي 70 بالمائة من أطفال العالم المعرضين لخطر نقص فيتامين (أ) بحيث تمكنهم من الحصول على مكملاته مرتين في السنة، وهي الكمية الموصى بها طبياً.

ويقول أولوميز أن ذلك يترك ثلث الأطفال دون الحصول على الحد الأدنى من هذا الفيتامين. بحسب شبكة إيرين.

وأضاف قائلاً: "غالباً ما تكون برامج توفير مكملات فيتامين (أ) عبارة عن مشاريع بتمويل من جهات مانحة ولا تكون متصلة بالبرامج الوطنية لصحة الأطفال. وعندما يغادر المانحون تغادر معهم مكملات فيتامين (أ) كذلك".

بدوره، أخبر باندا ندياي من مبادرة المغذيات الدقيقة Micronutrient Initiative غير الربحية التي تساعد الحكومات على تنظيم حملات لتوزيع المكملات الغذائية مرتين كل عام شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه نادراً ما تخصص ميزانيات الصحة أموالاً كافية للمواد المغذية. وأضاف أنه "يوجد تنافس كبير على تخصيص الموارد وقد يعتمد التخصيص على نفوذ الأنصار أكثر من التركيز على الاحتياجات الأهم".

وكان الاقتصاديون الذين حضروا مؤتمر سوء التغذية 2008 الذي استضافته كوبنهاجن قد أفادوا أن الاستثمارات في مكملات الأغذية وخاصة فيتامين (أ) والزنك والتي تقدر بحوالي 60 مليون دولار سنوياً من شأنها أن تحقق مكاسب سنوية تصل قيمتها إلى أكثر من مليار دولار تتضمن التوفير في مصاريف الصحة العامة.

ويصل متوسط تكلفة كبسولات فيتامين (أ) إلى سنتين اثنين للكبسولة الواحدة.

وتفيد مبادرة المغذيات الدقيقة أنه يمكن لكبسولة واحدة من مكملات فيتامين (أ) كل ستة أشهر أن تنقذ طفلاً من الموت والمرض.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/تموز/2009 - 16/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م