التطرف الغربي ضد الحجاب يفتح أبواب العنف

مقتل امرأة مصرية في المانيا يثير تساؤلات حول مستقبل المسلمين في اوربا

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تشكل جريمة مقتل السيدة المصرية في المانيا علامة فارقة في حجم التعصب والعنصرية السائد في بعض المجتمعات الأوربية اتجاه المسلمين.

وتعد حالات الاعتداء والمضايقات التي تتعرض لها الجاليات المسلمة في الدول الغربية من أكثر الحالات المرصودة تفاقما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

فيما ترصد بين الفينة والأخرى بعض الإجراءات العنصرية لمسئولين في تلك الدول إزاء المسلمين، في غالبها متنامية عن مواقف متطرفة.

من جانبها أعلنت السلطات الألمانية انزعاجها مما وقع ناسبة في الوقت نفسه الجريمة الى دوافع جنائية وليست عنصرية، على العكس مما تفضي إليه ملابسات القضية.

القتل على خلفية عنصرية

 قال الإدعاء في مدينة درسدن الألمانية إن الشاب الألماني البالغ من العمر 28 عاما والذي وجه طعنات قاتلة الى امرأة مصرية في الحادية والثلاثين من عمرها في قاعة إحدى المحاكم قد فعل ذلك بدافع عنصري.

وقال المدعي كريستيان أفيناريوس إن السلطات تعتقد أن الرجل ارتكب الجريمة بشكل منفرد وليس عضوا في أي جماعة منظمة، ولكنه يكن كراهية عميقة للمسلمين.

وكانت المرأة وتدعى مروة الشربيني تدلي بشهادة ضد الرجل في قاعة المحكمة متهمة إياها بنعتها بالإرهابية حين اعتدى عليها.

وقد احتجز الرجل قيد التحقيق بشبهة القتل بتوجيه 18 طعنة للمرأة يوم الأربعاء الماضي. ولم تكشف السلطات عن هوية المعتدي.

وقد أصيب زوج السيدة بجراح حين حاول الدفاع عنها، وهو يتلقى العلاج في المستشفى.

وقال المدعي العام ان المعتدي هو ألماني من أصل روسي وقد هاجر إلى ألمانيا عام 2003.، وأنه عبر عن احتقار للمسلمين أثناء المحاكمة.

وقد اثار الحادث دعوات من سياسيين ومنظمات حقوقيين بتشديد الإجراءات الأمنية في قاعات المحاكم.

موجة من الاحتجاجات

شهدت مدينة "دريسدن" الألمانية احتجاجات غاضبة، شارك فيها مئات من المسلمين، بعد اعتداء أحد المواطنين الألمان على سيدة مصرية "محجبة" وزوجها داخل قاعة إحدى المحاكم، مما أدى إلى مقتل السيدة الشابة وإصابة زوجها بجروح خطيرة.

وأكد مسؤولون بوزارتي الخارجية والتعليم في القاهرة أن السيدة وتُدعى مروة الشربيني (32 عاماً)، زوجة المبعوث المصري لألمانيا، علوي علي عكاز، المعيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية، لقيت مصرعها نتيجة الاعتداء عليها بآلة حادة، من قبل أحد الألمان بقاعة محكمة "لاندس كريتش" في دريسدن.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن السفير المصري لدى ألمانيا، رمزي عز الدين، يتابع الحالة الصحية "الحرجة" للزوج، فيما توجه الملحق الثقافي بالسفارة المصرية، سيد تاج الدين، إلى دريسدن، مصطحباً معه أهالي الزوجة لتسلم جثمان القتيلة، والاطمئنان على الزوج. بحسب (CNN).  

كما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن وزير التعليم العالي والدولة للبحث العملي، هاني هلال، أمر بسفر أسرتي المبعوث المصري وزوجته إلى ألمانيا "بشكل عاجل"، مع اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لاستعادة جثمان الزوجة القتيلة ورعاية الزوج المصاب.

