ملف الاحتباس الحراري: تفاقُم الأخطار الأمنية والصحية وازدياد الفيضانات

 

شبكة النبأ: فيما أفادت تقارير علمية بأن عشرات الملايين من الاشخاص سيُجبرون على مغادرة اراضيهم وأحيانا بلادهم التي ستكون ضحية الفيضانات او الجفاف في العقود المقبلة، حذّرَ البنك الدولي من أن تأثير تغيّر المناخ في منطقة أوربا وآسيا الوسطى سيكون أكبر كثيراً مما كان متوقعاً نتيجة للإرث الذي خلفه الاتحاد السوفيتي والمتعلق بسوء الإدارة البيئية وضعف حالة الكثير من مرافق البنية الأساسية بالمنطقة.

من جهة اخرى قال نشطاء في مجال البيئة ومسؤولون في مجال التجارة في أول يوم عالمي للمحيطات تنظّمهُ الامم المتحدة ان البحار والمحيطات في العالم مليئة بكميات كبيرة من القمامة وعدد قليل من الاسماك مع تحمّل النفايات البلاستيكية وقلة الدعم الحكومي كثيراً من اللائمة في ذلك.

ملايين المهاجرين لن يستطيعو العودة الى مدنهم بحلول 2050

سيجبر عشرات الملايين من الاشخاص على مغادرة اراضيهم واحيانا بلادهم التي ستكون ضحية الفيضانات او الجفاف في العقود المقبلة، ما يطرح مشاكل غير مسبوقة على المستوى الامني والاجتماعي، بحسب دراسة دولية نشرت في بون.

وافادت التوقعات ان عدد المهاجرين سيتراوح بين 25 و50 مليونا في العام 2010، وقد يصل الى 700 مليون عام 2050. وتعتمد المنظمة الدولية للهجرة تقديرا متوسطا من 250 مليونا عام 2050.

وجرت دراسة "سعيا الى ملجأ" في 23 بلدا، وتم عرضها على هامش المفاوضات من اجل اتفاق جديد لمكافحة الاحتباس الحراري، وهي تدعو بشدة الى ادراج حجم حركات الهجرة هذه في صلب الاتفاقية الدولية التي يجري العمل على انجازها.

وقال مسؤول حملة المناخ في منظمة كير انترناشونال تشارلز ارهارت واحد واضعي الدراسة "في حال عدم اتخاذ اجراءات حاسمة لكبح الاحتباس الحراري فان عواقب الهجرات وحركات النزوح قد تبلغ مستويات غير مسبوقة". واضاف ان "العواقب الامنية ستكون كارثية". بحسب فرانس برس.

وتعاونت المنظمة غير الحكومية ومعهد البيئة والامن في جامعة الامم المتحدة وجامعة كولومبيا في نيويورك للقيام بتلك الابحاث.

واوضحت كوكو والتر من جامعة الامم المتحدة ان "هجرة السكان غالبا ما تدفعها مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية، غير ان تاثير التغير المناخي بدأ يتفاقم".

واوضح ارهارت ان "حوالى ثلث عدد السكان في العالم سيتعرض لتاثيرات ذوبان الجليد وارتفاع مستوى البحار، ومخاطر الفيضانات في مرحلة اولى والجفاف على المدى الطويل". وتابع "لكن حيث تجري عادة حركات هجرة مؤقتة بسبب كوارث طبيعية، سيضطر الناس هذه المرة الى مغادرة ديارهم بلا امل في العودة".

والمناطق المعنية بشكل خاص هي مناطق الدلتا الكبرى في آسيا، اي الغانج والميكونغ، ودلتا النيل، وكذلك اميركا الوسطى ودول الساحل في افريقيا الغربية، حيث سبق ان تدهور 65% من الاراضي الصالحة للزراعة نتيجة الجفاف، بحسب الدراسة.

وفيما سيضطر 12 الى 14% من سكان مصر الى المغادرة بسبب الجفاف وارتفاع منسوب المياه في آن، فان حوالى 40 دولة محاطة بالمياه والمنخفضة عن سطح البحر قد تغرق بالكامل ببساطة.

