البدانة وباء الاستهلاك والاسراف

 الأمريكيون الأكثر سمنة والبدانة والسكري يفتكان بسكان الخليج

السمنة تقتل 20 ألف سعودي و80% من الكويتيين لايمارسون نشاطا بدنياً

 

شبكة النبأ: للعام الخامس على التوالي جاءت ولاية مسيسبي باعتبارها الأكثر معاناة من ارتفاع نسبة السمنة بين البالغين حيث بلغت النسبة 32.5 في المائة. أما في دول الخليج العربية الغنية بالنفط فإن البدانة ورفيقها الدائم داء السكري، يفتكان بالسكان بسبب انماط غذائية غنية بالسعرات الحرارية او بسبب قلة الحركة البدنية وعدم الاعتماد الذاتي في خدمة النفس، وغالباً بسبب الاثنين معاً...

في التقرير التالي عن البدانة نرصد اخر الاخبار والاكتشافات المتعلقة بهذا المرض الذي اصبح وباءً عالمياً ودلالة على الشراهة الزائدة والتبذير والعادات الغذائية السيئة...

البدانة تتحول الى قضية للحقوق المدنية في امريكا

قضَتْ كيت هاردينج معظم حياتها تتنقل من حمية غذائية الى اخرى تفقد الوزن لكنها دائما تكتسبه مجددا.. وبعد أن عقدت العزم على تحسين نوعية حياتها انضمَّت الى مجموعة تنمو بسرعة من النشطاء المناهضين للانظمة الغذائية يروجون للحقوق المدنية للاشخاص البدناء.

هاردينج التي أنشأت مدونة مناهضة لاتباع الانظمة الغذائية على الانترنت أطلقت عليها اسمShapely Prose الى جانب غيرها من المدافعين الاخرين عن قبول البدانة على الشبكة العنكبوتية يعلمون بعضهم بعضا بشأن كيفية تحسين صحة الاشخاص من أصحاب الوزن الزائد. بحسب رويترز.

وتقول هي ومدونات أخريات ان "الحرب ضد البدانة" التي يشنها المجتمع تدفع الاشخاص البدناء الى كراهية أجسامهم ويعانون من قلة احترام لذاتهم.

وكتبت هاردينج (34 عاما) من شيكاجو "كوني بدينة لا يجعلني كسولة او غبية او مشكوك في أخلاقي."وأضافت "الرسالة التي نروج لها هي الصحة لجميع المقاسات."

وتنتقد أبواب مدونتها الهوس بالانظمة الغذائية والتغطية المتأملة لقضايا الوزن في وسائل الاعلام السائدة.

وتقول هاردينج التي ذكرت أن طولها 1.6 متر ووزنها نحو 88 كيلوجراما انها منذ أنشأت مدونتها تحسنت نظرتها لصورة جسدها. لكنها تعترف بأن ارتداء لباس سباحة علنا "لا يزال من الممكن أن يزعجها."

وتظهر أبحاث أن تكلفة الرعاية الصحية المرتبطة بالسمنة المفرطة تبلغ 100 مليار دولار سنويا على الاقل. وليست هناك قوانين امريكية تحظر التمييز على أساس الوزن ولا يوجد قانون يحظر الانحياز على أساس الوزن إلا في ولاية ميشيجان.

الولاية الأكثر سمنة

للعام الخامس على التوالي جاءت ولاية مسيسبي باعتبارها الولاية الأكثر معاناة من ارتفاع نسبة السمنة بين البالغين حيث بلغت النسبة 32.5 في المائة. أما في ولايات الأخرى مثل ويست فيرجينيا وألاباما وتنيسي، فقد بلغت نسبة السمنة فيها 30 في المائة. وجاءت نسبة السمنة أقل من 20 في المائة في ولاية واحدة فقط هي كولورادو.

في عام 1991 لم تكن نسبة السمنة تزيد عن 20 في المائة في أي ولاية، وفي عام 1980 لم تكن النسبة تتجاوز 15 في المائة.

وفي ولاية مسيسيبي أيضا توجد أعلى نسبة من السمنة بين الأطفال (من 10 إلى 17 سنة) وهي 44.4 في المائة. وتبلغ النسبة أدنى مستوى لها وهو 23.1 في المائة في ولايتي منيسوتا وأوتا. وقد تضاعفت معدلات السمنة في الولايات المتحدة ثلاث مرات منذ 1980.

البدانة والسكري يفتكان بسكان الخليج

وتفتك البدانة ورفيقها الدائم داء السكري، بسكان دول الخليج العربية النفطية الغنية، وذلك بسبب انماط غذائية غنية بالسعرات الحرارية او بسبب قلة الحركة البدنية، وغالبا بسبب الاثنين معاً.

والسلطات التي ادركت اخيرا خطورة الوضع، تضاعف حملات التوعية على امل التخفيف من نهم السكان للوجبات الدسمة الغنية بالسعرات الحرارية والتي تتوافر بكثرة عبر سلسلة مطاعم الوجبات السريعة المتنشرة بكثافة في بلدان الخليج. بحسب فرانس برس.

