|
اعتدت أن أحكي لصغيرتي بتول حكاية قبل النوم، ولعلّها ملّت من
التكرار المصاحب لأفكاري.
ذات ليلة، قالت لي: بابا، دعني أحكي لك حكاية، وبدأت في سرد
أحداثها، وتفاصيلها الشائقة، غير أن خاتمتها كانت سوداوية؛ إذ انتهت
بخصام بين أبطالها الثلاثة: الفراشة والفيل والأرنب، فما كان من
الفراشة؛ إلاّ أن التهمت الفيل لخموله، وثنّت بالأرنب لغروره.
قبلتها بسعادة، وقلت لها: قصتك جميلة. ولكن، من الأفضل أن تُغيري
خاتمتها، فليس بمقدور الفراشة أن تأكل الأرنب فضلاً عن الفيل!
بمجرد أن أنهيت كلامي، وإذا هي؛ تغطّ في نومها العميق.
تمعنّت في تفاصيل قصتها مجدداً، وقلت في نفسي: أليس من المحتمل أن
تكون القصة حقيقية، ولكنها رمزية؟
في الليلة التالية سألتها: هل كنت تقصدين بالفراشة (إسرائيل)؟
وبالفيل (الأمة الإسلامية)؛ ليصَّح قولك بأن: الفراشة تأكل الفيل؟
ابتسمت، وقالت لي: وماذا عن الأرنب؟
[email protected]
|
