من المسؤول عن وجود وصناعة المجرمين المتلبسين بثوب الدين والتقى
والصلاح، وظاهرة استغلال المساجد لأعمال تنافي الشريعة وقدسية المكان،
وظاهرة منع بناء المساجد وتفجيرها؟
إن الدولة والجهات الرسمية والمجتمع جميعا يتحملون المسؤولية عن
وجود ظاهرة خطيرة داخل المجتمع وهي استغلال المساجد والدين وتفجير بيوت
الله وقتل المصلين الآمنين من قبل المتلبسين بقشور الدين ورداء التدين
- وقد تحدثت في مقال سابق عن بعض الجرائم والفسق والرذائل من قبل من
يتظاهرون بالتدين - التي أضرت وشوهت سمعة الدين الأصيل والمتدينين
الحقيقيين والدولة الإسلامية والمجتمع المحافظ، والمسؤولية الكبرى تقع
على المجتمع بسبب ثقافته السطحية عن التدين واهتمامه بالقشور والمظاهر
الخارجية، وطيبته لحد السذاجة، وثقته في كل شخص يدعي التدين ويطلق
لحيته...، وتقبله بان يقوم أي شخص بإدارة المسجد أو الأذان أو
الإمامة.
أي تدين وإيمان وأخلاق عند الإمام أو المؤذن أو الخادم للمسجد الذي
يتسلم راتبا شهريا وسكنا مجانا مقابل ذلك؟، بينما هو يضع عاملا أو شخصا
آخر «وافدا» مقابل مبلغ مادي بسيط جدا لينوب عنه؟ حيث أصبح المرء يسمع
الأذان بأصوات شاذة منفرة مزعجة!!. وأين أهل الحي لماذا لا يتحركون
بإيقاف هذه المهزلة ومحاسبة الشخص الموكل من قبل الجهات المسؤولة
بالعمل، وأين الجهات المسؤولة عن ذلك؟ والى متى سيستمر هؤلاء بتحويل
المساجد من مصدر للإيمان والرحمة والروحانية والتقرب من الخالق عز وجل،
إلى مصدر للتسيب؟.
ولدي سؤال بالخط الأحمر العريض؛ إذا كان المجتمع يدعي ويتفاخر بأنه
متدين، فلماذا لا تتحرك لديه الغيرة على الدين وعلى بيوت الله، ويمنع
المجرمين من الأذان والإمامة واستغلال الدين، ولماذا يصمت ويقبل بان
الذي يؤذن ويخدم المسجد (..)، وأين التنافس والمبادرة على خدمة بيوت
الله والأذان والإمامة؟.
إذا كان أبناء المجتمع مشغولين..وغير متفرغين لإدارة أقدس المواقع
«المساجد» والقيام بالأذان والإمامة والصلاة فيها - رغم ما في البلد من
بطالة كبيرة وتدين - فعلى الجهات المسؤولة إعادة النظر في قوانينها في
بناء المساجد التي ساهمت في وجود مساجد زائدة حيث أصبح بين كل مسجد
ومسجد مسجد في بعض الأحياء إذ أصبح بعض المساجد خارج السيطرة، ومنابر
لأصحاب التوجهات الدينية والسياسية المتشددة والتكفيرية والدموية،
وظهرت مساجد لا تليق بحمل اسم مساجد ولا تعبر عن مستوى التطور في البلد
والاهتمام والعناية ببيوت الله، وعدد كبير من تلك المساجد أصبحت تدار
بأيدي عمالة وافدة: المؤذن والإمام وخادم المسجد والمصلين غير مواطنين؛
وأدت إلى ما نسمع به ونقرأه في الصحف من القبض على عمالة تستغل بيوت
الله «المساجد» لأعمال تنافي الشريعة وقدسية المكان، كما على الجهات
المسؤولة منع بناء المساجد من قبل الهوامير الذين يستغلون ذلك لتحقيق
مكاسب اكبر باسم الدين!!
ويا للعجب! أن يتقدم مواطنون في نفس الوطن - الذي يعج بالمساجد -
بشكاوى لمنعهم من بناء مساجد لهم في مناطقهم لأنهم من طائفة إسلامية
معينة، ويتعرضون للسجن بسبب إقامة الصلاة جماعة في المنزل لعدم وجود
مسجد! وماذا يسمى من يفجر بيوت العبادة ومنها المساجد ويقتل المصلين..
وهو يصرخ بأعلى صوته الله اكبر؟! |