كما تشجع السلطات السكان على ممارسة الرياضة، وتنشر احيانا اكشاكا لفحص السكري في مراكز التسوق المغلقة المكيفة التي تعد اماكن التجمع العامة بالنسبة الى غالبية السكان في هذه المنطقة من العالم.

وقال الدكتور عبد الرزاق المدني مدير مستشفى دبي ورئيس جمعية الامارات لمكافحة السكري "انه مرض مميت".

واضاف عبد الرزاق في حديث الى وكالة فرانس برس "نحو 80% من المصابين بالسكري يموتون جراء سكتة قلبية، علما ان الاخيرة هي من ابرز اسباب الوفاة في الامارات، ولعلها الثانية بعد الحوادث المرورية".

ويعتبر عبد الرزاق ان جذور المشكلة بسيطة، وهي اضافة الى العادات الغذائية السيئة، قلة الرياضة.

ويقول في هذا السياق ان "الناس باتوا اقل حركة" مقارنة بمراحل سابقة حين كانوا يعيشون حياة صعبة خصوصا في الفترة التي سبقت اكتشاف الثروات النفطية.

وفي مؤشر الى خطورة المشكلة، تسجل اصابات متزايدة بالسكري لدى فئات عمرية شابة جدا، بما في ذلك مراهقون لم يتجاوزوا السادسة عشرة، وذلك بسبب البدانة التي ما انفكت تتعاظم في صفوفهم.

وبحسب احصاءات رسمية نشرت اخيرا، فان 70% من البالغين و12% من الاطفال في الامارات يعانون السمنة، وخمس الاطفال بينهم يواجهون خطر الاصابة بالسكري في مراحل لاحقة.

وبين دول مجلس التعاون الخليجي تبدو الامارات الاكثر تأثرا، فبحسب احصاءات رسمية تعود الى العام 2005، كان 19,6% من السكان يعانون المرض، وهي ثاني اعلى نسبة في العالم. والمشكلة لا تعني المواطنين الاماراتيين فقط بل سائر السكان الذين يشكل الاجانب بينهم نسبة تتجاوز 80%.

وفي السعودية، كشفت وكالة الانباء السعودية اخيرا ان ربع السعوديين فوق الثلاثين يعانون السكري.

وقال الجراح السعودي عبدالعزيز القناص في اذار/مارس لوكالة فرانس برس ان تسعين شخصا في الرياض يخضعون لعملية بتر اطراف شهريا بسبب التهابات ناتجة في شكل مباشر من السكري.

وفي الكويت، يؤكد مدير البرنامج الوطني لمكافحة السكري احمد الشطي ان كويتيا واحدا من اصل اربعة يعاني هذا المرض.

السمنة تقتل 20 ألف سعودي سنوياً

وأوضح تقرير طبي حديث صدر في السعودية أن السمنة ومضاعفاتها كارتفاع ضغط الدم والسكري والجلطة وتصلب الشرايين تتسبب بوفاة 20 ألف سعودي سنويا.

وبين التقرير الذي أصدره كرسي أبحاث وعلاج السمنة بجامعة الملك سعود أن نسبة السمنة وزيادة الوزن في المملكة بلغت 60 بالمائة لدى الشباب والأطفال الذين يمثلون 50 بالمائة من سكان السعودية.

وأوضح التقرير أن هناك نحو 3 مليون طفل بالمملكة مصابين بالسمنة، وتقدر التكلفة السنوية لعلاج المصابين ومضاعفاتها بالمملكة بما يقارب من 19 مليار ريال. بحسب اربيان بزنس.

وقال وكيل جامعة الملك سعود عبد العزيز الرويس خلال افتتاحه للمؤتمر الدولي الأول لعلاج ومكافحة السمنة لدى الأطفال والشباب أن البدانة من المشكلات التي تؤرق المجتمع السعودي لانتشارها علي مستوى واسع.

ودعا الرويس خلال المؤتمر إلى يستمر حتى يوم غد الأربعاء إلى إيجاد حلول نوعية لمشكلة البدانة التي أصبحت ظاهرة في المجتمع السعودي مثمناً الدور الذي تقوم به المستشفيات الجامعية في تقديم الرعاية الصحية على مستوى المملكة.

ويعقد على هامش المؤتمر العديد من ورش العمل من عيادات العناية بالوزن والحمية والغذاء وجراحات السمنة عند الأطفال والعناية بعد الجراحة، كما يطرح المؤتمر العديد من المحاور التي تأتي لمحاربة السمنة عند الأطفال ووضع الأنظمة والاستراتيجيات لذلك إضافة إلى مناقشة الجديد في الأبحاث الطبية الخاصة بالسمنة وحالات السمنة المستعصية عند الأطفال والشباب.

ويتوقع مختصون أن تتضاعف نسبة زيادة السمنة في السعودية، وبخاصة إذا لم يتخذ أي إجراء ضدها، في السنوات الخمس المقبلة من 28 في المائة، إلى 56 في المائة.

80% من الكويتيين لا يمارسون أي نشاط بدني 

وفي نفس السياق كشفَ عضو هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة الكويت الدكتور جاسم رمضان ان دراسة كويتية اعدتها وزارة الصحة اخيرا اثبتت ان 80 في المئة من الكويتيين لا يمارسون أي نشاط بدني.