كوفي أنان: الاحتباس الحراري يشكل خطرا أمنيا

قال الامين العام السابق لمنظمة الامم المتحدة كوفي أنان ان الاحتباس الحراري يجب أن ينظر اليه باعتباره خطرا اقتصاديا وأمنيا ودعا الدول الفقيرة الى التحدث بصوت أعلى عن احتياجاتها بشأن تغير المناخ.

وقال أنان في مقابلة انه اختار تركيز طاقاته بعد التقاعد على المخاطر البيئية لانه يعتقد ان تركها دون رادع قد يؤدي الى زعزعة الدول الغنية والفقيرة على السواء.

وقال لرويترز، في جنيف في اليوم الافتتاحي لاجتماعات منتداه الانساني العالمي التي تستمر يومين لمناقشة التأثير الانساني لتغير المناخ "لدينا اسس اقتصادية للصراع والتوترات نتجاهلها في بعض الاحيان."

وقال "عندما نتحدث على مستوى الامن والسلامة نميل الى التركيز على الصراعات السياسية والصراعات العسكرية في حين ان بعض الاسباب قد تكون صراعات بسبب الندرة والموارد."

وقال ان الساسة الذين يركزون على انقاذ الاقتصاد العالمي المضطرب يجب الا ينسوا المخاطر التي قد تواجه شعوبهم من جراء ارتفاع درجة حرارة الارض. واضاف "يجب ان يولوا اهتماما للامر لانه ستكون هناك توترات بشأن الموارد النادرة."

وقال ان الصراع المستمر منذ ست سنوات في اقليم دارفور السوداني الذي تقدر الامم المتحدة انه أودى بحياة 300 الف شخص هو مثال لتحول الضغوط البيئية الى حرب وان الاراضي الجافة في شرق افريقيا والشرق الاوسط ايضا عرضة لمزيد من الضغوط بسبب الاحتباس الحراري.

واستطرد قائلا ان الدول المنخفضة مثل بنجلادش وجزر المالديف ايضا تواجه خطر التمزق والفزع اذا ارتفعت مستويات البحر كما يتوقع العلماء نتيجة للتراكم الحراري الذي تسببه انبعاثات السيارات والمصانع.

وقال الامين العام السابق للامم المتحدة ان المخاطر من جراء ارتفاع درجة حرارة الارض ليست مقصورة على الفقراء او الدول الصغيرة او الدول المكونة من جزر.

تفاقم تغيرات المناخ وتنامي الأخطار على الصحة

وذكر عالمان أميركيان أن ظاهرة التغير المناخي تجري بصورة أسرع مما كان متوقعا وقد بدأت بالتأثير سلبا على الصحة.

هذا ما قالته أماندا ستاوت وهي عالمة مناخ في الإتحاد القومي للحياة البريّة، والدكتور بول إبستاين المدير المشارك في مركز الصحة والبيئة العالمية بكلية الطب بجامعة هارفارد، والذي يزاول مهنة الطب في مجال الصحة العامة الإستوائية، في حلقة نقاش حول الوضع البيئي نظمها مركز وودرو ولسون الدولي للعلماء بعنوان "الحلول الصحية للتغيير المناخي". بحسب موقع أميركا دوت غوف.

قالت ستاوت إن ثمة أدلة علمية متزايدة على أن "تغير المناخ يحدث بوتيرة أسرع مما كان متوقعا حتى قبل سنوات قليلة،" مشيرة إلى أن هذه التغيرات غير المتوقعة بدأت تؤثر على حياة الناس في العالم أجمع.

وأضافت: "ثمة وعي متزايد بأن هذه التغيرات ستكون لا رجعة فيها... وقد بدأنا نتأثر بها أصلا. على وجه الخصوص فإن الطقس والأحوال المناخية القصوى والجفاف والفياضانات وهطول الأمطار الغزيرة والأعاصير وحرائق الغابات، كل هذه ظواهر تشير إلى أننا نختبر ظاهرة الإحتباس الحراري  في حياتنا اليومية."

وقال إبستاين في الندوة أنه سيواكب حصول هذه التغيرات في المناخ تفاقم الأخطار الصحية. فعلى سبيل المثال، فإن المناخ المتغير بسرعة سيؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية.

