الشاعر غني العمار.. قلب اجترحتهُ الايام فجادَ عليها شعراً ومحبةً

حاوره: علي فضيلة الشمري

 

شبكة النبأ: في مدينته ومسقط رأسه الكوت صرح الشاعر غني العمار بوجه الدنيا يومها كانت دجلة تفيض حتى ان الماء وصل الى عنق البر صغيراً عاش وترعرع في ازقتها الشعرية وسكن الشرقية حيث سكن قلبه المحلة، والتي كانت تشكل خطاً احمراً في وجه النظام البائد وفي ظلال ثلاثة جوامع حمل تجانس الطائفة بوحدة الدين رضع من مواكب الامام الحسين عليه السلام وهو ينظر اليها صغيراً ويكتب لها يافعاً وكبيراً...

انه الشاعر المبدع غني العمار، من مواليد 1953 على ضفاف دجلة الخير بسوارها لمدينة الكوت ومسقط رأسه الذي ثبت فوق الكتفين رغم ما اريد له من الانفصال... فكان معه هذا الحوار الشيّق:

* اي جيل شعري تنسب نفسك والى اي تيار تنتمي؟

افتخر بأن اكون سبعينياً من القرن الماضي وهذا الجيل حمل جمرتين الاولى الحرب والثانية جمرة التصدي من الداخل لما هو سوداوي في هذا الجيل نجوم لازال بريقها ولازال يعطي للادب والثقافة اهله واقماراً رغم الخسوفات انتمائي الوحيد الى الارض التي اودعت اسرة فيها والوطن لنا والله من فوقنا يحمي عياله انا مؤمن ومسبح بحمده وبألائه من فوق تراب ذراته ذهب وخيراته نهب

* ما كانت اول قصيدة كتبتها وما هي الحواجز التي وقفت في طريقك الادبي وهل هي منشورة؟!

اول قصيدة كتبتها كانت محاولات في مسودات دفتري المدرسي مزقته بعد حين ليبدأ من جديد متجاوزاً سني العمر اما بالنسبة الى اول قصيدة نشرت لي فهي (الشهيد يعود اليكم) ونشرت في عام 1978 في مجلة الجندي العراقية

* ماهو اسلوبك الكتابي وما هي القوانين التي تحكم خطابك اللغوي في الشعر؟

انا احب السهل الممتنع شرط عدم السقوط في الاسعاف واميل مرات الى الغموض كلما دعتني وقائع ومنازلات القصيدة , ليس لدي قانون يحكم خطابيس الشعري الا قانون ( المبنى ) اي الشكل اما مديات المعنى فهي فضاءات لا تحد

* هل يمر الشعر بأزمة وهل تشكل هذه الازمة ان وجدت منعطفاً في مسيرة الشعر والشعراء ثم ما هو مصير الشعر برأيك؟!

البعض يقول ان زمن الشعر انتهى ويعدونه من الترف وانا مناهض ومحارب لهذا التصور فالشعر هم محمول ومتأجج في كال زمان فأذا نكص مرة فسينهض ثانيةً ليس في الشعر ازمة وانما الازمة في الشاعر فأذا انقطع وصله مع الاخر تقوقع في الذات وانتهى اليها اما مصير الشعر برأي فهو معلق بمصير قلب هذه الامة.

* كيف يمكن للشعر ان يزدهر؟

اذا ازدهرت مكونات وديمومة الحياة بلا لعلعة رصاص او شمر آخر يقتل ويعلق الرأس فوق الرماح او حجّاج اخر يملأ (ديماسة) بأجسادنا.

* كيف تنظر الى التطور الشعري في ضوء ما يعيشه الشعر من حداثة؟

في ضوء ما يعيشه من حداثة الشعر ينتعش بتطور النقد والعكس صحيح , وهذا جواب على سؤال اخر لك في دور النقد , الناقد متذوق ومقوم وليس هادم وثقافة الناقد تعطيه الحق في فض معالم النص الادبي

* هناك عدة شعراء في واسط مبدعين اين تضع اسمك بينهم؟!

