قلب الإنسان يجدد خلاياه ذاتيا وينمي عضلاته التالفة  

 

شبكة النبأ: تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن أمراض القلب تشكل السبب الرئيسي للوفيات في  العالم، إذ بلغت نسبتها 30 بالمئة من مجموع عدد الوفيات في العام 2005، وقد نجم أكثر من ثلث الوفيات عن النوبات القلبية.

فيما خلصت مجموعة من الدراسات العلمية الى نتائج تؤكد أن القلب قادر على إعادة تنمية بعض عضلاته التالفة جراء النوبات التي تصيب الإنسان.

كما يؤكد بعض العلماء إن طرق الوقاية من أمراض القلب تتصل بشكل مباشر بطبيعة ونوع الحياة التي يزاولها الإنسان بدءا بنوعية الطعام والحركة ومقدار الرياضة اليومية.

عضلات جديدة للقلب

يستخدم العلماء قياس الكربون المشعّ المتخلف عن تجارب التفجيرات النووية خلال فترة الحرب الباردة للبرهنة على أن بني البشر يستبدلون عضلات قلوبهم بأخرى تنمو محلها.

ويتناول الاكتشاف الذي نشر في مجلة ساينس العلمية في 3 نيسان/أبريل الجاري التساؤل القائم منذ مدة طويلة عما إذا كانت خلايا عضلة القلب تنقسم بعد الولادة ويقولون إن تنشيط عضلة القلب وتحفيزها على تجديد نفسها يشكل استراتيجية حيوية قابلة لمكافحة أمراض القلب.

ويقول يوناس فريسن الذي ترأس الدراسة في معهد كارولينسكا في ستوكهولهم "إن فقدان خلايا القلب بعد نوبة قلبية غالبا ما يؤدي إلى ضعف وظيفة القلب.

الاكتشاف الجديد المتمثل في أن خلايا القلب يمكن أن تتبدل يدفع على مزيد من البحث في الطرق المؤدية إلى تنشيط وحفز آلية إحلال خلايا القلب الجديدة محل الخلايا التي فقدت." بحسب موقع أميركا دوت غوف

ويقدّر فريسن وزملاؤه أن ما نسبته 1 بالمئة من خلايا عضلة القلب تنقسم سنويا في سن الخامسة والعشرين ويستمر انقسامها في الانخفاض إلى أقل من نصف هذه النسبة في سن الخامسة والسبعين.

وتسببت التجارب النووية فوق سطح الأرض خلال فترة الحرب الباردة في زيادة تركيز تجمعات الكربون- 14 في الجو زيادة كبيرة. وتقول الدراسة إن الكربون 14 هو أحد أنواع الكربون الموجودة عادة في الجو بمقادير ضئيلة في العادة. (يشير الرقم 14 إلى كتلة هذا النوع من ذرات الكربون، بينما يشكل الكربون- 12 نسبة 99 بالمئة من إجمالي الكربون).

وعلى الرغم من أن التجارب النووية كانت تتم في أماكن نائية، إلا أن الغبار الذري المتساقط انتشر في العالم بسبب هذه التجارب.

والكربون- 14 شأنه شأن الكربون- 12 يتفاعل مع الأكسجين ويكوّن ثاني أكسيد الكربون الذي يندمج في النباتات التي تمتصه في عملية التثميل الضوئي.

ويقول واضعو التقرير إن "البشر يأكلون النباتات والحيوانات التي تعيش على النبات فيماثل الكربون- 14 المركّز في الأجسام البشرية الكربون المركّز في الجو في أي وقت من الأوقات.

غير أن ارتفاع موجة تركيز الكربون- 14 انتهت في العام 1963 عندما تم التوصل إلى معاهدة الحد من التجارب النووية التي منعت بموجبها التفجيرات النووية في الجو وتحت سطح الماء أو في الفضاء الخارجي. فكان أن هبطت مستويات الكربون- 14 هبوطا حادا نتيجة تبعثر الكربون-14 وتفرقة في الأجواء.

غير أنه كانت النتيجة أن الكربون- 14 تسلل إلى الحمض الوراثي النووي في الأجساد البشرية، علما بأن الحمض يبقى على حاله سليما بعد انقسام الخلايا.