وأضاف قائلا: "إن أول دلالة لدينا على الأمراض المعدية موجودة في جبال إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. وما نشاهده هو تقلص مساحات الأنهارالجليدية كما أن شتى أصناف النباتات بدأت تختفي في مناطق الجنوب لتظهر في الشمال، والبعوض ينتشر في مناطق مرتفعة."

ومع انتقال البعوض إلى مناطق مرتفعة ستنتقل كذلك معه الأمراض التي تتناقلها تلك الحشرات. وأشار إلى أن ذلك يؤدي إلى معدلات أعلى من الملاريا والحمى الصفراء مع اتساع رقعة الأراضي التي يتكاثر فيها البعوض.

وكانت الحكومة الأميركية قد أصدرت يوم 16 حزيران/يونيو تقريرا شاملا بعنوان التأثيرات العالمية لتغير المناخ في الولايات المتحدة، الذي يصف بالتفصيل كيف يؤثر التغير المناخي على الأميركيين. وطبقا للتقرير فإن نفس الظروف المناخية التي يمكن أن تتسبب في موجات حرارة ترفع مستوى طبقة الأوزون على مستوى اليابسة. يذكر أن الأوزون يخفض من الوظيفة القصيرة  الأجل للرئتين ويمكن أن يتسبب في تلف الخلايا في بطانة الرئتين.

ويتوقع التقرير المذكور أن تزداد حالات موجات الحرارة القصوى مما سيفضي إلى وفيات وأمراض لها علاقة بارتفاع بالحرارة.  ونظرا لأن حالات اشتداد الطقس تتزايد سيمثل هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات خطرا على صحة البشر. وغالبا ما تتسبب الأمطار الغزيرة بفيضانات مما يزيد من حالات الأمراض التي تنتقل عدواها بواسطة المياه. (راجع مقالا عن آثار التغيير المناخ في مناطق أميركية على موقع أميركا دوت غوف.)

وقال إبستاين إن على العالم أن يركز على الحلول الصحية مضيفا أنه يجب دمج طائفة من الحلول لإيجاد "مجموعة من الخيارات" شريطة أن يعمل كل من هذه الخيارات على التقليل من الآثار المدمرة لتغير المناخ.  وتتراوح هذه الخيارات من اعتماد الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح وطاقة الحرارة الأرضية، إلى تحسين إدارة موارد الغابات.

وكثير من هذه الحلول تمثل طرقا "غير مأسوف عليها" لجعل تسخين حرارة الأرض أكثر استقرارا وهو سبيل يصفه إبستاين بأنه جيد حقا ومبشر." وقال أن هذه الخيارات التي لا يؤسف عليها يمكن أن تستخدم بصورة مأمونة في الحال فيما أن خيارات غيرها مثل استخدام الوقود الحيوي وطاقة الوقود الأحفوري تقتضي دراسات أوفى قبل تنفيذها من أجل تقييم التبعات والعواقب الصحية والبيئية والإقتصادية المحتملة تقييما كاملا.

وقالت ستاوت إن التغيرات التي يمكن عكسها أو التراجع عنها أجبرت دعاة الحفاظ على البيئة على إعادة النظر في استراتيجيتهم الخاصة بمكافحة تغير المناخ.

وقالت إن "جماعات دعاة الحفاظ على البيئة تعالج بإقدام حاليا موضوع كيف سيؤثر الاحتباس الحراري على مهمته. إذ إنه منذ سنوات عديدة، ربما طوال تاريخ حركة الحفاظ على البيئة كان التشديد على إعادة أراضينا إلى حالتها البكر النقية. وهذا لم يعد الواقع. فنحن الآن نتعامل مع ظروف مناخية جديدة كليا. ولذا، فقد بات لزاما علينا أن نفكر نحن في مجموعة الحفاظ على البيئة في كيفية كل ما نقوم به بحيث يكون منطقيا في مناخ متغير.

