صراع المالكي وبايدن: التزام مشروط بضغوط

امريكا شريك قوي للعراق رغم الانسحاب من المدن

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: في أولى ردود الافعال التي أعقبت زيارة نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن -صاحب مشروع تقسيم العراق الى ثلاث مناطق والذي طرحه إبان تصاعد العنف بين عامي 2006 و2007 وعارضه بشدة المالكي وبعض الاطراف العراقية الاخرى- طلبَتْ الحكومة العراقية من الولايات المتحدة عدم التدخُّل في سياستها الداخلية، غداة تحذير شديد اللهجة وجههُ بايدن الى مسؤولي العراق.

فقد قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان على نائب الرئيس الاميركي ان ينقُل الى الرئيس اوباما رغبة العراقيين المشتركة في حل أمورهم في ما بينهم.

وكان نائب الرئيس الأمريكي جوزف بايدن قد حذّرَ مسؤولين عراقيين من أن الالتزام الأمريكي إزاء العراق قد ينتهي إذا (انزلق) البلد ثانية إلى العنف الطائفي والإثني، وأن أمريكا سترفع يدها إذا لم يحلّوا نزاعاتهم بأنفسهم...

العراق يطلب من امريكا عدم التدخل في سياسته الداخلية

وطلبت الحكومة العراقية من الولايات المتحدة عدم التدخُّل في سياستها الداخلية، وذلك غداة تحذير شديد اللهجة وجهه نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى مسؤولي هذا البلد.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح للقناة التلفزيونية العراقية العامة ان على نائب الرئيس الاميركي ان ينقل الى الرئيس اوباما رغبة العراقيين المشتركة في حل امورهم في ما بينهم.

ورفض المتحدث ان يتدخل اطراف آخرون في الشؤون العراقية، محذرا من ان ذلك سيعقد الامور ولن يحل شيئا. وشدد الدباغ على ضرورة ان ينقل نائب الرئيس الاميركي جو بايدن هذه الرسالة المهمة.

وضاعفت واشنطن ضغوطها على السلطات العراقية على خلفية عدم احراز تقدم سريع على الصعيد السياسي بعد تحسن فعلي للوضع الامني. بحسب فرانس برس.

ووجه بايدن تحذيرا غير مسبوق في بغداد خلال اجتماعه بالمسؤولين العراقيين، وبينهم رئيس الوزراء نوري المالكي الذي سيتوجه قريبا الى الولايات المتحدة. وقال مسؤول اميركي رفيع يرافق بايدن "اذا تجدد العنف فهذا الامر سيغير طبيعة مهمتنا. لقد كان (بايدن) مباشرا جدا حول هذه النقطة".

بايدن يحذِّر..الالتزام الأمريكي إزاء العراق مشروط

وكان نائب الرئيس الأمريكي جوزف بايدن قد حذر مسؤولين عراقيين من أن الالتزام الأمريكي إزاء العراق قد ينتهي إذا “انزلق” البلد ثانية إلى العنف الطائفي والإثني، وأن أمريكا سترفع يدها إذا لم يحلّوا نزاعاتهم بأنفسهم، حسب ما نقلت صحيفة واشنطن بوست Washington Post.

وقالت الصحيفة إنه خلال اجتماعات مع مسؤولين عراقيين كبار، منهم رئيس الوزراء نوري المالكي، شدد بايدن على أن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة في العراق، حتى إن تقلص دورها العسكري من خلال الانسحاب الذي يتوقع أن تزداد وتيرته بعد الانتخابات البرلمانية في كانون الثاني يناير المقبل.

لكن مسؤولا كبيرا في الإدارة الأمريكية قال، حسب ما تنقل الصحيفة، إن بايدن اشترط هذا الدعم “بتقدم العراقيين في حل نزاعاتهم الطويلة”، التي يعتقد البعض أنها كانت موجودة حتى قبل الغزو في العام 2003.

