الانسحاب الامريكي بين شكوك الجاهزية العراقية وأفق التدخلات الخارجية

قلَق شعبي وسَنة سياسية حرِجة

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: جدّدَ أكبر مسؤول عسكري أمريكي في العراق، اتهاماته إلى النظام الإيراني بالعمل على زعزعة الاستقرار في العراق، الذي يشهد تزايداً في أعمال العنف مع دخول موعد انسحاب القوات الأمريكية من مدن العراق موضع التنفيذ، وفي ظل ذلك قال سفير الولايات المتحدة لدى العراق كريستوفر هيل، أن التقدم السياسي في العراق سيمرُّ في سنة حرجة لأن المشاكل الامنية ستنخفض خلال المرحلة المقبلة لكن أنسحاب قواتنا من المدن سيُدخل العراق في مرحلة تمرّ بها العملية السياسية بمشاكل كثيرة.

وقال قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال راي أوديرنو، إن التدخل الإيراني في العراق ما زال مستمراً، من خلال تدريب عناصر موالية لنظام طهران على الساحة العراقية، لاستخدامهم في تنفيذ هجمات ضد القوات الأمريكية.

وأضاف الجنرال الأمريكي أن مهمته هي الحفاظ على الأمن، داخل العراق بغض النظر عن التهديدات الخارجية، حيث قال في مقابلة مع CNN، بهذا الصدد: "لست مخولاً بالقيام بأي عملية خارج الأراضي العراقية."

ونفت الحكومة الإيرانية أكثر من مرة أي علاقة لها فيما يجري داخل الأراضي العراقية، ولكن أوديرنو قال إنه على الرغم من كثرة التفجيرات وأعمال العنف الجارية في العراق هذه الأيام، إلى أن القوات العراقية قادرة على استلام المهمة من القوات الأمريكية، التي بدأت انسحاباً تدريجياً من المدن العراقية.

كما أشار قائد القوات الأمريكية إلى ما اعتبر أنه "تحسناً ملحوظاً في أداء القوات العراقية"، وأضاف أن الوضع الأمني بات أفضل، على الرغم من التفجيرات الأخيرة التي هزت البلاد، وأن الحكومة العراقية أصبحت أكثر ثباتاً وقوة، ما يجعل من الانسحاب المزمع في الثلاثين من يونيو/ حزيران الجاري أمراً ممكناً.

وتابع أوديرنو قائلاً: "لقد عملوا كثيراً للوصول لهذه اللحظة"، وتأتي عملية الانسحاب المزمعة تنفيذاً لبنود الاتفاقية الأمنية المبرمة بين الحكومتين الأمريكية والعراقية، والتي تقضي بانسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية بنهاية يونيو/ حزيران 2008، ثم الانسحاب الكامل من العراق في 2011.

ووفقاً للاتفاقية فإن الجنود الأمريكيين وعددهم 131 ألفاً سيقيمون في قواعد عسكرية خارج المدن العراقية، على أن يقوموا بالتدخل في العمليات العسكرية داخل المدن بالتنسيق والطلب من القوات العراقية.

وقال اوديرنو في برنامج "فوكس نيوز صنداي" بمحطة فوكس التلفزيونية ان القوات الامريكية اصبحت بالفعل خارج المدن العراقية قبل الموعد المحدد (الثلاثاء) بعد ان ظلت تنسحب ببطء طوال الشهور الثمانية الماضية وان "الاستقرار في العراق بصفة عامة يظل في حالة جيدة."

وقال اوديرنو في مقابلة تلفزيونية اخرى مع برنامج "حالة الاتحاد" لمحطة (سي ان ان) "أعتقد من وجه نظر عسكرية وامنية ان الوقت موات لنا للخروج من المدن."

قائد أمريكي: لن نختفي تماماً

وفي نفس السياق قال قائد الفرقة المتعددة الجنسيات- جنوب، إن عملية انسحاب القوات الأمريكية من المدن ومنها البصرة في الثلاثين من حزيران الجاري لايعني أنها ستختفي تماماً.

وأوضح اللواء ريتشارد ناش أن “القوات الأمريكية لن تختفي تماماً بعد الانسحاب، وبناءً على طلب من الحكومة العراقية ستقوم هذه القوات في المدن بالتنسيق مع قوات الأمن العراقية بالتدريب وتقديم المشورة والمساعدة ببناء القدرات المدنية،من خلال دعم فرق إعادة الأعمار في المحافظات وتقديم الدعم للقادة المحليين”.