WB يحث الدول على اتباع نهج إنمائي يتسم بالمرونة إزاء المناخ

وحذر البنك الدولي من أن تأثير تغيّر المناخ في منطقة أوروبا وآسيا الوسطى سيكون أكبر كثيراً مما كان متوقعاً نتيجة للإرث الذي خلفه الاتحاد السوفيتي والمتعلق بسوء الإدارة البيئية وضعف حالة الكثير من مرافق البنية الأساسية بالمنطقة، مما يجعل بلدان المنطقة غير مهيأة للتكيف مع تغيّر المناخ.

وقالت ماريان فاي، مؤلفة التقرير الصادر بعنوان "التكيف مع تغيّر المناخ في منطقة أوروبا وآسيا الوسطى"، إن "منطقة أوروبا وآسيا الوسطى تعاني "قصوراً في القدرة على التكيف مع تغيّر المناخ"، وهي تواجه بالفعل تحديات حالية نتيجة للتقلبات المناخية في الفترة الأخيرة، وهو "أمر مرشح للتفاقم في ظل الآثار والتبعات الناجمة عن الاتجاهات المتوقعة في المناخ في العقود المقبلة."بحسب سي ان ان.

وأضافت فاي أنه "رغم مرور عقدين تقريباً منذ تفكك الاتحاد السوفيتي وبلدانه الشريكة في منطقة وسط وشرق أوروبا، فإن الإرث المتعلق بسوء الإدارة البيئية وتضخم مرافق البنية الأساسية في البلدان الواقعة خارج الاتحاد الأوروبي مازال يشكل خطراً قائماً من الماضي. وسيؤدي كذلك إلى تفاقم شدة تأثر البلدان حتى بالتغيرات المناخية الأشدّ تواضعاً."

يقول التقرير الجديد، الذي صدر الأسبوع الماضي إن المنطقة، خلافاً للاعتقاد الشائع، معرضة بشدة لمخاطر تغيّر المناخ، وهي تعاني بالفعل من آثاره: زيادة التقلبات المناخية، وارتفاع درجات الحرارة، وتغيّر علم المياه، وزيادة الظواهر الجوية المتطرفة ـ ممثلة في موجات الجفاف، والفيضانات، والحرارة، بالإضافة إلى العواصف وحرائق الغابات.

كما ازداد متوسط درجات الحرارة في بلدان المنطقة بواقع نصف درجة مئوية في الجنوب، وإلى 1.6 درجة مئوية في الشمال (سيبريا) منذ أوائل القرن العشرين، ومن المتوقع ارتفاع درجات الحرارة بواقع 1.6 إلى 2.6 درجة مئوية بحلول منتصف القرن الحالي، مع حدوث تغيّرات أكبر في المناطق القطبية الشمالية، وفق تقرير البنك الدولي.

ومن المتوقع أن تشهد المناطق الشمالية ازدياد التغيرات في درجات الحرارة في الشتاء، مع انخفاض أيام الصقيع بواقع 14-30 يوماً على مدى فترة 20-40 عاماً المقبلة.

ويُتوقع أيضاً أن تشهد الأجزاء الجنوبية في المنطقة أشدّ هذه التغيّرات في فصل الصيف، مع ارتفاع عدد الأيام الحارة بواقع 22-37 يوماً على مدى الفترة نفسها. وهذا الاتجاه إلى الاحترار هو اتجاه ملحوظ: حيث يُتوقع، بحلول منتصف القرن، أن تشهد بلدان مثل بولندا أو هنغاريا نفس عدد الأيام الحارة (أكثر من 30 درجة مئوية) كما هو الحال حالياً في إسبانيا أو صقلية.

ووفقاً لماريان فاي، "تؤثر الزيادات في درجات الحرارة حالياً على علم المياه، مع تسارع ذوبان الأنهار الجليدية في المنطقة، وتناقص تساقط كميات الثلوج في الشتاء.

يعاني الكثير من البلدان حالياً بالفعل من الفيضانات في الشتاء وموجات الجفاف في الصيف ـ مع تعرض جنوب شرق أوروبا وآسيا الوسطى لخطر نقص حاد في المياه. ومن المتوقع أن تؤدي موجات ارتفاع الحرارة في الصيف إلى زيادة أعداد الوفيات مقارنة بأعداد الذين سيتم إنقاذهم نتيجة لارتفاع الحرارة في فصول الشتاء."