أما صحيفة "الأخبار" فقد أشارت إلى أن أحداث "الجريمة" بدأت بمشادة كلامية بين الزوجة ومواطن ألماني، يُدعى أليكس (28 عاماً)، في حديقة للأطفال قبل عام، عندما طلبت منه أن يترك الأرجوحة لابنها الطفل، إلا أنه قام بسبها واتهامها بأنها "إرهابية" بسبب ارتدائها الحجاب.

وذكرت الصحيفة القاهرية، في عددها الجمعة، أن "الجاني اعتاد التعرض للزوجة ونزع الحجاب عن رأسها"، مما اضطرها إلى تقديم شكوى ضده، حيث قضت المحكمة أواخر العام الماضي، بتغريم المتهم 750 يورو، أي ما يُعادل حوالي 1055 دولار أمريكي.

إلا أن المتهم الذي استأنف الحكم، تربص بالسيدة المصرية داخل المحكمة، بحسب الصحيفة، حيث أخرج سكيناً كان بحوزته وقام بطعنها عدة طعنات فأرداها قتيلة على الفور، كما وجه بعض الطعنات إلى زوجها وشخص آخر، أثناء محاولتهما إنقاذ الزوجة.

وحاول أفراد الشرطة التدخل لفض الاشتباك، من خلال إطلاق عدة أعيرة نارية، لكن إحداها أصابت الزوج الذي سقط مغشياً عليه، ويرقد حالياً في غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات في مدينة دريسدن، ولم يعلم حتى اللحظة بوفاة زوجته.

وكان علوي يقيم مع زوجته مروة وطفلهما مصطفى، البالغ من العمر أربع سنوات، في دريسدن منذ عام 2003، بعد حصوله على منحة شخصية لدراسة الهندسة الوراثية في معهد "فاكس بلانك"، وكان من المقرر أن يناقش رسالة الدكتوراة بعد أيام.

جنازة رسمية

شهدت العاصمة الألمانية برلين احتجاجات غاضبة شارك فيها المئات من أفراد الجاليات الإسلامية والعربية، بعد أداء صلاة الجنازة على الفقيدة، التي أصبحت تُعرف باسم "شهيدة الحجاب"

وفي أحدث تطورات الحادث، الذي أثار جدلاً في الشارع العربي، أعلن محافظ الأسكندرية، عادل لبيب، عن تخصيص مدفن خاص لـ"الشهيدة" مروة الشربيني، علي نفقة المحافظة بمنطقة "الناصرية"، غربي الأسكندرية، مشيراً إلى أنه تقرر أن تكون "جنازة الشهيدة رسمية، يشارك فيها جميع القيادات الشعبية والتنفيذية وممثلي المجتمع المدني في كافة صوره.

كما أكد السفير المصري في ألمانيا، رمزي عز الدين، أن السفارة ستقوم تضامناً مع أسرة القتيلة المصرية بإقامة دعوتين قضائيتين، الأولى "جنائية" ضد المتهم بالقتل، حيث وجه له المدعى العام الألماني بالفعل تهمة القتل العمد، مطالباً بتوقيع أقصى عقوبة، وهى السجن مدى الحياة بدون إمكانية العفو، والدعوى الثانية "مدنية" للتعويض تضامناً مع الزوج.

وعن سبب سهولة ارتكاب "الجريمة" داخل قاعة المحكمة، أوضح عز الدين، في اتصال هاتفي مع التلفزيون المصري، أن النظام الفيدرالي في ألمانيا يعطى كل ولاية حرية سن القوانين بها، وأن ولاية "سكسونيا"، التي شهدت الحادث، لا تقر قوانينها وجود حراسة أو أمن داخل قاعات المحاكم، وهو ما منح القاتل فرصة لارتكاب جريمته.

وقد أُقيمت صلاة الجنازة على روح الفقيدة بأحد مساجد العاصمة الألمانية برلين، أعقبتها مظاهرات حاشدة شارك فيها مئات من أبناء الجاليات الإسلامية والعربية، أمام مجلس بلدية مدينة "نويا كولن"، منددين بـ"التطرف والعنف، الذي يمارس ضد المسلمين"، وفقاً لما نقل موقع "أخبار مصر"، التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري.