وبين ناش قائلا “سننتقل من مرحلة الشراكة إلى مرحلة التمكين والمشورة”، معتبرا أن “نجاح العراق وتحسن الظروف الأمنية فيه، ما هو إلا شهادة على تقدم القوات العراقية وتفانيها في بسط السيادة، كما أن “الخطوة المهمة المتمثلة بالانسحاب من المدن هي خطوة أخرى نحو علاقة استراتيجية بين العراق وأمريكا”.

وكشف ناش عن أن “نفراً من المتطرفين سيميلون إلى تفجير العنف في محاولة لعرقلة الوضع الأمني، لكنهم لن ينجحوا فنحن كشركاء على أهبة الاستعداد”.

السفير الامريكي: التقدم السياسي بعد الانسحاب سيمرُّ بسنة حرجة

من جهة ثانية قال سفير الولايات المتحدة لدى العراق كريستوفر هيل، أن التقدم السياسي في العراق سيمر في سنة حرجة لان المشاكل الامنية ستنخفض خلال المرحلة المقبلة لكن أنسحاب قواتنا من المدن سيدخل العراق في مرحلة تمر بها العملية السياسية بمشاكل كثيرة.

وأوضح هيل في لقاء صحفي مع وسائل الاعلام بينها وكالة أصوات العراق، أن”التقدم السياسي في العراق سيمر بسنة حرجة بسبب انسحاب قواتنا من المدن والقصبات العراقية في الـ30 من الشهر الحالي، وان الحكومة العراقية ستدخل في مرحلة تمر بها العملية السياسية بمشاكل كثيرة حول عملية التوافق السياسي بالمسائل الخلافية بين الكتل والاحزب”.

وأضاف ان”المرحلة الانتقالية التي ستتسلم فيها القوات العراقية المسؤولية الامنية في كافة البلاد صعبة ، لكنها ستمر نهاية الشهر الحالي”.

وأعرب هيل عن توقعه “ان تقوم الكتل السياسية بالاسراع في الوصول الى حلول واتفاقات خاصة في المسائل العالقة التي تختلف وجهات النظر عليها”، مشيراً الى دورهم في “المرحلة المقبلة سيركز على أنجاح الجهود الرامية للتوافق السياسي من خلال دخول الكتل السياسية والاحزاب والجهات في حوارات معمقة لوضع الحلول”.

وعن دور السفارة الامريكية في حل مشكلة المناطق المتنازع عليها،أوضح السفير هيل انهم “يدعمون جهود الامم المتحدة لحل مشكلة المناطق المتنازع عليها”، نافياً “وجود حل سريع يلوح في الافق لمشاكل خاصة كركوك والموصل”.

 لكنه أعرب عن أمله ان”تتوصل الكتل السياسية الى حل من خلال اجراء حوارات مستفيضة ومعمقة من خلال الى طاولة الاجتماعات المستمرة”.

وحول طبيعة علاقة العراق مع الولايات المتحدة بعد أنسحاب قواتها من المدن والقصبات، ذكر  السفير الامريكي هيل أنها “تعتمد على أحداث المستقبل، وأنها ستركز على تطوير التعاون الاقتصادي والزراعي بعد التعاون الامني”، معرباً عن توقعه ان “تقوم الحكومة العراقية بالتركيز على الواقع المدني بعد وقوع المهام الامنية على عاتق قواتها التي ستستمر علاقتها بقطعاتنا الامنية من خلال المصالح المشتركة”.

العراق يلغي عطلات الشرطة قبيل انسحاب القوات الامريكية

وقال مسؤول ان العراق الغى عطلات جميع قوات الشرطة ووضعها في حالة تأهب قصوى قبيل انسحاب القوات الامريكية المقاتلة من البلدات والمدن العراقية بنهاية الشهر الحالي.

وينظر الى الانسحاب الامريكي من البلدات والمدن كعلامة فارقة على طريق البلاد نحو السيادة بعد ست سنوات من الغزو العسكري بقيادة الولايات المتحدة للعراق للاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

لكن سلسلة من التفجيرات في بغداد وشمال العراق وقعت الاسبوع الماضي بينها هجومان من اكثر الهجمات دموية منذ اكثر من عام هزت ثقة العراقيين في قواتهم. بحسب رويترز.

