العنوسة.. آفة تطارد النساء

علي الزاغيني

قال رسول الله صلى عليه واله وسلم: (رفقا بالقوارير) صدق رسول الله

المرأة ذلك الكيان الجميل الرقيق والذي لولاه لما أصبحت لحياتنا اي معنى او قيمة فهي نصف المجتمع وتساند الرجل في مختلف مجالات الحياة.

حلم كل أم أن ترى ابنتها في بيت الزوجية وهي تزف على مرأى ومسمع الجميع في فرحة لا تسعها أي فرحة.

ولكن هذا الحلم بدا يتلاشى عند البعض بعد أن تجاوزت نسبة غير المتزوجات (العوانس) نسبة كبيرة جدا قد تصل الى أكثر من 55%من النساء.

ربما تلجا الأم الى طرق عديدة من اجل زواج ابنتها ومنها النذور وزيارة الأئمة والصالحين للتقرب منهم عسى ان ينفع الدعاء ويستجاب دعاؤها , وقد تلجا الأم إلى المشعوذين لغرض عمل طلسم او شيء أخر لغرض زواج ابنتها وقد تلجأ إلى كل الخرافات من اجل غايتها.

وليس الأم وحدها من تلجا إلى هذه الأساليب ربما الفتاة هي من يلجأ اليه أيضا وتبقى في زيارات مستمرة للائمة عسى ان يستجيب الله لدعائها وربما تلجا الى بعض من النساء المشعوذات من اجل فك عقدتها على حسب قولهن!

لابد أن هناك أسباب كثير ة تؤدي إلى عدم الزواج أو تأخره ومنها حسب رأي :

1.التقاليد والعادات والتي لأتسمح للمرأة بالزواج من الغريب (النهوة).

2. الحظ أو ما يسمى القسمة والنصيب.

3. طلبات آهل العروس الكثيرة وغلاء المهر.

4. رغبة اغلب النساء وخاصة المتعلمات الزواج عن طريق الحب وقد يكون الحبيب ليس أهلا للزواج.

5.الجمال و الثقافة وتأثيرهما المباشر في الزواج.

6. انتظار فارس الأحلام الذي ترسمه المرأة في مخيلتها وقد لا يأتي هذا الفارس ابدآ.

7. الطموح لدى اغلب النساء في أكمال الدراسة الجامعية مما يؤدي إلى تأخرها في الزواج.

8.كثرة الحروب أدت قلة الرجال (شهيد –أسير –مفقود –معوق) ان اغلب النساء غير المتزوجات هن من جيل الستينات والسبعينات.

9. الحالة المادية غير المتكافئة بين الرجل والمرأة (التباين الطبقي).

10. تدخلات الآهل غير المبررة يؤدي دون الحيلولة اكمال الزواج.

11. قد تكون هناك أسباب أخرى.

شيء فشيء يتلاشى هذا الحلم لدى الأم ولكن تبقى هذه الفتاة كأنها زهرة تفقد رونقها ببطء ولكنها تستمر في العطاء دون أن تشعر بأي عناء أو شكوى.

ما هو العمر الذي تصبح به المرأة عانس أو قد تكون دخلت في مرحلة العنوسة؟

توجهت بالسؤال إلى الدكتورة أيمان ألشمري(طبيبة نسائية) بالسؤال فأجابت:

أن العمر الذي تكون فيه المرأة قد دخلت العنوسة هو في الأغلب في منتصف الثلاثينات 35 سنة ولكنه ليس تحديدا فهناك فرص تأتي للزواج ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فالفرص تكون اقل وكذلك مستوى الزوج وعمره وحالته الاجتماعية فقد يكون الرجل أما متزوج أو أرمل أوقد يبحث عن التجديد او الراحة.

وعن التأثيرات عن تأخر الزواج او عدم الزواج لدى المرأة تقول الدكتورة ايمان الشمري:

هناك مشاكل طبية منها الحمل والولادة وقد تكون هناك مشاكل أثناء الحمل او عدم القدرة على الانجذاب او تكون هناك تشوهات ولادية عند الأطفال بعد سن الأربعين.

وهناك مشاكل نفسية منها:

1. الغيرة والحسد

2. العصبية والمزاجية

قد تتحول المراة غير المتزوجة وخاصة غير الموظفة او متعلمة الى خادمة في بيت اهلها او بعد موت والديها لدى إخوتها وزوجاتهم وتكون معرضة للاضطهاد والقسوة وعدم المعاملة الجيدة وقد تضطر الى التنقل بين بيوت اخوتها واخواتها لعدم تقبل المجتمع الشرقي ان تسكن وحدها.

