اوباما بعد 150 يوما: صعوبة في الوفاء بالوعود وقمّة الحظ تقترب من التدحرج

الامريكيون لايوافقون أوباما على إغلاق غوانتنامو ودعم GMC

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: على غرار جميع الرؤساء يجد باراك اوباما أن من الصعب تنفيذ بعض الوعود التي قطعها اثناء الحملة الانتخابية العام الماضي ليحبط في بعض الحالات الكثير من أنصاره المتحمسين الذين لعبوا دورا حاسما في انتخابه.

فقد تحطمت آمال جماعات متنوعة في اجراء تغيير سريع من نشطاء في مجال حقوق الانسان الى دعاة الاصلاح الاقتصادي منذ تولى اوباما الحكم في كانون الثاني الماضي بعد فترة حكم الرئيس الجمهوري جورج بوش التي دامت ثماني سنوات.

ويقول خبراء سياسيون ان اوباما يواجه مشكلة واجهت رؤساء سابقين من قبل وهي أن تنفيذ كل الوعود التي قطعت في الحملة الانتخابية مستحيل ويشكون أنها تنطوي على مخاطر على المدى القصير.

وقال لاري ساباتو استاذ العلوم السياسية بجامعة فرجينيا "ألخص الوضع كالتالي... مرحبا بك الى الحكم." ويشك ساباتو في أن اوباما سيتضرر من اثارة غضب جماعات متنوعة من أنصار الحزب الديمقراطي.

ومضى يقول "لا أظن أن هذا سيسبب له مشاكل في الوقت الحالي خاصة اذا اوفى بوعده في موضوع كبير مثل الرعاية الصحية."

وفي العموم ترجم نهج اوباما الى دعم واسع النطاق. ومنحه متوسط نتيجة استطلاع للرأي أجراه موقع ريال كلير بوليتيكس دوت كوم realclearpolitics.com مؤخرا نسبة تأييد بلغت 60 في المئة.

وفي الاونة الاخيرة خيب اوباما امل البعض في اليسار لرفضه نشر صور يقال انها ترصد الانتهاكات التي ارتكبها محققون امريكيون ضد مشتبه في صلاتهم بالارهاب. بحسب رويترز.

وكان اوباما يستعد لنشرها لكنه تراجع بعد أن أقنعه قادة الجيش أن نشر هذه الصور يمكن أن يؤدي الى رد فعل عنيف ضد الجنود الامريكيين في العراق وافغانستان.

وانزعج المدافعون عن الحكومة المفتوحة من أن اوباما بعد أن وعد بانتهاج سياسة الشفافية قرر مواصلة تطبيق سياسة اتبعت في عهد بوش وهي ابقاء سجل زوار البيت الابيض سرا.

ووجد اوباما مُجددَاً مدى صعوبة في ارضاء الجميع حيث أعلن مجموعة من الاصلاحات التنظيمية كانت مرتقبة على نطاق واسع ولم تعجب الكثير من المحللين بمجال الصناعة.

ولم يكن قراره باضافة مسؤولية تقوية القواعد التنظيمية المالية لمسؤوليات مجلس الاحتياطي الاتحادي انتهاكا لوعد قطعه اثناء الحملة الانتخابية لكنه خيب أمل بعض المنتمين الى اليسار الذين كانوا يريدون اصلاحا كاملا للهيكل التنظيمي.

اوباما يستمتع بنفوذ لم تشهده واشنطن منذ عقود

ويستمتع الرئيس الامريكي باراك اوباما بسلطة ونفوذ رئاسيين لم تشهدهما واشنطن منذ عقود من الزمن. وبعد مرور 100 يوم بالكاد على توليه منصبه يتمتع الرئيس الامريكي وحزبه الديمقراطي بسيطرة محكمة على البيت الابيض والكونجرس فضلا عن القدرة على دفع الخطط الطموح قدما.

والان اقترب تقاعد قاض بالمحكمة العليا مما يفسح الطريق له ليعين خليفة وبهذا يضمن اوباما تركة على رأس أفرع الحكم الثلاثة التنفيذية والتشريعية والقضائية.

وعلى الجبهة الجماعية أعطى ضخ الحكومة الاتحادية مليارات الدولارات لانقاذ البنوك وشركات السيارات لاوباما سلطة لفرض اصلاح في هاتين الصناعتين وهو تدخل كبير من الدولة في صناعتين رأسماليتين.

والى جانب هذا يمنحه الامريكيون مهلة ايضا. وتجاوزت معدلات التأييد له 60 في المئة مما يوفر له رصيدا سياسيا يمكنه من الاضطلاع بتحديات كبيرة. بحسب رويترز.