وجرى تشديد الاجراءات الامنية في انحاء العاصمة يوم الاحد حيث أغلقت قوات الجيش والشرطة الطرق وفتشت السيارات تفتيشا دقيقا.

وقال اللواء عبد الكريم خلف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية التي تسيطر على قوات الشرطة "نحن وضعنا كل القوات في حالة انذار. ليس هناك اجازات. القوات نزلت الى الشارع بثقلها في كل العراق 100 في المئة."وابلغ رويترز "كل الجهات ازداد عددها بكل تأكيد ليس فقط نقاط التفتيش."

وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان الانسحاب الامريكي بعث برسالة الى العالم مفادها ان العراق يمكنه التعامل مع الاوضاع الامنية. واضاف ان الحكومة تثق في قدرة قواتها على هزيمة متشددي تنظيم القاعدة والعصابات المجرمة.

عراقيون متخوفون على مستقبلهم بعد انسحاب الأمريكيين

بينما هو جالس في غرفته الصغيرة بشمال بغداد ومسدسه بالقرب منه والكثير من البنادق أسفل الفراش عبّر خليل ابراهيم عن شعوره بالقلق بشأن مستقبل العراق. وأخذ ابراهيم الضابط السابق بالمخابرات يرمق ابنه البالغ من العمر سبعة أعوام وهو يلعب احدى العاب الحروب على جهاز الكمبيوتر في زاوية الغرفة وقال ان لديه سببين رئيسيين للقلق.

قال متجهما "ايران تربطها علاقات جيدة بأحزابنا السياسية وهي تدير ميليشيات. واذا أكملت القوات الامريكية انسحابها ستفعل ايران ما تريده في العراق."بحسب رويترز.

وكثيرا ما توجه اتهامات لايران التي يحكمها الشيعة بتسليح وتمويل ميليشيات شيعية تستهدف السُنة بهجماتها وهو ما تنفيه طهران.

وقال ابراهيم "وأيضا اذا انسحب الامريكيون فستعود القاعدة." وابراهيم على معرفة بالمتشددين الاسلاميين أفضل من كثيرين غيره.

وكقائد لاحدى وحدات مجالس الصحوة السنية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تألفت من الكثير من المتشددين السابقين قاتل بعض رجاله في صفوف المتمردين ضد الجيش الامريكي قبل أن يغيروا اتجاهاتهم ويساعدوا في طرد مقاتلي القاعدة من معظم أنحاء العراق.

لكن في ظل تسليم القوات الامريكية السيطرة تدريجيا وبشكل متزايد لادارة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة بموجب اتفاق أمني يطالبهم بالانسحاب التام بحلول عام 2012 تتصاعد التوترات.

وقال صلاح عبد (40 عاما) وهو موظف حكومي لرويترز "نخاف مما سيحدث في الايام القليلة القادمة... قد نفقد أرواحا كثيرة."لكن هناك آخرين اكثر تفاؤلا بالانسحاب الامريكي الذي سيشهد انسحاب جميع القوات الامريكية تقريبا الى قواعد في الريف.

وقالت شيعية تدعى مروة وتبلغ من العمر 44 عاما "القوات العراقية ستتحسن وحينذاك سيكونون افضل من الامريكيين لانهم يحملون مصالحنا في قلوبهم." واستغلت مروة هدوء الشوارع في عطلة نهاية الاسبوع لتشتري كاميرا رقمية من حي الكرادة.

ويقول مسؤولون عسكريون أمريكيون ان لديهم خططا ستسمح لهم باعادة الانتشار اذا طلب العراق مساعدتهم. كما تم تعريف قواعدهم الرئيسية في المحافظات الشمالية التي ما زالت أعمال العنف منتشرة بها بأنها "ريفية" حتى يتسنى لهم الاحتفاظ بوجود بها. لكن ابراهيم الذي يلقب بأبو عمر ويعيش في حي الأعظمية بشمال بغداد يظل مُتشككا.

