العواصف الترابية تغرق العراق ودول الجوار

الجفاف والتصحّر وأسباب أخرى

المئات يدخلون المستشفيات ومطارات ومحطات كهرباء تتوقف بسبب الغبار والأتربة

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: يسعى مئات العراقيين للحصول على المساعدة الطبية بسبب واحدة من أسوأ العواصف الرملية التي تعيها الذاكرة والتي تجاوزت أسبوعاً وسببت اختناقات في الحلوق واحتقانات في العيون ومعاناة المصابين بالربو على وجه الخصوص.

وأجبرت العاصفة الرملية جو بايدن نائب الرئيس الامريكي الذي كان في زيارة للعراق على إلغاء رحلته الجوية الى كردستان كما أثرت في جدول اجتماعاته في بغداد.

وتسببت العاصفة الرملية أيضا في تأجيل إقلاع عدة رحلات جوية من العاصمة بغداد كما أجّلت لمدة يوم واحد أول جولة تقديم عطاءات دولية على النفط العراقي.

وقال الناطق بأسم وزارة الكهرباء، أن وحدات توليدية للطاقة الكهربائية بطاقة 400 ميكا واط توقفت بسبب الغبار والعواصف الترابية التي تشهدها المناطق الوسطى والجنوبية.

وبقي الكثير من محال العاصمة بغداد مغلقا بينما وقف رجال الشرطة مرتدين الاقنعة يوجهون السيارات في الشوارع وسط جو مترب بشدة. وقال مسؤولون ان أجنحة الطوارئ بالمستشفيات امتلات بأشخاص يشكون من مشكلات تنفسية.

وقال الدكتور جاسب لطيف مدير العمليات في وزارة الصحة العراقية ان السلطات الصحية العراقية وضعت على الأُهبة لهذه العاصفة التي لم ير العراقيون مثلها. وأضاف ان عددا كبيرا من الأشخاص يتوجهون الى أجنحة الطوارئ في المستشفيات وهو ما يمثل تحديا لامكانيات هذه المستشفيات. بحسب رويترز.

وقال مسؤول بمستشفى ابن النفيس في بغداد ان ما لا يقل عن 300 شخص يعانون من مشكلات تنفس دخلوا المستشفى.

وقالت ايمان أم علي التي أحضرت ابنها المصاب بالربو الى المستشفى لتلفزيون رويترز "الجو مترب منذ اسبوع واذا كان الاصحاء يجدون صعوبة في التنفس فماذا يفعل الاطفال."

وعانى العراق كثيرا من العواصف الرملية العاتية لكن عدة سنوات من الجفاف أدت الى تفاقم المشكلة هذا العام. وأدى نقص المياه في نهري دجلة والفرات بسبب السدود المُقامة عليهما في دول أعالي النهر مثل تركيا الى تعقيد الأمور أكثر.

اختناق 110 أشخاص بسبب الغبار في أربيل

وفي كردستان العراق ذكرَ مصدر طبي أن مستشفى طواريء أربيل استقبل، نحو 110 حالة اختناق نتيجة العواصف الترابية التي تشهدها المحافظة ومناطق عديدة أخرى من العراق.

وقال مدير إدارة لمستشفى الطواريء في أربيل محسن شمزيني لوكالة أصوات العراق، إن المستشفى “استقبل خلال يومين 110 من المرضى الذين يعانون من ضيق التنفس بسبب العواصف الترابية التي عمت المنطقة”، مشيرا إلى أن أعمارهم “تفوق الخمسين عاما”.

وأضاف شمزيني أن المصابين بضيق التنفس “تلقوا العلاج اللازم وتم اخراجهم من المستشفى”، مبينا أن عدد المصابين بضيق التنفس كان أقل خلال العاصفة الحالية مقارنة بالعواصف السابقة بسبب تطبيق التوجيهات الصحية من قبل المواطنين”.

وفي 15 آذار مارس الماضي استقبل مستشفى طوارىء أربيل 250 مصابا بضيق التنفس خلال 48 ساعة بسبب الغبار. وتبعد محافظة اربيل مسافة 349 كم شمال شرق بغداد.