اما خصومه السياسيون الجمهوريون ففي حالة من الفوضى وانخفضت اعدادهم ويخوضون صراعا داخليا بشأن كيفية التعافي من خسائر فادحة في انتخابات عام 2006 والعام الماضي.

ويضع خبراء اوباما في زمرة رؤساء أحدثوا تغييرا مثل الديمقراطي فرانكلين روزفلت الذي قاد الولايات المتحدة اثناء ازمة الكساد العظيم والحرب العالمية الثانية والرئيس الجمهوري رونالد ريجان الذي قاد البلاد الى الانتصار في الحرب الباردة.

وقال دو شوين واضع الاستراتيجيات بالحزب الديمقراطي الذي كان يعمل بالبيت الابيض في عهد الرئيس الاسبق بيل كلينتون "ليس في ذاكرتي زمن كان فيه رئيس الولايات المتحدة يتمتع بنفوذ اكبر من هذا."

وأضاف "ليس هذا وقته فحسب انه مستوى من النفوذ والسلطة لرئيس لم يسبق له مثيل منذ اي زمن منذ الاتفاق الجديد وفرانكلين روزفلت. اذا تعامل معه جيدا قد يكون هذا قرنه."

ويشهد اوباما أدلة على أن السلطة تصاحبها ضربة حظ من وقت لآخر. وقد تلقى هدية الاسبوع الماضي حين قرر ارلين سبيكتر عضو مجلس الشيوخ ترك الحزب الجمهوري والانتقال الى صفوف الحزب الديمقراطي.

ومن الممكن أن يمنح هذا للديمقراطيين سلطة مطلقة. وحين يتخطى ال فرانكلين عضو الحزب الديمقراطي من مينيسوتا معركة لاعادة فرز الاصوات ويفوز بمقعده في مجلس الشيوخ سيكون للديمقراطيين أغلبية قدرها 60 صوتا بالمجلس البالغ عدد أعضائه 100 .

اغلبية الامريكيين لا يوافقون اوباما بشأن غوانتانامو وجنرال موتورز

وفي وقت لاحق تراجعت شعبية الرئيس الاميركي باراك اوباما مع معارضة اغلبية من الاميركيين اغلاق معتقل غوانتانامو المثير للجدل وسياسته الخاصة بانقاذ جنرال موتورز، بحسب استطلاع نشرت نتائجه مؤخراً.

وبعد نحو خمسة اشهر من توليه الرئاسة اظهر الاستطلاع الذي اجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" وقناة "ان بي سي"، رفض اغلبية من الاميركيين لاثنين من مشاريع اوباما الكبرى.

وعارض اكثر من نصف المستطلعين (52 بالمئة) اغلاق غوانتانامو حيث يعتقل ارهابيون مفترضون، الذي اعلنه اوباما غداة توليه منصبه في حين ايد 39 بالمئة قرار الرئيس.

وعارضت نسبة اكبر (54 بالمئة) التدخل المالي للادارة الاميركية لانقاذ شركة صناعة السيارات جنرال موتورز المفلسة، مقابل 35 بالمئة ايدوا قرار اوباما في حين اعرب 69 بالمئة عن قلق "كبير" او عن ميل اكثر للقلق بشأن قرار مساعدة جنرال موتورز. بحسب رويترز.

وأيد نحو 48 بالمئة من الاشخاص المستجوبين منع اوباما استخدام طرق الاستجواب العنيفة باعتبارها اعمال تعذيب على غرار الايهام بالغرق، مقابل 41 بالمئة يعارضون هذا المنع.

واشار الاستطلاع الى انه رغم ان شعبية اوباما لا تزال كبيرة فانها تراجعت من 61 بالمئة في نيسان/ابريل الى 56 بالمئة.

وفي اوساط الناخبين المستقلين تراجعت نسبة تأييد سياسة اوباما من 60 بالمئة الى 46 بالمئة في حين زاد عدد مناهضي سياسته بينهم من 31 بالمئة الى 44 بالمئة.

واشار الاستطلاع الى ان اكثر من ثلث الاميركيين (37 بالمئة) يعتقدون ان باراك اوباما يحارب على عدة جبهات في وقت واحد في حين يرى ستون بالمئة ان اوباما يتصدى لعدة قضايا لان البلاد تواجه العديد من المشاكل العويصة.

ولئن كانت غالبية الاشخاص المستجوبين اعربت عن القلق لثقل العجز الاتحادي الاميركي فان 6 بالمئة فقط منهم يحملون باراك المسؤولية فيه وينحى 46 بالمئة منهم باللائمة في ذلك على سلفه جورج بوش و21 بالمئة على الديمقراطيين في الكنغرس و7 بالمئة على الجمهوريين في الكنغرس.

