
شبكة النبأ: في خطابه الذي ألقاه
الرئيس باراك اوباما بجامعة القاهرة في الرابع من حزيران/يونيو، قال"
لقد أتيت إلى القاهرة للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة
والمسلمين حول العالم، استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام
المتبادل، وهي بداية مبنية على أساس حقيقة أن أميركا والإسلام لا
يعارضان بعضهما البعض ولا داعي أبدا للتنافس فيما بينهما."
ومما يثير الدهشة وتبعا لما خلصت إليه مؤسسة غالوب من نتائج في
دراسة جديدة أن للمسلمين فى مختلف أنحاء العالم مطلبا واحدآ فقط من
الولايات المتحدة. وهذا المطلب ليس المال ولا الدعم العسكري ولا حتى
الديمقراطية، إنما هو التفاهم والإحترام. وقد برهن على ذلك فيلم يحمل
اسم الدراسة نفسها التي نشرتها مؤسسة غالوب، أي "من داخل الإسلام:
بماذا يفكر بليون مسلم حقيقة؟" الذي عرض للمرة الأولى في 3 حزيران/يونيو.
بحسب موقع امريكا دوت غوف.
ارتكز الفيلم فى أحداثه على الدراسة التي أجرتها مؤسسة غالوب والتي
استفتت فيها آراء المسلمين في شتى أنحاء الكرة الأرضية. أما الفيلم فقد
أنتجته مؤسسة "يونيتي بروداكشنز."
ويسرد هذا الفيلم التسجيلي بعض النتائج المفاجئة لهذه الدراسة
والآثار المترتبة عليها، حيث جسد الفيلم تفاصيل هذه الدراسة وذلك عن
طريق إجراء اللقاءات مع الباحثين وخبراء آخرين أشرفوا على هذه الدراسة.
وركزت الدراسة على المسائل المتعلقة بالمساواة بين الجنسين والإرهاب
والديمقراطية، حيث جاءت النتائج بشأنها معاكسة للفكرة السائدة بأن
المسلمين والغربيين يتجهون نحو الصدام. وكما جاء بالبحث، فإن الفيلم
التسجيلي يلقي الضوء على العلاقة المشتركة القائمة على الحقائق وليس
الخوف.
ولهذا، فإن السؤال هو: "بماذا يفكر بليون مسلم حقيقة؟" فى تعليقها
على أحداث هذا الفيلم التسجيلي، قالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة
مادلين أولبرايت التي تحدثت في حفل عرض الفيلم الأول: "في الواقع يجب
أن نسأل هذا السؤال بسبب الإخفاق الضار للاتصال بين الغالبية في الغرب
والغالبية في الدول الإسلامية."
وأشارت أولبرايت إلى حقيقة أن "بلدنا غني وقوي بتعدد الأجناس
والثقافات والأديان واللغات فيه. وأضافت أن "التباين في الثقافات
والأديان والعادات والأفكار، كل ذلك يؤدي إلى الإبقاء على التواصل في
ما بيننا ويجب علينا أن نقوم بفعل ما هو أكثر من مجرد أن نتسامح مع
بعضنا البعض، يجب علينا أن نحترم بعضنا البعض ويجب أن نهتدي بالحقائق
وليس الخوف."
وأضافت أن "هذه رسالة بسيطة يدعمها المنطق، لكن الصعوبة في أن
الطبيعة البشرية والمنطق بينهما علاقة معقدة، والصعوبة الرئيسية هي
أننا كأميركيين نميل إلى جعل ما هو مختلف عنا مرادفآ للخطر."
وقال أليكس كرونيمير، الشريك المؤسس لمؤسسة يونيتي بروداكشنز وأحد
المنتجين للفيلم التسجيلي في حفل عرض الفيلم الأولي: "عشية إلقاء
الرئيس أوباما لخطابه بالقاهرة، فإن مضمون الفكرة التي تكمن في عرض
هذا الفيلم الليلة هي بالغة الأهمية. وهي ببساطة التالي: لكي يكون
هناك تواصل فعال مع العالم الإسلامي، فإنه يجب علينا أن نفهم ما يريده
العالم الإسلامي حقيقة."