وقد اعتمد العالم الفيزيائي بروس بوشولز من مختبر لورانس ليفرمور القومي في كاليفورنيا، والذي شارك في وضع الدراسة، أسلوبا فنيا يعرف باسم "القياس الطيفي للكتلة" لتحديد نسبة الكربون- 14 في الأنسجة البشرية. فالقياس الطيفي للكتلة قادر على اكتشاف وتمييز الاختلافات البسيطة في الكتلة بين الكربون- 14 وغيره من أشكال الكربون الأخرى مثل الكربون- 12.

وقد استخدم فريسن والعالمة الأسترالية كريستي سبولدنغ مستويات الكربون- 14 لقياس عمر الخلايا البشرية أول مرة في العام 2005. ثم درج استخدام أسلوبهما بعد ذلك لقياس أعمار الخلايا في الجسم كله. وقد أظهرت دراسة أجريت في العام 2008 أن عدد الخلايا الدهنية يبقى ثابتا نسبيا لدى البالغين، مما يدل على أن زيادة الكتلة الدهنية تنتج عن زيادة الحجم وليس نتيجة لزيادة عدد الخلايا الدهنية.

محيط الخصر لدى الجنسين

وقام باحثون أميركيون بتحليل نتائج دراستين اجريتا في السويد على نحو 36873 امرأة بين 48 و83 عاما و43487 رجلا بين 45 و79 عاما اجابوا عن اسئلة بشأن حجمهم ووزنهم ومحيط خصرهم.

وخلال فترة متابعة من ست سنوات (من كانون الثاني/يناير 1998 الى كانون الاول 2004) اصيبت 382 امرأة من افراد المجموعة باول ازمة قلبية ونقلت 357 منهن الى المستشفيات حيث فارقت 25 منهن الحياة.

وبين الرجال اصيب 718 بازمتهم القلبية الاولى ونقل 679 منهم الى المستشفى وتوفي 39. بحسب فرانس برس.

واستنادا الى إجابات المشتركين فان 34% من النساء اللواتي خضعن للدراسة كانت لديهن زيادة في الوزن 10% منهن بدينات. فيما كان لدى 46% من الرجال زيادة في الوزن بينهم 10% بدينون.

واوضحت الدكتورة ايميلي ليفيتان الباحثة في مركز بيث اسرائيل دياكونيس الطبي في بوسطن (ماساشوسيتس، شمال شرق) والمعدة الرئيسية للدراسة انه "ايا كان الحجم او مؤشر كتلة الجسم (الوزن بالكيلوغرام مقسوما على مربع الطول بالمتر) او محيط الخصر (...) لاحظنا وجود ارتباط بين زيادة الوزن وزيادة الاصابة بالنوبات القلبية".

واظهر تحليل اكثر دقة للبيانات ان النساء اللواتي يبلغ مؤشر كتلة الجسد لديهن 25 اي في حدود الزيادة المقبولة، لكن محيط خصرهن يزيد عشرة سنتيمترات على القياس العادي، لديهن استعداد اكبر بنسبة 15% للاصابة بازمات قلبية.فيما زادت هذه المخاطر الى 18% لدى النساء اللواتي يبلغ مؤشر كتلة الجسد لديهن 30.

وبالنسبة الى الرجال، فمع مؤشر كتلة جسد 25 وزيادة بمقدار 10 سنتيمترات لمحيط الخصر، يزيد خطر الاصابة بازمة قلبية بنسبة 16% ترتفع الى 18% مع بلوغ مؤشر كتلة الجسم 30.

الرياضة الخفيفة تقلل من فشل القلب

كما خلصت دراسة علمية أجراها عدد من العلماء والأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن ممارسة الرياضة الخفيفة، تقلل من نسبة التعب التي يشعر بها مرضى فشل القلب المزمن، وتحسن من مستوى صحتهم بشكل عام.

وأجرت الدكتورة كاثرين فلين، من كلية الطب في جامعة دوق الأمريكية بولاية ساوث كارولاينا، مع مجموعة من العلماء اختبارا على ألفين و331 مريض قلب من النساء والرجال، حيث قامت بإنشاء مجموعتين، اتبعت إحداها نظام رياضي خاص مصحوب بمراقبة صحية، في حين اكتفت المجموعة الثانية بالراحة السريرية. بحسب(CNN).

ويتضمن النظام، رياضة المشي وركوب الدراجات بالإضافة إلى مجموعة من التمارين الرياضية الخفيفة، على أن يقوموا بها لمدة 120 إلى 200 دقيقة في الأسبوع.