وعلاوة على ذلك فان 72 بالمئة يعتبرون ان باراك اوباما ورث اقتصادا اميركيا في حالة سيئة وراى 46 بالمئة ان الامور ستتحسن العام المقبل (بارتفاع ثماني نقاط مقارنة بنيسان/ابريل).

واجري الاستطلاع على عينة من 1008 راشد بين 12 و15 حزيران/يونيو مع هامش خطأ يقل او يزيد عن 3,1 نقاط.

أوباما يوجه نقداً لاذعاً لـ فوكس نيوز: بوق كبير ينتقدني

ورفض الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مقولة أن الإعلام يتساهل معه عبر تغطية أخباره بصورة إيجابية، مستدلاً على صحة ما يذهب إليه من خلال توجيه انتقادات قاسية إلى شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية، التي يرى البعض أنها مقربة من تيارات يمينية ومحافظة.

وفي لقاء مع شبكة CNBC قال أوباما، لدى سؤاله عن أسباب غياب النقد ضد إدارته في وسائل الإعلام: "لا يسعني التسليم بهذا الأمر.. هناك شبكة تلفزيونية معينة مثلاً تكرس نفسها لمهاجمة إدارتي بشكل متواصل."

وعند تلميح مقدم البرنامج إلى أن الشبكة المعنية هي "فوكس نيوز"، لم يرد أوباما بالنفي، بل قال: "هي بالفعل بوق كبير، وإذا ما تابعتها طوال النهار فستجد صعوبة بالغة في العثور على جانب إيجابي في تغطية أخباري."

وتابع: "نحن نرحب بالناس الذين يوجهون لنا أسئلة محرجة، وأبوابي كانت مفتوحة للإعلام طوال الأشهر الستة الأولى من عمر ولايتي، عبر المؤتمرات الصحفية والمقابلات وتحمّل المسؤوليات والتعامل بشفافية حيال خططي المستقبلية."بحسب سي ان ان.

واعتبر الرئيس الأمريكي أن هذا الممارسات التي يطبقها منذ بداية عهده، هي السبب الأساسي الذي دفع الإعلام للتعامل معه إيجابياً، لأن الصحافة شعرت بأن إدارته لم تحاول إخفاء الحقيقة عن الناس في تعاملها مع كافة الملفات.

يُشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يعبّر فيها أوباما عن امتعاضه من تغطية شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية لنشاط إدارته، إذ سبق له أن أبدى ملاحظة ساخرة، خلال كلمة ألقاها في حفل عشاء أقامه للصحفيين في البيت الأبيض، قال فيه: "معظمكم تابع أخباري، وكلكم منحتموني أصواتكم.. مع الاعتذار لمندوبي فوكس نيوز."

أوباما يدخل قائمة فوربس لأقوى 100 شخصية في العالم

وأصبح الرئيس الامريكي باراك أوباما أول رئيس دولة يدخل قائمة مجلة فوربس لاكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم وهو في منصبه اذ قلصت صوره التي تتصدر أغلفة الكثير من المجلات وكتاباه اللذان حققا مبيعات كبيرة من الخطوط الفاصلة بين عالم السياسة وأضواء الشهرة.

واحتل أوباما المركز التاسع والاربعين في القائمة السنوية التي ترتب المشاهير بحسب دخلهم ومرات ذكرهم في وسائل الاعلام وذلك بعد أن حقق 2.5 مليون دولار العام الماضي من كتابين الفهما وحققا أفضل المبيعات.

وقالت لاسي روز من مجلة فوربس "أوباما بالتأكيد أشهر شخص في العالم. ساعدته حملته الرئاسية التاريخية في بيع أكثر من مليون نسخة من كتابيه كما أنه ظهر على الكثير من أغلفة المجلات."وأضافت "هناك اهتمام حقيقي به كرئيس وكرب أسرة وكشخصية شهيرة."

وأدرج الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون الذي ترك منصبه عام 2001 ضمن قائمة فوربس أعوام 2002 و2003 و2004 و2005 و2007.

وتصدرت الممثلة الامريكية انجيلينا جولي القائمة تلتها المذيعة التلفزيونية الشهيرة أوبرا وينفري ثم المغنيتان مادونا وبيونسيه نولز. وقالت فوربس ان هذه هي المرة الاولى التي تحتل فيها نساء المراكز الاربعة الاولى للقائمة.

وخلال العام الماضي حققت جولي 27 مليون دولار فيما حصدت وينفري 275 مليون دولار ومادونا 110 ملايين ونولز 87 مليونا. وبالرغم من ان ارباح جولي لا تقارن بهن الا ان وجودها بصورة متواصلة في المجلات مكنها من ان تحتل المرتبة الاولى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/حزيران/2009 - 25/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م