المرأة في السعودية: آمال وطموحات تصطدم بجِدار التحجّر الوهابي

 

شبكة النبأ: يبدو أن السعودية مقبلة على مرحلة جديدة من الإصلاحات رغم النفوذ الوهابي المتشدد الذي يضع العصى في دواليب أية محاولة لتحسين الحقوق المدنية عموما وحقوق المرأة بوجه خاص.

 فقد يكون مدخل قضايا المرأة، وفي مقدمتها حق الانتخاب والحصول على فرص عمل متكافئة مع الرجال وممارسة بعض الحقوق التربوية مثل مادة الرياضة البدنية في مدارس البنات والسماح للنساء بقيادة السيارات، المحرك الاساسي لبروز كتلة تضم ما يمكن وصفهم بـ الإمراء الإصلاحيين، الذين بدأوا بطرح وجهات نظرهم علناً.

الوزيرة السعودية تحتاج الى تصريح للظهور على التلفزيون

ونقلت صحيفة محلية عن أول سعودية تتولى منصب وزيرة في المملكة قولها انها لا تستطيع الظهور على شاشة التلفزيون دون تصريح.

ولقي تعيين نورة الفايز، نائبة وزير التعليم لشؤون البنات في شباط الماضي ترحابا كبيرا كخطوة كبيرة على طريق اشراك المرأة في المجتمع السعودي الذي يحرم تفسيره المتشدد للاسلام المرأة من قيادة السيارات ومن حق الانتخاب أو الاختلاط بالرجال من غير المحارم.

وكان التلفزيون السعودي المملوك للدولة قد وظّفَ مذيعات خلال السنوات القليلة الماضية في اطار اصلاحات أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول التي وقعت في الولايات المتحدة ولفتت أنظار العالم للتشدد الوهابي في المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم.

ورفضت نورة الفايز مطالِب بالسماح للفتيات بممارسة الالعاب الرياضية في المدارس وهو ما حرمته المؤسسة الدينية السعودية الوهابية ونقلت الصحيفة عنها قولها ان ذلك ما زال مبكرا للغاية.

السعوديون يعدون بتخفيف القيود على النساء

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش ان المسؤولين السعوديين تعهّدوا أثناء مراجعة مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان لملف السعودية في 10 حزيران/يونيو "باتخاذ خطوات لإنهاء نظام وصاية الرجل على المرأة ومنح كامل الاهلية القانونية للمرأة السعودية البالغة ومنع التمييز ضد المراة"، حسب بيان المنظمة. بحسب فرانس برس.

وذكرت المنظمة انه اثناء الاجتماع قال مسؤولون سعوديون ان "مفهوم وصاية الرجل على المراة في الشريعة ليس متطلبا قانونيا وان الاسلام يكفل للمرأة حقها في تولي شؤونها بنفسها والتمتع بالاهلية"، حسب البيان.

وتحكم الشريعة الاسلامية المستمدة من المذهب الوهابي المتشدد الحياة في السعودية، كما ان القانون يعتمد بشكل كبير على الشريعة المتشددة التي يتحكم بها النفوذ الوهابي واسع النطاق في المملكة.

السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة أمل تعيش عليه الكثيرات

مع أننا في القرن الحادي والعشرين إلا أن المرأة في المملكة السعودية لاتزال ممنوعة قطعيا من قيادة السيارة في شوارعها، هذا القرار الغريب أثار جدلا واسعا في العالم، وترك المرأة القاطنة بالسعودية أمام خيار وحيد، وهو القبول بالأمر الواقع.

ورغم عدم وجود نص قانوني في النظام المروري، يمنع المرأة بالسعودية من قيادة السيارة في الطرق الرئيسية، تحاول المرأة أن تتخطى القيود في الحالات الطارئة وفقط في المناطق النائية والريفية.

ويذكر أن العديد من الأصوات المعارضة لهذا المنع في السعودية نادت بالسماح للمرأة بهذا الحق، فشكلت مجموعة من النساء السعوديات لجنة للضغط للحصول على حق قيادة السيارة، كما قامت الناشطة السعودية وجيهة الحويدر إلى جانب 125 امرأة بالتوقيع على عريضة بعنوان "مستعدات لمساعدة الحكومة في تدريب نساء أخريات، ومساعدتهن في الحصول على رخص بالقيادة."بحسب سي ان ان.

 وتعد أريج خان، طالبة سعودية، مثالا حي على هذه الأصوات، بعد أن تحول  مشروعها الجامعي إلى حملة توعية على الإنترنت يشارك فيها الآلاف من المؤيدين لموضوع قيادة المرأة بالسعودية للسيارة.

وقالت خان، إنها لم تشعر بالمشكلة التي جلبتها منع المرأة من قيادة السيارة إلا عند دخولها المرحلة الجامعية، وقالت خان "لم أتوقع أن يكون للقيادة هذا التأثير الكبير على حياتي، إلى أن دخلت الجامعة ووجدت نفسي مضطرة لانتظار والدي لإيصالي إلى أي مكان."

وكاد خوف خان على سمعة عائلتها الموجودة في السعودية أن يمنعها من الكشف عن اسمها، إلا أن الصدى الإيجابي الذي لاقته من الناس، والدعم العائلي دفعاها إلى المحاولة في إحداث تغيير.

وأشارت خان إلى أنه "رغم أن الأمر لا يعطي المرأة بالسعودية الحرية الكاملة، إلا أن السماح لها بالقيادة يعد بداية إيجابية على الطريق الصحيح."