CO2 والحقائب البلاستيكية والصيد الجائر تهدد المحيطات..

قال نشطاء في مجال البيئة ومسؤولون في مجال التجارة في أول يوم عالمي للمحيطات تنظمه الامم المتحدة ان البحار والمحيطات في العالم مليئة بكميات كبيرة من القمامة وعدد قليل من الاسماك مع تحمل الاكياس البلاستيكية والدعم الحكومي كثيرا من اللائمة في ذلك. بحسب رويترز.

واستخدم باسكال لامي المدير العام لمنظمة التجارة العالمية هذه المناسبة للاشارة الى أن بعض الانواع معرضة لخطر الانقراض بسبب الصيد الجائر وأن الدعم الحكومي يتحمل جزءا من المسؤولية.

وقال لامي "ساهمت الحكومات في هذه المشكلة من خلال تقديم نحو 16 مليار دولار سنويا من الدعم لقطاع المصائد...هذا الدعم يؤدي لوجود قوارب أكثر وعدد أقل من الاسماك في البحر."وأضاف أن أعضاء منظمة التجارة العالمية يتفاوضون الان لاصلاح برنامج الدعم الحكومي لجعل الصيد نشاطا دائما.

ويقدر الدعم العالمي للمصائد بنحو 20 مليار دولار أو أكثر سنويا وهو مبلغ يوازي نحو 25 في المئة من قيمة كمية الاسماك التي يتم صيدها في العالم. وجاء في تقرير أعده البنك الدولي ومنظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (الفاو) أن الخسائر الاقتصادية التي يسببها الصيد الجائر في المناطق البحرية تبلغ 50 مليار دولار سنويا.

والى جانب الصيد الجائر فان انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تساهم في التغير المناخي تمتزج أيضا بمياه البحار ليشكلا حمض الكربونيك وهو مادة مسببة لتآكل صدفات المحار والشعاب المرجانية.

وفي الاسبوع الماضي تجمع مفاوضون في مجال التغير المناخي في بون بألمانيا وذكرت 70 من اكاديميات العلوم الكبيرة في العالم أن تحول مياه المحيطات الى الحموضة خطير للغاية حتى أنه لا يمكن التخلص منه لالاف السنين.

واحتفى برنامج الامم المتحدة للبيئة ومجموعة أوشن كونسرفنسي بهذا اليوم بتقرير عن القمامة البحرية من مهملات معدات الصيد الى أعقاب السجائر والحقائب البلاستيكية.

وقال اخيم شتاينر مساعد الامين العام للامم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة "القمامة البحرية من أعراض مرض أكبر هو الاهدار والادارة المتدنية المستمرة للموارد الطبيعية."

وفي ديسمبر كانون الماضي اختارت الامم المتحدة الثامن من يونيو حزيران اليوم العالمي للمحيطات بعد أكثر من 16 سنة من اقتراحه لاول مرة في قمة الارض في ريو دي جانيرو.

فقدان الجليد يزيد منسوب مياه البحر بأكثر من المتوقع

ذكر تقرير أن فقدان الجليد بشكل متزايد في القارة القطبية الجنوبية وجرينلاند قد يتسبب في ارتفاع منسوب مياه البحار بنحو أكبر من تقديرات الامم المتحدة بحلول عام 2100.

وتقول لجنة المناخ التابعة للامم المتحدة ان منسوب البحار قد يرتفع بما بين 18 و59 سنتيمترا بحلول عام 2100. وتحدثت اللجنة أيضا عن احتمال ارتفاعه بمقدار 20 سنتيمترا اضافية اذا أسقطت الجروف الجليدية القطبية كميات أكبر من الجليد في المحيط.واستند التقرير الى معلومات علمية حتى عام 2005.

وجاء في التقرير الذي أصدره مركز الابحاث التعاونية للمناخ والانظمة البيئية في هوبارت بولاية تسمانيا الاسترالية "يظهر دليل جديد الان على أن ارتفاع منسوب البحار قد يتجاوز هذا الحد بحلول عام 2100."

