ظهرت في الاونة الاخيرة على مواقع الانترنت ظاهرة خطيرة الا وهي
ظاهرة السب والشتم، واللعن، والفحش، والكذب، والغيبة، والنميمة،
والبذاء، والزور، واللعن، والسخر، والاستهزاء وتصل الحالة الى ايجاد
عورات في الناس باقلام كتاب وجدت اغلبهم يدعون بانهم على قدر كبير من
الثقافة والتحصيل العلمي والايمان بالقيم والاخلاق الانسانية النبيلة
والذين يسعون من خلال عملهم الوظيفي او العلمي الى تحقيقها الا ان من
يتابع مقالاتهم يجدهم يخطأون في القول والتصرف عن قصد.
لقد قال الإمام الشافعي :
إن شئت أَنْ تَحيا سليمًا مِن الأذى... ودَيِنُكَ مَوفُورٌ
وَعِرْضُكَ صيّنُ
لسانك لا تذكر به عورة امرئ... فَكلكَ عوراتٌ وللنَّاسِ أَلْسُنُ
وَعَيْنَاكَ إِنْ أَبْدَتْ إِلَيْكَ مَعَايبًا... فَصنهَا وَقُلْ
يَا عَيْنُ للنَّاسِ أَعْيُنُ
وَعَاشِرْ بِمَعْرُوفٍ وَسَامِحْ مَنِ اعْتَدَى... وَدَافِعْ
وَلَكِنْ بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ
لذلك فان الانسان الذي يتحلى بالقيم الانسانية يجب ان يقوم بالعمل
الطيب، أو بقول الصدق، أو الإخلاص في العمل، أو اتباع الحق، أو رفض
الانحراف إلى الهوى، والبعد عن إيذاء الناس وكراهيتهم، ولا يخادع نفسه
ولا يخادع الناس.
وقال الإمام الشافعي ايضا :
كلما أدبني الدهر.... أراني نقصَ عقلي
وإذا ما ازددت علماً... زادني علماً بجهلي
وقال الإمام علي (ع) :
من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثر غلطته
ومن كثرغلطه قل حياؤه ومن قل حياؤه مات قلبه
وهكذا نجد و مع الاسف بين حين واخر كتابات من قبل اصحاب النفوس
المريضة يستخدمون فيها لغة السب والشتم واستخدام كلمات بذيئة في محاولة
لاشفاء غليلهم ولكنهم بالمقابل يلوثون البيئة الاجتماعية ويعرقلون
مسيرة تطور بناء الانسان العراقي الجديد الذي يعاني من تمزق وظلم وتخلف
وقهر.
لهذا يتطلب من جميع الكتاب عدم الرد على مقالات هؤلاء ومحاولاتهم
البائسة والتي تؤكد على ان اصحابها عقارب وحيّات، وهي في الآخرة مهلكات
وكذلك يمكن ان اشبههم كشارب ماء البحر، كلما ازداد شرباً، ازداد عطشاً
حتى يقتله، ولاننسى ماقاله الشاعر :
إذا نطق السفيه فلا تجبه... فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه... وإن خليته كمداً يموت
سكت عن السفيه فظن أني... عييت عن الجواب وما عييت
ولكني اكتسيت بثوب حلم... وجنبت السفاهة ما حييت
وكذلك:
وذي سفه يخاطبني بجهل*** فآنف أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهةً وأزيد حلماً*** كعودٍ زاده الاحراق طيبا
واخيرا لابد ان نكرر قول الشاعر:
إن الرياح إذا اشتدتْ عواصفها... فليس ترمي سوى العالي من الشجرِ
وحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
sabah@sezampro.rs |