وكجزء من مشروع دراساتها العليا، قامت خان، وعلى مدى 12 شهرا بترويج حملتها على الإنترنت، متخذة من قيادة المرأة بالسعودية أطروحة لها.

دعم رياضة البنات يتّسع ويبلوِر كتلة لـ أمراء الإصلاح

ويبدو أن السعودية مقبلة على مرحلة جديدة من الإصلاحات قد يكون مدخلها قضايا المرأة، وفي مقدمتها حق إدراج مادة الرياضة البدنية في مدارس الفتيات، على أن الميزة الأساسية فيها بروز كتلة تضم ما يمكن وصفهم بـ"الإمراء الإصلاحيين"، الذين بدأوا بطرح وجهات نظرهم علناً.

وردّاً على سؤال لطفلة في الثامنة من العمر، أعربَ أمير منطقة الرياض، خالد الفيصل، عن أمله بأن يتم إدراج الرياضة البدنية في مدارس البنات قريباً، لينضم بذلك إلى تلك الكتلة التي تواجه بالمقابل ضغوطاً من التيار المتشدد الراغب ببقاء الأحوال على ما هي عليه. بحسب سي ان ان.

الفيصل، الذي كان يتحدث في "ملتقى شباب مكة"، قال إن بلاده "تعيش اليوم عصرها الذهبي في التنمية والمبادرات والتحدي والاستنفار".

وخلال الملتقى، انبرت طفلة في الثامنة من عمرها لسؤال الأمير، المعروف أيضاً بكتابة الشعر، عن أسباب عدم وجود ملاعب رياضية في مدارس البنات، على غرار تلك الموجودة في مدارس البنين، فرد الأمير عليها بالقول: "سنرى الملاعب الرياضية في مدارس البنات بجهود الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، وزير التربية والتعليم."

والبارز أن التعليق غاب عن التغطية الإعلامية الرسمية في السعودية، لكنه برز على الصحف ووكالات الأنباء الخاصة والأجنبية، كما كان محور اهتمام التغطية التي جاءت حول الحدث على موقع المنتدى الخاص بالأمير.

93% من الجامعيات السعوديات يرغبن في إجراء عمليات تجميل

من جهة اخرى كشفت دراسة سعودية حديثة أن 93% من طالبات الجامعات في المملكة لديهن رغبة لإجراء عمليات تجميل، فيما لم تبدِ 7% استعدادهن لإجراء عمليات تجميل نظرا للأعراف والتقاليد المجتمعية المحيطة ببيئتهن.

وكشفت الدراسة التي أعدها رئيس اللجنة الطبية والتأمينية في اللجنة الاستشارية في جامعة الملك سعود والاستشاري التجميلي أحمد العتيبي أن أكثر السيدات إقبالا على التجميل هن سيدات المجتمع الأول، العائلات المعروفة، والعاملات في مراكز قيادية سواء في القطاعات الحكومية أو القطاع الخاص، وأن التجميل يعتبر عنصراً مساعداً في حفاظ السيدة على وظيفتها ومركزها القيادي لأطول فترة ممكنة دون أن تحتل سيدة أخرى مكانها.

وأشارت الدراسة التي شملت 900 طالبة جامعية من مختلف جامعات المملكة ونشرتها صحيفة "الاقتصادية" السعودية إلى إن دراسة عربية حديثة أوضحت أن نسبة الأخطاء الطبية في العلميات التجميلية تقلصت إلى 15 في المائة خلال الأعوام القليلة الماضية بعد أن سجلت مطلع التسعينيات ما نسبته 40 في المائة، وأن انخفاض النسبة جاء نتيجة لاستخدام الأجهزة التجميلية المتطورة وكذلك وجود كوادر تأهيلية على مستوى عال في طب وجراحة التجميل. بحسب أريبيان بزنس.

وقالت الدراسة أن مراكز التجميل تعد المؤثر السلبي الأول في بشرة السيدات في الخليج، ونصحت السيدات بالابتعاد عن المستحضرات الرخيصة في المشاغل وكذلك منتهية الصلاحية أو المغشوشة، نظراً لما تسببه من أعراض الشيخوخة المبكرة والحساسية والتصبغات غير المحمودة.

وأكدت أن الدعم الملحوظ من وزارات الصحة الخليجية ودعمها الكوادر الطبية المؤهلة وتوفيرها أحدث الأجهزة العالمية في مجال الليزر والتجميل ساعدت في إيجاد بيئة تجميلية خليجية تقدم أفضل الخدمات عالمياً وبالأسعار نفسها وبتقنيات أعلى ودون أخطاء طبية.

من جهته، قال الدكتور علي الزهراني وهو أختصاصي نفسي، إن مسالة التجميل تحتاج إلى دراسة نفسية السيدة قبل كل شيء وإن مفهوم التجميل والتطور الطبي التجميلي ساعد بشكل كبير في علاج كثير من الحالات النفسية وتجاوز الكثير من الأزمات والاضطرابات النفسية لدى السيدات في السعودية.

وأشار إلى أن تطور الطب التجميلي ووجود الكوادر الطبية ساعد كثيرا من الراغبات في الزواج على تزيين أنفسهن وكذلك المطلقات والعوانس وذلك لإضافة لمسة جمالية بسيطة وليست تغييرا كاملا في الشكل مثل حال التجميل في البلدان الغربية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 6/تموز/2009 - 13/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م