وفاة مواطنين اثنين بسبب الغبار في خانقين

وفي نفس السياق قال مدير مستشفى قضاء خانقين، إن شخصين في السبعينيات من العمر توفيا بسبب الغبار الذي تشهده المنطقة، فضلا عن إستقبال مستشفى القضاء 120 حالة .

وأضاف د. خالد عباس لوكالة أصوات العراق، أن “شخصين اثنين توفيا في مستشفى قضاء خانقين ( 155 كم شمال شرق بعقوبة) أثر كثافة الغبار الذي غطى المنطقة”، مبينا أن الضحيتين “رجل وامرأة ويتراوح عمرهما 70 الى 75 سنة”.

وأوضح عباس أن المستشفى “أستقبل 120 حالة آخرى مصابين بضيق التنفس و “تلقوا العلاج اللازم”، لافتا أن اعمارهم مابين 73 الى 75 سنة”. وتشهد مناطق عديدة من العراق عواصف ترابية ادت الى حدوث حالات اختناق بين مئات المواطنين. وتقع مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، على مسافة 57 كم شمال شرق العاصمة بغداد.

وفاة طفلين اختناقا في الانبار بسبب العاصفة الترابية

وفي الانبار غرب العراق ذكر مصدر طبي من مستشفى قضاء هيت، ان طفلين توفيا اختناقا بسبب العاصفة الترابية التي تضرب محافظة الانبار منذ يومين.

وأوضح المصدر لوكالة أصوات العراق إن “الطفلين توفيا مساء الاحد الماضي بعد وصولهما إلى مستشفى قضاء هيت وكانت اعمارهما لا تتجاوز السنتين وهما مصابان بمرض الربو المزمن”.

وأضاف “تزامن مرضهما مع العاصفة الترابية واستنشاقهما كميات من الأتربة أصيبا بعدها بالاختناق وتوفيا بعد وصولهما إلى المستشفى”.

ويشهد العراق عواصف ترابية ادت الى اختناق المئات من المواطنين بالاضافة الى الغاء الرحلات الجوية وتوقف محطات كهربائية . وتبعد مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار مسافة 110 كم غرب العاصمة.

مستشفى في واسط تستقبل 200 حالة اختناق بسبب الغبار

واستقبل مستشفى النعمانية في محافظة واسط، اكثر من 200 حالة اختناق بسبب الغبار الكثيف الذي غطى اجواء المدينة، بحسب مصدر طبي.

وقال المصدر لوكالة أصوات العراق إن “مستشفى النعمانية في قضاء النعمانية (40 كم شمال الكوت) استقبل 200 حالة اختناق لأطفال ونساء وشيوخ بسبب الغبار الذي يعم اجواء المحافظة”.

وأوضح أن “عددا من المصابين غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاج، فيما رقد آخرون منهم بالمستشفى لسوء حالتهم الصحية”، مبينا أن “بعضهم مصابون بأمراض الربو والقصبات الهوائية”. وتوقع المصدر أن “يرتفع عدد المصابين بالاختناق بسبب رداءة الجو وارتفاع نسبة الغبار فيه”.

يذكر ان مستشفيات مدينة الكوت استقبلت الخميس (18/6) 187 حالة اختناق لأطفال ونساء وشيوخ وفقا لاحصائية سجلتها دائرة الصحة. وتقع مدينة الكوت مركز محافظة واسط على مسافة 180 كم جنوب شرق العاصمة بغداد.

مستشفيات كركوك تستقبل 255 حالة اختناق بسبب العواصف الترابية

وفي كركوك استقبلت المستشفيات نحو 255 حالة اختناق بسبب العواصف الترابية التي تشهدها المدينة، بحسب مدير عام صحة كركوك.

وقال صباح عميد الداودي لوكالة أصوات العراق ان “المستفيات في عموم مدينة كركوك استقبلت (السبت) اكثر من 255 لمرضى يعانون من ضيق التنفس بسبب العواصف الترابية التي ضربت المنطقة”.