وكثيرا ما يستهدف تنظيم القاعدة مجالس الصحوة منذ هجر متشددون جماعاتهم وانضموا الى صفوفها. وقتل شقيقه أثناء الخدمة في يوليو تموز الماضي ثم قتل انتحاري يمني ابنه في اغسطس اب. وذبح أفراد ميليشيا شيعية إبناً ثانياً عام 2005.

أشعل سيجارة أخرى واستدار نحو نافذة تطل على ميدان بجانب مسجد للسنة شهد آخر ظهور علني للرئيس السابق صدام في بغداد في ابريل نيسان 2003.

ويقول ابراهيم ان أفراد الوحدة التي يقودها بمجالس الصحوة يخافون من المستقبل لأسباب منها أنه لم تعد لم صلة بالجيش الامريكي. ويخشى الكثير منهم أن تنقلب بغداد ضدهم بسبب ماضيهم كمتمردين.

وأضاف بينما كان زوج من عصافير الكناريا يغرد في قفص صغير وتدور مروحة متهالكة في السقف "ما زالت لدي علاقات جيدة مع الولايات المتحدة. أستطيع أن أذهب وأعيش هناك."

وأردف قائلا "لكني ولدت هنا وعشت هنا وأريد أن أموت هنا. لو ذهبت لذهب آخرون .. فمن ذا الذي سيبقى."

أهالي مدينة الصدر قلقون من تصاعد حدة الهجمات

من جهة ثانية أبدى عدد من اهالي مدينة الصدر شرقي بغداد قلقهم من تصاعد الهجمات والتفجيرات في مدينتهم بالايام الاخيرة، والتي تتزامن مع قرب انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقي في نهاية الشهر الجاري.

وقال ابراهيم عطوان، 32 عاما، لوكالة أصوات العراق إن “الانفجار الذي شهدته مدينة الصدر امس كان مروعا، وإن معظم الضحايا هم من الشباب الذين لا تتجاوز اعمارهم الـ30 عاما ومعظمهم من هواة الحمام”.

وادى انفجار دراجة حمل بخارية يطلق عليها شعبيا (ستوتة) في سوق الطيور وهو جزء من سوق مريدي الشعبي في مدينة الصدر الى مقتل 62 مدنيا واصابة 150 اخرين بحسب الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا واستنادا الى احصائيات رسمية صادرة عن وزارة الصحة، غير أن شهود عيان قالوا إن عدد الضحايا يفوق بكثير ما اعلنته الجهات الامنية والصحية، نظرا لكثرة رواد السوق عموما خصوصا عند المساء.

وأضاف عطوان الذي كان قريبا من موقع الانفجار ساعة حدوثه أن “الاسواق الشعبية في المدينة لم تعد آمنة لأنها هدف سهل للارهابيين الذين يسعون لقتل اكبر عدد من المدنيين العزل مع بدء العد التنازلي للانسحاب الامريكي المزمع من المدن نهاية الشهر الجاري”.

وسبق أن تعرضت الاسواق الشعبية في مدينة الصدر ذات الصبغة العشائرية إلى هجمات متعددة خلال الاعوام الخمسة الماضية راح ضحيتها مئات المدنيين.

من جهته، قال علي عيسى 41 عاما، إن “الانفجار كان متوقعا، بعد عودة التفجيرات الى بغداد تزامنا مع انسحاب القوات الامريكية من المدن بموجب اتفاقية سحب القوات المبرمة بين العراق وامريكا”.

وحمّل عيسى الاجهزة الامنية مسؤولية الانفجار، وقال إن “الاجهزة الامنية تغلق الطرق المؤدية الى المدينة من اطرافها عبر نقاط التفتيش التي تضعها على مداخل المدينة، الامر الذي يؤدي الى ازدحامات خانقة عند الدخول في ظل الجو الحار، وبدعوى أنها تفتش السيارات واحدة واحدة، غير أن افرادها غير فطنين للدراجات والعربات”.

وأضاف عيسى أن “الاهالي سيلتزمون الحيطة والحذر عند ذهابهم الى الاسواق، ولكن ماجدوى ذلك اذا كانت هناك حاجة ملحة للناس للتبضع من الاسواق”.