وقال المسؤول إذا “عاد العراق إلى العنف الطائفي أو دخل في عنف اثني، فمن المرجح أننا لن نبقى ملتزمين بتعهداتنا لأن أولا ليس للشعب الأمريكي مصلحة في مواصلة الالتزام، وكما قال بايدن، لن يفعل هو ذلك ولا الرئيس”.

وأضاف المسؤول أن “ليس هناك أية رغبة بالعودة إلى إصلاح الأوضاع إذا انهارت الجهود في العراق”.

ورأت أن هذا التحذير إشارة كبيرة على تغير الموقف الأمريكي في العراق، الذي كان على رأس أولويات اهتمام سياسة إدارة بوش الخارجية.

وتعتقد الصحيفة أن هذه التصريحات تشير إلى أن إدارة اوباما “سوف تعفي نفسها من المسؤولية إذا انحدر العراق إلى العنف ثانية، وتراجعت الأوضاع فيه بسبب الأزمات التي لا تزال من دون حل”.

ولاحظت الصحيفة أن علامات تضاؤل الدور الأمريكي بادية في عموم مناطق العراق. إذ بحكم وجود 130.000 عسكري، فان الولايات المتحدة واثقة من ممارسة دور حاسم. لكن سلطتهم التي كانت في السابق نافذة في بغداد قد زالت، حسب ما تعتقد الصحيفة. فإلى جانب الانسحاب من المدن ـ والانسحاب الأوسع المقرر بنهاية آب أغسطس 2010 ـ فان كادر السفارة الأمريكية سوف يتناقص خلال هذا الوقت أيضا.

وأضافت أن التفاعل بين المسؤولين الأمريكيين والعراقيين من شأنه أن يتغير. وقالت إن مساعدي بايدن التقوا صباح الجمعة الماضية مستشاري إياد السامرائي، رئيس البرلمان العراقي، تمهيدا لترتيب اجتماع بينهما. مضيفة أن بعض النواب أعربوا عن “سخطهم من الطبيعة السرية” لزيارة بايدن.

اوباما: امريكا شريك قوي للعراق رغم الانسحاب

من جهة ثانية قال الرئيس اوباما ان العراق يواجه اياما صعبة بعد توليه السيطرة على بلداته ومدنه من القوات الامريكية ولكنه تعهد بالبقاء شريكا قويا من اجل امن وازدهار البلاد.

واضاف اوباما الذي كان يتحدث في احتفال بمناسبة عيد الاستقلال في الولايات المتحدة في البيت الابيض بعد ايام فقط من انسحاب القوات الامريكية من البلدات والمدن العراقية الى قواعد ريفية ان مستقبل العراق بيد شعبه الان.

وقال اوباما في تصريحات لعائلات العسكريين في الوقت الذي وقف خلفه نحو 20 عسكريا "بسبب جهودكم الشجاعة سلمت القوات الامريكية هذا الاسبوع (الاسبوع الماضي) السيطرة على المدن والبلدات العراقية..الى قوات الامن العراقية. "بسبب شجاعة وقدرات والتزام كل امريكي عمل في العراق يسيطر العراق صاحب السيادة والموحد على مصيره بنفسه."مستقبل العراق الان في يد شعبه.

"هذا التحول لن يكون بلا مشكلات. نعرف ان اياما صعبة في الانتظار. وهذا هو السبب في اننا سنبقى شريكا قويا للشعب العراقي من اجل امنه وازدهاره." بحسب سي ان ان.

احتمال تأجيل الاستفتاء على الاتفاقية الأمنية في العراق

وفي شأن الاستفتاء الشعبي الذي من المفترض ان يقيّم صلاحية الاتفاقية الامنية مع امريكا، قال سياسيون ان الاستفتاء على اتفاق أمني وهو الخطوة الرئيسية التالية في الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية من العراق سيتأجل على الأرجح.

وكان الاستفتاء مقررا قبل نهاية يوليو تموز وفق اتفاق تم التوصل اليه في البرلمان العراقي العام الماضي هدأ الجماعات السنية العربية المعارضة للاتفاق الأمني الامريكي العراقي وضمن تأييدها.