وقال رمضان في تصريح لـ(كونا) بمناسبة افتتاح فعاليات مؤتمر النشاط البدني والرياضة والصحة العامة غدا برعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الصباح ان الدراسات العلمية اثبت وجود علاقة وثيقة بين عدم ممارسة الرياضة والاصابة بالامراض المزمنة كالقلب والسكر والسمنة وغيرها من الامراض.

وأرجع انتشار السمنة الى الانماط الحياتية في المجتمع الكويتي مثل قلة الحركة والكسل والزيارات العائلية ومآدب الطعام المتنوعة داعيا الى تغيير تلك الانماط الخاطئة واتباع نظام غذائي مدروس تحت اشراف اختصاصي تغذية والاكثار من الحركة والانشطة الرياضية.

وحول المؤتمر قال انه يعقد لاول مرة في اقليم شرق المتوسط بمشاركة منظمة الصحة العالمية ومركز المراقبة والوقاية الامريكية على مدى خمسة ايام من بينها عقد كورس عالمي مكثف من قبل المركز الامريكي لمدة ثلاثة ايام ل50 شخصا من اطباء واساتذة تربية بدنية واخصائيي علاج طبيعي وتغذية.

ويمثل منظمة الصحة العالمية في المؤتمر البروفسور توماس ارم سترونج ومن المركز الامريكي للوقاية والمراقبة الدكتورة بيكي لان كيناو اضافة الى رئيس المكتب التنفيذي لوزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق خوجة.

الطفل السمين هل يعني بالضرورة شاباً سميناً؟

وأظهرت دراسة جديدة قامت بها كلية الطب في جامعة هارفارد أن الأطفال الذين تزداد أوزانهم بسرعة، معرضون بشكل كبير للسمنة مستقبلاً بنسبة تفوق الـ 40 في المائة عن غيرهم. ولكن هل يمكن اعتبار زيادة وزن الطفل في كل المراحل أمراً خطيراً؟

يقول الباحثون إن الحصول على الجواب يتطلب زيارة الطبيب المختص، فقد يكون الطفل ذو وزن أكبر من نظرائه، لكنه قد يكون مناسباً قياساً لطوله. بحسب سي ان ان.

كما أن بعض الأطفال ينمون بشكل متسارع في مرحلة مبكرة، ليصبحوا ذوو وزن زائد في الشهور الستة الأولى، لكنه يعود إلى نمو بطيء بعد ذلك ليكون في شكله الأمثل بعمر ثلاث سنوات، وسيكون طبيب الأطفال قادراً على تحديد إذا ما كان الوضع طبيعياً أم لا.

وتتساءل بعض الأمهات ماذا يمكن أن تفعل إذا كان طفلها ينمو بسرعة؟ يقول الخبراء أنه في هذه الحالة يجب على الأم مراقبة غذاء ابنها، وفيما إذا كان يتخلص من قنينة الحليب قبل إنهائها، وهل تقوم الأم بمحاولة دفع الطفل لإنهائها؟ ويعتقد الأطباء أن الطفل هو الأقدر على تحديد احتياجاته من الطعام، فلا حاجة لإجباره على شرب الحليب إن لم يفعل بطريقة طوعية.

ويجب على الأم التأكد من احتواء الغذاء على أنواع مختلفة من الحبوب، كما يجب عليها تناول الحبوب إذا كانت ترضع طفلها، وتقول المختصة جينيفر شو "الأطفال يشربون نفس الكمية من الحليب، لذا يجب على الأم زيادة محتويات الحليب من الطاقة عن طريق إضافة بعض المواد الغذائية."

ومن الأشياء المهمة التي ينبغي على الأم الاهتمام بها من أجل أطفالها، هي التمارين الرياضية، ولا يعني ذلك اصطحاب الطفل إلى الصالة الرياضية، بل إن قليلاً من اللعب مع الطفل والجري في البيت والدوران والحبو كل ذلك يساعد الطفل على نمو صحي وسليم.

المتخصصون في طب الأطفال ذكروا بعض الأمور التي يجب الانتباه إليها عند التعامل مع مسألة وزن الطفل وعمره، ومن هذه الأمور أن الوزن يجب لا يكون العامل الوحيد الذي يقرر من خلاله الأهل على أن ابنهم يعاني من السمنة أم لا.

فالطفل الذي يبلغ طوله ستة أقدام مثلاً يجب أن يكون وزنه أكثر من ذلك الذي يبلغ خمسة أقدام فقط، وإن تساووا في العمر، فلا نأخذ الوزن فقط للمقارنة بينهما.

كما لا ينبغي اعتبار كل الأطفال الذين تظهر عليهم مظاهر السمنة أنهم في خطر، فقد تعود أجسامهم للنمو بشكل طبيعي بعد سن معين، كما إن جسم الأم قبل الولادة قد يؤثر بشكل أو بآخر لذا يجب على الأم التنبه لصحتها جيداً في فترة الحمل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 7/تموز/2009 - 14/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م