ويقدر سكان مدينة الصدر بنحو ثلاثة ملايين نسمة، وهي احصائيات غير رسمية بسبب عدم اجراء تعداد رسمي للسكان منذ عام 1987، وتضم 79 قطاعا ويضم كل قطاع الف منزل، اضافة الى الاحياء المرتبطة بها جغرافيا مثل الحبيبية والاورفلي والشماعية والمنطقة الزراعية وحي طارق وحيي جميلة الاولى والثانية، فضلا عن المنازل التي بنيت بطريقة عشوائية في اعقاب عام 2003.

من جانبها، رأت ام بلال، 48 عاما، أن “الاسواق الشعبية لم تعد آمنة، وقد يلجأ الارهابيون إلى استهدافها، لمعرفتهم بكثرة متبضعيها في ساعات الصباح وساعات المساء”.

وأضافت ام بلال أنها قررت أن تتبضع “اسبوعيا لا يوميا”، وأن لا ترسل اولادها الى السوق بدلا عنها، لأن “الاوضاع غير مستقرة”.

أما حسام عماد، 19 عاما، وهو من مربي الطيور فقال “كنت انوي الذهاب الى سوق الطيور، لكن والدتي طلبت مني أن أنذهب إلى السباك لاصلاح احدى انابيب الماء في المنزل، وهذا كان من حسن حظي، لأني من راود سوق الطيور في مريدي”.

وأضاف عماد أن “والدتي طلبت مني أن ابيع كافة الحمامات التي امتلكها، لكني طمئنتها بأني سوف لن اذهب الى سوق الطيور مجددا واعطيتها وعدا، وسأكتفي بما لدى من الحمام المتنوع، ولا حاجة لي بشراء المزيد”.

وتابع قائلا “كما اني سوف لن اذهب الى سوق الغزل ايام الجمعة، لأن هذا السوق هو الآخر هدف للارهابيين”.

وسوق الغزل وهو سوق معروف في بغداد يقع قرب جامع الخلفاء في الشورجة، وفيه محال صغيرة لبيع الحبوب الجافة والبقوليات والأعشاب ومحال أخرى لبيع الطيور الأليفة وبعض الطيور البرية النادرة كالصقور والطواويس بالأضافة إلى الكلاب النادرة وأسماك الزينة.

القوات الاميركية تودّع بعقوبة المدينة التي كانت جحيماً

واحتفلت مدينة بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى (شمال شرق بغداد) التي طالما كانت ميدانا لاعمال القتل والخطف وهجمات شنها انتحاريون من الجنسين، بقرب مغادرة القوات الاميركية. وزينت المحافظة بالاوراق الملونة والاعلام العراقية. بحسب فرانس برس.

وقال الكولونيل شاون ريد الذي يتولى قيادة القوات الامنية المسؤولة عن امن مدينة بعقوبة، ان "هذه المدينة عرفت بالجحيم، مرت بايام سوداء، وان التحسن الامني الذي حدث مؤخرا لا يصدق مقارنة بالاوضاع قبل ثلاث سنوات".

واقامت السلطات المحلية احتفالية في مبنى المحافظة وسط المدينة، حضرها محافظ ديالى عبد الناصر المهداوي وممثلون عن القوات الاميركية وقائد شرطة المحافظة اللواء عبد الحسين الشمري وقائد عمليات ديالى اللواء طارق العزاوي اضافة الى مسؤولين محليين، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس.

وفرضت القوات الاميركية اجراءات امنية مشددة حول موقع الاحتفال، ونشرت جنودها على سطوح المبان القريبة، وقطعت الطرق المؤدية لمكان الاحتفال.

ومر بالكاد عام واحد فقط على العملية العسكرية التي نفذتها قوات اميركية عراقية ضد تنظيم القاعدة الذي فرض سيطرته عليها، لكن ما زالت هناك جيوب لمتمردين يواصلون تنفيذ اعمال عنف.

فقد داهم مسلحون مجهولون يرتدون زيا عسكريا الاحد منزل مقدم في الجيش في منطقة حمرين (35 كلم شرق بعقوبة) ولم يعثروا عليه فقاموا بقتل شقيقه وتفجير عبوة امام منزله اسفرت عن اصابة شخصين من المارة.

لكن مثل هذه الهجمات لا تقارن باعمال العنف التي كانت تحدث في السابق والتي كانت تنفذها القاعدة ابان قيادة زعيمها السابق ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل بضربة جوية اميركية في حزيران/يونيو 2006 شمال هذه المدينة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 1/تموز/2009 - 8/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م