وسيكون الاستفتاء الخطوة التالية نحو الانسحاب الامريكي الكامل من العراق بنهاية عام 2011 بعد انسحاب جزئي تم يوم الثلاثاء بمغادرة القوات الامريكية المقاتلة للمدن العراقية. بحسب رويترز.

وفي حالة رفض العراقيين للاتفاق في الاستفتاء الشعبي سيحصل 130 ألف جندي أمريكي لايزالوا في العراق بعد أكثر من ست سنوات على الغزو الذي وقع عام 2003 على مهلة مدتها سنة واحدة لمغادرة العراق.

وتدفع الحكومة باتجاه تأجيل الاستفتاء حتى يناير كانون الثاني 2010 عندما يجري العراق انتخاباته البرلمانية. وتقول حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ان اجراء العمليتين معا سيكون من شأنه أن يوفر المال. وتقول السلطات الانتخابية والنواب في الوقت الحالي انه لا يمكن تنظيم استفتاء في شهر واحد.

وقال جلال الدين الصغير رئيس الكتلة البرلمانية للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي أكبر الاحزاب السياسية الشيعية ان المشكلة مشكلة وقت أولا حيث لم تصل مسودة مشروع القانون من الحكومة الى البرلمان بعد.

وأضاف أنه حتى اذا كانت المسودة في طريقها الان الى البرلمان فان الاخير يحتاج الى شهر لاقرارها وانه يعتقد ان الامر سينتهي بتزامن الاستفتاء مع الانتخابات البرلمانية.

وقدرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق تكلفة اجراء الاستفتاء بمئة مليون دولار وقالت للبرلمان انها تحتاج الى شهرين لتنظيم الاستفتاء.

وقال عمر المشهداني المتحدث باسم رئيس البرلمان العراقي اياد السامرائي ان بعض السياسيين يخشون أن تكون نسبة الاقبال على التصويت منخفضة جدا اذا أجري الاستفتاء منفصلا لذلك كان من المنطقي اجراؤه مع الانتخابات العامة.

كتائب حزب الله وعضو في الائتلاف الموحد على قائمة الارهاب الامريكية

وفي شأن متصل بقضايا الارهاب في العراق، أعلنت الحكومة الامريكية انها وضعت كتائب حزب الله في قائمتها للمنظمات الارهابية الاجنبية، قائلة ان الجماعة لها صلات بحزب الله اللبناني وتشكل تهديدا للاستقرار في العراق.

وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان هذا التصنيف يعني انه سيجري تجميد اصول الجماعة المسلحة التي مقرها العراق وسيحظر على الامريكيين امدادها بأي موارد. بحسب رويترز.

ومن ناحية اخرى استهدفت وزارة الخزانة الامريكية كتائب حزب الله وأبو مهدي المهندس الذي مقره ايران لارتكاب اعمال عنف ضد القوات الامريكية وقوات الامن العراقية.

وقالت وزارة الخزانة ان المهندس كان مستشارا لقائد قوة القدس الايرانية وهي ذراع للحرس الثوري الاسلامي مسؤول عن تقديم دعم مادي لجماعات مثل حزب الله في لبنان وحركتي حماس والجهاد الاسلامي الفلسطينيتين.

وقالت وزارة الخارجية ان كتائب حزب الله لها روابط عقائدية بحزب الله اللبناني ومسؤولة عن "أعمال ارهابية عديدة" ضد اهداف عراقية وامريكية واهداف اخرى منذ 2007. واضافت ان الجماعة مسؤولة عن تفجيرات عديدة بعبوات بدائية الصنع وهجمات بقذائف صاروخية وعمليات قنص بما في ذلك هجوم صاروخي في نوفمبر تشرين الثاني 2008 أودى بحياة اثنين من موظفي الامم المتحدة.

وقالت وزارة الخزانة ان المهندس يدير شبكة لتهريب الاسلحة عبر الحدود الايرانية-العراقية الى متشددين شيعة يستهدفون القوات الامريكية. واضافت ان المهندس يتولى ايضا تسهيل تدريب متشددين لشن هجمات في العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 7/تموز/2009 - 14/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م