ووجدت فلين وزملائها، أن صحة المرضى في المجموعة الأولى قد تحسنت بشكل ملحوظ في غضون ثلاثة أشهر من بدء الاختبار، حيث شهدت السجلات الطبية لنحو 54 في المائة من المشاركين تحسنا كبيرا، مقابل تحسن حالة 29 في المائة فقط من الأشخاص في المجموعة الثانية.

وقالت فلين "رغم الفرق البسيط الذي سجل عند هؤلاء المرضى، إلا أن التحسن حدث خلال فترة قصيرة نسبيا، فحالة المشاركين تحسنت بشكل أكبر مع مرور الوقت."

ووجدت الدراسة، التي تم نشرها في مجلة تابعة للمؤسسة الطبية الأمريكية في الولايات المتحدة، أنه وبعد مرور سنتين من بدء التجربة، فإن نسبة خطورة دخول المرضى إلى المستشفى قد انخفضت بشكل كبير، بالإضافة إلى انخفاض مخاطر الوفاة نتيجة فشل وظائف القلب عند هؤلاء.

ويعتبر فشل القلب حالة مرضية تحدث نتيجة خلل يؤثر في وظيفة القلب في ضخ الدم واستقباله، بحيث يكون كافيا لانتشار الدم في الجسم لإمداده بالمواد الغذائية والأكسجين اللازم، ويصيب هذا المرض حوالي خمسة ملايين شخص في الولايات المتحدة سنويا.

الأكل النباتي يخفف مخاطر النوبات القلبية

من جانب آخر تزايد البدانة والأمراض الناجمة عنها بين الكثير من الناس حول العالم، رأت الخبيرة الغذائية الأمريكية ميلينا جامبولس، أنه يمكن علاج هذا الأمر عن طريق تناول الأطعمة النباتية، والتي تبين أنها تخفف من العديد من المخاطر الصحية على رأسها النوبات القلبية.

وأوضحت جامبولس أن الأطعمة النباتية تحتوي على كميات أقل بكثير من الدهون المشبعة والكولسترول بالمقارنة مع الأغذية الحيوانية، مثل اللحوم والبيض والألبان على أنواعها.

وتكمن أهمية هذا الأمر، بحسب جامبولس، في أن الأبحاث بينت أن استبدال الدهون المشبعة في وجبات الناس بالبروتينات النباتية من شأنه أن يخفف بدرجة كبيرة من العوامل التي تشكل خطرا على القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة مستوى الكولسترول بالدم. بحسب(CNN).

إضافة إلى ذلك بينت الخبيرة الأمريكية، أن العديد من الأبحاث أظهرت أن استهلاك كميات قليلة جدا من اللحوم يخفف من الكثير من المخاطر التي قد تؤدي إلى الموت.

وأوضحت أن الأغذية النباتية لها فوائد جمة، إذ إنها غنية بالكاربوهيدرات والألياف والكثير من الفيتامينات الضرورية لجسم الإنسان.

انسداد الأوعية الدموية للقلب 

 ذكر هنا اليوم ان فريقا من الاطباء الالمان توصل الى طريقة جديدة تساعد على قياس درجة التكلس في جدار الاوعية الدموية داخل القلب بدقة متناهية.

ونسبت محطة التلفزيون الالمانية شبه الرسمية " دويتشه فيللي " الى عضو الفريق رايموند اربيل قوله ان الطريقة الجديدة تمكن الاطباء من تحديد درجة خطورة الاصابة بالجلطات والانسدادات القلبية ما يساعد على اتخاذ اجراءات وقائية مناسبة وفي الوقت المبكر . وتوقف فريق الاطباء الذي يعمل في الجامعة الطبية لمدينة اسين الالمانية الغربية على الاسلوب الجديد بعد دراسة علمية وميدانية طويلة المدى اجريت على اكثر من خمسة الاف شخص . واعلن مستشفى المدينة ان الاسلوب الجديد يستند الى استخدام جهاز تصوير بالاشعة الالكترونية ويعرف بطريقة " اي بي سي تي " مبينا ان هذا الاسلوب يتيح للاطباء تصنيف درجة خطر الاصابة باحتشاء عضلة القلب بدقة اكبر من خلال اجراء فحوصات احترازية على المجموعة التي شاركت في الاختبارات والتجارب العلمية الميدانية . ونقل البيان عن البروفسور اربل قوله وهو مدير المركز الطبي بالجامعة ان تلك الفحوص الاضافية لاختبارات انسداد الشرايين وخاصة الشريان التاجي تفيد بصفة خاصة مجموعة المرضى التي يمثل التكلس لديها نسبة خطورة متوسطة.