ولقيت الزوجة الشابة (33 عاماً) مصرعها نتيجة الاعتداء عليها بآلة حادة، من قبل مواطن ألماني، داخل قاعة محكمة "لاندس كريتش" في دريسدن، كما أُصيب زوجها علوي علي عكاز، المعيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية، بعدة طعنات وعيار ناري، أثناء محاولته إنقاذ زوجته.

وبدأت أحداث "الجريمة"، وفقاً لما جاء بصحيفة "الأخبار" المصرية، بمشادة كلامية بين الزوجة ومواطن ألماني، يُدعى أليكس (28 عاماً)، في حديقة للأطفال قبل عام، عندما طلبت منه أن يترك الأرجوحة لابنها الطفل، إلا أنه قام بسبها واتهامها بأنها "إرهابية" بسبب ارتدائها الحجاب.

وذكرت الصحيفة أن "الجاني اعتاد التعرض للزوجة ونزع الحجاب عن رأسها"، مما اضطرها إلى تقديم شكوى ضده، حيث قضت المحكمة أواخر العام الماضي، بتغريم المتهم، الذي استأنف الحكم، تربص بالسيدة المصرية داخل المحكمة، حيث أخرج سكيناً كان بحوزته وقام بطعنها عدة طعنات فأرداها قتيلة على الفور، كما وجه بعض الطعنات إلى زوجها وشخص آخر.

وحاول أفراد الشرطة التدخل لفض الاشتباك، من خلال إطلاق عدة أعيرة نارية، لكن إحداها أصابت الزوج الذي سقط مغشياً عليه، ويرقد حالياً في غرفة العناية المركزة بمستشفى جامعة دريسدن، ولم يعلم حتى اللحظة بوفاة زوجته.

وكان علوي يقيم مع زوجته مروة وطفلهما مصطفى، البالغ من العمر ثلاث سنوات، في دريسدن منذ عام 2003، بعد حصوله على منحة شخصية لدراسة الهندسة الوراثية بمعهد "فاكس بلانك"، وكان من المقرر أن يناقش رسالة الدكتوراة بعد أيام.

برلين تشارك القاهرة انزعاجها

وفي القاهرة، أعربت وزارة الخارجية عن "انزعاجها الشديد" للاعتداء الذي تعرضت له أسرة مصرية داخل إحدى المحاكم الألمانية، والذي أسفر عن مقتل الزوجة وإصابة زوجها بجروح خطيرة، كما كشفت أن جثمان القتيلة، التي أطلقت عليها وسائل الإعلام اسم "شهيدة الحجاب".

وأعلن مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج، السفير أحمد رزق، أن جثمان المواطنة المصرية مروة الشربيني (33 عاماً)، التي قتلت طعناً في مدينة "دريسدن" الألمانية، على يد مواطن ألماني من أصل روسي، سوف يصل للقاهرة في الثامنة من مساء الأحد، على متن طائرة مصرية، برفقة شقيقها ونجلها البالغ من العمر ثلاث سنوات.

فيما قال وزير العدل الألماني: "إنني أشعر بالاشمئزاز والصدمة حيال هذه الفعلة الشنيعة.. في هذه اللحظة فإن أفكاري ومشاعري مع الضحية وأحبتها.. وأود أن أعبر عن تعاطفي العميق مع أسرتها."

وحالياً، يوجد زوج القتيلة، علوي علي عكاز، في المستشفى ويرقد فاقداً الوعي إثر تعرضه للطعن ثلاث مرات وإصابته بعيار ناري من قبل الشرطة عن طريق الخطأ، أثناء محاولته إنقاذ زوجته، كما أن حالته الصحية حرجة. بحسب رويترز.

ومن تداعيات الجريمة أن طالبت نقابة الأدوية المصرية بمقاطعة العقاقير والأدوية الألمانية، فيما أطلقت السلطات المحلية في مصر اسمها على أحد شوارع مسقط رأسها في الاسكندرية.