كيف ننقذ النساء من هذه الآفة التي باتت تهدد مجتمعنا ونعالجها قبل قبل ان تصبح حالة لايمكن ان نعالجها.

اود ان اذكر هنا بعض النقاط لمعالجة هذا الخطر ارجو ان تكون قد تسهم في حل قسم من هذه المشكلة وتلقي الاذن الصاغية من قبل المسؤولين ومنظمات المجتمع المدني والمهتمين بشؤون المرأة :

1. تخصيص راتب شهري للمراة التي تجاوز عمرها اكثر من اربعين سنة (غير الموظفة).

2. إعطاء حوافز مادية للرجال الذين يتزوجون من هذه الفئة من النساء.

3. انشاء جمعية خاصة بالنساء غير المتزوجات لحل مشاكلهن والنظر في طلباتهن.

4. بناء شقق وتوزيعها عليهن لغرض حل مشكلة السكن وترغيب الرجال وتشجيعهم على الزواج.

5. ترك الغيرة والأنانية لدى النساء والعمل بسنة رسول الله بالزواج بأكثر من واحدة للتقليل من النساء المتزوجات (هذه النقطة قد تثير غيض الكثير النساء).

نحن في مجتمع شرقي لايسمح للمرأة ان تسكن لوحدها لانها ليست من عاداتنا ولكن في المستقبل قد نصل الى ان تسكن النساء العوانس في دور وشقق لوحدهن بسبب فقدانهن للاهل (الوالدين) وترك الاخوة البيت للاستقلال بمفردهم او بيع الدار وتوزيع الارث فيما بينهم وترك الاخت بدون معيل او مأوى.

تعتبر البعض النساء الغير متزوجات أنفسهن محظوظات لانهن غير متزوجات وغير مرتبطات بمسؤولية معينة وذلك بسبب مايسمعنه و يلمسنه من مشاكل بعض من المتزوجات منها عدم التعامل الجيد من قبل ازواجهن والضرب والاهانة وعدم وتوفير ماهو ممكن لهن وسد كافة الاحتياجات المنزلية وكذلك ازمة السكن لها تاثير كبير في مشاكل بعض العوائل فاغلب النساء يفضلن الاستقلال عن اهل الزوج مما يولد مشاكل مالية وربما مشاكل عائلية قد تؤدي الى فشل الزواج.

ولكن تبقى سمة الأمومة هي مبتغى كل امرأة في هذه الدنيا لانها عاطفة مكبوتة لدى جميع النساء لان الله خلقها لان تكون ام وليست خادمة او شيء آخر فالرسول الكريم (ص) يقول في حديثه الشريف (الجنة تحت أقدام الأمهات) تنسى الام كل همومها عندما ترى ابتسامة على محيا طفلها وهي تداعبه.

في سؤال وجهته الدكتورة رحاب (طبيبة نسائية) عن العامل النفسي للمرأة بعد سن الثلاثين فاجابت :

شيء طبيعي كلما انه كلما تقدم العمر بالمرأة تزاد حالتها العصبية والمزاجية وذلك لقلة فرص الزواج وتفكيرها بالمستقبل وما تؤول اليه حياتها القادمة.

وعن كيفية إشغال عقلها عن التفكير في هذا الموضوع أجابت:

انصح جميع النساء اللواتي في سن منتصف الثلاثين واكثر ان يمارسن هوايات معينة(المطالعة –الخياطة – التطريز –مزاولة الالعاب الرياضية – السفر وغيرها) تشغلهن عن التفكير وتسلية انفسهن.

هناك بعض التناقض لدى النساء حول تناقص فرص الزواج فكان الجواب كما يلي :

1. البعض منهن يقول شيء عادي ويمكن ان نتقبله لانها مشيئة الله ولابد ان نرضى بها فيجب علينا ان نمارس حياتنا الطبيعية وكأن شئ لم يكن (قد يكون جوابهن فيه شيء من المبالغة او الكبرياء).

2. الشعور بحالة من اليأس والقلق قد تضطر بالارتباط باي رجل يتقدم للزواج وربما تكون رفضته في الماضي لاسباب عديدة ,وهنا يأتي الخلاص من اجل ان لاتبقى تحت رحمة اخوتها وسطوتهم والتحكم بها كيفما يشاءون وخاصة بعد وفاة والديها.

لكن اخيرا اود بان ابين ان القناعة كنز لايفنى فان ترضى الفتاة بما يقسم الله خير من ان تنتظر وهم ترسمه في خيالها لان عمر فارس الاحلام لم يكن حقيقة وانما هو كما بابا نوئيل الذي ننتظره في اعياد الميلاد فهو كذبة ولم تكن حقيقة يوما.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 1/تموز/2009 - 8/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م