واضاف البروفسور اربيل ان الاشخاص الذين يعانون انسدادات اكبر حجما من المتوسط يمكن اعطاؤهم ادوية مناسبة للحالة بينما يمكن توجيه الاشخاص الذين يعانون درجة تكلس اقل الى تغيير اسلوب حياتهم لتجنب الاصابة .

واكد الخبير الطبي اربيل ان التوسع في استخدام الاسلوب المذكور يمكن ان ينقذ العديد من البشر مستقبلا اذ ان امكانية اكتشاف اعراض المرض والانسداد في الاوعية الدموية بالقلب تتم في مرحلة مبكرة جدا بالقياس الى الاعراض الاخرى التي عادة ما تشير الى مخاطر اعلى للاصابة باحتشاء عضلة القلب .

يذكر ان الدراسة المذكورة استمرت من عام الفين ولغاية هذا الشهر من العام 2009 وشارك فيها نحو خمسة الاف شخص من الرجال والنساء تتراوح اعمارهم بين الاربعين عاما و السبعين عاما وتم اختيارهم ارتجاليا واجريت لهم فحوص طبية منتظمة. بحسب (كونا).

دقيقة واحدة من وقتك قد تكون كافية

كما تؤدي السكتات الدماغية، وتوقف القلب عن العمل بشكل مفاجيء، إلى موت كثيرين حول العالم، رغم أن إنقاذهم من الموت قد يكون سهلاً، إذا ما تواجد بجانبهم من يستطيع إنعاش القلب والرئتين.

عملية إنعاش القلب والرئتين، والمعروفة اختصاراً بـCPR، هي آلية سهلة التعلم من قبل الأفراد العاديين، ولا يستغرق تعلمها أكثر من دقائق قليلة، لكن ذلك قد يجعل الفرد قادراً على إنقاذ حياة الكثيرين حوله، وربما قد يكون بينهم "أعز الناس" إليه.

عن هذه العملية، يقول الدكتور كينيث ريسونفيلد، المتخصص في أمراض القلب بمستشفى "ماساشوسيتس" بالولايات المتحدة الأمريكية: "لقد واجهت الكثير من المرضى الذي تم إنقاذ حياتهم من قبل أشخاص عاديين، كانوا قريبين منهم، وكانوا على دراية بكيفية إنعاش القلب والرئتين." بحسب (CNN).

ويتابع ريسونفيلد قائلاً: "كان من بين الحالات زوج أنقذته زوجته، فبينما كانا في نزهة، أصيب الزوج بنوبة قلبية، فقامت الزوجة بالاتصال بالإسعاف فوراً، وبدأت بعملية الإنعاش لزوجها، واستمرت في ذلك لمدة 15 دقيقة، حتى وصلت سيارة الإسعاف."

ويضيف: "لقد أنقذت حياته، وعندما سألها زوجها من أين تعلمت عملية إنعاش القلب، قالت إنها سمعت دقيقة إرشادات واحدة عبر الإذاعة من الجمعية الأمريكية للقلب، وعلمت أنه يجب الضغط على الصدر لمدة 100 مرة في الدقيقة."

ويعتبر الأطباء تعلم هذه التقنية البسيطة أمر مهم جداً للجميع، لأن من يصاب بنوبات قلبية أو دماغية غالباً يموتون بعد أربع أو ست دقائق من النوبة، وأكثر من 95 في المائة منهم يموتون في طريقهم للمستشفى، رغم أن عملية إنقاذهم سهلة جداً في أغلب الأحيان.

ويعيد ريسونفيلد تأكيده على أهمية تعلم إنعاش القلب، بقوله إن مئات الحالات من الإصابات ترد إلى المستشفيات، وعدد قليل يتم إنقاذها، وكم يكون الأمر مفرحاً عندما تعلم أن من أنقذ مريضاً هو طالب ثانوية مثلاً تعلم ذلك في صفه، أو أحد سمعه عبر الإذاعة أو شاهد ذلك في برنامج تلفزيوني.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 2/تموز/2009 - 9/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م