وقال المسؤول المصري، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، الذي يتابع تطورات هذا الحادث أولاً بأول، وجه القطاع القنصلي بالوزارة والسفير المصري في برلين، رمزي عز الدين، لمتابعة هذا الموضوع مع السلطات الألمانية والسفارة الألمانية بالقاهرة .

وأضاف مساعد وزير الخارجية أن السفارة المصرية ببرلين والسلطات الألمانية قامت باتخاذ كافة الإجراءات للعمل على سرعة نقل وعودة جثمان السيدة المصرية للقاهرة، مشيراً إلى أن وزارة التعليم العالي كلفت المستشار الثقافي المصري في برلين، لتكليف محامي لمتابعة القضية.

وأشار أحمد رزق إلى أنه "وعلى ما يبدو، وكما نشر في وسائل الإعلام الألمانية، فإن الجريمة ارتكبت على خلفية معاداة الأجانب"، موضحاً أن وزير العدل الألماني اتصل بالسفير المصري في برلين، حيث أعربا عن انزعاجهما الشديد لهذا الحادث.

اضطهاد مسلمة بجورجيا

في الوقت ذاته تكشفت قضية "اضطهاد" أخرى تعرضت لها طالبة دراسات عليا، من أصل مصري، في جامعة ولاية جورجيا الأمريكية.

وفي مقابلة مع CNN كشفت سلمى شلباية (25 عاماً)، عن أسباب إعفائها من العمل كمدرس زائر بمعهد دراسات الشرق الأوسط في الجامعة الأمريكية، بعد تعرضها لـ"إهانات" من جانب إحدى المدرسات بالمعهد، متهمة إياها بالسخرية من زيها وبالتمييز ضدها، بسبب ارتدائها الحجاب.

وذكرت طالبة الدكتوراة أن أستاذة الاتصالات، ماري ستاكي، كانت تنتقد حجابها باستمرار، وتصفها بأنها شبيهة "بالسنجاب البري"، وسألتها في أكثر من مرة عما إذا كانت تُخفي قنابل تحت غطاء رأسها، مما دفعها إلى التقدم بشكوى لإدارة الجامعة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ورغم تجاوب الإدارة مع شكواها، واعتذار ستاكي منها عبر رسالة إلكترونية، إلا أن سرعان ما توالت المشاكل، بحيث تم إعفاء شلباية من عملها بالجامعة، بحجة أنها لا تستطيع أن تكون طالبة دكتوارة وأن تشغل هذا المنصب في الوقت ذاته، علماً بأنه لا يوجد قانون مكتوب ينص على هذا الأمر، بحسب ما ذكرت.

وكانت شلباية تخبر من يسألها عن سبب ارتداء الحجاب، بأنها "تتشبه بالسيدة مريم العذراء أم السيد المسيح، وذلك إكراماً للمرأة"، وفقاً لما ذكرت لـCNN في مقابلة جرت بمنزلها في مدينة "بيتشتري" بولاية جورجيا، مشيرة إلى أنه تم أيضاً منعها من رئاسة فريق طلابي في رحلة دراسية لمصر، مما ترك جروحاً غائرة في نفسها.

وفي إطار تداعيات تلك الأزمة، تقدمت مديرة معهد الشرق الأوسط بالجامعة، دونا ستيوارت، باستقالتها، تضامناً مع تلميذتها شلباية، إذ اعتبرت أن ما جرى لها "غير منصف"، وأكدت أن إدارة الجامعة "لم تتعامل مع قضية الفتاة المحجبة بالشكل الملائم."

وذكرت ستيوارت أن القضية ازدادت تعقيداً، مشيرة إلى إدارة الجامعة بدأت بعمل مضايقات للمعهد بعد حادثة شلباية، من بينها إلغاء برنامج دراسي لفرع البكالوريوس، بعد أن كانت قد وافقت عليه في وقت سابق، مما دفعها إلى الاستقالة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/تموز/2009 - 16/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م