وشرح جون فل، أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة جورجتاون بواشنطن
فكرته بالقول للحاضرين "إن نتائج الدراسة التي تناولت ما يفكر به بليون
مسلم حقيقة يجب أن تشجع كل فرد على أن يقر بأنه من الممكن أن يكون هناك
حوار حقيقي بين العالم الإسلامي والغرب، بين المسلمين والمسيحيين وبين
أي طرف آخر نتفق على وجوب إجراء الحوار معه."
وقد تحدث بعض الخبراء والباحثين في الفيلم التسجيلي ومنهم: داليا
مجاهد، المديرة التنفيذ ية لمركز غالوب للدراسات الإسلامية و عضو
المجلس الإستشاري للرئيس اوباما لشؤون الأديان، وجون اسبوسيتو الأستاذ
المحاضر بجامعة جورجتاون ورامي خوري، الكاتب بجريدة النهار اليومية
ببيروت، وكينيث بولاك، مدير الأبحاث بمركز سابان لسياسة الشرق الأوسط
التابع لمعهد بروكنغز، والعديد من الخبراء الآخرين.
ومن خلال مجريات أحداث الفيلم، عرضت داليا مجاهد العديد من النتائج
المفاجئة التي كشفت عنها هذه الدراسة. ففيما يتعلق بالتطرف، كشفت
الدراسة أن الأميركيين والمسلمين متفقون على حد سواء تقريبآ في رفضهم
للهجمات على المدنيين وقتلهم ويرون أن ذلك غير مبرر أخلاقيا. وفيما
يتعلق بالديمقراطية، أشارت مجاهد إلى أن الغالبية العظمى من المسلمين
أبدوا استعدادهم لضمان حرية التعبير إذا ما أوكلت إليهم صياغة دستور
جديد. وقال الذين استطلعت آراؤهم إن الزعماء الدينيين لا يجب أن يكون
لهم دور مباشر في صياغة الدستور. أما في ما يتعلق بالمساواة بين
الجنسين، فإن غالبية المسلمين من الرجال وفي معظم الدول يوافقون على
أنه يجب أن يكون فى استطاعة المرأة الحصول على وظيفة.
يذكر أن مايكل وولف شريك مؤسس لمؤسسة يونيتي بروداكشنز والمنتج
التنفيذي للفيلم التسجيلي. وفي وصفه للدراسة قال "إنها تغني عن آراء
علماء الدين وخبراء الغرب المعزولين عن الواقع الذين تستضيفهم وسائل
الإعلام وتجري معهم الأحاديث على مر السنين السابقة. وأضاف أن الدراسة
"تخبرنا كذلك وبواقعية بما يفكر به الناس أنفسهم وبما يشعرون به تجاه
العديد من القضايا، العامة منها والخاصة، ولأول مرة يستطيع صانعو
السياسات أن يبنوا رؤاهم وقراراتهم الجديدة على معلومات واقعية مستمدة
من الناس أنفسهم الذين سوف تنعكس عليهم هذه السياسات وسوف يتأثرون
بها." .
وأضاف قائلا: "إن قيام أوباما بتعيينه داليا مجاهد المسلمة عضوا
بالمجلس الاستشاري للأديان يظهر "الاستعداد بأن السياسة يمكن أن تبنى
على الحقائق وليس الخوف."
يذكر أن المنتجين التنفيذيين للفيلم التسجيلي "من داخل الإسلام:
بماذا يفكر بليون مسلم حقيقة؟" وهما مايكل وولف وأليكس كرونيمير قد
أنتجا أيضا أفلاما أخرى لها علاقة بالإسلام ومنها: "محمد: نبي أسطورة"،
"مدن النور"، "قيام وسقوط إسبانيا الإسلامية،" و"أمير بين العبيد". هذا
وقد قام بإنتاج وإخراج الفيلم روب جاردينر ومن أعماله (مدن النور،
قيام وسقوط أسبانيا الإسلامية، مصر:البحث عن الخلود) |