واضاف ان “سيارات الاسعاف انتشرت في عموم المدينة لنقل الحالات الطارئة الى المستشفيات لتلقي العلاج”، مبينا ان “حالات الاختناق لازالت في تزايد”.وتبعد محافظة كركوك مسافة 250 كم شمال شرق العاصمة بغداد.

مستشفى ببغداد يستقبل 400 حالة اختناق نتيجة العواصف الترابية

ولاحقاً استقبل مستشفى اليرموك في بغداد نحو 400 حالة اختناق نتيجة العاصفة الترابية التي يشهدها العراق، حسب مصدر طبي في مستشفى اليرموك.

وأوضح المصدر لوكالة اصوات العراق أن “المستشفى استقبل ما يقارب 400 حالة خلال الـ12 ساعة الماضية لمرضى عانوا ضيقا في التنفس نتيجة العاصفة الترابية التي عمت العاصمة بغداد، وقد تلقوا العلاج اللازم”.

ويشهد العراق في معظم مناطقه طقسا جويا مغبرا بسبب تأثره بامتداد مرتفع جوي من البحر المتوسط ترافقه كتلة هوائية معتدلة وجافة وهو ما أدى إلى توقف الرحلات الجوية في المطارات أيضا.

وأضاف المصدر أن “المصابين ما زالوا يتوافدون على المستشفى لغاية الآن بالرغم من انحسار العواصف الترابية”. ويقع مستشفى اليرموك جنوب غربي العاصمة بغداد، وهو من اكبر المستشفيات في جانب الكرخ.

مطار النجف يوقف رحلاته بسبب العواصف الترابية

من جهة اخرى ذكر مدير اعلام مطار النجف الدولي، ان ادارة المطار اجلت الرحلات الى اشعار اخر بسبب العواصف الترابية التي اجتاحت عموم البلاد.

وقال عدي البهاش لوكالة أصوات العراق ان “الرحلات الجوية من والى مطار النجف الدولي اجلت بسبب العواصف الترابية التي اجتاحت عموم البلاد”، مبينا ان “الرحلات القادمة من دبي وطهران قد ارجئت. وبين البهاش ان “حركة الطيران ستعود الى طبيعتها بعد تحسن الجو وزوال العواصف الترابية”.

يذكر ان مطار البصرة قد اعلن ايقاف رحلاته الجوية فضلا عن مطار بغداد الدولي الذي اوقف رحلاته الجوية منذ يوم الجمعة الماضية.

مطار بغداد يوقف رحلاته الجوية مجددا بسبب العواصف الترابية

وفي نفس السياق ذكر مصدر امني في مطار بغداد الدولي ان المطار اوقف رحلاته الجوية مجددا بسبب عودة العواصف الترابية في اجواء العاصمة.

وأضاف المصدر لوكالة اصوات العراق ان “الخطوط الجوية فتحت (السبت) خطوطها بعد ان انجلت الاتربة نسبيا في الجو بواقع ثمان رحلات كانت مؤجلة، غير ان المطار اوقف رحلاته (الاحد) بعد عودة العواصف الترابية وانعدام الرؤية”.واضاف ان “المطار سيعاود تسيير رحلاته بعد زوال العواصف الترابية”.

توقف وحدات كهربائية بسبب الغبار والعواصف الترابية

من جانب اخر قال الناطق بأسم وزارة الكهرباء عزيز الشمري، أن وحدات توليدية للطاقة الكهربائية بطاقة 400 ميكا واط توقفت بسبب الغبار والعواصف الترابية التي تشهدها المناطق الوسطى والجنوبية.

وأضاف الشمري لوكالة أصوات العراق أن “وحدات توليدية للطاقة الكهربائية توقفت والتي تبلغ طاقتها 400 ميكا واط بسبب الغبار الكثيف والعواصف الترابية التي يشهدها البلد”، مبينا أن “التوقف ضم المناطق الوسطى والجنوبية”. وأوضح الشمري أن “الانقطاع يؤثر على مصادر الانتاج”، لافتا إلى ان الكوادر الهندسية مستمرة في اعمال الصيانة في الوحدات”.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 8/تموز/2009 - 15/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م