انا من جيل سار بين نارين واسس لاجيال ستأتي بثمار الزارعين, اما اين اضع اسمي بين الشعراء فالامر متروك للعين والاذن فيما تقرأ وتسمع.

* لماذا لم يصدر لك شيء وانت صاحب كل هذا النشاط الطويل؟

المطبوع باعتباره منجزاً للمبدع وتراثاً لاجيال عدة ولابنائه هو امانة خطرة فكيف تريديني ان اصدر كل قصائدي في زمن كان يعد الانفاس وانت تكتب وتقول لابد ان تلتفت الى الوراء للتجسس لعدم وجود رقيب او مخبر سري يغتال ما تقول لذا اجلت تدوين مدوناتي الى الغد الاتي وانه قد حل ان شاء الله ولابد من اصدار اثر ادبي لي في مقبل الايام.

* هل هناك مصطلح النص المفتوح ما هو مفهومك الخاص تجاه هذا الأسلوب؟

اسجل اعتراضي على النص المفتوح والاصوب النص المنفتح فهو ثيمة لفنون واداب من قص ومسرح وتشكيل وسيناريو وهذا عمل صعب لايدرك مدياته الا من قرأ هذه الفنون والاداب ليخرج منها بثمر ناضج وناصح.

* ما هو جديد غني العمار؟

انا اكتب كل يوم واذا ما انقطعت فهذا معناه الموت للشاعر فلدي ثلاثة مخطوطات شعرية هي (مسودات لبياض قلبي, الوقوف عدواً, الخروج من كسكر) وانا بانتظار طبعها في دار الشؤون الثقافية التابعة لوزارة الثقافة العراقية. 

* كيف تنظرون للادب في واسط بشكل عام, وما هو دور المسؤولين والشخصيات في المحافظة لاجل اقامة بيوتات ثقافية تقوم بدور وزارة الثقافة الضائع!؟

الادب في واسط حاله حال الادب العراقي واذا ما تفهم المسؤول ان ثقافة الكلمة هي ثقافة بناء وليس هدم او عنف وضع الادب والادباء في متن الفكرة للاسف ان المسؤولين لازالوا يهمشون الادب والثقافة ويعدونها زخرفاً متناسين انها من ارقى ثمار الحضارة الانسانية.

* ماذا يعني لك هؤلاء, مصطفى جمال الدين, محمد حسن ال ياسين, كاظم الحجاج, الجواهري, الوطن والغربة, الذكرى, المتنبي؟!

مصطفى جمال الدين متجدد في جلباب تحدى فيه قيود الزمن وخرج منها بعافية الدين والدنيا مبدع قل نظيره وبتر يعلوه التراب ولابد للباحث من التنقيب من هذه الدرة ليدخل بريقها نفوسها

اما محمد حسن ال ياسين فهو شيخ الشعراء ابقاه الله يوزع نفسه في نفوس كثيرة متواضع شاعر ادين له في احايين كثيرة بمواقف جعلتني انتصب خلف منصة الالقاء.

كاظم الحجاج هو نخلة بصرية هاطلة العذوق لم يأخذ منها العمر الرطب بل زادها شهداً

الوطن والغربة ثنائية متضادة يحمل كل طرف منها ما يؤجج في نفسك البكاء

الذكرى لغم محتّم عليك ان تطأه كل يوم ليتشظى اما عينيك بصور لا يأتي عليها الحلم

المتنبي مالىء الدنيا زهواً ومالكها شعراً وشاغل الملوك والامراء والفرسان توهج قصائده مرجعتي للشعر كلما ضاقت بي السبل واني لأنام ملء جفوني بقصائده.

* هل كتبت لغير الشعر يوماً؟

كتبت للمسرح ولدي مسرحيات عرضت في العاصمة بغداد وفي مهرجانات عدة وكتبت للانشودة الوطنية فيها نصوص فازت بمسابقات عدة واكتب للصحافة عمود وللنقد وبدأت رساماً وانتهيت شاعراً...

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 17/حزيران/2009 - 19/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م