وقال التقرير الذي يعيد النظر في اخر ما توصل اليه العلم بهدف توجيه صانعي السياسة "رغم أنه من غير المرجح ألا تصل الزيادة في منسوب البحار الى مترين بحلول عام 2100 يظل الحد الاقصى المحتمل لدور الجروف الجليدية غير مؤكد."بحسب فرانس برس.

ومن شأن ارتفاع منسوب البحار ولو بمتر واحد أن يجبر الملايين على طول ساحل بنجلادش المنخفض الى الابتعاد عن السواحل ويتسبب في نزوح جماعي في دلتا نهر ميكونج في فيتنام. وستكون مدن ساحلية كبيرة في العالم بحاجة لحواجز بحرية أكثر ارتفاعا حتى لا تغمرها المياه.

وقال ايان أليسون أحد واضعي التقرير في بيان مقتضب نشر على شبكة الانترنت يوم "فقدان الجليد في القارة القطبية الجنوبية ليس سببه ذوبان السطح لان الجو في القارة بارد للغاية لكن الجبال الجليدية تسقطه بشكل متزايد."ويحدث نفس الشيء في جرينلاند بالاضافة الى زيادة ذوبان الجليد بالقرب من الساحل.

وحذر المركز في تقرير منفصل أيضا من مخاطر تقلص جليد البحار عند القطبين.وقال "من المتوقع نتيجة لدفء المناخ أن يتقلص جليد البحار بنسبة 24 في المئة من حيث المساحة و34 في المئة من حيث الحجم بحلول عام 2100."

أمريكا تواجه تهديدا أمنيا من تغيرات المناخ

قال السناتور الامريكي جون كيري ان ارتفاع درجات الحرارة في العالم يهدد أمن الولايات المتحدة بجعل مراكز عسكرية مهمة عرضة لارتفاع منسوب مياه البحار وربما اثارة مشاعر معادية للامريكيين.

واضاف السناتور الديمقراطي في اجتماع لمجلس العلاقات الخارجية انه "قلما توجد اداة للسياسة الخارجية الامريكية" لم تكن عرضة لتغيرات المناخ التي يقول العلماء انها سترفع مستويات مياه البحر بذوبان الانهار الجليدية والغطاء الجليدي في جرينلاند والقطب الجنوبي. بحسب رويترز.

ومن بين المراكز العسكرية الامريكية التي قد تتضرر من ارتفاع منسوب مياه البحار جزيرة دييجو جارسيا بالمحيط الهندي وهي مركز للعمليات العسكرية في الشرق الاوسط ونورفولك في فرجينيا وهي مقر الاسطول الامريكي في المحيط الاطلسي.

وقال كيري ان الارصفة في نورفولك قد يتعين اعادة بنائها بالكامل اذا ارتفع منسوب مياه البحار بشكل كبير لانها مثبتة في قاع البحر. واضاف أن المشكلة يمكن التغلب عليها لكن قد تكون "مكلفة ومعقدة وربما (سيكون لها اثر على) حالة الاستعداد."

جاءت تعليقات كيري بينما يدرس الكونجرس الامريكي مشروع قانون يتعلق بالمناخ يهدف الى تخفيض انبعاثات الغازات المسبب لظاهرة الانحباس الحراري مثل ثاني اكسيد الكربون والميثان. وسيخفض التشريع الانبعاثات بمقدار اقل مما تريده العديد من الدول النامية.

وتريد الكثير من الدول الفقيرة ان تتخذ الدول الصناعية اجراءات اعمق بشأن خفض الانبعاثات لانها تمتعت لحوالي قرنين بعمل ذلك بحرية اثناء الثورة الصناعية.

وقال كيري الذي يشغل ايضا منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ انه "ليس من الصعب ان نرى" ان التقاعس الامريكي ازاء تغيرات المناخ قد يبلور حالة من الاستياء المناهض للولايات المتحدة. وهذا اكثر احتمالا في الدول الفقيرة في جنوب اسيا وافريقيا وهي الاكثر عرضة لعواقب التغيرات المناخية المتوقعة من فيضانات وموجات حارة ونوبات جفاف وهي ايضا الدول الاقل قدرة على عمل أي شيء لمكافحة التغيرات المناخية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 1/تموز/2009 - 8/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م